إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

دور المرأة في حملة الإيقافات الأخيرة.. سامي نصر لـ"الصباح نيوز": محاربة المحتكرين قضية وطنية.. وهذا ما قهر التونسيين

 

**النكت الشعبية عبارة عن وسيلة دفاعية يستعملها المجتمع 

متابعة للموضوع الذي شد الرأي العام بأكمله والمتعلق بكشف زوجة أحد رجال الاعمال اخفاء هذا الأخير لأطنان من القهوة

"الصباح نيوز" تطرقت للموضوع واتصلت بسامي نصر المختص في علم الاجتماع.

ففي قراءة له للواقعة، أوضح سامي نصر المختص ان الملاحظ وشبكات التواصل الاجتماعي أصبحت مرآة تعكس جزءا كبيرا مما يعيشه المجتمع في الواقع.

وأضاف نصر أنه من الاشياء التي انتشرت هي مسألة دور المرأة في حملة الايقافات الأخيرة المتعلقة بالاحتكار والتي انطلقت مع موضوع "القهوة" ثم صار المخيال التونسي يخلق قصصا أخرى تشبهها أو يتمنى وقوع أخرى على غرار ذلك وهو ما يفسر وجود أمرين اولا وجود جانب تلقائي أفرزته الحياة الاجتماعية وجانب آخر غير تلقائي.

وبخصوص الجانب التلقائي، أوضح محدثنا أن هناك اختصاصا في علم الاجتماعي يطلق عليه اسم "سوسيولوجيا النكت الشعبية" التي تشير الى أنه في فترة الأزمات تنتشر النكت الشعبية، أي أن النكت الشعبية هي عبارة عن وسيلة دفاعية يستعملها المجتمع لمقاومة صعوبة الحياة لذلك في "سوسيولوجيا النكت الشعبية" يتم تعريف النكت على النحو التالي "النكت الشعبية هي محاولة قهر القهر"،أي أن هناك أوضاعا اقتصادية أو اجتماعية قهرتنا يقع بعث نكت شعبية حولها بهدف قهرها".

وكشف محدثنا أن "ما قهر" التونسي اليوم هو ارتفاع الأسعار وكذلك فقدان عديد المواد الاساسية، وهو ما خلق موجة اتخذت أشكالا متعددة منها الفكاهة، وعرج في ذات السياق على ما عاشه أغلب التونسيون خلال أزمة كوفيد 19 "كورونا" والتي دمرت حياتنا يومية حيث انتشرت في تلك الفترة عديد النكت الشعبية التي تحمل استهزاء  وكيفية التعامل مع "كورونا"، الا أن ما يعد أمرا غير طبيعيا هو وجود جانب توظيفي بخصوص جملة النكت التي تطرح، اذ مثلا بخصوص موضوع "القهوة" فانه الى الان لا نعلم الرواية الحقيقية والصحيحة لصاحب القهوة هل انه فعلا في خلاف مع زوجته ورغب في الطلاق منها فأرادت أن تنتقم منه من خلال اشعار الجهات الامنية أم أن ذلك من مخيال التونسي وبالتالي خلص محدثنا الى أنه لا وجود لحد الان لرواية صحيحة يمكن اعتمادها كحقيقة للواقع الا أن محدثنا يشدد على أنه من الاكيد أنه تم توظيفها

ولاحظ نصر أننا اليوم نعيش أمرين، الاول يتلخص في أن البعض يريد بيان فشل الحكومة القائمة باي طريقة كانت ويريد أن يستثمر في ذلك الفشل ليعطي شرعية وجوده وشرعية عودته للحياة السياسية وجانب ثاني للماسكين بالسلطة او المؤيدين لها وهو "جمهور الحرب" على الاحتكار دون عودة من كان يحكم سابقا.

كما أفاد في ذات الصدد بخصوص صورة المرأة في هذا الجانب فإن هناك اختلافات متعددة منها ان كانت تلك المرأة فعلا هدفها مصلحة الوطن ولم تراعي "سنوات العشرة" مع زوجها وأعلمت عنه الجهات الامنية بسبب احتكاره لمادة "القهوة" وبالتالي وشت به وتسببت في ايقافه، فتم التسويق للأمر بتلك الصورة لأنه سيعطي سندا شعبيا ومجتمعيا لكل الاجراءات والقرارات التي تتخذها الحكومة، وفي صورة نشرها فان ذلك سيشجع عموم المواطنين كي يكونوا سندا داعما لكل الاجراءات، لكن في صورة استهزاء كون المرأة لم تكن لها اي روح وطنية وان تحركها ضد زوجها لا علاقة له بالوطن وانما مسالة شخصية وخلاف مع زوجها فان ذلك سيسوق صورة سلبية للأمر وتقزيما لها.

وبين الاستاذ نصر أن الامر ينتشر اكثر عندما يكون في شكل دعابة وتندر التي تجعل التونسي يتفاعل معها أكثر فتلاقي رواجا كبيرا، من ذلك ما بدر في بعض الصفحات  "ويني مرت مولى السكر ومولى الحليب ومولى الزيت"

وشدد محدثنا على أن ما يمكن ملاحظته عموما وأنه كان يفترض بخصوص الحادثة سواء كان وقعت بدافع وطني وحبها للبلاد او ما الى ذلك من الغايات انه وجب استغلالها في عملية التسويق والاتصال واستثمارها لخلق الدعم المجتمعي للإجراءات التي اتخذت لكن ما حصل هو أن بعض الاطراف التي تعتبر ضد السلطة استثمرتها بشكل جيد وهو ما ينم عن عدم وجود سياسة اتصالية ناجعة قادرة على الاستثمار ببعض الاحداث التي تسجل بشكل متواتر، مشيرا الى أن من استغل هذه الواقعة تمكن من استثمارها على النحو الامثل  وخلق فضاء كثر فيه التندر وأصبح يتداول  "وقتاش مش تتحرك مرت مولا الزيت والسكر" وكأن مقاومة الفساد والاحتكار لا يمكن أن تنجح الا بأشياء بسيطة لا قيمة لها وليس لها أي بعد وطني وهي الخلافات الزوجية، وهو ما جعل محدثنا يشير الى وجود جانب خطير يتمثل في توظيف الواقعة التي بات فيها جانب من الخبث السياسي.

وانتهى محدثنا الى الاشارة الى أن الحكومة فشلت في ايصال المفهوم الصحيح عن الواقعة اذ لا وجود لتفسير رسمي وثانيا فان زوجة رجل الاعمال لم تخرج للعلن وتوضح ما حصل فعلا، وأن كل ما حصل هو ان ما تم تداوله تم أخذه على أنه حقيقة ثابتة ثم صارت للتندر وتم استثمارها من جهة معينة، معرجا في الاخير على أن محاربة المحتكرين قضية وطنية لا يمكن "تشليكها" بعملية جعلها في شكل فكاهة"

سعيدة الميساوي

دور المرأة في حملة الإيقافات الأخيرة.. سامي نصر لـ"الصباح نيوز": محاربة المحتكرين قضية وطنية.. وهذا ما قهر التونسيين

 

**النكت الشعبية عبارة عن وسيلة دفاعية يستعملها المجتمع 

متابعة للموضوع الذي شد الرأي العام بأكمله والمتعلق بكشف زوجة أحد رجال الاعمال اخفاء هذا الأخير لأطنان من القهوة

"الصباح نيوز" تطرقت للموضوع واتصلت بسامي نصر المختص في علم الاجتماع.

ففي قراءة له للواقعة، أوضح سامي نصر المختص ان الملاحظ وشبكات التواصل الاجتماعي أصبحت مرآة تعكس جزءا كبيرا مما يعيشه المجتمع في الواقع.

وأضاف نصر أنه من الاشياء التي انتشرت هي مسألة دور المرأة في حملة الايقافات الأخيرة المتعلقة بالاحتكار والتي انطلقت مع موضوع "القهوة" ثم صار المخيال التونسي يخلق قصصا أخرى تشبهها أو يتمنى وقوع أخرى على غرار ذلك وهو ما يفسر وجود أمرين اولا وجود جانب تلقائي أفرزته الحياة الاجتماعية وجانب آخر غير تلقائي.

وبخصوص الجانب التلقائي، أوضح محدثنا أن هناك اختصاصا في علم الاجتماعي يطلق عليه اسم "سوسيولوجيا النكت الشعبية" التي تشير الى أنه في فترة الأزمات تنتشر النكت الشعبية، أي أن النكت الشعبية هي عبارة عن وسيلة دفاعية يستعملها المجتمع لمقاومة صعوبة الحياة لذلك في "سوسيولوجيا النكت الشعبية" يتم تعريف النكت على النحو التالي "النكت الشعبية هي محاولة قهر القهر"،أي أن هناك أوضاعا اقتصادية أو اجتماعية قهرتنا يقع بعث نكت شعبية حولها بهدف قهرها".

وكشف محدثنا أن "ما قهر" التونسي اليوم هو ارتفاع الأسعار وكذلك فقدان عديد المواد الاساسية، وهو ما خلق موجة اتخذت أشكالا متعددة منها الفكاهة، وعرج في ذات السياق على ما عاشه أغلب التونسيون خلال أزمة كوفيد 19 "كورونا" والتي دمرت حياتنا يومية حيث انتشرت في تلك الفترة عديد النكت الشعبية التي تحمل استهزاء  وكيفية التعامل مع "كورونا"، الا أن ما يعد أمرا غير طبيعيا هو وجود جانب توظيفي بخصوص جملة النكت التي تطرح، اذ مثلا بخصوص موضوع "القهوة" فانه الى الان لا نعلم الرواية الحقيقية والصحيحة لصاحب القهوة هل انه فعلا في خلاف مع زوجته ورغب في الطلاق منها فأرادت أن تنتقم منه من خلال اشعار الجهات الامنية أم أن ذلك من مخيال التونسي وبالتالي خلص محدثنا الى أنه لا وجود لحد الان لرواية صحيحة يمكن اعتمادها كحقيقة للواقع الا أن محدثنا يشدد على أنه من الاكيد أنه تم توظيفها

ولاحظ نصر أننا اليوم نعيش أمرين، الاول يتلخص في أن البعض يريد بيان فشل الحكومة القائمة باي طريقة كانت ويريد أن يستثمر في ذلك الفشل ليعطي شرعية وجوده وشرعية عودته للحياة السياسية وجانب ثاني للماسكين بالسلطة او المؤيدين لها وهو "جمهور الحرب" على الاحتكار دون عودة من كان يحكم سابقا.

كما أفاد في ذات الصدد بخصوص صورة المرأة في هذا الجانب فإن هناك اختلافات متعددة منها ان كانت تلك المرأة فعلا هدفها مصلحة الوطن ولم تراعي "سنوات العشرة" مع زوجها وأعلمت عنه الجهات الامنية بسبب احتكاره لمادة "القهوة" وبالتالي وشت به وتسببت في ايقافه، فتم التسويق للأمر بتلك الصورة لأنه سيعطي سندا شعبيا ومجتمعيا لكل الاجراءات والقرارات التي تتخذها الحكومة، وفي صورة نشرها فان ذلك سيشجع عموم المواطنين كي يكونوا سندا داعما لكل الاجراءات، لكن في صورة استهزاء كون المرأة لم تكن لها اي روح وطنية وان تحركها ضد زوجها لا علاقة له بالوطن وانما مسالة شخصية وخلاف مع زوجها فان ذلك سيسوق صورة سلبية للأمر وتقزيما لها.

وبين الاستاذ نصر أن الامر ينتشر اكثر عندما يكون في شكل دعابة وتندر التي تجعل التونسي يتفاعل معها أكثر فتلاقي رواجا كبيرا، من ذلك ما بدر في بعض الصفحات  "ويني مرت مولى السكر ومولى الحليب ومولى الزيت"

وشدد محدثنا على أن ما يمكن ملاحظته عموما وأنه كان يفترض بخصوص الحادثة سواء كان وقعت بدافع وطني وحبها للبلاد او ما الى ذلك من الغايات انه وجب استغلالها في عملية التسويق والاتصال واستثمارها لخلق الدعم المجتمعي للإجراءات التي اتخذت لكن ما حصل هو أن بعض الاطراف التي تعتبر ضد السلطة استثمرتها بشكل جيد وهو ما ينم عن عدم وجود سياسة اتصالية ناجعة قادرة على الاستثمار ببعض الاحداث التي تسجل بشكل متواتر، مشيرا الى أن من استغل هذه الواقعة تمكن من استثمارها على النحو الامثل  وخلق فضاء كثر فيه التندر وأصبح يتداول  "وقتاش مش تتحرك مرت مولا الزيت والسكر" وكأن مقاومة الفساد والاحتكار لا يمكن أن تنجح الا بأشياء بسيطة لا قيمة لها وليس لها أي بعد وطني وهي الخلافات الزوجية، وهو ما جعل محدثنا يشير الى وجود جانب خطير يتمثل في توظيف الواقعة التي بات فيها جانب من الخبث السياسي.

وانتهى محدثنا الى الاشارة الى أن الحكومة فشلت في ايصال المفهوم الصحيح عن الواقعة اذ لا وجود لتفسير رسمي وثانيا فان زوجة رجل الاعمال لم تخرج للعلن وتوضح ما حصل فعلا، وأن كل ما حصل هو ان ما تم تداوله تم أخذه على أنه حقيقة ثابتة ثم صارت للتندر وتم استثمارها من جهة معينة، معرجا في الاخير على أن محاربة المحتكرين قضية وطنية لا يمكن "تشليكها" بعملية جعلها في شكل فكاهة"

سعيدة الميساوي

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews