إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

مديرعام البنك الوطني للجينات مبارك بن الناصر لـ"الصباح": في اليابان أكثر من 3000 عينة تونسية ونحاول استرجاع بذورالحمص من الهند

 

تونس-الصباح

بذور تونسية أصلية وأصناف محلية من عينات جينيّة وصلت إلى الهند وأستراليا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية لتجوب مختلف دول العالم، ولم يقتصر وجودها على دول مُجاورة، مما فرض ماراطونا من المحاولات من قبل بنك الجينات لاسترجاعها، لتكون أشبه بحرب الجينات الباردة في عالم يتهافت على الأصناف التونسية لمميّزاتها ويرغب فيها بقوة.

"الصباح" حاورت مدير عام البنك الوطني للجينات مبارك بن الناصر حول صعوبة المفاوضات مع الدول المعنية وانكار فرنسا لتواجد بذور تونسية لديها، والعوائق في ظل جائحة كورونا، والنقض الحاد في الموارد البشرية لدى البنك وغيره من المسائل الهامة.

*ماهي البذور التي ينوي البنك استرجاعها في الفترة القادمة، ومن أي بلد تحديدا؟

سنحاول استرجاع عينات من بذور الحمص المحلي من الهند، وكان من المفترض أن تُعيدها من العام الفارط 2020، تحديدا في شهر ديسمبر، لكن هذا لم يحدث، وتأجّلت المسألة بسبب جائحة كورنا، ولا يوجد الى الآن موعد مُحدّد رغم الوعود.

وبالنسبة للبلد الثاني الذي ننتظر وصول عينات تونسية منه بعد الهند فهو اليابان ، حيث سنرسل اليه قريبا طلبا في الغرض، على أن المراسلات ستنطلق هذا الشهر جويلية، ويوجد في اليابان أكثر من 3000 لعينات مختلفة من البذور من القمح والشعير والفول وبعض النباتات الطبية.

هذا وقد استرجعنا من الولايات المتحدة الأمريكية بذورا مختلفة أغلبها أعلاف منذ 2008، وأعدنا من أستراليا في نوفمبر الفارط 1705 عينة من بذور الأعلاف التونسية التي كانت متواجدة لديها من ضمن 3400 عينة تونسية متواجدة في بنك أستراليا.

*تحدّثتم عن تأخر وصول عينات تونسية أصلية من الهند بسبب كورونا، فهل عطّلت الجائحة بعض مهامكم الأخرى؟

طبعا، الوباء عطّل بعض مهامنا، خاصة من ناحية التنقل الى الجهات، فالاجتماعات مع الفلاحين قد نقُصت وتيرتها بصفة ملحوظة، وأصبحا نكتفي بعدد قليل من الاجتماعات عن بعد، فلا يمكن أن تستدعي الفلاحين أو أن تنتقل إليهم وتتحدّث إليهم مباشرة حول ماهية بنك الجينات وبرنامجه في ظل مثل هذه الظروف، فمنذ العام الفارط أقمنا ندوة حضوريا وندوتين عن بعد فقط.

*ماذا عن البذور التونسية المتواجدة في فرنسا؟

فرنسا تقول أنه لا يوجد لديها عينات تونسية، لكن هذا يُعدّ غير منطقي، بما أنها احتلت تونس من 1881 الى 1956، وغير المعقول أن لا تنقل الى أراضيها عينات خاصة خلال تلك الفترة، ومتأكد أنه لديها.

بعض الدول على غرار فرنسا تُخفي حقيقة أن لديها بذورا تونسية.

وتونس لديها أمل في الأمانة العامة للاتفاقية الدولية للموارد الوراثية للأغذية والزراعة التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، والدول الأخرى الغير مُمضية على نفس الاتفاقية لا يُمكن أن تُجبرها بلادنا بالقوة على استرجاع البذور، فرنسا مثلا مُوقّعة على الاتفاقية المذكورة لكنها تقول لا بذور تونسية لدي.

وأغلب الدول الأوروبية لديها بذور تونسية كاسبانيا ايطاليا بلجيكا وهولندا وألمانيا وأعلنوا عن ذلك.

وفي الحقيقة، يوجد طريقة عمل، إذ لا يمكن أن تُراسل دولا لديها عدد قليل من العينات لا يتجاوز العشرة وتترك دولا أخرى لديها الآلاف من العينات، علما وأنه هناك تبادل شرعي بين البلدان وهو مكفول دوليا عبر اتفاقيات مُحدّدة.

*كم عدد العينات المُتواجدة حاليا لديكم في بنك الجينات؟

يوجد في الوقت الراهن أكثر من 47 ألف عينة، أغلبها من الحبوب، مع تواجد أكثر من 11 ألف عينة خارج البلاد، أي في البنوك الأجنبية مُعظمها في أستراليا واليابان.

ماهي الصعوبات التي تعترض عملكم ومهامهم كبنك للجينات؟

أي دولة لديها بذور تونسية نقوم بإجراءات مُراسلتها ثم نضع برنامجا للاسترجاع، وهناك تأخر في عملية الاسترجاع لكن في النهاية تعود الى تونس بكثير من الإصرار والتمسّك.

وتوجد عقبات من ناحية المفاوضات فهي شاقة وليست سهلة بتاتا وتستغرق أشهرا.

وليس من السهل فور مراسلة دولة أن تستجيب مُباشرة وتقول لك أنها موافقة وتطلب منك القدوم لأخذها، اذ تُحاول أن لا تُعيدها وأن تُماطل وتجد أعذارا في كل مرّة، أو أن تطلب الانتظار حتى تتم عملية اكثار البذور لسنة أو اثنين، بينما البنك يُحاول قدر الامكان انجاح المفاوضات.

بالنسبة للخضراوات قمنا باسترجاع عدد قليل منها وتتمثل في الطماطم والفلفل و"القرع" السنة الفارطة من الفلاحين من داخل تونس، اذ ركزنا أكثر على الزراعات الاستراتيجية كالقمح والشعير.

لكن الآن بدأنا في الاكثار من الخضروات لكن الكميات بسيطة.

*في الفترة الأخيرة وضعتم برنامجا لتوزيع بذور أصلية على الفلاحين تزامنا مع فترة الحصاد فهل شهد هذا البرنامج إقبالا ورواجا؟

برمجنا توزيع 35 طنا من البذور بين قمح وشعير، سيستفيد منه 400 فلاح أغلبهم من الشمال، على خلفية أنه يصعب قدوم الفلاحين من داخل البلاد خاصة من الجنوب بسبب إجراءات الحجر الموجه وحظر التجول الليلي والحجر الشامل في بعض المناطق.

ورغم كل هذه الظروف فان إقبال الفلاحين فاق توقّعنا.

*هل يوجد لديكم نقص من ناحية الموارد البشرية؟

ميزانية بنك الجينات اجمالا مُحترمة في حدود 3 مليارات سنويا، بما فيها تأجير الموظفين والعملة، لكن يوجد نقص كبير في الموارد البشرية، حيث يعمل حاليا في البنك 55 شخصا، لكن يوجد موظفة واحدة لا غير مختصة في مجال الخضروات، رغم أن الخضروات تتطلب مختصّا في "البطيخ" وثانيا في "الفلفل" وثالثا في "السلطة" ورابعا في القرع" لوجود أنواع مختلفة في الخضروات، وهو أيضا ما ينسحب على ميدان الأشجار المثمرة الذي يشهد بدوره نقصا في الموارد البشرية، ذلك أن الأشجار المثمرة تشمل العديد من الاختصاصات كالزيتون والتفاح والبرتقال، الا أنه يوجد موظفة واحدة مختصّة في الأشجار المثمرة.

والنقص يشمل مختصّين في مجال العلوم على غرار مُختصّين في الموارد الوراثية أي الجينيات، وبحسب تقديراتي، واجمالا يجب توفير 30 اطارا اضافيا على الأقل.

كما أن هناك نقصا أيضا في الأسطول، فالتنقل الى ضيعات الفلاحين يستوجب وسائل نقل أخرى.

*كيف يتم التعامل مع تطوير الجينات والعناية بها وتخزينها والبحث العلمي داخل البنك؟

ظروف التخزين يقوم بها البنك على أحسن وجه، ولا إشكال في ذلك وهي ظروف طيبة.

*بماذا تمتاز البذور التونسية الأصيلة حتى يقع التهافت عليها عالميا؟

الأصناف المحلية التونسية قادرة على التأقلم مع التغيرات المناخية، لاسيما وأن مختلف دول العالم تشهد موجة حر وحالة جفاف في السنوات الأخيرة إذ أن بذورنا عاشت لآلاف السنين في مناطق حارة، وتتحمّل بالتالي درجات الحرارة المرتفعة وتمتاز بقيمتها الغذائية العالية، ولديها سمعة عالمية جيدة للغاية.

درصاف اللموشي

مديرعام البنك الوطني للجينات مبارك بن الناصر لـ"الصباح": في اليابان أكثر من 3000 عينة تونسية ونحاول استرجاع بذورالحمص من الهند

 

تونس-الصباح

بذور تونسية أصلية وأصناف محلية من عينات جينيّة وصلت إلى الهند وأستراليا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية لتجوب مختلف دول العالم، ولم يقتصر وجودها على دول مُجاورة، مما فرض ماراطونا من المحاولات من قبل بنك الجينات لاسترجاعها، لتكون أشبه بحرب الجينات الباردة في عالم يتهافت على الأصناف التونسية لمميّزاتها ويرغب فيها بقوة.

"الصباح" حاورت مدير عام البنك الوطني للجينات مبارك بن الناصر حول صعوبة المفاوضات مع الدول المعنية وانكار فرنسا لتواجد بذور تونسية لديها، والعوائق في ظل جائحة كورونا، والنقض الحاد في الموارد البشرية لدى البنك وغيره من المسائل الهامة.

*ماهي البذور التي ينوي البنك استرجاعها في الفترة القادمة، ومن أي بلد تحديدا؟

سنحاول استرجاع عينات من بذور الحمص المحلي من الهند، وكان من المفترض أن تُعيدها من العام الفارط 2020، تحديدا في شهر ديسمبر، لكن هذا لم يحدث، وتأجّلت المسألة بسبب جائحة كورنا، ولا يوجد الى الآن موعد مُحدّد رغم الوعود.

وبالنسبة للبلد الثاني الذي ننتظر وصول عينات تونسية منه بعد الهند فهو اليابان ، حيث سنرسل اليه قريبا طلبا في الغرض، على أن المراسلات ستنطلق هذا الشهر جويلية، ويوجد في اليابان أكثر من 3000 لعينات مختلفة من البذور من القمح والشعير والفول وبعض النباتات الطبية.

هذا وقد استرجعنا من الولايات المتحدة الأمريكية بذورا مختلفة أغلبها أعلاف منذ 2008، وأعدنا من أستراليا في نوفمبر الفارط 1705 عينة من بذور الأعلاف التونسية التي كانت متواجدة لديها من ضمن 3400 عينة تونسية متواجدة في بنك أستراليا.

*تحدّثتم عن تأخر وصول عينات تونسية أصلية من الهند بسبب كورونا، فهل عطّلت الجائحة بعض مهامكم الأخرى؟

طبعا، الوباء عطّل بعض مهامنا، خاصة من ناحية التنقل الى الجهات، فالاجتماعات مع الفلاحين قد نقُصت وتيرتها بصفة ملحوظة، وأصبحا نكتفي بعدد قليل من الاجتماعات عن بعد، فلا يمكن أن تستدعي الفلاحين أو أن تنتقل إليهم وتتحدّث إليهم مباشرة حول ماهية بنك الجينات وبرنامجه في ظل مثل هذه الظروف، فمنذ العام الفارط أقمنا ندوة حضوريا وندوتين عن بعد فقط.

*ماذا عن البذور التونسية المتواجدة في فرنسا؟

فرنسا تقول أنه لا يوجد لديها عينات تونسية، لكن هذا يُعدّ غير منطقي، بما أنها احتلت تونس من 1881 الى 1956، وغير المعقول أن لا تنقل الى أراضيها عينات خاصة خلال تلك الفترة، ومتأكد أنه لديها.

بعض الدول على غرار فرنسا تُخفي حقيقة أن لديها بذورا تونسية.

وتونس لديها أمل في الأمانة العامة للاتفاقية الدولية للموارد الوراثية للأغذية والزراعة التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، والدول الأخرى الغير مُمضية على نفس الاتفاقية لا يُمكن أن تُجبرها بلادنا بالقوة على استرجاع البذور، فرنسا مثلا مُوقّعة على الاتفاقية المذكورة لكنها تقول لا بذور تونسية لدي.

وأغلب الدول الأوروبية لديها بذور تونسية كاسبانيا ايطاليا بلجيكا وهولندا وألمانيا وأعلنوا عن ذلك.

وفي الحقيقة، يوجد طريقة عمل، إذ لا يمكن أن تُراسل دولا لديها عدد قليل من العينات لا يتجاوز العشرة وتترك دولا أخرى لديها الآلاف من العينات، علما وأنه هناك تبادل شرعي بين البلدان وهو مكفول دوليا عبر اتفاقيات مُحدّدة.

*كم عدد العينات المُتواجدة حاليا لديكم في بنك الجينات؟

يوجد في الوقت الراهن أكثر من 47 ألف عينة، أغلبها من الحبوب، مع تواجد أكثر من 11 ألف عينة خارج البلاد، أي في البنوك الأجنبية مُعظمها في أستراليا واليابان.

ماهي الصعوبات التي تعترض عملكم ومهامهم كبنك للجينات؟

أي دولة لديها بذور تونسية نقوم بإجراءات مُراسلتها ثم نضع برنامجا للاسترجاع، وهناك تأخر في عملية الاسترجاع لكن في النهاية تعود الى تونس بكثير من الإصرار والتمسّك.

وتوجد عقبات من ناحية المفاوضات فهي شاقة وليست سهلة بتاتا وتستغرق أشهرا.

وليس من السهل فور مراسلة دولة أن تستجيب مُباشرة وتقول لك أنها موافقة وتطلب منك القدوم لأخذها، اذ تُحاول أن لا تُعيدها وأن تُماطل وتجد أعذارا في كل مرّة، أو أن تطلب الانتظار حتى تتم عملية اكثار البذور لسنة أو اثنين، بينما البنك يُحاول قدر الامكان انجاح المفاوضات.

بالنسبة للخضراوات قمنا باسترجاع عدد قليل منها وتتمثل في الطماطم والفلفل و"القرع" السنة الفارطة من الفلاحين من داخل تونس، اذ ركزنا أكثر على الزراعات الاستراتيجية كالقمح والشعير.

لكن الآن بدأنا في الاكثار من الخضروات لكن الكميات بسيطة.

*في الفترة الأخيرة وضعتم برنامجا لتوزيع بذور أصلية على الفلاحين تزامنا مع فترة الحصاد فهل شهد هذا البرنامج إقبالا ورواجا؟

برمجنا توزيع 35 طنا من البذور بين قمح وشعير، سيستفيد منه 400 فلاح أغلبهم من الشمال، على خلفية أنه يصعب قدوم الفلاحين من داخل البلاد خاصة من الجنوب بسبب إجراءات الحجر الموجه وحظر التجول الليلي والحجر الشامل في بعض المناطق.

ورغم كل هذه الظروف فان إقبال الفلاحين فاق توقّعنا.

*هل يوجد لديكم نقص من ناحية الموارد البشرية؟

ميزانية بنك الجينات اجمالا مُحترمة في حدود 3 مليارات سنويا، بما فيها تأجير الموظفين والعملة، لكن يوجد نقص كبير في الموارد البشرية، حيث يعمل حاليا في البنك 55 شخصا، لكن يوجد موظفة واحدة لا غير مختصة في مجال الخضروات، رغم أن الخضروات تتطلب مختصّا في "البطيخ" وثانيا في "الفلفل" وثالثا في "السلطة" ورابعا في القرع" لوجود أنواع مختلفة في الخضروات، وهو أيضا ما ينسحب على ميدان الأشجار المثمرة الذي يشهد بدوره نقصا في الموارد البشرية، ذلك أن الأشجار المثمرة تشمل العديد من الاختصاصات كالزيتون والتفاح والبرتقال، الا أنه يوجد موظفة واحدة مختصّة في الأشجار المثمرة.

والنقص يشمل مختصّين في مجال العلوم على غرار مُختصّين في الموارد الوراثية أي الجينيات، وبحسب تقديراتي، واجمالا يجب توفير 30 اطارا اضافيا على الأقل.

كما أن هناك نقصا أيضا في الأسطول، فالتنقل الى ضيعات الفلاحين يستوجب وسائل نقل أخرى.

*كيف يتم التعامل مع تطوير الجينات والعناية بها وتخزينها والبحث العلمي داخل البنك؟

ظروف التخزين يقوم بها البنك على أحسن وجه، ولا إشكال في ذلك وهي ظروف طيبة.

*بماذا تمتاز البذور التونسية الأصيلة حتى يقع التهافت عليها عالميا؟

الأصناف المحلية التونسية قادرة على التأقلم مع التغيرات المناخية، لاسيما وأن مختلف دول العالم تشهد موجة حر وحالة جفاف في السنوات الأخيرة إذ أن بذورنا عاشت لآلاف السنين في مناطق حارة، وتتحمّل بالتالي درجات الحرارة المرتفعة وتمتاز بقيمتها الغذائية العالية، ولديها سمعة عالمية جيدة للغاية.

درصاف اللموشي

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews