إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

باحث في علم الإجتماع: سلوك التونسي تغير في رمضان زمن الوباء

يعتبر شهر رمضان شهر التقارب الإجتماعي، و تمتين الروابط الأسرية عبر الزيارات العائلية، لكن الوضع اليوم حال دون ذلك في ظل انتشار وباء عالمي قيدنا باجراءات مشددة. يخصنا الباحث في علم الاجتماع معاذ بن نصير بهذا اللقاء حول سلوك التونسي في شهر رمضان خاصة في ظل انتشار وباء الكورونا. يرى معاذ بن نصير أن وباء الكورونا قد كان له الأثر السلبي على نفسية المواطن التونسي و خاصة سلوكيًا و ما حمله الوباء من تغييرات على نمط عيش البعض. لكن تقاطع الفيروس مع شهر رمضان و ما يحمله في طياته من عادات و تقاليد قد جعل التونسي يعيش اضطرابات سلوكية و عدم توازن نفسي، حيث يجد نفسه ممزقا بين خطر الكورونا و ضرورة الالتزام بالإجراءات الصحية الجديدة و بين رغبته في إحياء طقوس رمضان من زيارة الأقارب و الذهاب إلي المسجد للقيام بفريضته عبر صلاة التراويح . يُقرُ معاذ بأن طبيعة المواطن العربي عمومًا و التونسي على وجه التحديد يحبذ الفضاء الحرّ و التحرّك و عدم الإلتزام بمكان معيّن ، فنحن بدوٌ رحل ، إذا أنثربولوجيا ليس من السهل على التونسي الذي يعشق التنقل و التحرك أن تُلزمه بالجلوس داخل المنزل و عدم مغادرته إلا في الحالات القصوى ، فمثل هذه الإجراءات جعلتنا نشاهد بعض التمرّد من قبل بعض التونسيين الذين لم يلتزموا بحظر الجولان. كما يؤكد معاذ أن من بين أسباب هذا التمرّد هو طول المدة الزمنية التي عاشها التونسي رفقة الكورونا و إجراءاتها ، فحالة الملل مست العديد من المواطنين و جعلتهم غير قابلين لقرارات الحكومة و التي يعتبرونها تُسلط سيوفها فقط على البسطاء بينما تتناسى الأحزاب السياسية التي كانت هي السبب بطريقة ما في إرتفاع حالات العدوى بالوباء. يرى السوسيولوجي أن داخل المجتمع التونسي الواحد لدينا عدة تونسيون باختلافاتهم الثقافية و الايديولوجية و الاقتصادية، فمنهم من سيلتزم بإجراءات الحكومة في شهر رمضان و يحاول قدر الإمكان عدم جعل نفسه عرضة للمرض ، و منهم من سيتمرّد على هاته القرارات و سيعتبرها قمعية تجاهه و تجاه لقمة عيشه مثل أصحاب المهن الهشة و الحرّة كالمقاهي و المطاعم.

رامي بن موسى

يعتبر شهر رمضان شهر التقارب الإجتماعي، و تمتين الروابط الأسرية عبر الزيارات العائلية، لكن الوضع اليوم حال دون ذلك في ظل انتشار وباء عالمي قيدنا باجراءات مشددة. يخصنا الباحث في علم الاجتماع معاذ بن نصير بهذا اللقاء حول سلوك التونسي في شهر رمضان خاصة في ظل انتشار وباء الكورونا. يرى معاذ بن نصير أن وباء الكورونا قد كان له الأثر السلبي على نفسية المواطن التونسي و خاصة سلوكيًا و ما حمله الوباء من تغييرات على نمط عيش البعض. لكن تقاطع الفيروس مع شهر رمضان و ما يحمله في طياته من عادات و تقاليد قد جعل التونسي يعيش اضطرابات سلوكية و عدم توازن نفسي، حيث يجد نفسه ممزقا بين خطر الكورونا و ضرورة الالتزام بالإجراءات الصحية الجديدة و بين رغبته في إحياء طقوس رمضان من زيارة الأقارب و الذهاب إلي المسجد للقيام بفريضته عبر صلاة التراويح . يُقرُ معاذ بأن طبيعة المواطن العربي عمومًا و التونسي على وجه التحديد يحبذ الفضاء الحرّ و التحرّك و عدم الإلتزام بمكان معيّن ، فنحن بدوٌ رحل ، إذا أنثربولوجيا ليس من السهل على التونسي الذي يعشق التنقل و التحرك أن تُلزمه بالجلوس داخل المنزل و عدم مغادرته إلا في الحالات القصوى ، فمثل هذه الإجراءات جعلتنا نشاهد بعض التمرّد من قبل بعض التونسيين الذين لم يلتزموا بحظر الجولان. كما يؤكد معاذ أن من بين أسباب هذا التمرّد هو طول المدة الزمنية التي عاشها التونسي رفقة الكورونا و إجراءاتها ، فحالة الملل مست العديد من المواطنين و جعلتهم غير قابلين لقرارات الحكومة و التي يعتبرونها تُسلط سيوفها فقط على البسطاء بينما تتناسى الأحزاب السياسية التي كانت هي السبب بطريقة ما في إرتفاع حالات العدوى بالوباء. يرى السوسيولوجي أن داخل المجتمع التونسي الواحد لدينا عدة تونسيون باختلافاتهم الثقافية و الايديولوجية و الاقتصادية، فمنهم من سيلتزم بإجراءات الحكومة في شهر رمضان و يحاول قدر الإمكان عدم جعل نفسه عرضة للمرض ، و منهم من سيتمرّد على هاته القرارات و سيعتبرها قمعية تجاهه و تجاه لقمة عيشه مثل أصحاب المهن الهشة و الحرّة كالمقاهي و المطاعم.

رامي بن موسى