إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

زياد غرسة في مهرجان قرطاج الدولي.. هنات على مستوى البرمجة والحضور سرعان ما تم تجاوزها

 

 تونس-الصباح

كانت إطلالة الفنان التونسي زياد غرسة ليلة أول أمس على مسرح قرطاج الدولي ضمن فعاليات الدورة 58 على غير العادة باعتبارها كانت دون آلة عود حيث اختار فنان المالوف والألحان الخالدة هذه المرة التواصل مع الفرقة الموسيقية من خلال الاستخبار على آلة "الأورغ".. وقد شهد الحفل عل غرار جل المناسبات إقبالا كبيرا من المولعين بالطبوع التونسية و"الجو التونسي" ليثني زياد غرسة على الحضور المكثف على طريقته الخاصة من خلال "موال مصافحة" تفاعلت معه الجماهير الواسعة.

ومن البديهي أن الحفل غير مخصص للموشحات ووصلات المالوف فحسب وإنما للألحان التونسية الأقرب للوجدان "النوستالجيك" والأعمال الفنية الجديدة كذلك حتى يستوفي برنامج الحفل المميزات الفنية المنتظرة.. لكن الفنان زياد غرسة -على غير عادته- أطنب في بداية الحفل في ترديد المواويل المطولة ذات الطبوع التونسية ولم تكن الانطلاقة موفقة حيث بدت علامات القلق والضجر واضحة على ملامح الكثيرين، فضلا عن صوته الذي لم يكن متميزا كالعادة، لعل ذلك يرجع لأسباب صحية.. وإن كان الأمر كذلك لماذا لم يعمد "الفنان المدلل" زياد غرسة الى رسم برنامج واضح متنوع يحترم الجماهير التي توافدت بمختلف الفئات العمرية من كل أنحاء البلاد وخصوصية مهرجان قرطاج أعرق المهرجانات الدولية.. نقول هذا، لأنه كان من الواضح منذ البداية أن الحفل كان ينقصه حتى ذلك التناغم مع الفرقة الموسيقية التي تضم خيرة العازفين التونسيين على غرار حسين بن ميلود أحد ابرز الموسيقيين والعازفين على ٱلة الناي في العالم العربي... وكأن زياد غرسة لم يستعد لهذا الحفل الضخم وكانت "البرايف" محدودة.. رغم أن الصفحة الرسمية للمهرجان كانت قد وثقت "البروفات" مع الفرقة الموسيقية الموسعة.

ومن المؤاخذات كذلك التي يجب التنويه إليها هي مسألة التواصل مع الجمهور والحضور الركحي التي لم يشتغل عليها الفنان زياد غرسة طيلة عقود، والحال أن رصيده الفني وتمكنه المتفرد من العزف على مختلف الٱلات الموسيقية -بما في ذلك العود التونسي الذي يختلف على العود الشرقي من حيث عدد "الكورد" فضلا عن خصائص أخرى، يتطلب مواكبة تنوع الذائقات والعمل على تطوير الذات في العديد من الجوانب.. طبعا هذا لا ينقص أبدا من قيمة الفنان زياد غرسة الذي تمكن منذ نعومة أظفاره أن يشق طريق التراث الموسيقي التونسي من مالوف وموشحات متمكنا من العود والكمان الجهير والبيانو وغيرها من الٱلات ويساهم في تكوين أجيال في الفرقة الرشيدية منذ أن عوض الموسيقي الكبير الراحل عبد الحميد بنعلجية.

في ذات السياق وفي إطار تسليط الضوء على المحتوى الفني لحفل ليلة أول أمس بمهرجان قرطاج، سرعان ما تدارك زياد غرسة الانطلاقة غير الموفقة حيث اوفى للموروث الموسيقي الأصيل ليطرب اسماع الحاضرين ويشد اهتمامهم لاكثر من ساعة ونصف بنبضات الالحان التونسية الخالدة مع تزاوج بارع بين الالات الوترية (الكمنجة والتشيلو والٱلتو) والٱلات الموسيقية الإيقاعية (الدف والدربوكة..)

و في الجزء الثاني من الحفل غنى زياد غرسة "كل دقيقة في عيد في أحضانك يا ميمة" و"علاش تحير فيا" و"الي تعدا وفات" و"حبك كم عيارو" .. لتأخذ السهرة منعرجا تصاعديا ومنحى آخر على مستوى "الريتم" و"الدبكة" مع ثلة من الأغاني التونسية على غرار "ترهويجة" و"عزيز قلبي" و"روح مالسوق عمار" و"خالي بدلني" حيث تفاعل معه الجمهور تفاعلا كبيرا سواء بترديد كلمات الاغاني أو الرقص تناغما مع الايقاعات التونسية التي ستظل خالدة في الموروث التونسي.. في النهاية، كان من الممكن أفضل مما كان، وكان على زياد غرسة التفكير في برنامج متجدد يهديه لأحباء الطبوع التونسية والألحان المتميزة.. خاصة انه جدير بذلك.

 وليد عبداللاوي

 

 

 

 

زياد غرسة في مهرجان قرطاج الدولي..    هنات على مستوى البرمجة والحضور سرعان ما تم تجاوزها

 

 تونس-الصباح

كانت إطلالة الفنان التونسي زياد غرسة ليلة أول أمس على مسرح قرطاج الدولي ضمن فعاليات الدورة 58 على غير العادة باعتبارها كانت دون آلة عود حيث اختار فنان المالوف والألحان الخالدة هذه المرة التواصل مع الفرقة الموسيقية من خلال الاستخبار على آلة "الأورغ".. وقد شهد الحفل عل غرار جل المناسبات إقبالا كبيرا من المولعين بالطبوع التونسية و"الجو التونسي" ليثني زياد غرسة على الحضور المكثف على طريقته الخاصة من خلال "موال مصافحة" تفاعلت معه الجماهير الواسعة.

ومن البديهي أن الحفل غير مخصص للموشحات ووصلات المالوف فحسب وإنما للألحان التونسية الأقرب للوجدان "النوستالجيك" والأعمال الفنية الجديدة كذلك حتى يستوفي برنامج الحفل المميزات الفنية المنتظرة.. لكن الفنان زياد غرسة -على غير عادته- أطنب في بداية الحفل في ترديد المواويل المطولة ذات الطبوع التونسية ولم تكن الانطلاقة موفقة حيث بدت علامات القلق والضجر واضحة على ملامح الكثيرين، فضلا عن صوته الذي لم يكن متميزا كالعادة، لعل ذلك يرجع لأسباب صحية.. وإن كان الأمر كذلك لماذا لم يعمد "الفنان المدلل" زياد غرسة الى رسم برنامج واضح متنوع يحترم الجماهير التي توافدت بمختلف الفئات العمرية من كل أنحاء البلاد وخصوصية مهرجان قرطاج أعرق المهرجانات الدولية.. نقول هذا، لأنه كان من الواضح منذ البداية أن الحفل كان ينقصه حتى ذلك التناغم مع الفرقة الموسيقية التي تضم خيرة العازفين التونسيين على غرار حسين بن ميلود أحد ابرز الموسيقيين والعازفين على ٱلة الناي في العالم العربي... وكأن زياد غرسة لم يستعد لهذا الحفل الضخم وكانت "البرايف" محدودة.. رغم أن الصفحة الرسمية للمهرجان كانت قد وثقت "البروفات" مع الفرقة الموسيقية الموسعة.

ومن المؤاخذات كذلك التي يجب التنويه إليها هي مسألة التواصل مع الجمهور والحضور الركحي التي لم يشتغل عليها الفنان زياد غرسة طيلة عقود، والحال أن رصيده الفني وتمكنه المتفرد من العزف على مختلف الٱلات الموسيقية -بما في ذلك العود التونسي الذي يختلف على العود الشرقي من حيث عدد "الكورد" فضلا عن خصائص أخرى، يتطلب مواكبة تنوع الذائقات والعمل على تطوير الذات في العديد من الجوانب.. طبعا هذا لا ينقص أبدا من قيمة الفنان زياد غرسة الذي تمكن منذ نعومة أظفاره أن يشق طريق التراث الموسيقي التونسي من مالوف وموشحات متمكنا من العود والكمان الجهير والبيانو وغيرها من الٱلات ويساهم في تكوين أجيال في الفرقة الرشيدية منذ أن عوض الموسيقي الكبير الراحل عبد الحميد بنعلجية.

في ذات السياق وفي إطار تسليط الضوء على المحتوى الفني لحفل ليلة أول أمس بمهرجان قرطاج، سرعان ما تدارك زياد غرسة الانطلاقة غير الموفقة حيث اوفى للموروث الموسيقي الأصيل ليطرب اسماع الحاضرين ويشد اهتمامهم لاكثر من ساعة ونصف بنبضات الالحان التونسية الخالدة مع تزاوج بارع بين الالات الوترية (الكمنجة والتشيلو والٱلتو) والٱلات الموسيقية الإيقاعية (الدف والدربوكة..)

و في الجزء الثاني من الحفل غنى زياد غرسة "كل دقيقة في عيد في أحضانك يا ميمة" و"علاش تحير فيا" و"الي تعدا وفات" و"حبك كم عيارو" .. لتأخذ السهرة منعرجا تصاعديا ومنحى آخر على مستوى "الريتم" و"الدبكة" مع ثلة من الأغاني التونسية على غرار "ترهويجة" و"عزيز قلبي" و"روح مالسوق عمار" و"خالي بدلني" حيث تفاعل معه الجمهور تفاعلا كبيرا سواء بترديد كلمات الاغاني أو الرقص تناغما مع الايقاعات التونسية التي ستظل خالدة في الموروث التونسي.. في النهاية، كان من الممكن أفضل مما كان، وكان على زياد غرسة التفكير في برنامج متجدد يهديه لأحباء الطبوع التونسية والألحان المتميزة.. خاصة انه جدير بذلك.

 وليد عبداللاوي

 

 

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews