تونس-الصباح
يبدو أن مسلسل المظاهر الإجرامية التي باتت تعيش على وقعها المؤسسات التربوية لن تنتهي قريبا في ظل تواصل الاعتداءات أو الترهيب ومحاولات الاعتداء بالأسلحة البيضاء داخل وخارج أسوار هذه المؤسسات، فبعد حادثة اعتداء تلميذ على أستاذه في معهد بجهة الزهراء شهدت مناطق متفرقة بالبلاد أحداثا خطيرة تنذر بـ"خريف التربية والتعليم" في تونس خاصة بعد ان طال "الفيروس" المدارس الابتدائية.
فقد شهدت المدرسة الابتدائية حي الساحلي ببرج الوزير من ولاية أريانة حادثة خطيرة وجب معها دق نواقيس الخطر وايلاء الجانب النفسي والاجتماعي للتلاميذ الأهمية اللازمة، إذ تم الكشف عن "تسلح" تلميذ لم يتجاوز عمره 11 عاما وإقدامه على إشهار سكين وترهيب زملائه داخل القسم، ووفق التفاصيل التي تحصلت عليها"الصباح" فان مديرة المدرسة الابتدائية حي الساحلي تحولت نهاية الأسبوع الفارط إلى مركز الأمن الوطني ببرج الوزير وأعلمت عن حدوث هذا الأمر الخطير.
رعب في القسم!
وأشارت مديرة المدرسة إلى أن معلمة أعلمتها أنها ضبطت تلميذا بصدد ترهيب وترويع زملائه داخل القسم بواسطة سكين وبث الرعب في نفوسهم قبل ان يتم التدخل وحجز السكين، ونظرا لخطورة الموضوع فقد أولاه الأعوان عناية خاصة وتحولوا على جناح السرعة الى المدرسة حيث ضبطوا التلميذ ثم قاموا بالتنسيق مع وليه واقتيادهما إلى المقر الأمني لمواصلة الأبحاث.
بالتحدث إلى التلميذ اعترف بفعلته وبررها بمحاولته ترهيب زملائه بعد أن عمد بعضهم إلى الاعتداء عليه وتعنيفه، بينما برر والده هذه الحادثة بتهكم بعض التلاميذ على ابنه واستفزازه والاستهزاء من لهجته الريفية، متعهدا بعدم تكرار مثل هذا الصنيع ومزيد الاهتمام بابنه، وباستشارة النيابة العمومية أذنت بفتح محضر بحث موضوعه إهمال شؤون قاصر وإحالة ملف الإجراءات على خلية الفصل السريع لدى المحكمة الابتدائية بأريانة.
"مولوتوف" أمام المدرسة!
الحادثة الثانية وقعت غير بعيد عن مدرسة حي الساحلي ببرج الوزير، إذ تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر شخصا بصدد إلقاء زجاجة حارقة (مولوتوف) أمام المدرسة الإعدادية البستان بسكرة، ونظرا لأهمية الموضوع فقد أولته الوحدات الأمنية لمنطقة الأمن الوطني بأريانة الشمالية بإدارة إقليم الأمن الوطني بأريانة العناية الضرورية.
انطلق المحققون في عملية البحث والتقصي إلى أن تمكنوا من تحديد هوية الفاعل والذي لم يكن سوى تلميذ لا يتجاوز عمره العشرة أعوام فجلبوه رفقة والده إلى المقر الأمني، وبعرض مقطع الفيديو عليهما اعترف الطفل بأنه هو من ألقى الزجاجة الحارقة أمام المدرسة الإعدادية البستان بسكرة، مضيفا أن تلميذا آخر -أدلى بهويته- هو من سلمه الزجاجة الحارقة وحرضه على إلقائها في ذلك المكان.
وبسماع التلميذ الثاني (16 سنة) بحضور والدته حاول في البداية إنكار ما نسب إليه ولكن بتعميق الأبحاث اعترف بأنه اقتنى قارورة سائلا حارقا (الدليون) من محل لبيع المواد الصحية والحديدية كائن ببرج الوزير ثم قام بتصنيع زجاجة حارقة وسلمها للتلميذ الأول طالبا منه الإلقاء بها أمام المدرسة الإعدادية البستان بسكرة.
وباستشارة النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بأريانة أذنت بفتح محضر بحث وإحالة ملف الإجراءات على خلية الفصل السريع لدى المحكمة الابتدائية بأريانة وإحالة التلميذين وولي كل واحد منهما وصاحب محل بيع المواد الصحية والحديدية بحالة تقديم.
شحنة أسلحة!
الحادثة الثالثة شهدتها ولاية جندوبة وتمثلت في حجز شحنة من الأسلحة البيضاء داخل حقيبة بحوزة شخص كان على مقربة من مؤسسة تربوية يبدو انه ينتظر الوقت المناسب لارتكاب اعتداء إجرامي في حق تلاميذ، لولا التدخل الأمني العاجل والناجع لحصلت الكارثة.
وقال مسؤول امني رفيع المستوى في اتصال مع "الصباح" ان معلومة وردت على المصلحة الجهوية لمكافحة الإرهاب بجندوبة مفادها تحوز شاب متواجد أمام المدرسة الإعدادية بجهة بلطة بوعوان على أسلحة بيضاء، ونظرا لخطورة الموضوع فقد أولاه الأعوان العناية القصوى وتجندوا رفقة وحدات إدارة إقليم الأمن الوطني بجندوبة وتحولوا إلى المكان المشار اليه.
وبتمشيطه حصروا الشبهة في شاب غريب عن المؤسسة التربوية كان يحمل حقيبة ظهر وبإيقافه وتفتيش الحقيبة عثروا على مجموعة من الأسلحة البيضاء تتمثل في سيف كبير الحجم وساطور وسكين(نوع بوسعادة) وأداة هجوم تستعمل في رياضة الكاراتيه (نونشاكو) فحجزوها.
وباقتياده الى المقر الأمني وتسليمه لفرقة الشرطة العدلية بجندوبة والتحري معه اعترف بتخطيطه الاعتداء على تلاميذ تعمدوا الاعتداء بالعنف على شقيقه الأصغر. تم تقديمه، وبمراجعة النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بجندوبة أذنت بالاحتفاظ به من أجل مسك أسلحة بيضاء والتهديد بما يوجب العقاب جنائيا ثم إحالته على القضاء.
صابر المكشر