مازالت التهديدات الإرهابية على بلادنا متواصلة، ومازال خطر التنظيمات المتطرفة والخلايا النائمة يهدد الأمن القومي التونسي والسلم الاجتماعية رغم المجهودات الأمنية والعسكرية والضربات الموجعة التي وجهتها للمتطرفين، حيث أطلق جهاز الاستعلامات مجددا تحذيرات جدية لمختلف الوحدات الأمنية بإمكانية وجود مخططات تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار في تونس، وإرباك المرحلة الاستثنائية التي يقودها رئيس الجمهورية منذ 25 جويلية الفارط.
وقالت مصادر أمنية مطلعة لـ"الصباح" أن وتيرة التهديدات ارتفعت خلال الأيام الأخيرة وتحديدا بعد الهجوم المحبط على وزارة الداخلية مساء يوم 26 نوفمبر الفارط، حيث أطلق جهاز الاستعلامات تحذيرات من هجمات جديدة على شاكلة "الذئاب المنفردة" قد تستهدف مراكز أو نقاط أو وحدات أو دوريات أمنية وربما منشآت حساسة.
تحرير المبادرة
ووفق ذات المصادر فان التنظيمات الإرهابية، وبعد تضييق الخناق على تحركاتها جماعيا غيرت إستراتيجية عملياتها الإرهابية وحرّرت المبادرة الفردية، من خلال المبايعة على مواقع التواصل الاجتماعي والإفتاء للذئب المنفرد بتنفيذ المبادرة الفردية التي يخطط لها عادة بمفرده ويوفر أسلحتها والتي عادة ما تكون أسلحة بيضاء من تلقاء نفسه ثم يتوجه إلى الهدف الذي يختاره بنفسه في الوقت الذي يحدده في غالب الأحيان بنفسه أيضا.
يذكر أن ذئبا منفردا حاول مساء يوم 26 نوفمبر الفارط الهجوم على وزارة الداخلية بواسطة شاقور وسكين إلا أن الوحدات الأمنية المتمركزة تصدت له وأحبطت الهجوم وألقت القبض عليه بعد إصابته برصاصة في الساق وحجزت الأسلحة البيضاء التي كان يشهرها وهو يهاجم الأمنيين، كما أن ذئبا منفردا آخر حاول مساء يوم الخميس 24 ديسمبر 2020 الهجوم على الأمنيين داخل مركز الأمن الوطني بالقصبة إلا أن الأعوان تفطنوا له في الوقت المناسب والقوا القبض عليه وحجزوا سكينا كان يتسلح بها.
وكان جهاز الاستعلامات أطلق في الأشهر الأخيرة سلسلة من التحذيرات بصفة متواترة لعل آخرها الدعوة إلى التوقي من إمكانية تسلل إرهابيين تونسيين وأجانب فرادى أو جماعة عبر الحدود التونسية الليبية بجوازات سفر مدلسة كما حذر من سعي إحدى الدول أو احد الأجهزة الاستخباراتية الأجنبية إلى تجنيد عدد من المرتزقة الأفغان المتواجدين في الغرب الليبي ثم مساعدتهم على التسلل إلى تونس لاستهداف أمنها وإرباك المرحلة الاستثنائية.
"داعشي حارق"
بالتوازي مع هذه التحذيرات المحلية أعلنت وسائل إعلام ايطالية نقلا عن مصادر أمنية مطلعة خلال الأسبوع الفارط عن نجاح وحدات الشرطة بمدينة البندقية، في إلقاء القبض على مهاجر غير نظامي يحمل الجنسية التونسية يعتقد أنه عضو في خلية تابعة لتنظيم "داعش" الإرهابي وصادرة في حقه بطاقة جلب دولية لفائدة القضاء التونسي بتهمة المشاركة في مجموعة إرهابية وأعمال إرهابية دون إيضاحات أخرى.
وحسب ذات المصادر الإعلامية فان المشتبه به في الخامسة والعشرين من العمر شارك في عملية اجتياز الحدود البحرية خلسة نهاية شهر أوت الفارط انطلاقا على الأرجح من السواحل التونسية، حيث بلغ جزيرة لمبدوزا بأقصى الجنوب الايطالي ثم نقل إلى مركز اعتقال مؤقت بصقلية حيث أدلى بهوية مزيفة قبل أن يتحول إلى منطقة غراديسكا ديسونزو (غوريزيا) حيث كانت الشرطة الايطالية تراقبه عن قرب طيلة شهر ونصف دون أن تلاحظ عليه أية تحركات مريبة-وفق ما أكده كارلو فيريتي المسؤول الأمني بالجهة للإعلاميين في ندوة صحفية-.
هوية مزيفة
وأضاف فيريتي أن المظنون فيه لم تكن له اتصالات إلا مع مهاجرين غير نظاميين في مثل وضعيته كما انه لم يسع إلى البحث عن شغل، مرجحا أن ايطاليا لم تكن وجهته النهائية بل مجرد منطقة عبور نحو دول أوروبية أخرى، وأكد أن السلطات الايطالية اعتقلت المشتبه به حال وصوله بطريقة غير شرعية إلى ايطاليا وأودعته في معتقل للحجر الصحي ثم نقلته إلى معتقل بضواحي مدينة ميستر.
وأشار إلى أن المديرية المركزية للشرطة الوقائية الايطالية تلقت في بداية شهر أكتوبر الفارط إشعارا من السلطات التونسية عبر الانتربول مفاده وجود تونسي في ايطاليا كان عنصرا في خلية إرهابية في تونس، وبمباشرة التحريات انحصرت الشبهة حول المشتبه به إلا أن هويته كانت مغايرة لتلك التي أرسلتها السلطات الأمنية التونسية.
وبناء على ذلك اخضع لاختبار البصمات الذي جاءت نتائجه متطابقة مع تلك التي أرسلتها السلطات التونسية، لذلك تم إيقافه من طرف أعوان وحدة التحقيقات العامة والعمليات الخاصة (Digos)، التابعة لشرطة البندقية وغوريتسيا، بالتنسيق من المديرية المركزية للشرطة الوقائية والسلط القضائية الايطالية بمحكمة "ترييستي" استعدادا لترحيله إلى تونس.
صابر
تونس-الصباح
مازالت التهديدات الإرهابية على بلادنا متواصلة، ومازال خطر التنظيمات المتطرفة والخلايا النائمة يهدد الأمن القومي التونسي والسلم الاجتماعية رغم المجهودات الأمنية والعسكرية والضربات الموجعة التي وجهتها للمتطرفين، حيث أطلق جهاز الاستعلامات مجددا تحذيرات جدية لمختلف الوحدات الأمنية بإمكانية وجود مخططات تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار في تونس، وإرباك المرحلة الاستثنائية التي يقودها رئيس الجمهورية منذ 25 جويلية الفارط.
وقالت مصادر أمنية مطلعة لـ"الصباح" أن وتيرة التهديدات ارتفعت خلال الأيام الأخيرة وتحديدا بعد الهجوم المحبط على وزارة الداخلية مساء يوم 26 نوفمبر الفارط، حيث أطلق جهاز الاستعلامات تحذيرات من هجمات جديدة على شاكلة "الذئاب المنفردة" قد تستهدف مراكز أو نقاط أو وحدات أو دوريات أمنية وربما منشآت حساسة.
تحرير المبادرة
ووفق ذات المصادر فان التنظيمات الإرهابية، وبعد تضييق الخناق على تحركاتها جماعيا غيرت إستراتيجية عملياتها الإرهابية وحرّرت المبادرة الفردية، من خلال المبايعة على مواقع التواصل الاجتماعي والإفتاء للذئب المنفرد بتنفيذ المبادرة الفردية التي يخطط لها عادة بمفرده ويوفر أسلحتها والتي عادة ما تكون أسلحة بيضاء من تلقاء نفسه ثم يتوجه إلى الهدف الذي يختاره بنفسه في الوقت الذي يحدده في غالب الأحيان بنفسه أيضا.
يذكر أن ذئبا منفردا حاول مساء يوم 26 نوفمبر الفارط الهجوم على وزارة الداخلية بواسطة شاقور وسكين إلا أن الوحدات الأمنية المتمركزة تصدت له وأحبطت الهجوم وألقت القبض عليه بعد إصابته برصاصة في الساق وحجزت الأسلحة البيضاء التي كان يشهرها وهو يهاجم الأمنيين، كما أن ذئبا منفردا آخر حاول مساء يوم الخميس 24 ديسمبر 2020 الهجوم على الأمنيين داخل مركز الأمن الوطني بالقصبة إلا أن الأعوان تفطنوا له في الوقت المناسب والقوا القبض عليه وحجزوا سكينا كان يتسلح بها.
وكان جهاز الاستعلامات أطلق في الأشهر الأخيرة سلسلة من التحذيرات بصفة متواترة لعل آخرها الدعوة إلى التوقي من إمكانية تسلل إرهابيين تونسيين وأجانب فرادى أو جماعة عبر الحدود التونسية الليبية بجوازات سفر مدلسة كما حذر من سعي إحدى الدول أو احد الأجهزة الاستخباراتية الأجنبية إلى تجنيد عدد من المرتزقة الأفغان المتواجدين في الغرب الليبي ثم مساعدتهم على التسلل إلى تونس لاستهداف أمنها وإرباك المرحلة الاستثنائية.
"داعشي حارق"
بالتوازي مع هذه التحذيرات المحلية أعلنت وسائل إعلام ايطالية نقلا عن مصادر أمنية مطلعة خلال الأسبوع الفارط عن نجاح وحدات الشرطة بمدينة البندقية، في إلقاء القبض على مهاجر غير نظامي يحمل الجنسية التونسية يعتقد أنه عضو في خلية تابعة لتنظيم "داعش" الإرهابي وصادرة في حقه بطاقة جلب دولية لفائدة القضاء التونسي بتهمة المشاركة في مجموعة إرهابية وأعمال إرهابية دون إيضاحات أخرى.
وحسب ذات المصادر الإعلامية فان المشتبه به في الخامسة والعشرين من العمر شارك في عملية اجتياز الحدود البحرية خلسة نهاية شهر أوت الفارط انطلاقا على الأرجح من السواحل التونسية، حيث بلغ جزيرة لمبدوزا بأقصى الجنوب الايطالي ثم نقل إلى مركز اعتقال مؤقت بصقلية حيث أدلى بهوية مزيفة قبل أن يتحول إلى منطقة غراديسكا ديسونزو (غوريزيا) حيث كانت الشرطة الايطالية تراقبه عن قرب طيلة شهر ونصف دون أن تلاحظ عليه أية تحركات مريبة-وفق ما أكده كارلو فيريتي المسؤول الأمني بالجهة للإعلاميين في ندوة صحفية-.
هوية مزيفة
وأضاف فيريتي أن المظنون فيه لم تكن له اتصالات إلا مع مهاجرين غير نظاميين في مثل وضعيته كما انه لم يسع إلى البحث عن شغل، مرجحا أن ايطاليا لم تكن وجهته النهائية بل مجرد منطقة عبور نحو دول أوروبية أخرى، وأكد أن السلطات الايطالية اعتقلت المشتبه به حال وصوله بطريقة غير شرعية إلى ايطاليا وأودعته في معتقل للحجر الصحي ثم نقلته إلى معتقل بضواحي مدينة ميستر.
وأشار إلى أن المديرية المركزية للشرطة الوقائية الايطالية تلقت في بداية شهر أكتوبر الفارط إشعارا من السلطات التونسية عبر الانتربول مفاده وجود تونسي في ايطاليا كان عنصرا في خلية إرهابية في تونس، وبمباشرة التحريات انحصرت الشبهة حول المشتبه به إلا أن هويته كانت مغايرة لتلك التي أرسلتها السلطات الأمنية التونسية.
وبناء على ذلك اخضع لاختبار البصمات الذي جاءت نتائجه متطابقة مع تلك التي أرسلتها السلطات التونسية، لذلك تم إيقافه من طرف أعوان وحدة التحقيقات العامة والعمليات الخاصة (Digos)، التابعة لشرطة البندقية وغوريتسيا، بالتنسيق من المديرية المركزية للشرطة الوقائية والسلط القضائية الايطالية بمحكمة "ترييستي" استعدادا لترحيله إلى تونس.