إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

فيروس جدري القردة "يضرب" في المغرب .. أي تداعيات على تونس؟

تونس-الصباح

يطرح الوضع الصحي العالمي في علاقة بتواصل انتشار فيروس جدري القردة عديد الأسئلة، بعد أن ضرب هذا الفيروس مؤخرا في المغرب.. بما يدفعنا الى التساؤل عن مدى خطورة الوضع وتداعياته على تونس وهل أن الإجراءات المعتمدة ما تزال صامدة أمام سرعة انتشار الفيروس؟

وفي هذا الاتجاه أصدرت أول أمس وزارة الصحة المغربية بيانا أعلنت فيه عن تسجيل أول حالة إصابة بجدري القردة (إمبوكس) في البلاد وتحديدا بمدينة مراكش.

وقالت الوزارة إن حالة المصاب مستقرة، ويخضع للرعاية الصحية، كما لم تظهر على المخالطين له أية أعراض حتى الآن.

ووفقاً لـ"وكالة أنباء المغرب العربي"، فإن الحالة التي تم اكتشافها ضمن البروتوكول الصحي المعتمد في المملكة منذ بدء هذا الإنذار الصحي العالمي، مستقرة، كما «خضع المصاب للرعاية الصحية اللازمة في أحد المراكز الطبية المتخصصة بمدينة مراكش، وهو في حالة صحية مستقرة لا تستدعي القلق".

الوضع مستقر

من هذا المنطلق وحول مدى إمكانية "تسرب "الفيروس الى بلادنا أوردت مصادر مطلعة من وزارة الصحة في تصريح لـ"الصباح"، أن الوضع يٌعتبر حاليا مستقرا للغاية، على اعتبار أن هنالك إجراءات معمول بها أثبتت الى حد اللحظة نجاعتها، علما أن وزارة الصحة كانت قد أكدت في بيان سابق أنها اتخذت جميع الإجراءات لتدعيم المراقبة الصحية واليقظة والرصد في البلاد، خاصة على مستوى المعابر من طرف المراقبة الصحيّة الحدوديّة.

كما شددت على جاهزيّة جميع الهياكل الراجعة لها بالنظر لمجابهة دخول هذا المرض للبلاد واتخاذ جميع التدابير الوقائيّة اللازمة على المستوى الوطني والجهوي تحسبا لأي مستجدات حول الموضوع.

الفيروس يتمدد في إفريقيا

من جهة أخرى وفي علاقة بالوضع الصحي على مستوى القارة الإفريقية جدير بالذكر أن الفيروس باق ويتمدد حيث كشفت آخر الإحصائيات أن أكثر من 100 شخص توفوا بسبب جدري القردة في إفريقيا خلال الأسبوع الماضي أي ما يعادل 15%، من جميع الوفيات المبلغ عنها هذا العام، حيث ينتشر تفشي سلالة متحولة في جميع أنحاء القارة وفقا لما تناقلته عديد الأوساط الإعلامية العالمية..

وأشارت الأوساط ذاتها الى أن الدكتور جان كاسيا رئيس مراكز إفريقيا لمكافحة الأمراض والوقاية منها كان قد أورد أن المتحور المثير للقلق تم رصده الآن في 14 دولة في المنطقة مع تسجيل أكثر من 26500 إصابة و724 حالة وفاة منذ شهر جانفي الماضي..

وشهد الأسبوع الماضي وحده تسجيل 3160 حالة إصابة جديدة بجدري القردة و107 حالة وفاة - أي ما يعادل 11 % من الإصابات و14.7% من الوفيات التي تم اكتشافها حتى الآن في عام 2024.

ليشير الدكتور "كاسيا" الى "إنه رقم مفزع" مضيفًا أن الأطفال دون سن 15 عامًا تأثروا بشكل كبير.

تجدر الإشارة الى أن منظمة الصحة العالمية قد أعلنت أمس أنها منحت أول ترخيص لاستخدام لقاح ضدّ جدري القردة “إم بوكس” للبالغين، واصفة إياه بأنه خطوة مهمة نحو مكافحة المرض في إفريقيا وخارجها.

ترخيص أول للقاح

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس: "إنّ هذا الترخيص الأول للقاح ضدّ جدري القردة، هو خطوة مهمة في حربنا ضدّ المرض، سواء في سياق تفشي المرض الحالي في إفريقيا أو في المستقبل".

ودعا رئيس وكالة الصحة التابعة للأمم المتحدة إلى زيادة "عاجلة" في المشتريات والتبرعات والطرح لإيصال اللقاح إلى حيث تشتدّ الحاجة إليه، إلى جانب تدابير الاستجابة الأخرى.

ويقول رئيس الوكالة إنه في حين أنّ اللقاح غير مرخص حاليا لمن تقل أعمارهم عن 18 عاما، فقد يتمّ استخدامه للرضع والأطفال والمراهقين “في بيئات تفشي المرض حيث تفوق فوائد التطعيم المخاطر المحتملة”.

وشدّدت منظمة الصحة العالمية على أنّ الترخيص الأولي للقاح من إنتاج شركة بافاريان نورديك، ما يعني أنّ الجهات المانحة مثل التحالف العالمي للقاحات والتحصين “غافي” ويونيسيف يمكنها شراؤه، مع تأكيدها أنّ الإمدادات محدودة، لأنّ هناك مصنعا واحدا فقط، وفق ما نقلته عنها وكالة الأناضول التركية.

يذكر ان “جدري القردة” قد ظهر للمرّة الأولى عام 1958، عندما حدثت إصابتان لمرض شبيه بالجدري في مستعمرات من القردة المحفوظة للبحوث بالدنمارك.

وينتقل جدري القردة في الغالب عن طريق الاتصال الجنسي واللمس، وكذلك مشاركة الفراش والمناشف والملابس.

وتشمل أعراض الفيروس طفحا جلديا وتوعكا وحمى وتضخما في الغدد الليمفاوية، بالإضافة إلى قشعريرة وصداع وألم عضلي.

منال حرزي

 

 

 

 

 

 

 

 

فيروس جدري القردة "يضرب" في المغرب .. أي تداعيات على تونس؟

تونس-الصباح

يطرح الوضع الصحي العالمي في علاقة بتواصل انتشار فيروس جدري القردة عديد الأسئلة، بعد أن ضرب هذا الفيروس مؤخرا في المغرب.. بما يدفعنا الى التساؤل عن مدى خطورة الوضع وتداعياته على تونس وهل أن الإجراءات المعتمدة ما تزال صامدة أمام سرعة انتشار الفيروس؟

وفي هذا الاتجاه أصدرت أول أمس وزارة الصحة المغربية بيانا أعلنت فيه عن تسجيل أول حالة إصابة بجدري القردة (إمبوكس) في البلاد وتحديدا بمدينة مراكش.

وقالت الوزارة إن حالة المصاب مستقرة، ويخضع للرعاية الصحية، كما لم تظهر على المخالطين له أية أعراض حتى الآن.

ووفقاً لـ"وكالة أنباء المغرب العربي"، فإن الحالة التي تم اكتشافها ضمن البروتوكول الصحي المعتمد في المملكة منذ بدء هذا الإنذار الصحي العالمي، مستقرة، كما «خضع المصاب للرعاية الصحية اللازمة في أحد المراكز الطبية المتخصصة بمدينة مراكش، وهو في حالة صحية مستقرة لا تستدعي القلق".

الوضع مستقر

من هذا المنطلق وحول مدى إمكانية "تسرب "الفيروس الى بلادنا أوردت مصادر مطلعة من وزارة الصحة في تصريح لـ"الصباح"، أن الوضع يٌعتبر حاليا مستقرا للغاية، على اعتبار أن هنالك إجراءات معمول بها أثبتت الى حد اللحظة نجاعتها، علما أن وزارة الصحة كانت قد أكدت في بيان سابق أنها اتخذت جميع الإجراءات لتدعيم المراقبة الصحية واليقظة والرصد في البلاد، خاصة على مستوى المعابر من طرف المراقبة الصحيّة الحدوديّة.

كما شددت على جاهزيّة جميع الهياكل الراجعة لها بالنظر لمجابهة دخول هذا المرض للبلاد واتخاذ جميع التدابير الوقائيّة اللازمة على المستوى الوطني والجهوي تحسبا لأي مستجدات حول الموضوع.

الفيروس يتمدد في إفريقيا

من جهة أخرى وفي علاقة بالوضع الصحي على مستوى القارة الإفريقية جدير بالذكر أن الفيروس باق ويتمدد حيث كشفت آخر الإحصائيات أن أكثر من 100 شخص توفوا بسبب جدري القردة في إفريقيا خلال الأسبوع الماضي أي ما يعادل 15%، من جميع الوفيات المبلغ عنها هذا العام، حيث ينتشر تفشي سلالة متحولة في جميع أنحاء القارة وفقا لما تناقلته عديد الأوساط الإعلامية العالمية..

وأشارت الأوساط ذاتها الى أن الدكتور جان كاسيا رئيس مراكز إفريقيا لمكافحة الأمراض والوقاية منها كان قد أورد أن المتحور المثير للقلق تم رصده الآن في 14 دولة في المنطقة مع تسجيل أكثر من 26500 إصابة و724 حالة وفاة منذ شهر جانفي الماضي..

وشهد الأسبوع الماضي وحده تسجيل 3160 حالة إصابة جديدة بجدري القردة و107 حالة وفاة - أي ما يعادل 11 % من الإصابات و14.7% من الوفيات التي تم اكتشافها حتى الآن في عام 2024.

ليشير الدكتور "كاسيا" الى "إنه رقم مفزع" مضيفًا أن الأطفال دون سن 15 عامًا تأثروا بشكل كبير.

تجدر الإشارة الى أن منظمة الصحة العالمية قد أعلنت أمس أنها منحت أول ترخيص لاستخدام لقاح ضدّ جدري القردة “إم بوكس” للبالغين، واصفة إياه بأنه خطوة مهمة نحو مكافحة المرض في إفريقيا وخارجها.

ترخيص أول للقاح

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس: "إنّ هذا الترخيص الأول للقاح ضدّ جدري القردة، هو خطوة مهمة في حربنا ضدّ المرض، سواء في سياق تفشي المرض الحالي في إفريقيا أو في المستقبل".

ودعا رئيس وكالة الصحة التابعة للأمم المتحدة إلى زيادة "عاجلة" في المشتريات والتبرعات والطرح لإيصال اللقاح إلى حيث تشتدّ الحاجة إليه، إلى جانب تدابير الاستجابة الأخرى.

ويقول رئيس الوكالة إنه في حين أنّ اللقاح غير مرخص حاليا لمن تقل أعمارهم عن 18 عاما، فقد يتمّ استخدامه للرضع والأطفال والمراهقين “في بيئات تفشي المرض حيث تفوق فوائد التطعيم المخاطر المحتملة”.

وشدّدت منظمة الصحة العالمية على أنّ الترخيص الأولي للقاح من إنتاج شركة بافاريان نورديك، ما يعني أنّ الجهات المانحة مثل التحالف العالمي للقاحات والتحصين “غافي” ويونيسيف يمكنها شراؤه، مع تأكيدها أنّ الإمدادات محدودة، لأنّ هناك مصنعا واحدا فقط، وفق ما نقلته عنها وكالة الأناضول التركية.

يذكر ان “جدري القردة” قد ظهر للمرّة الأولى عام 1958، عندما حدثت إصابتان لمرض شبيه بالجدري في مستعمرات من القردة المحفوظة للبحوث بالدنمارك.

وينتقل جدري القردة في الغالب عن طريق الاتصال الجنسي واللمس، وكذلك مشاركة الفراش والمناشف والملابس.

وتشمل أعراض الفيروس طفحا جلديا وتوعكا وحمى وتضخما في الغدد الليمفاوية، بالإضافة إلى قشعريرة وصداع وألم عضلي.

منال حرزي

 

 

 

 

 

 

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews