إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

بفضل جهود الدبلوماسية التونسية والحراك الشعبي.."طوفان" من اللقاحات والمساعدات الطبية العاجلة تصل بلادنا

 

تونس- الصباح

أكثر من ثلاثة مليون جرعة تلقيح متنوعة ضد كوفيد 19 إضافة إلى أطنان من المساعدات الطبية وعدت بإرسالها عدة دول صديقة وشقيقة إلى تونس في أقرب وقت ممكن لدعم القطاع الصحي في مواجهة موجة غير مسبوقة من انتشار فيروس كورونا، وقد وصلت جزءا من تلك المساعدات منها ما وصل فعلا أمس وأول أمس، ومنها ما سيصل اليوم لأربعاء والأيام القليلة القادمة.

وتأتي هذه المساعدات العاجلة إثر سلسلة من المكالمات الهاتفية التي قام بها رئيس الجمهورية قيس سعيد خلال الأيام الماضية، مع رؤساء دول وحكومات وملوك دول عربية مثل الإمارات العربية والسعودية، ومصر، والجزائر، وتركيا، والصين، وفرنسا.. والاتصالات الدبلوماسية المكثفة التي قامت بها وزارة الخارجية في الفترة الأخيرة واللقاءات التي تمت مع سفراء عديد البلدان في تونس، وأيضا تحركات سفراء تونس بالخارج.

لكن تدفق المساعدات على بلادنا خاصة منها اللقاحات التي حرم منها الشعب التونسي بسبب تأخر جلبها وندرة وجودها في السوق العالمية، لم يكن ليكون بالنسق الكبير لولا ما يمكن وصفه بـ"الحراك الدبلوماسي الشعبي" خاصة للجالية التونسية بالخارج التي قامت بتوجيه نداءات استغاثة لحكومات الدول المضيفة وعملت على نقل صور حية عن الوضع الصحي المتأزم في البلاد، ونسقت في إطار منظمات وجمعيات جهود الإغاثة وجمع التبرعات العينية والمادية لدعم المستشفيات بالآلات الطبية خاصة منها مكثفات الأكوسيحين ومستلزمات الوقاية من فيروس كورونا..

400 ألف جرعة من الصين

أحدث المساعدات الطارئة تلك التي أعلن عنها سفير الصين بتونس جانغ جيان قواه أمس حين كشف أنّ حكومة بلاده قررت منح تونس هبة جديدة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا تتكون من 400 ألف جرعة.

ونقلت وكالة تونس إفريقيا للأنباء عن السفير قوله “نظرا للوضع الوبائي الراهن بتونس واعتبارا لعلاقات الصداقة المتميزة بينها وبين الصين، ستهب الحكومة الصينية في أقرب الآجال تونس شحنة جديدة تتضمن 400 ألف جرعة لقاح لمساعدتها على مجابهة الوباء”.

وأضاف “الصين عازمة على مواصلة دعم تونس في إطار الإمكانات المتاحة والعمل اليد في اليد لتجاوز هذه الأزمة الصحية”.

وكانت الصين قد منحت تونس في مارس الماضي هبة بـ 200 ألف جرعة من لقاح “سينوفاك” قبل أن تشتري تونس 500 ألف جرعة من لقاح “كورونوفاك".

فرنسا تعد بـ800 ألف جرعة

وانضمت فرنسا أمس إلى ركب الدول التي سارعت بإعلان دعمها لتونس، إذ أعلن المتحدث باسم الحكومة الفرنسية ''غابرييل أتال'' أن فرنسا سترسل 800 ألف جرعة من اللقاح المضاد لكورونا إلى تونس، إضافة إلى معدات طبية إلى المستشفيات.

ووفق للحكومة الفرنسية، فإن فرنسا سترسل أيضا 324 ألف جرعة لقاح استرازينيكا الى تونس قريبا ضمن آلية كوفاكس (تم الإعلان عنها سابقا) اضافة إلى 800ألف جرعة تلقيح سيتم ارسالها خلال الاسابيع المقبلة، وهي متكونة من 300 الف جرعة استرازينيكا وايضا نصف مليون جرعة من تلقيح جونسون اند جونسون..

وأكّد الناطق باسم الحكومة الفرنسية، أنه من المنتظر أن يؤدي ''جان بابتيست لوموين''، وزير الدولة المكلف بشؤون السياحة والفرنسيين المقيمين في الخارج والفرانكفونية زيارة إلى تونس قريبا.

لكن فرنسا أعلنت في نفس اليوم إدراج تونس ضمن القائمة الحمراء، وذلك بالنظر إلى الوضعية الوبائية الحالية في تونس والتي تشهد مستويات مرتفعة من العدوى خاصة مع انتشار متحور دلتا (الهندي).

السعودية تعد بمليون جرعة

وتعتبر المملكة العربية السعودية من أبرز البلدان العربية التي سارعت إلى تقديم دعم لتونس لمواجهة الأزمة الصحية، فقد أعلن الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز أول أمس دعم تونس بشكل عاجل بالأجهزة والمستلزمات الطبية لمجابهة جائحة كورونا، استجابة لطلب الرئيس قيس سعيّد.

وقال المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الربيعة إن "المساعدات تشتمل على تأمين مليون جرعة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا، و190 جهاز تنفس اصطناعي، و319 جهازا مكثفا للأكسجين، 150 سريرا طبيا، و50 جهاز مراقبة العلامات الحيوية مع ترولي، كما تشتمل على 4 ملايين كمامة طبية، و500 ألف قفاز طبي، و 180 جهاز قياس للنبض، و25 مضخة أدوية وريدية، و9 أجهزة للصدمات الكهربائية، و15 منظارا للحنجرة بتقنية الفيديو، و5 أجهزة تخطيط القلب.

800 ألف لقاح من الإمارات والجزائر وتركيا

وفي السياق نفسه، أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة عن منح تونس 500 ألف جرعة من التلاقيح ضدّ جائحة كوفيد-19، و فق ما أكده محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة خلال مكالمة هاتفية جمعته برئيس الجمهورية قيس سعيد يوم الأحد الماضي.

كما أعلنت رئاسة الجمهورية أول أمس الاثنين أن طائرة عسكرية تركية محمّلة بـ 50 ألف تلقيح ضد فيروس كورونا ووحدات تنفّس اصطناعي وأجهزة لتوليد الأوكسجين ومعدّات ومستلزمات طبية متنوّعة وصلت أمس الثلاثاء إلى تونس.

وكانت الرئاسة قد أعلنت في وقت سابق أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أكد خلال اتصال هاتفي جمعه بالرئيس قيس سعيّد أن طائرة جزائرية مُحملة بـ250 ألف جرعة تلاقيح كورونا ومعدات طبية ستصل إلى تونس.

وأبرزت الرئاسة في بلاغ صادر عنها أن المحادثة الهاتفية التي جمعت الرئيس قيس سعيّد بعبد المجيد تبوّن تناولت على وجه الخصوص الأوضاع الصحّية في تونس.

ونقل البلاغ عن تبون تشديده استعداد الجزائر للوقوف الدائم إلى جانب تونس ومدّها بتجهيزات طبية أخرى إن اقتضت الحاجة ذلك.

500 ألف جرعة من الولايات المتحدة

كما أعلنت رئاسة الجمهورية في بلاغ لها أن الولايات المتحدة الأمريكية قررت منح تونس 500 ألف جرعة لقاح ضد فيروس كورونا دون تحديد نوع اللقاح وموعد وصوله.

وأكد البلاغ "حرص الرئيس قيس سعيّد على تكثيف التواصل وتعزيز التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة لتوفير اللقاحات وغيرها من التجهيزات الطبية الضرورية لمكافحة التفشي السريع لجائحة كورونا في بلادنا".

وفي وقت سابق، أرسلت مصر نهاية الأسبوع الماضي، طائرتان عسكريتان محملتان بـ31 طنا من معدات طبية متنوّعة وكميات من الأدوية وآلات مراقبة تنفس وأجهزة أكسجين. كما قامت قطر بإرسال مستشفى ميداني بطاقة استيعاب 200 سرير مجهز بجميع المستلزمات الطبية و 100 جهاز تنفس اصطناعي، تم تركيزه بجوار المستشفى الجهوي ببن عروس الياسمينات.

وينتظر أن تبادر ايطاليا أيضا إلى إرسال مساعدات طبية عاجلة ودفعة من اللقاحات ضد كوفيد 19 في الساعات القليلة المقبلة.

سعيّد يطمأن الشعب

يذكر أن رئيس الجمهورية قيس سعيد حث المواطنين إلى الإقبال على التطعيم ضد كرونا، مؤكدا أن جميع التلاقيح التي وصلت تونس لا خوف منها خاصة وأنها تخضع لمراقبة السلطات الصحية المعنية.

وقال أول أمس على هامش تلقيه لقاح كورونا بمركز المنيهلة للتلقيح، أن التلقيح سيصل إلى الجميع، وتحدث عن قرار مسح كامل تراب الجمهورية من طرف الصحة العسكرية من أجل الوصول إلى جميع المواطنين في كل المناطق.

وأضاف 'ابتُلينا بجائحة ووجدنا لها اللقاح وسيوزع على الجميع..وابتُلينا بجائحة سياسية مفتعلة وسيأتي لها اللقاح.

وأوضح أن الجوائح السياسية يتم ترتيبها خارج المؤسسات، مشددا على أن تونس في حاجة إلى لقاح سياسي. وكشف أن التلاقيح ستتوفر بالعدد المطلوب في الأيام القادمة وسيتم القضاء على الجائحة.

تجدر الإشارة إلى أن دفعة جديدة من اللقاحات، من نوع بفايز بيونتاك بواقع 85.410 جرعة، وصلت مساء أول أمس إلى مطار تونس قرطاج، وذلك في إطار الإقتناءات المباشرة وفق ما أفادت به وزارة الصحة. وينتظر أن تستلم تونس خلال شهر جويلية الجاري، 1.270.750 جرعة تلقيح تتوزع إلى اقتناءات مباشرة واقتناءات عبر منظومة كوفاكس، حسب بلاغ سابق للوزارة.

كما أعلنت رئاسة الحكومة خلال الأسبوع الماضي أنها أمضت عقد اقتناء 3.5 مليون جرعة لقاح من شركة "جونسون أند جونسون" الأمريكية، من المقرر أن تصل على دفعات خلال شهر أوت المقبل.

ويتزامن تحرك الدبلوماسية التونسية لتوفير اللقاحات والمساعدات الطبية العاجلة، مع حراك شعبي وتحرك للمجتمع المدني غير مسبوق في الداخل والخارج لجمع التبرعات لاقتناء آلات طبية ومكثفات أكسيجين وأسرة إنعاش وتركيز مستشفيات ميدانية كالذي حدت في مدينة الزهراء من ولاية بن عروس، وغيرها. كما أعلنت عددا من الشركات والمؤسسات الخاصة عن مبادرات تضامنية مع المستشفيات التي تعاني نقصا فادحا في المستلزمات الطبية، على غرار ما قامت به مؤخرا الوكالة الوطنية الإيطالية للمحروقات التي قررت التبرع بـ 500 ألف دينار من المعدات الطبية لمستشفيات ولاية نابل..

كما تستعد عديد الجاليات التونسية بالخارج بالتنسيق مع سفارات تونس إرسالها تباعا إلى تونس، على غرار سفارة تونس بفرنسا التي حثت التونسيين المقيمين من أشخاص طبيعيين وجمعيات وأصحاب مؤسسات للمساهمة في دعم المؤسسات الصحية التونسية، وأعلنت إشرافها على عمليات تجميع  المساعدات لتونس حتى يتسنى نقلها إلى تونس في أقرب الآجال مع إمكانية تسخير طائرة خاصة في الغرض..

رفيق بن عبد الله

بفضل جهود الدبلوماسية التونسية والحراك الشعبي.."طوفان" من اللقاحات والمساعدات الطبية العاجلة تصل بلادنا

 

تونس- الصباح

أكثر من ثلاثة مليون جرعة تلقيح متنوعة ضد كوفيد 19 إضافة إلى أطنان من المساعدات الطبية وعدت بإرسالها عدة دول صديقة وشقيقة إلى تونس في أقرب وقت ممكن لدعم القطاع الصحي في مواجهة موجة غير مسبوقة من انتشار فيروس كورونا، وقد وصلت جزءا من تلك المساعدات منها ما وصل فعلا أمس وأول أمس، ومنها ما سيصل اليوم لأربعاء والأيام القليلة القادمة.

وتأتي هذه المساعدات العاجلة إثر سلسلة من المكالمات الهاتفية التي قام بها رئيس الجمهورية قيس سعيد خلال الأيام الماضية، مع رؤساء دول وحكومات وملوك دول عربية مثل الإمارات العربية والسعودية، ومصر، والجزائر، وتركيا، والصين، وفرنسا.. والاتصالات الدبلوماسية المكثفة التي قامت بها وزارة الخارجية في الفترة الأخيرة واللقاءات التي تمت مع سفراء عديد البلدان في تونس، وأيضا تحركات سفراء تونس بالخارج.

لكن تدفق المساعدات على بلادنا خاصة منها اللقاحات التي حرم منها الشعب التونسي بسبب تأخر جلبها وندرة وجودها في السوق العالمية، لم يكن ليكون بالنسق الكبير لولا ما يمكن وصفه بـ"الحراك الدبلوماسي الشعبي" خاصة للجالية التونسية بالخارج التي قامت بتوجيه نداءات استغاثة لحكومات الدول المضيفة وعملت على نقل صور حية عن الوضع الصحي المتأزم في البلاد، ونسقت في إطار منظمات وجمعيات جهود الإغاثة وجمع التبرعات العينية والمادية لدعم المستشفيات بالآلات الطبية خاصة منها مكثفات الأكوسيحين ومستلزمات الوقاية من فيروس كورونا..

400 ألف جرعة من الصين

أحدث المساعدات الطارئة تلك التي أعلن عنها سفير الصين بتونس جانغ جيان قواه أمس حين كشف أنّ حكومة بلاده قررت منح تونس هبة جديدة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا تتكون من 400 ألف جرعة.

ونقلت وكالة تونس إفريقيا للأنباء عن السفير قوله “نظرا للوضع الوبائي الراهن بتونس واعتبارا لعلاقات الصداقة المتميزة بينها وبين الصين، ستهب الحكومة الصينية في أقرب الآجال تونس شحنة جديدة تتضمن 400 ألف جرعة لقاح لمساعدتها على مجابهة الوباء”.

وأضاف “الصين عازمة على مواصلة دعم تونس في إطار الإمكانات المتاحة والعمل اليد في اليد لتجاوز هذه الأزمة الصحية”.

وكانت الصين قد منحت تونس في مارس الماضي هبة بـ 200 ألف جرعة من لقاح “سينوفاك” قبل أن تشتري تونس 500 ألف جرعة من لقاح “كورونوفاك".

فرنسا تعد بـ800 ألف جرعة

وانضمت فرنسا أمس إلى ركب الدول التي سارعت بإعلان دعمها لتونس، إذ أعلن المتحدث باسم الحكومة الفرنسية ''غابرييل أتال'' أن فرنسا سترسل 800 ألف جرعة من اللقاح المضاد لكورونا إلى تونس، إضافة إلى معدات طبية إلى المستشفيات.

ووفق للحكومة الفرنسية، فإن فرنسا سترسل أيضا 324 ألف جرعة لقاح استرازينيكا الى تونس قريبا ضمن آلية كوفاكس (تم الإعلان عنها سابقا) اضافة إلى 800ألف جرعة تلقيح سيتم ارسالها خلال الاسابيع المقبلة، وهي متكونة من 300 الف جرعة استرازينيكا وايضا نصف مليون جرعة من تلقيح جونسون اند جونسون..

وأكّد الناطق باسم الحكومة الفرنسية، أنه من المنتظر أن يؤدي ''جان بابتيست لوموين''، وزير الدولة المكلف بشؤون السياحة والفرنسيين المقيمين في الخارج والفرانكفونية زيارة إلى تونس قريبا.

لكن فرنسا أعلنت في نفس اليوم إدراج تونس ضمن القائمة الحمراء، وذلك بالنظر إلى الوضعية الوبائية الحالية في تونس والتي تشهد مستويات مرتفعة من العدوى خاصة مع انتشار متحور دلتا (الهندي).

السعودية تعد بمليون جرعة

وتعتبر المملكة العربية السعودية من أبرز البلدان العربية التي سارعت إلى تقديم دعم لتونس لمواجهة الأزمة الصحية، فقد أعلن الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز أول أمس دعم تونس بشكل عاجل بالأجهزة والمستلزمات الطبية لمجابهة جائحة كورونا، استجابة لطلب الرئيس قيس سعيّد.

وقال المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الربيعة إن "المساعدات تشتمل على تأمين مليون جرعة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا، و190 جهاز تنفس اصطناعي، و319 جهازا مكثفا للأكسجين، 150 سريرا طبيا، و50 جهاز مراقبة العلامات الحيوية مع ترولي، كما تشتمل على 4 ملايين كمامة طبية، و500 ألف قفاز طبي، و 180 جهاز قياس للنبض، و25 مضخة أدوية وريدية، و9 أجهزة للصدمات الكهربائية، و15 منظارا للحنجرة بتقنية الفيديو، و5 أجهزة تخطيط القلب.

800 ألف لقاح من الإمارات والجزائر وتركيا

وفي السياق نفسه، أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة عن منح تونس 500 ألف جرعة من التلاقيح ضدّ جائحة كوفيد-19، و فق ما أكده محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة خلال مكالمة هاتفية جمعته برئيس الجمهورية قيس سعيد يوم الأحد الماضي.

كما أعلنت رئاسة الجمهورية أول أمس الاثنين أن طائرة عسكرية تركية محمّلة بـ 50 ألف تلقيح ضد فيروس كورونا ووحدات تنفّس اصطناعي وأجهزة لتوليد الأوكسجين ومعدّات ومستلزمات طبية متنوّعة وصلت أمس الثلاثاء إلى تونس.

وكانت الرئاسة قد أعلنت في وقت سابق أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أكد خلال اتصال هاتفي جمعه بالرئيس قيس سعيّد أن طائرة جزائرية مُحملة بـ250 ألف جرعة تلاقيح كورونا ومعدات طبية ستصل إلى تونس.

وأبرزت الرئاسة في بلاغ صادر عنها أن المحادثة الهاتفية التي جمعت الرئيس قيس سعيّد بعبد المجيد تبوّن تناولت على وجه الخصوص الأوضاع الصحّية في تونس.

ونقل البلاغ عن تبون تشديده استعداد الجزائر للوقوف الدائم إلى جانب تونس ومدّها بتجهيزات طبية أخرى إن اقتضت الحاجة ذلك.

500 ألف جرعة من الولايات المتحدة

كما أعلنت رئاسة الجمهورية في بلاغ لها أن الولايات المتحدة الأمريكية قررت منح تونس 500 ألف جرعة لقاح ضد فيروس كورونا دون تحديد نوع اللقاح وموعد وصوله.

وأكد البلاغ "حرص الرئيس قيس سعيّد على تكثيف التواصل وتعزيز التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة لتوفير اللقاحات وغيرها من التجهيزات الطبية الضرورية لمكافحة التفشي السريع لجائحة كورونا في بلادنا".

وفي وقت سابق، أرسلت مصر نهاية الأسبوع الماضي، طائرتان عسكريتان محملتان بـ31 طنا من معدات طبية متنوّعة وكميات من الأدوية وآلات مراقبة تنفس وأجهزة أكسجين. كما قامت قطر بإرسال مستشفى ميداني بطاقة استيعاب 200 سرير مجهز بجميع المستلزمات الطبية و 100 جهاز تنفس اصطناعي، تم تركيزه بجوار المستشفى الجهوي ببن عروس الياسمينات.

وينتظر أن تبادر ايطاليا أيضا إلى إرسال مساعدات طبية عاجلة ودفعة من اللقاحات ضد كوفيد 19 في الساعات القليلة المقبلة.

سعيّد يطمأن الشعب

يذكر أن رئيس الجمهورية قيس سعيد حث المواطنين إلى الإقبال على التطعيم ضد كرونا، مؤكدا أن جميع التلاقيح التي وصلت تونس لا خوف منها خاصة وأنها تخضع لمراقبة السلطات الصحية المعنية.

وقال أول أمس على هامش تلقيه لقاح كورونا بمركز المنيهلة للتلقيح، أن التلقيح سيصل إلى الجميع، وتحدث عن قرار مسح كامل تراب الجمهورية من طرف الصحة العسكرية من أجل الوصول إلى جميع المواطنين في كل المناطق.

وأضاف 'ابتُلينا بجائحة ووجدنا لها اللقاح وسيوزع على الجميع..وابتُلينا بجائحة سياسية مفتعلة وسيأتي لها اللقاح.

وأوضح أن الجوائح السياسية يتم ترتيبها خارج المؤسسات، مشددا على أن تونس في حاجة إلى لقاح سياسي. وكشف أن التلاقيح ستتوفر بالعدد المطلوب في الأيام القادمة وسيتم القضاء على الجائحة.

تجدر الإشارة إلى أن دفعة جديدة من اللقاحات، من نوع بفايز بيونتاك بواقع 85.410 جرعة، وصلت مساء أول أمس إلى مطار تونس قرطاج، وذلك في إطار الإقتناءات المباشرة وفق ما أفادت به وزارة الصحة. وينتظر أن تستلم تونس خلال شهر جويلية الجاري، 1.270.750 جرعة تلقيح تتوزع إلى اقتناءات مباشرة واقتناءات عبر منظومة كوفاكس، حسب بلاغ سابق للوزارة.

كما أعلنت رئاسة الحكومة خلال الأسبوع الماضي أنها أمضت عقد اقتناء 3.5 مليون جرعة لقاح من شركة "جونسون أند جونسون" الأمريكية، من المقرر أن تصل على دفعات خلال شهر أوت المقبل.

ويتزامن تحرك الدبلوماسية التونسية لتوفير اللقاحات والمساعدات الطبية العاجلة، مع حراك شعبي وتحرك للمجتمع المدني غير مسبوق في الداخل والخارج لجمع التبرعات لاقتناء آلات طبية ومكثفات أكسيجين وأسرة إنعاش وتركيز مستشفيات ميدانية كالذي حدت في مدينة الزهراء من ولاية بن عروس، وغيرها. كما أعلنت عددا من الشركات والمؤسسات الخاصة عن مبادرات تضامنية مع المستشفيات التي تعاني نقصا فادحا في المستلزمات الطبية، على غرار ما قامت به مؤخرا الوكالة الوطنية الإيطالية للمحروقات التي قررت التبرع بـ 500 ألف دينار من المعدات الطبية لمستشفيات ولاية نابل..

كما تستعد عديد الجاليات التونسية بالخارج بالتنسيق مع سفارات تونس إرسالها تباعا إلى تونس، على غرار سفارة تونس بفرنسا التي حثت التونسيين المقيمين من أشخاص طبيعيين وجمعيات وأصحاب مؤسسات للمساهمة في دعم المؤسسات الصحية التونسية، وأعلنت إشرافها على عمليات تجميع  المساعدات لتونس حتى يتسنى نقلها إلى تونس في أقرب الآجال مع إمكانية تسخير طائرة خاصة في الغرض..

رفيق بن عبد الله

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews