-رئيس الجمعيّة التونسيّة لمكافحة الإدمان لـ"الصباح نيوز": 1000 مريض يترددون سنويا على مركز "أمل " بجبل الوسط للعلاج
تمكّنت يوم الأربعاء 10 ماي 2023 الفرقة الجهوية لمكافحة المخدرات بقفصة، من حجز 28 ألف و50 قرصا من مخدر "ليريكا".
وقُدّرت القيمة الماليّة للمحجوز بأكثر من مائتيْ ألف دينار. وقد تمّت العمليّة إثر نصب كمين لشاب من مواليد 1995، بمنطقة السّواعي من معتمدية قفصة الشماليّة بعد ورود معلومات للفرقة بتحوّزه عليها، وبإذن من النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بقفصة، تمّت مداهمة مسكنه والعثور على الأقراص المخدرة والاحتفاظ به لإحالته على العدالة..وبالنظر إلى كمية المحجوز فإن الحديث عن خطورة هذه الشحنات على المتعاطين وعلى عموم الشباب بات يطرح بشدة ..كما أنه يتم يوميا أحيانا ودوريا حجز كميات هائلة من الادوية التي تعتبر "حبوب الهلوسة" بالنسبة الى المتعاطين وكذلك المدمنين رغم أنها أقراص مخصصة الى نوع معين من المرضى ..وهو ما يجعل تجدد الحديث عن هذه المسألة ضروريا من أجل التوعية بالمخاطر التي قد تترتب عن تهريب مثل هذه الادوية .. حيث تمكنت خلال الليلة الفاصلة بين يومي 22 و 23 جوان 2023 دورية تابعة لإحدى مراكز حرس المرور بمنطقة الحرس الوطني بمارث من ضبط شاحنة خفيفة تم العثور بداخلها على 14970 قرصا مخدرا "بريقبالين" مخفية بإحكام داخل الوسيلة .
ليست هذه الكمية الوحيدة التي تكشف عن ترويج هذا النوع من المخدرات ببلادنا ففي 2019 كانت وسائل الإعلام الجزائرية أشارت الي ان هناك شبكة دولية هرّبت 11 ألف قرص “ليريكا” من تونس إلى قسنطينة من خلال إخفائها بإحكام داخل سيارة وتم حجز تلك الكمية داخل أحد المستودعات.
وفي 2022 تمكنت مصالح الديوانة من حجز أكثر من 800 الف حبة "بريقابالين" أو ما يعرف بمخدر "ليركا" تم تهريبها من ليبيا إلى بلادنا عبر المعبر الحدودي راس جدير.
وكانت أمس السبت الوحدات الاستعلاماتية العاملة بمنطقة الحرس الوطني بحدائق المنزه قذ تمكنت من حجز عدد 45 حقنة دواء مخدر نوع sufenta10ug/2ml بحوزة مبنجة تعمل بالمستشفى الجامعي بالرابطة .
مادة قاتلة ..
رئيس الجمعيّة التونسيّة لمكافحة طب الإدمان الدكتور نبيل بن صالح قدم في تصريح لـ"الصباح نيوز" تفاصيل عن هذا المخدر وتأثيراته على المدمن وانعكاس ذلك على المجتمع موضحا ان مخدر "ليريكا" هو في الأصل دواء موجود بالصيدليات يستعمل في معالجة الام العروق "البو عنقود" والالام التي يصاب بها مرضى السكري كذلك يستعمل لعلاج مرض الصرع ومرض القلق للتخفيف على المرضى وهو دواء في شكل أقراص يسلم بواسطة وصفة طبية ويتم تناوله بمعدل قرص او قرصين في اليوم ولكن المتعاطين لهذا الدواء يصل بهم الأمر إلى استهلاك 12 قرصا في اليوم.
وعن تأثير استعمال هذه الأقراص على مستهلكيها بين أن هناك تأثيرات تتمثل في شعور المدمن في البداية بنوع من النشوة والإثارة التي تجعله يتجرأ على مهاجمة الأشخاص وسرقتهم وفي بعض الأحيان يصاب مستهلك مخدر "ليريكا" بحالة إغماء ولكن الأخطر من ذلك عندما يتم استعمال تلك الأقراص مع الأدوية الافيونية الأخرى او مزجها مع الكحول عندها يصاب المدمن بالإغماء ويصبح سريع الانفعال ويشعر بضيق كبير في التنفس يصل حد الموت.
وعندما لا تتوفر لديه تلك المادة يصاب بحالة من الهيجان تصل حد ارتكاب جرائم خطيرة كجرائم القتل.
وأوضح أن المترددين على مركز "أمل" بجبل الوسط للعلاج من الإدمان على المخدرات بأنواعها تتراوح أعمارهم بين 18 و40و42 سنة وبينهم العاطل عن العمل والموظف ورجل الأعمال... وما بين الثلث والنصف منهم استهلكوا في وقت ما أقراص "ليريكا".
وتختلف الأسباب والدوافع لإستهلاك المخدرات بكافة أنواعها فهنالك أسباب مادية حسب رأي المتحدث فالبعض من المدمنين تدفعهم الامكانيات المادية لاكتشاف أحاسيس جديدة.
وهناك اسباب أخرى تدفع إلى الاستهلاك وهي الاحتياج المادي او القمار او خيبة أمل في العبور الى الضفة الأخرى بعد تعليق آمال كبيرة ووعود زائفة...
وعما اذا كانت نسبة الإناث المستهلكات اكثر من الذكور بيّن الدكتور نبيل بن صالح أنه يصعب تحديد ذلك لأن العديد من المستهلكين للمخدرات نساء ورجال يخفون ذلك خوفا من ردة فعل المجتمع والمحيطين بهم. مشيرا الى أن المترددات على مركز "امل" بجبل الوسط للمعالجة من الإدمان قلة قليلة إذ نجد مقابل 1000 مريض يترددون سنويا على مركز "امل" بحبل الوسط للعلاج من الإدمان نجد عشرة نساء او 12 إمرأة وهذا لا يعطينا إحصائية دقيقة باعتبار أن الكثير من المستهلكات تخفين ادمانهن خوفا من المجتمع.
ويتردد على مركز معالجة الإدمان بمونفلوري مستهلكو الأقراص المخدرة والكوكايين والقنب الهندي وهم أنفسهم الذين يعمدون أحيانا الى استهلاك مخدر "ليريكا" لتعويضه بمخدر الكوكايين أو القنب الهندي او اقراص "السوبيتاكس".
ويؤكد محدثنا على الأطبّاء ضرورة عدم تسليم وصفات طبية لهذا الدواء بسهولة لأنه فتح الباب للترويج وتعويضه ان كانت هناك إمكانية بدواء اخر حتى نتجنب استغلال تلك الوصفات الطبية لترويج اقراص "ليريكا" من قبل بعض المرضى خاصة وأنها عندما تباع بواسطة وصفة طبية يكون ثمنها بخسا نوعا ما ولكن مروجيها يبيعون القرص الواحد منها للمستهلكين ب5 دنانير.
ثلثا المدمنين في العالم من الرجال
ووفق إحصائيّات عالميّة يقول الدكتور نبيل بن صالح إن ثلثي المدمنين على المواد الممنوعة في العالم هم من الرّجال ونسبة النّساء المدمنات على الممنوعات في العالم تمثّل الثّلث ولكن هذا لا يعطينا نظرة صحيحة عن الواقع حسب رأيه باعتبار أن الكثير من المدمنين خاصّة من النّساء لا تفصحن عن إدمانهن خوفا من الوصم الذي سيلحقهم من المجتمع.
الإدمان مرض وليس جريمة
واعتبر ان المعضلة ان إستهلاك المخدرات لا يعتبر مرضا بل جريمة يعاقب عليها القانون وهذا ما جعل امر الإقبال على العلاج صعب بالنسبة للمستهلكين وشدد بن صالح على ضرورة تنقيح القانون واعتبار الإدمان مرض مزمن للمخ حتى يقبل المدمنين على العلاج ويتمتعون بالتغطية الاجتماعية.
وختم بضرورة توعية الناس ان الإدمان لا يحل المشاكل التي تعترضنا في حياتنا وشجع على ضرورة الإقبال على العلاج (طبي ونفسي واجتماعي) قبل فوات الأوان. صباح الشابّي
-رئيس الجمعيّة التونسيّة لمكافحة الإدمان لـ"الصباح نيوز": 1000 مريض يترددون سنويا على مركز "أمل " بجبل الوسط للعلاج
تمكّنت يوم الأربعاء 10 ماي 2023 الفرقة الجهوية لمكافحة المخدرات بقفصة، من حجز 28 ألف و50 قرصا من مخدر "ليريكا".
وقُدّرت القيمة الماليّة للمحجوز بأكثر من مائتيْ ألف دينار. وقد تمّت العمليّة إثر نصب كمين لشاب من مواليد 1995، بمنطقة السّواعي من معتمدية قفصة الشماليّة بعد ورود معلومات للفرقة بتحوّزه عليها، وبإذن من النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بقفصة، تمّت مداهمة مسكنه والعثور على الأقراص المخدرة والاحتفاظ به لإحالته على العدالة..وبالنظر إلى كمية المحجوز فإن الحديث عن خطورة هذه الشحنات على المتعاطين وعلى عموم الشباب بات يطرح بشدة ..كما أنه يتم يوميا أحيانا ودوريا حجز كميات هائلة من الادوية التي تعتبر "حبوب الهلوسة" بالنسبة الى المتعاطين وكذلك المدمنين رغم أنها أقراص مخصصة الى نوع معين من المرضى ..وهو ما يجعل تجدد الحديث عن هذه المسألة ضروريا من أجل التوعية بالمخاطر التي قد تترتب عن تهريب مثل هذه الادوية .. حيث تمكنت خلال الليلة الفاصلة بين يومي 22 و 23 جوان 2023 دورية تابعة لإحدى مراكز حرس المرور بمنطقة الحرس الوطني بمارث من ضبط شاحنة خفيفة تم العثور بداخلها على 14970 قرصا مخدرا "بريقبالين" مخفية بإحكام داخل الوسيلة .
ليست هذه الكمية الوحيدة التي تكشف عن ترويج هذا النوع من المخدرات ببلادنا ففي 2019 كانت وسائل الإعلام الجزائرية أشارت الي ان هناك شبكة دولية هرّبت 11 ألف قرص “ليريكا” من تونس إلى قسنطينة من خلال إخفائها بإحكام داخل سيارة وتم حجز تلك الكمية داخل أحد المستودعات.
وفي 2022 تمكنت مصالح الديوانة من حجز أكثر من 800 الف حبة "بريقابالين" أو ما يعرف بمخدر "ليركا" تم تهريبها من ليبيا إلى بلادنا عبر المعبر الحدودي راس جدير.
وكانت أمس السبت الوحدات الاستعلاماتية العاملة بمنطقة الحرس الوطني بحدائق المنزه قذ تمكنت من حجز عدد 45 حقنة دواء مخدر نوع sufenta10ug/2ml بحوزة مبنجة تعمل بالمستشفى الجامعي بالرابطة .
مادة قاتلة ..
رئيس الجمعيّة التونسيّة لمكافحة طب الإدمان الدكتور نبيل بن صالح قدم في تصريح لـ"الصباح نيوز" تفاصيل عن هذا المخدر وتأثيراته على المدمن وانعكاس ذلك على المجتمع موضحا ان مخدر "ليريكا" هو في الأصل دواء موجود بالصيدليات يستعمل في معالجة الام العروق "البو عنقود" والالام التي يصاب بها مرضى السكري كذلك يستعمل لعلاج مرض الصرع ومرض القلق للتخفيف على المرضى وهو دواء في شكل أقراص يسلم بواسطة وصفة طبية ويتم تناوله بمعدل قرص او قرصين في اليوم ولكن المتعاطين لهذا الدواء يصل بهم الأمر إلى استهلاك 12 قرصا في اليوم.
وعن تأثير استعمال هذه الأقراص على مستهلكيها بين أن هناك تأثيرات تتمثل في شعور المدمن في البداية بنوع من النشوة والإثارة التي تجعله يتجرأ على مهاجمة الأشخاص وسرقتهم وفي بعض الأحيان يصاب مستهلك مخدر "ليريكا" بحالة إغماء ولكن الأخطر من ذلك عندما يتم استعمال تلك الأقراص مع الأدوية الافيونية الأخرى او مزجها مع الكحول عندها يصاب المدمن بالإغماء ويصبح سريع الانفعال ويشعر بضيق كبير في التنفس يصل حد الموت.
وعندما لا تتوفر لديه تلك المادة يصاب بحالة من الهيجان تصل حد ارتكاب جرائم خطيرة كجرائم القتل.
وأوضح أن المترددين على مركز "أمل" بجبل الوسط للعلاج من الإدمان على المخدرات بأنواعها تتراوح أعمارهم بين 18 و40و42 سنة وبينهم العاطل عن العمل والموظف ورجل الأعمال... وما بين الثلث والنصف منهم استهلكوا في وقت ما أقراص "ليريكا".
وتختلف الأسباب والدوافع لإستهلاك المخدرات بكافة أنواعها فهنالك أسباب مادية حسب رأي المتحدث فالبعض من المدمنين تدفعهم الامكانيات المادية لاكتشاف أحاسيس جديدة.
وهناك اسباب أخرى تدفع إلى الاستهلاك وهي الاحتياج المادي او القمار او خيبة أمل في العبور الى الضفة الأخرى بعد تعليق آمال كبيرة ووعود زائفة...
وعما اذا كانت نسبة الإناث المستهلكات اكثر من الذكور بيّن الدكتور نبيل بن صالح أنه يصعب تحديد ذلك لأن العديد من المستهلكين للمخدرات نساء ورجال يخفون ذلك خوفا من ردة فعل المجتمع والمحيطين بهم. مشيرا الى أن المترددات على مركز "امل" بجبل الوسط للمعالجة من الإدمان قلة قليلة إذ نجد مقابل 1000 مريض يترددون سنويا على مركز "امل" بحبل الوسط للعلاج من الإدمان نجد عشرة نساء او 12 إمرأة وهذا لا يعطينا إحصائية دقيقة باعتبار أن الكثير من المستهلكات تخفين ادمانهن خوفا من المجتمع.
ويتردد على مركز معالجة الإدمان بمونفلوري مستهلكو الأقراص المخدرة والكوكايين والقنب الهندي وهم أنفسهم الذين يعمدون أحيانا الى استهلاك مخدر "ليريكا" لتعويضه بمخدر الكوكايين أو القنب الهندي او اقراص "السوبيتاكس".
ويؤكد محدثنا على الأطبّاء ضرورة عدم تسليم وصفات طبية لهذا الدواء بسهولة لأنه فتح الباب للترويج وتعويضه ان كانت هناك إمكانية بدواء اخر حتى نتجنب استغلال تلك الوصفات الطبية لترويج اقراص "ليريكا" من قبل بعض المرضى خاصة وأنها عندما تباع بواسطة وصفة طبية يكون ثمنها بخسا نوعا ما ولكن مروجيها يبيعون القرص الواحد منها للمستهلكين ب5 دنانير.
ثلثا المدمنين في العالم من الرجال
ووفق إحصائيّات عالميّة يقول الدكتور نبيل بن صالح إن ثلثي المدمنين على المواد الممنوعة في العالم هم من الرّجال ونسبة النّساء المدمنات على الممنوعات في العالم تمثّل الثّلث ولكن هذا لا يعطينا نظرة صحيحة عن الواقع حسب رأيه باعتبار أن الكثير من المدمنين خاصّة من النّساء لا تفصحن عن إدمانهن خوفا من الوصم الذي سيلحقهم من المجتمع.
الإدمان مرض وليس جريمة
واعتبر ان المعضلة ان إستهلاك المخدرات لا يعتبر مرضا بل جريمة يعاقب عليها القانون وهذا ما جعل امر الإقبال على العلاج صعب بالنسبة للمستهلكين وشدد بن صالح على ضرورة تنقيح القانون واعتبار الإدمان مرض مزمن للمخ حتى يقبل المدمنين على العلاج ويتمتعون بالتغطية الاجتماعية.
وختم بضرورة توعية الناس ان الإدمان لا يحل المشاكل التي تعترضنا في حياتنا وشجع على ضرورة الإقبال على العلاج (طبي ونفسي واجتماعي) قبل فوات الأوان. صباح الشابّي