عاشت عدد من ولايات الجمهورية على وقع التحركات الاحتجاجية التي نادت بمغادرة حكومة هشام المشيشي وحل البرلمان.
كما عرفت هذه التحركات، بعض الاعتداءات على مقرات حركة النهضة أو لافتاتها المتواجدة بعدد من الشوارع والساحات العامة، حيث قالت حركة النهضة في بلاغ صادر عنها: " ندين هذه العصابات الاجراميّة التي يتمّ توظيفها من خارج حدود البلاد ومن داخلها للاعتداء على مقرات الحركة ومناضليها وإشاعة مظاهر الفوضى والتخريب خدمة لاجندات الإطاحة بالمسار الديمقراطي وتعبيد الطريق امام عودة القهر والاستبداد... ونؤكد ان هذه الاعمال الإرهابية لن تثنينا عن خدمة التونسيين والانحياز الى مصالحهم".
من جانبه، استغرب النائب عن حركة تحيا تونس وليد جلاد في تصريح لـ"الصباح نيوز" ما تضمنه بلاغ حركة النهضة من عبارات وصفت المحتجين بـ"ارهابيين، مجرمين، مخربين"، قائلا إنه لا يجب استعمال هذه الاوصاف.. وان كانت هناك تحركات فلا يجب تعميم تلك الاوصاف على المحتجين الذين خرجوا الى الشوارع للتعبير عن غضبهم.. ولا لتشويه الحراك ".
كما أكد جلاد انه يساند كل الاحتجاجات السلمية باعتبارها حقا دستوريا ولكنه يرفض الاعتداءات على الممتلكات العامة والخاصة، مضيفا: "مثلما سمحت الأحزاب السياسية لنفسها بالخروج إلى الشارع للاحتجاج فانه من حق الشباب في ذلك أيضاً ولكن دائماً في كنف القانون والسلمية".
واعتبر جلاد إن هذه التحركات الاحتجاجية التي عاشت على وقعها عدد من جهات الجمهورية تاتي إحتجاجاً على وقع ما تعيشه البلاد منذ 10 سنوات من ثورة الحرية والكرامة التي لم يتحقق منها شيء باستثناء مكسب الحرية الذي لم يعد كاف، وقال: "الوضع اليوم اسوأ بكثير من الوضع قبل الثورة".
ومن جهة أخرى، شدد جلاد على ضرورة ان تستوعب الحكومة والبرلمان ورئاسة الجمهورية والمنظمات الوطنية والاحزاب السياسية الدرس وان تلتقط هذه التحركات الاحتجاجية وان تتعامل معها ايجابيا دون التغاضي عن ما حدث، مؤكدا ان التاريخ يعيد نفسه في صورة المرور بقوة وعدم التعامل بايجابية مع ما حصل اليوم، وهو ما يجعلنا ننتظر الاسوأ، حسب تعبيره.
ودعا جلاد الرئاسات الثلاث الى تغليب المصلحة الوطنية وصوت العقل والى ان يتم التعامل ايجابيا مع مختلف الشعارات التي رفعها المحتجون اليوم ووضعها على طاولة الحوار.
وبخصوص دعوات رحيل الحكومة، افاد جلاد: "اليوم قبل كل شيء يجب التصدي لوباء كورونا.. واليوم المشكل اعمق من رحيل الحكومة فالازمة في نظام الحكم والدستور.. والمشكل يتمثل في ازمة هيكلية وليس مشكل اشخاص.. فالازمة تتعمق من حكومة الى أخرى منذ 10 سنوات".
عبير الطرابلسي