أعلنت منصة يوتيوب تقديم أدوات جديدة مدعومة بالذكاء الاصطناعي، لصناع المحتوى، تساعد على إنشاء المحتوى للمبتدئين، وتعزز انتشاره بشكل أوسع.
وقال نيل موهان، المدير التنفيذي ليوتيوب، إن الذكاء الاصطناعي أصبح من العوامل الرئيسية المساعدة في عملية إنشاء المحتوى، وأكد أن 92% من صناع المحتوى يستخدمون الأدوات الذكية في مراحل صناعة المحتوى المختلفة، جاء ذلك خلال فعالية Made on Youtube 2024، حضرتها "الشرق"، والموجهة لصناع المحتوى.
الذكاء الاصطناعي على يوتيوب
كشفت منصة الفيديوهات عن مجموعة من التحديثات الجديدة لمزايا الذكاء الاصطناعي المتاحة لصناع المحتوى على يوتيوب، إذ أضافت المنصة نموذج Veo، وهو المطوَّر من قطاع جوجل للذكاء الاصطناعي Google DeepMind، لإنشاء الفيديوهات بالأوامر النصية، في صورة عدد من الأدوات الجديدة داخل ميزة Dream Screen، والتي قدمتها الشركة لأول مرة العام الماضي.
وسيصبح بإمكان صناع المحتوى إنشاء فيديوهات بالذكاء الاصطناعي لاستخدامها كخلفية لتصوير الفيديوهات القصيرة Shorts، وذلك من خلال إنشاء صور ثابتة بالأوامر النصية، ومن ثم اختيار نسخة الصور الأقرب لتصور ورؤية صانع المحتوى، ليبدأ نموذج Veo باستخدامها لإنشاء فيديو متحرك.
وتلك الميزة ستتوفر بنهاية العام الجاري في عدد من الدول، ولكن دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ليست منها.
بينما بحلول العام المقبل 2025، سيتمكن صناع المحتوى من إنشاء مقاطع فيديو تصل إلى 6 ثوانٍ، باستخدام نموذج Veo مباشرة داخل ميزة "شورتس" للفيديوهات القصيرة.
أكدت يوتيوب على أنها ستضيف إلى البيانات الوصفية "ميتا داتا" لتلك المقاطع بيانات SynthID التي تكشف عن كونها مُنشأة بالذكاء الاصطناعي، إلى جانب وضع علامة مرئية تثبت ذلك.
أضافت يوتيوب أيضاً مزايا جديدة تسهل لصناع المحتوى استحضار الإلهام، وروح الابتكار بمساعدة الذكاء الاصطناعي، إذ قدَّمت المنصة تبويب "أفكار جديدة Inspiration" داخل مساحة "يوتيوب ستوديو".
يتضمن التبويب الجديد مربعاً حوارياً يحمل عنوان: "العصف الذهني Brainstorm"، ويمكن للمستخدم أن يطلب داخله المساعدة من الذكاء الاصطناعي في مختلف مراحل إنشاء المحتوى، بداية من الخروج بفكرة مبتكرة للفيديوهات، مروراً بالعناوين، وتصميمات الصور المصغرة Thumbnail للفيديوهات، وجوانب تطوير المحتوى الأخرى.
وستتيح تلك الميزة لصانع المحتوى أن يضيف أي محتوى داخل المنصة إلى التبويب الجديد، مثل الفيديوهات، أو التعليقات عليها، ليتمكن من الاستفادة منها فيما بعد، كما سيتوفر تبويب Communities داخل قنوات صناع المحتوى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فور توافرها عالمياً.
تواصل أفضل وانتشار أوسع
عززت يوتيوب كذلك من التواصل بين صناع المحتوى ومتابعيهم بشكل أفضل، وذلك من خلال إنشاء مساحة المجتمعات Communities داخل قناة كل صانع محتوى، والتي يمكنه خلالها مشاركة محتوى تفاعلي مع الجمهور، وكذلك يمكنهم نشر محتوى يتعلق بفيديوهات صانع المحتوى، مما يثري التواصل حول أفكار الفيديوهات، ويخلق مجتمعاً مهتماً بنفس المحتوى.
وداخل تبويب "كوميونتيز"، سيحصل صناع المحتوى على إمكانية الرد السريع على تعليقات المتابعين على الفيديوهات، وذلك من خلال تقديم ردود مُنشأة بالذكاء الاصطناعي، بأسلوب وطريقة صانع المحتوى، مما يسهل عليه التفاعل المستمر والسريع مع متابعيه. كذلك ستصل قريباً إحصائيات حول أكثر المتابعين تفاعلاً، ليحافظ صانع المحتوى على ولائهم المستمر.
الميزة الجديدة متاحة حالياً لعدد من قنوات صناع المحتوى، على أن تصل لقطاع أكبر بحلول 2025.
قدَّمت منصة الفيديوهات أيضاً ميزة Hype، والتي تساعد الجمهور في التعبير عن إعجابه بقنوات صناع المحتوى المبتدئين، لتحصل قنواتهم على نقاط تساعدهم على الظهور لقطاع أكبر من مستخدمي يوتيوب، مما يمنحهم فرصة أفضل للانتشار. وتختبر المنصة تلك الميزة منذ يونيو.
الجمهور سيكون لديه القدرة على استخدام ميزة Hype لثلاث مرات أسبوعياً مجاناً، ومن ثم سيكون على المستخدمين الدفع مقابل الميزة، وسيحصل صناع المحتوى على حصة من تلك المدفوعات كقناة جديدة لتحقيق العوائد من قنواتهم لدى يوتيوب.
الميزة في مرحلة الاختبار على مستوى عدد من قنوات يوتيوب في تركيا، والبرازيل، وتايوان، وتستهدف المنصة توسيع إتاحتها خلال الأشهر المقبلة.
تقدم يوتيوب كذلك إتاحة أوسع لميزة الترجمة الصوتية التلقائية للفيديوهات Auto Dubbing، والتي تتيح لصناع المحتوى الحصول على ترجمة صوتية لفيديوهاتهم، مما يتيح انتشاراً أوسع للمحتوى عبر وصوله إلى جمهور عريض يتحدث لغات مختلفة، وذلك بعد اختبارات دامت لأكثر من عام تقريباً منذ أوت الماضي.
أشارت المنصة إلى أنها ستتيح تلك الميزة للفيديوهات باللغات الإسبانية والبرتغالية، إذ يمكن ترجمتها إلى الفرنسية والإيطالية وغيرها من اللغات خلال الأشهر المقبلة.
ركزت المنصة أيضاً على أن الميزة الجديدة ستقدم مستوى أكثر طبيعية من الترجمة الصوتية، وذلك مع ميزة Expressive Speech، لتخرج الفيديوهات المترجمة بأصوات تتشابه مع أصوات صناع المحتوى الأصليين، بأسلوبهم في الحديث ونبرات أصواتهم، وكذلك أصوات البيئة المحيطة بهم.
أرباح صناع المحتوى
أضافت يوتيوب أيضاً مجموعة من الأدوات الجديدة لتسهيل تحقيق الأرباح لصناع المحتوى، مما يخلق لهم عائداً مستمراً يشجعهم على الاستمرار في تقديم وإنشاء المحتوى على المنصة، في منافسة مع مختلف المنصات الأخرى مثل: إنستجرام، وتيك توك، وسناب شات.
المصدر: وكالات