- مختص في علم الاجرام لـ"الصباح نيوز": لا يوجد تحرك جدي لوقف نزيف ثقافة العنف والحد من انتشارها
جدت في الفترة الاخيرة وخاصة مع حلول شهر جوان الحالي جرائم قتل اهتزت على وقعها كامل الجمهورية نظرا لفضاعتها وبشاعتها نظرا إلى أن المتورط فيها هو أحد أفراد العائلة.. وكمثال أقدم شاب في جهة نفزة من ولاية باجة يوم الثلاثاء الفارط على قتل والديه بعد اغتصاب والدته، فيما قام ابن وصديقه بولاية صفاقس يوم الخميس الماضي بذبح عائلته المكونة من والديه وشقيقته التي لم يتجاوز عمرها 10 سنوات.
هاته الجرائم الشنيعة المسجلة دفعتنا الى محاولة معرفة دوافعها والأسباب الكامنة وراء ارتكابها، وللغرض اتصلت "الصباح نيوز" بمختص في علم الإجرام لتورد عليكم القراءة التالية..
لكن في البداية سنحاول من خلال هذه الأسطر العودة على بعض الجرائم التي حصلت والتي هزت الرأي العام بأكمله للتذكير بوقائعها، أولها الجريمة التي حصلت منذ أيام بصفاقس والتي تمثلت في العثور على أب وزوجته وابنته ذات العشر سنوات متوفين في مشهد فظيع وشنيع وتدمى له القلوب؛ وبتعهد الجهات الامنية والقضائية بالجهة تم الكشف عن مرتكبي الفعلة في وقت وجيز وقد تبين أنهما شخصان أحدهما ابن العائلة البالغ من العمر 24سنة (ابن الزوج) والثاني صديقه حيث تم توجيه أصابع الاتهام لهما..
في نفس السياق تمكنت الوحدات الأمنية بأريانة الشمالية يوم الجمعة الفارط من إلقاء القبض على الشاب الذي عمد الى قتل والديه بمعتمدية نفزة من ولاية باجة بعد مرور أربعة أيام متحصنا بمنزل مهجور بمدينة رواد من ولاية أريانة.
وتشير المعطيات المتوفرة الى أن الابن المتهم عمد الى دفن والدته بحديقة المنزل بعد قتلها (بعد ان قام باغتصابها) وقد تفطن الاب له فقام بقتله ايضا مخافة افتضاح أمره.. وقد اعترف المتهم بذلك عندما تم التحري معه.
من بين الجرائم أيضا والتي لا يمكن أن تنسى خاصة وأن محاكمة المتهم انطلقت منذ بضعة أسابيع، هناك جريمة مقتل رفقة الشارني التي قتلها زوجها بولاية الكاف في 9 ماي 2021 بخمس طلقات نارية من سلاحه الذي كان يستعمل بما أنه عون حرس .. فضلا عن جرائم أخرى لا يمكن تعدادها في هاته المساحة إلا أنه ربما لا يمكن المرور دون التعريج على الجريمة المريعة التي هزت منطقة باردو بالعاصمة في 2021 أيضا والتي تمثلت في مقتل عائلة بأكملها ذبحا، حيث شهد نهج عمر الخيام في باردو بالعاصمة ليلة الأحد 22 أوت 2021، جريمة فظيعة وذلك بعد أن تم العثور على عائلة متكونة من أربعة أفراد مقتولة.
وأشارت المعطيات حينها ان القاتل عازف بأحد الفرق الموسيقية حيث عمد الى ذبح زوجته الأستاذة في مادة الفيزياء وابنيه (أحدهما نجح في الباكالوريا ذلك العام) ثم انتحر بعد أن وجه لنفسه عديد الطعنات .
غير أن الأبحاث التي انطلقت بعد ذلك اوضحت أن التحقيقات والمعاينات الأولية رجحت أن يكون القاتل هو الإبن الأكبر الذي يعاني بدوره من اضطرابات نفسية ، وقد يكون هو القاتل وليس والده.. فيما نجت حينها الابنة من الموت المحقق، إذ لم تكن موجودة في المنزل وقت وقوع الجريمة.
الشقيقة نجت بمعجزة كونها كانت على سفر وحين عودتها هي من كشفت اللغز "الأبحاث الأولية أكدت أن الإبن الأكبر هو من قتل أفراد العائلة وليس الأب والأخت هي من كشفت ذلك بعد عودتها من السفر حيث تبين أن جثة الأب والأم والشقيق الأصغر مشوهة ومنكل بها بينما جثة الإبن الأكبر هي الوحيدة التي عليها فقط أثر الذبح".
كذلك لا يمكن المرور دون الاشارة الى الجريمة التي اهتزت على وقعها منطقة واد الليل من ولاية منوبة في سنة 2018 حيث أقدم شاب على قتل عائلته المتكونة من والدته وثلاثة من شقيقاته ثم قام باضرامالنار في المنزل وحرق ملابسه تاركا أداة الجريمة.
وقد اعترف الشاب المتورط، أنه من قام بارتكاب تلك الجريمة الشنيعة بعد أن تفطن إلى أنه ليس الابن الشرعي لوالدته وأنه إبنها بالتبني حسب ما علم من أشخاص مقرّبين من العائلة.
وأضاف الابن القاتل، في تصريحاته، أن أفراد عائلته كانوا يتهمونه بالفشل سواء في دراسته أو في مهنته مقارنة بشقيقاته الثلاث، وأنه اقترف جريمته للتخلص من كامل أفراد العائلة.. يشار إلى أن الابن القاتل حاول مغادرة تراب البلاد التونسية عبر محاولة اجتياز الحدود خلسة من جرجيس أين تم ايقافه.. علما وأنه صدر حكم قضائي ضد الابن القاتل يقضي بالإعدام
جريمة أخرى بتاريخ نوفمبر 2022 تتمثل في قتل رجل لزوجته ومحاولة قتل ابنته، بمنوبة بسبب نشوب خلاف لأسباب مالية وغيرها من الجرائم التي لا تسمح هاته المساحة لتعدادها..
مختص في علم الاجرام لـ"الصباح نيوز": السلوك العنيف بصدد النمو والتصاعد
في هذا السياق أفادنا المختص في علم الاجرام الاستاذ سامي نصر في تصريح لـ"الصباح نيوز" أن موضوع الحال فرض نفسه بشكل كبير ذلك أن جرائم القتل بصفة عامة وخاصة تلك التي تحصل داخل العائلة بلغت الدرجة القصوى في مرحلة الخطر.
وأضاف الاستاذ نصر أن موضوع الحال له علاقة كبيرة بمسالة العنف، مشيرا الى أنه بشكل عام فان السلوك العنيف الذي تحدث عنه بشكل مطول في السابق في عديد اللقاءات والمناسبات التي أتيحت له والى اليوم بصدد النمو والتصاعد وهو يعطينا مؤشرات خطورة أخطر من سابقاته والى حد الان لا يوجد هناك تحرك جدي لوقف نزيف الثقافة العنفية التي بصدد الانتشار في البلاد .
وقال الاستاذ نصر "اليوم لم نعد نتحدث عن سلوك عنفي أو ظاهرة عنفية وانما عن عقلية وثقافة عنفية ، ويمكن أن نسميها "تسونامي العنف" الذي له خصوصيات وتتمثل في أمرين اولا انه يجرف الكل بدليل أننا نجده لدى كبار وصغار السن على حد السواء وأيضا لدى المراة والرجل والمثقف وغير المثقف والذي يسكن في المدينة أو يسكن في الريف فهو تقريبا اصبح يشمل الجميع".. وثانيا لا يوقفه شيء لا القوانين الردعية او منظومة القيم..
وأوضح محدثنا أن العنف عادة موجودة منذ القدم لكنه كان لا يشكل أي خطر، لأنه كانت هناك ضوابط مجتمعية كانت تحده وتمثل عائقا أمام انتشار الظاهرة منها "هيبة كبير العائلة او الحومة او المعلم" إلا أن ما حصل أن " كل هاته الأشياء "تشلكت" وصار اتخاذ العنف وسيلة لتحقيق المبتغى".
وأعطى محدثنا على ذلك مثلا شخصية علي شورب هاته الشخصية الاسطورية على مستوى ممارسة العنف إلا أنه في المقابل كانت هناك منظومة قيم توقف بركان العنف عندما ينفجر وهو والدته عندما يقف أمامها أما اليوم فان بركان العنف في هيجانه لا يوقفه أي شيء.. ولنا أمثلة على ذلك من أبرزها ما حصل خلال الاحداث الرياضية الاخيرة على غرار ما حصل في ملعب رادس والذي لم يوقفه الأمن كذلك ما حصل بالمدارس حيث لم يتمكن المربي من إيقاف هذا النزيف وكذلك ما يحصل بالعائلات من جرائم قتل على غرار ما حصل في الأيام الفارطة وبالتالي صرنا اليوم نتحدث عن انفلات عنفي لا شيء يستطيع ايقافه.
وعن الأسباب التي جعلت العنف يصل لهاته الدرجة أوضح محدثنا أن وسائل الاعلام تلعب دورا كبيرا في ذلك بما أننا نجد أكثر من 85 % من الصور المتحركة التي يتابعها أطفالنا تحمل رسائل عنفية وهو امر خطير، أو الالعاب اللي يستخدمونها فيها أيضا رسائل عنفية فهو أيضا أمر خطير، كذلك المسلسلات التي تبث عبر القنوات التلفزية فيها رسائل عنف وكذلك البرامج والبلاتوهات الناجحة هي التي يكون فيها عنف لفظي وهو أمر خطير للغاية.. وقال في هذا الصدد "وصلنا الى درجة باش تولي نجم و"ستار" تحقق نجوميتك أصبح عبر العنف من ذلك ما حصل في مجلس نواب الشعب حيث أن هناك قائمة كاملة تحولوا الى رموز سياسية عبر العنف داخل المجلس " وبالتالي فإن هاته الثقافة العنفية فإن دور وسائل الإعلام كبير والعائلة تلعب دورا أيضا خاصة في ظل غياب مؤسسات القرب التي كانت تعمل على الضبط الاجتماعي على غرار دور الثقافة ودور الشباب والنوادي .. إلا أن اليوم المحيط بأكلمه من عائلة ومدرسة الخ يغذون الثقافة العنفية ووصل الامر بأن نجد العنف في الومضات الاشهارية وبالتالي فإن العنف صار لغة تسويقية.
وانتهى محدثنا الى أن الاشكال ربما في غياب استراتيجية وطنية لمناهضة العنف والتي تكون عبر طريقة تشاركية من خلال عقد ملتقى وطني لمناهضة العنف في شكل ورشات عمل تكون هناك ورشة عمل خاصة بالإعلاميين واخرى بدور الشباب والثقافة وورشات خاصة بوزارة العدل والداخلية وكل الاختصاصات المتداخلة في الموضوع على أن كل ورشة من جملة الورشات مطالبة بإخراج جملة من الحلول العاجلة ومتوسطة المدى وبعيدة المدى يليها القيام بعرض للخطوط العريضة ثم تمكين عدد من الخبراء في مجال الدراسات الاستراتيجية للخروج بدراسة استراتيجية لمناهضة العنف قابلة للتطبيق.
سعيدة الميساوي
- مختص في علم الاجرام لـ"الصباح نيوز": لا يوجد تحرك جدي لوقف نزيف ثقافة العنف والحد من انتشارها
جدت في الفترة الاخيرة وخاصة مع حلول شهر جوان الحالي جرائم قتل اهتزت على وقعها كامل الجمهورية نظرا لفضاعتها وبشاعتها نظرا إلى أن المتورط فيها هو أحد أفراد العائلة.. وكمثال أقدم شاب في جهة نفزة من ولاية باجة يوم الثلاثاء الفارط على قتل والديه بعد اغتصاب والدته، فيما قام ابن وصديقه بولاية صفاقس يوم الخميس الماضي بذبح عائلته المكونة من والديه وشقيقته التي لم يتجاوز عمرها 10 سنوات.
هاته الجرائم الشنيعة المسجلة دفعتنا الى محاولة معرفة دوافعها والأسباب الكامنة وراء ارتكابها، وللغرض اتصلت "الصباح نيوز" بمختص في علم الإجرام لتورد عليكم القراءة التالية..
لكن في البداية سنحاول من خلال هذه الأسطر العودة على بعض الجرائم التي حصلت والتي هزت الرأي العام بأكمله للتذكير بوقائعها، أولها الجريمة التي حصلت منذ أيام بصفاقس والتي تمثلت في العثور على أب وزوجته وابنته ذات العشر سنوات متوفين في مشهد فظيع وشنيع وتدمى له القلوب؛ وبتعهد الجهات الامنية والقضائية بالجهة تم الكشف عن مرتكبي الفعلة في وقت وجيز وقد تبين أنهما شخصان أحدهما ابن العائلة البالغ من العمر 24سنة (ابن الزوج) والثاني صديقه حيث تم توجيه أصابع الاتهام لهما..
في نفس السياق تمكنت الوحدات الأمنية بأريانة الشمالية يوم الجمعة الفارط من إلقاء القبض على الشاب الذي عمد الى قتل والديه بمعتمدية نفزة من ولاية باجة بعد مرور أربعة أيام متحصنا بمنزل مهجور بمدينة رواد من ولاية أريانة.
وتشير المعطيات المتوفرة الى أن الابن المتهم عمد الى دفن والدته بحديقة المنزل بعد قتلها (بعد ان قام باغتصابها) وقد تفطن الاب له فقام بقتله ايضا مخافة افتضاح أمره.. وقد اعترف المتهم بذلك عندما تم التحري معه.
من بين الجرائم أيضا والتي لا يمكن أن تنسى خاصة وأن محاكمة المتهم انطلقت منذ بضعة أسابيع، هناك جريمة مقتل رفقة الشارني التي قتلها زوجها بولاية الكاف في 9 ماي 2021 بخمس طلقات نارية من سلاحه الذي كان يستعمل بما أنه عون حرس .. فضلا عن جرائم أخرى لا يمكن تعدادها في هاته المساحة إلا أنه ربما لا يمكن المرور دون التعريج على الجريمة المريعة التي هزت منطقة باردو بالعاصمة في 2021 أيضا والتي تمثلت في مقتل عائلة بأكملها ذبحا، حيث شهد نهج عمر الخيام في باردو بالعاصمة ليلة الأحد 22 أوت 2021، جريمة فظيعة وذلك بعد أن تم العثور على عائلة متكونة من أربعة أفراد مقتولة.
وأشارت المعطيات حينها ان القاتل عازف بأحد الفرق الموسيقية حيث عمد الى ذبح زوجته الأستاذة في مادة الفيزياء وابنيه (أحدهما نجح في الباكالوريا ذلك العام) ثم انتحر بعد أن وجه لنفسه عديد الطعنات .
غير أن الأبحاث التي انطلقت بعد ذلك اوضحت أن التحقيقات والمعاينات الأولية رجحت أن يكون القاتل هو الإبن الأكبر الذي يعاني بدوره من اضطرابات نفسية ، وقد يكون هو القاتل وليس والده.. فيما نجت حينها الابنة من الموت المحقق، إذ لم تكن موجودة في المنزل وقت وقوع الجريمة.
الشقيقة نجت بمعجزة كونها كانت على سفر وحين عودتها هي من كشفت اللغز "الأبحاث الأولية أكدت أن الإبن الأكبر هو من قتل أفراد العائلة وليس الأب والأخت هي من كشفت ذلك بعد عودتها من السفر حيث تبين أن جثة الأب والأم والشقيق الأصغر مشوهة ومنكل بها بينما جثة الإبن الأكبر هي الوحيدة التي عليها فقط أثر الذبح".
كذلك لا يمكن المرور دون الاشارة الى الجريمة التي اهتزت على وقعها منطقة واد الليل من ولاية منوبة في سنة 2018 حيث أقدم شاب على قتل عائلته المتكونة من والدته وثلاثة من شقيقاته ثم قام باضرامالنار في المنزل وحرق ملابسه تاركا أداة الجريمة.
وقد اعترف الشاب المتورط، أنه من قام بارتكاب تلك الجريمة الشنيعة بعد أن تفطن إلى أنه ليس الابن الشرعي لوالدته وأنه إبنها بالتبني حسب ما علم من أشخاص مقرّبين من العائلة.
وأضاف الابن القاتل، في تصريحاته، أن أفراد عائلته كانوا يتهمونه بالفشل سواء في دراسته أو في مهنته مقارنة بشقيقاته الثلاث، وأنه اقترف جريمته للتخلص من كامل أفراد العائلة.. يشار إلى أن الابن القاتل حاول مغادرة تراب البلاد التونسية عبر محاولة اجتياز الحدود خلسة من جرجيس أين تم ايقافه.. علما وأنه صدر حكم قضائي ضد الابن القاتل يقضي بالإعدام
جريمة أخرى بتاريخ نوفمبر 2022 تتمثل في قتل رجل لزوجته ومحاولة قتل ابنته، بمنوبة بسبب نشوب خلاف لأسباب مالية وغيرها من الجرائم التي لا تسمح هاته المساحة لتعدادها..
مختص في علم الاجرام لـ"الصباح نيوز": السلوك العنيف بصدد النمو والتصاعد
في هذا السياق أفادنا المختص في علم الاجرام الاستاذ سامي نصر في تصريح لـ"الصباح نيوز" أن موضوع الحال فرض نفسه بشكل كبير ذلك أن جرائم القتل بصفة عامة وخاصة تلك التي تحصل داخل العائلة بلغت الدرجة القصوى في مرحلة الخطر.
وأضاف الاستاذ نصر أن موضوع الحال له علاقة كبيرة بمسالة العنف، مشيرا الى أنه بشكل عام فان السلوك العنيف الذي تحدث عنه بشكل مطول في السابق في عديد اللقاءات والمناسبات التي أتيحت له والى اليوم بصدد النمو والتصاعد وهو يعطينا مؤشرات خطورة أخطر من سابقاته والى حد الان لا يوجد هناك تحرك جدي لوقف نزيف الثقافة العنفية التي بصدد الانتشار في البلاد .
وقال الاستاذ نصر "اليوم لم نعد نتحدث عن سلوك عنفي أو ظاهرة عنفية وانما عن عقلية وثقافة عنفية ، ويمكن أن نسميها "تسونامي العنف" الذي له خصوصيات وتتمثل في أمرين اولا انه يجرف الكل بدليل أننا نجده لدى كبار وصغار السن على حد السواء وأيضا لدى المراة والرجل والمثقف وغير المثقف والذي يسكن في المدينة أو يسكن في الريف فهو تقريبا اصبح يشمل الجميع".. وثانيا لا يوقفه شيء لا القوانين الردعية او منظومة القيم..
وأوضح محدثنا أن العنف عادة موجودة منذ القدم لكنه كان لا يشكل أي خطر، لأنه كانت هناك ضوابط مجتمعية كانت تحده وتمثل عائقا أمام انتشار الظاهرة منها "هيبة كبير العائلة او الحومة او المعلم" إلا أن ما حصل أن " كل هاته الأشياء "تشلكت" وصار اتخاذ العنف وسيلة لتحقيق المبتغى".
وأعطى محدثنا على ذلك مثلا شخصية علي شورب هاته الشخصية الاسطورية على مستوى ممارسة العنف إلا أنه في المقابل كانت هناك منظومة قيم توقف بركان العنف عندما ينفجر وهو والدته عندما يقف أمامها أما اليوم فان بركان العنف في هيجانه لا يوقفه أي شيء.. ولنا أمثلة على ذلك من أبرزها ما حصل خلال الاحداث الرياضية الاخيرة على غرار ما حصل في ملعب رادس والذي لم يوقفه الأمن كذلك ما حصل بالمدارس حيث لم يتمكن المربي من إيقاف هذا النزيف وكذلك ما يحصل بالعائلات من جرائم قتل على غرار ما حصل في الأيام الفارطة وبالتالي صرنا اليوم نتحدث عن انفلات عنفي لا شيء يستطيع ايقافه.
وعن الأسباب التي جعلت العنف يصل لهاته الدرجة أوضح محدثنا أن وسائل الاعلام تلعب دورا كبيرا في ذلك بما أننا نجد أكثر من 85 % من الصور المتحركة التي يتابعها أطفالنا تحمل رسائل عنفية وهو امر خطير، أو الالعاب اللي يستخدمونها فيها أيضا رسائل عنفية فهو أيضا أمر خطير، كذلك المسلسلات التي تبث عبر القنوات التلفزية فيها رسائل عنف وكذلك البرامج والبلاتوهات الناجحة هي التي يكون فيها عنف لفظي وهو أمر خطير للغاية.. وقال في هذا الصدد "وصلنا الى درجة باش تولي نجم و"ستار" تحقق نجوميتك أصبح عبر العنف من ذلك ما حصل في مجلس نواب الشعب حيث أن هناك قائمة كاملة تحولوا الى رموز سياسية عبر العنف داخل المجلس " وبالتالي فإن هاته الثقافة العنفية فإن دور وسائل الإعلام كبير والعائلة تلعب دورا أيضا خاصة في ظل غياب مؤسسات القرب التي كانت تعمل على الضبط الاجتماعي على غرار دور الثقافة ودور الشباب والنوادي .. إلا أن اليوم المحيط بأكلمه من عائلة ومدرسة الخ يغذون الثقافة العنفية ووصل الامر بأن نجد العنف في الومضات الاشهارية وبالتالي فإن العنف صار لغة تسويقية.
وانتهى محدثنا الى أن الاشكال ربما في غياب استراتيجية وطنية لمناهضة العنف والتي تكون عبر طريقة تشاركية من خلال عقد ملتقى وطني لمناهضة العنف في شكل ورشات عمل تكون هناك ورشة عمل خاصة بالإعلاميين واخرى بدور الشباب والثقافة وورشات خاصة بوزارة العدل والداخلية وكل الاختصاصات المتداخلة في الموضوع على أن كل ورشة من جملة الورشات مطالبة بإخراج جملة من الحلول العاجلة ومتوسطة المدى وبعيدة المدى يليها القيام بعرض للخطوط العريضة ثم تمكين عدد من الخبراء في مجال الدراسات الاستراتيجية للخروج بدراسة استراتيجية لمناهضة العنف قابلة للتطبيق.