إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

حديث "الصباح".. على إيقاع "رقصة البطّ"

 

بقلم: سفيان رجب

بعد عناء وتعب سنة كاملة من العمل، قررّ رب العائلة الحجز هو وعائلته في أحد فنادق مدينة ساحلية لقضاء أربعة أيام على شاطئ البحر يتمتع فيها بالراحة والنوم والتكييف والخدمات داخل الغرفة وفي المطعم وعلى المسبح والشاطئ حيث البحر المغري بأمواجه الزرقاء الهادئة، والشمس الممتعة التي تخفف المظلات البحرية من أشعتها والأكل المتنوع والشرب دون حساب في إطار منظومةAll Inclusive التي تنفرد بها تقريبا فنادقنا من دون فنادق العالم!!

كان كل شيء يعد بعطلة مثالية تستحق بضع الملايين التي دفعها صديقنا من أجل التمتع بالأيام الأربعة بعيدا عن العاصمة ومشاكلها، ولكن ما حدث كان بعيداً كل البعد عن توقعات هذا المواطن الذي وبعد رحلة طويلة بالسيارة وبمجرد وصوله وعائلته بقي دقائق طويلة أمام البوابة الخارجية المغلقة في انتظار تأكد الحارس من الحجز.. وبعد أن جاء التأكيد من مكتب الاستقبال!! تمكنت العائلة من الدخول ليقف الأب أمام عون الاستقبال الذي بدأ غليظا وفضا وطلب منه الانتظار حتى يتم تنظيف وتجهيز الغرفة ليشعر الضيف من طريقة المعاملة والتجاهل وكأنه ثقيل الظل وغير مرحب به!!

بعد انتظار طويل وممّل، تسلمت العائلة مفاتيح غرفة لا تطابق معاييرها تلك التي حجزوها مسبقاً عبر الإنترنت. حاول الأب توضيح الخطأ، لكن موظف الاستقبال أجاب ببرود:"هذه هي الغرف المتاحة لدينا حالياً، وإذا لم يعجبكم الأمر، يمكنكم البحث عن فندق آخر".

لم يكن أمام العائلة خيار سوى القبول بالأمر الواقع، على أمل أن تتحسن الأمور في الأيام التالية. لكن ما حدث كان أسوأ. فعند دخولهم المطعم، شعروا بأنهم يعاملون كضيوف من درجة ثانية وكان المكان تعمه الفوضى والأوساخ وبقايا الطعام في كل مكان!!

من الغد، قررت العائلة المشاركة في نشاط ترفيهي على الشاطئ بعيدا عن نشاط المسبح الذي اختص تقريبا في أغنية ورقصة (C’est la danse des canars)، ولكن عندما حاولوا التسجيل، قوبلوا بتلكؤ العون الذي لمّح إليهم بأن الأولوية للسياح الأجانب كيف لا والأجنبي يدفع المعلوم مضاعفا تقريبا. بعد طول انتظار، لم يأت دور العائلة التي شعرت بالاستياء والإحباط من هذا التمييز الذي شعروا من خلاله أنهم غرباء في بلدهم!!

العائلة قررت التوجه إلى مدير النزل لتقديم شكوى رسمية، لكن المدير لم يحضر ولم يهتم، فقرر ربّ الأسرة المغادرة أو العودة إلى المنزل، وقررّ الأبناء مشاركة تجربتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث شاركهم الجمهور التجربة وأيد جلهم الرواية مؤكدين أن هذا ما يحصل في نزلنا الساحلية صيفا للأسف مستعرضين تجاربهم في المجال، مطالبين بضرورة الإصلاح والعدالة والابتعاد عن التمييز ومنح التونسي حقه في التمتع بخيرات بلاده مطالبين بتحسين الخدمات واحترام حقوق النزلاء بغض النظر عن جنسياتهم.

في الحديث القادم.. سنتطرّق كذلك إلى السياحة الداخلية لكن من وجهة نظر أخرى ومن واقع آخر لا يقلّ مرارة يهمّ سلوك التونسي غير السويّ داخل فنادق بلاده..

 

 

 

 

 

بقلم: سفيان رجب

بعد عناء وتعب سنة كاملة من العمل، قررّ رب العائلة الحجز هو وعائلته في أحد فنادق مدينة ساحلية لقضاء أربعة أيام على شاطئ البحر يتمتع فيها بالراحة والنوم والتكييف والخدمات داخل الغرفة وفي المطعم وعلى المسبح والشاطئ حيث البحر المغري بأمواجه الزرقاء الهادئة، والشمس الممتعة التي تخفف المظلات البحرية من أشعتها والأكل المتنوع والشرب دون حساب في إطار منظومةAll Inclusive التي تنفرد بها تقريبا فنادقنا من دون فنادق العالم!!

كان كل شيء يعد بعطلة مثالية تستحق بضع الملايين التي دفعها صديقنا من أجل التمتع بالأيام الأربعة بعيدا عن العاصمة ومشاكلها، ولكن ما حدث كان بعيداً كل البعد عن توقعات هذا المواطن الذي وبعد رحلة طويلة بالسيارة وبمجرد وصوله وعائلته بقي دقائق طويلة أمام البوابة الخارجية المغلقة في انتظار تأكد الحارس من الحجز.. وبعد أن جاء التأكيد من مكتب الاستقبال!! تمكنت العائلة من الدخول ليقف الأب أمام عون الاستقبال الذي بدأ غليظا وفضا وطلب منه الانتظار حتى يتم تنظيف وتجهيز الغرفة ليشعر الضيف من طريقة المعاملة والتجاهل وكأنه ثقيل الظل وغير مرحب به!!

بعد انتظار طويل وممّل، تسلمت العائلة مفاتيح غرفة لا تطابق معاييرها تلك التي حجزوها مسبقاً عبر الإنترنت. حاول الأب توضيح الخطأ، لكن موظف الاستقبال أجاب ببرود:"هذه هي الغرف المتاحة لدينا حالياً، وإذا لم يعجبكم الأمر، يمكنكم البحث عن فندق آخر".

لم يكن أمام العائلة خيار سوى القبول بالأمر الواقع، على أمل أن تتحسن الأمور في الأيام التالية. لكن ما حدث كان أسوأ. فعند دخولهم المطعم، شعروا بأنهم يعاملون كضيوف من درجة ثانية وكان المكان تعمه الفوضى والأوساخ وبقايا الطعام في كل مكان!!

من الغد، قررت العائلة المشاركة في نشاط ترفيهي على الشاطئ بعيدا عن نشاط المسبح الذي اختص تقريبا في أغنية ورقصة (C’est la danse des canars)، ولكن عندما حاولوا التسجيل، قوبلوا بتلكؤ العون الذي لمّح إليهم بأن الأولوية للسياح الأجانب كيف لا والأجنبي يدفع المعلوم مضاعفا تقريبا. بعد طول انتظار، لم يأت دور العائلة التي شعرت بالاستياء والإحباط من هذا التمييز الذي شعروا من خلاله أنهم غرباء في بلدهم!!

العائلة قررت التوجه إلى مدير النزل لتقديم شكوى رسمية، لكن المدير لم يحضر ولم يهتم، فقرر ربّ الأسرة المغادرة أو العودة إلى المنزل، وقررّ الأبناء مشاركة تجربتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث شاركهم الجمهور التجربة وأيد جلهم الرواية مؤكدين أن هذا ما يحصل في نزلنا الساحلية صيفا للأسف مستعرضين تجاربهم في المجال، مطالبين بضرورة الإصلاح والعدالة والابتعاد عن التمييز ومنح التونسي حقه في التمتع بخيرات بلاده مطالبين بتحسين الخدمات واحترام حقوق النزلاء بغض النظر عن جنسياتهم.

في الحديث القادم.. سنتطرّق كذلك إلى السياحة الداخلية لكن من وجهة نظر أخرى ومن واقع آخر لا يقلّ مرارة يهمّ سلوك التونسي غير السويّ داخل فنادق بلاده..

 

 

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews