إطار طبي وشبه طبي يصارع من أجل إنقاذ الأرواح وينشد الإمدادات.. فهل من مجيب؟
رئيس قسم الاستعجالي وكوفيد الدكتور سامي السويسي يوجه رسائل لهؤلاء عبر "الصباح نيوز"
مرضى يفترشون ارضا في انتظار بعض "انفاس" اوكسيجين.. ليغادرنا بعضهم
أمام تواصل ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا بنسق سريع في الآونة الأخيرة وتدهور الحالة الصحية لعدد كبير من المرضى والحاجة الملحة للحصول على تنفس اصطناعي أو جرعة أوكسيجان، تشهد مستشفياتنا في مختلف الجهات ارتفاعا كبيرا لعدد الوافدين عليها وسط غياب ونقص في عدد الأسرة ما يجعل البعض ينتظر لساعات فأيام للحصول على القليل من الاوكسيجين خارج فضاء المستشفى تحت أشعة الشمس، وإطاراتنا الطبية وشبه الطبية أُنهكت إزاء هذا الوضع.
مستشفى الياسمينات "نموذجا"
"الصباح نيوز" اختارت هذه المرة المستشفى الجهوي ببن عروس (الياسمينات)، في إطار متابعتها للوضع الوبائي، حيث افادنا الدكتور سامي السويسي رئيس قسم الاستعجالي وكوفيد بالمستشفى المذكور والذي "أطلق صيحة بسبب الوضع الصعب الذي اصبح يشهده المستشفى منذ أشهر، في ظل نقص فادح في أعوان الصحة".
"إطار طبي وشبه طبي يتكفل بالسهر على صحة المرضى وعلاجهم بقسم الاستعجالي الذي يضم وحدة كوفيد ووحدة الاستعجالي ووحدة الاسعاف الطبي والاستعجالي حيث يصل عدد المرضى الوافدين يوميا إلى 250 شخصا بينهم حوالي 60 % مرضى كوفيد منهم قرابة 100 شخص يتم علاجهم وبامكانهم إثر ذلك المغادرة.. ويوجد ما يناهز 40 مريضا يتم إيواؤهم بالاستعجالي باعتبار وضعهم الصحي الذي يتطلب عناية لفترة قد تصل احيانا إلى 20 يوما، ونصف تلك الحالات تتطلب الإيواء بقسم الإنعاش، رغم ان طاقة استيعاب قسم الاستعجالي لا تتجاوز 13 شخصا"، حسب محدثنا، مشيرا الى أن قسم الاستعجالي لم يكن مخصصا للايواء الا ان الوضع الوبائي استوجب ذلك، علما وانه يوجد عون صحة وحيد.
أما بخصوص قسم الانعاش، فقال الدكتور سامي السويسي إنه قد تجاوز طاقة استيعابه المقدرة بـ10 بمقعدين إضافيين ("بلونكار") لحتمية ما يتطلبه الوضع.
وأكد الدكتور سامي السويسي ان مستشفى الياسمينات يشهد اكتظاظا فاق الـ300 بالمائة بوحدة الكوفيد.
وبالنسبة للفضاء الخارجي للمستشفى، والذي تداولت وسائل تواصل اجتماعي، صور المرضى المفترشين للارض في انتظار الحصول على بعض الانفاس، قال الدكتور السويسي "ان العدد هام"، متأسفا "عن تسجيل هكذا مشاهد مؤلمة والتي تزيد من إنهاك الاطارات الطبية وشبه الطبية التي تبحث في كل دقيقة عن حلول ولو بإمكانياتها الخاصة أحيانا للوقوف الى جانب المرضى وحتى توفر خدمات لأكثر عدد ممكن منهم".
ويمكن ان نقول هنا انه لعل انقاذ الاطارات للمرضى وتمكينهم من العودة لحالة صحية مستقرة تزيد الاطارات إصرارا على مواصلة الدرب بنفس العزيمة، فمن بينها من يقضي اياما متواصلة من العمل حتى يعود إلى منزله غير انه حتى بتواجده في المنزل لا يمكن ان يعيش حياة عادية خوفا من ان يكون ناقلا للفيروس ويتسبب في إصابة أفراد عائلته.
وفي سياق متصل، قدم الدكتور السويسي لمحة حول مرضى كوفيد بالمستشفى، خلال الفترة الممتدة بين 1 و8 جويلية الجاري، مشيرا الى انه قد تم تسجيل اقامة 112 شخصا بقسم كوفيد، ووفاة 14 شخصا ونقل 10 مرضى الى قسم الانعاش و44 مريضا الى قسم الامراض الباطنية و28 مريضا للمستشفى الميداني بالمنزه.
هذا وذكر الدكتور السويسي بان والي بن عروس اعلن، يوم 6 جويلية الجاري، أنه سيتم تخصيص 140 الف دينار لاقتناء اجهزة تنفس ومعدات طبية لدعم المستشفى الجهوي بالياسمينات، كما انه تولى توفير اعوان حراسة للمستشفى إضافة الى تواصله مع رجال اعمال من الجهة من اجل توفير معدات ضرورية وهامة للمستشفى والتي انطلق توافدها منذ يومين.
صفارات الانذار اطلقت منذ أشهر لكن...
ومن جهة اخرى، ووفق ما عاينته "الصباح نيوز" توجد حالات بقسم الاستعجالي بينها من تواجد داخل القاعة المخصصة لمرضى كوفيد وآخرون لم يحصلوا على مكان فكان الممر سبيلهم للحصول على أنفاس من الاكسيجين، حالات رصدتها كاميرا "الصباح نيوز" منذ ما يزيد عن الثلاثة أشهر اين انطلق توجيه صفارات الانذار تحسبا لما يمكن تسجيله في صورة ارتفاع عدد مرضى كورونا لكن لا مجيب للدعوات ووسط صمت للسلطات التي لم تسع لايجاد حل مبكر، لتعاود "الصباح نيوز" مرة أخرى خلال هذا الاسبوع والذي سبقه رصد نفس الصور بل و"اتعس" منها، ولكن وان اعتدنا هبات للمجتمع المدني وابناء الجهات لمجابهة انتشار فيروس كورونا وتدخلاتهم لمعاضدة مجهود الدولة غير أن هذا يمكن أن نقول أنه نسبي في جهة بن عروس، تلك الجهة التي توجد بها منطقة صناعية كبرى لم تأت بالنفع الا نسبيا على جهتها.
كما ان البعض من مرضى كورونا وبعد حصوله على العلاج وان كانت حالته الصحية مستقرة وتتطلب استعمال اوكسيجين بالمنزل، فتنطلق بالنسبة لعائلته رحلة البحث عن آلات أوكسيجين له، آلات وان تغيبت في السوق وأصبحت مصدر ثراء للبعض ممن استغل الفرصة لتقديم أسعار خيالية في ظل هذه الأزمة غير المسبوقة, أزمة صحية ووبائية أفقدت عديد العائلات أفراد منها والذين فاق عددهم الـ15 ألفا منذ بداية الجائجة في مارس 2020..
أما الاطار الطبي وشبه الطبي، فحسب ما عاينته "الصباح نيوز"، فيعمل في ظل غياب دوريات حراسة وأعوان صحة، ليتم هذا الاسبوع وتبعا لتعهد والي بن عروس انتداب أعوان حراسة في انتظار أن تمن الدولة وسلطة الاشراف على المستشفى بعدد من الأعوان حتى يتمكن الاطباء وبقية الاطار شبه الطبي من استكمال مهامهم على احسن وجه، حيث انه في معظم الحالات يتم الاستنجاد بعائلات المرضى للمساعدة في نقل ذويهم من قسم الى قسم لاستكمال الفحوصات.
مجهودات لمستشفى وحيد يستقبل مرضى كوفيد في ولاية يناهز عدد سكانها الـ700 الف وبلغ عدد مصابيها 335 شخصا عن كل 100 ألف ساكن، حسب آخر الاحصائيات لوزارة الصحة، في انتظار تركيز مستشفى ميداني بمدينة بومهل الأيام القادمة، لكن يبقى السؤال المطروح والذي ينتظر ردا لماذا لم يقع الاستعانة بمركز الاصابات والحروق البليغة ببن عروس حتى لا يسجل كل ذلك الضغط على مستشفى الياسمينات؟
ولكن في انتظار ذلك وبمبادرة من رئيس بلدية الزهراء محمد ريان الحمزاوي تم تركيز المستشفى الطبي الميداني بالزهراء المخصص لمكافحة فيروس كوفيد 19 ومن المنتظر ان يكون جاهزا للاستغلال يوم السبت القادم على اقصى تقدير بطاقة استيعاب تقدر بعشرين سرير اوكسيجين (20 سرير) في مرحلة اولية، مستشفى ساهم في إنجازه رجال أعمال وأبناء جهة الزهراء ومن خارجها.
امراة تلفظ انفاسها الاخيرة "دون نفس"
هذا وقد عاينت الصباح نيوز" بداية الاسبوع الحالي، وفاة إمرأة امام قسم الكوفيد وهي تنتظر دورها للحصول على انفاس أوكسيجين، وهنا نقول لتكن هذه المريضة التي فارقت الحياة وكآخرين، عبرة للجميع ولتتحمل الدولة المسؤولية باعتبارها لم تعط الحق الكافي للقطاع الصحي الذي اصبح يعاني الأمرين اذ تفتقد المؤسسات الاستشفائية العمومية إلى أبسط مقومات ووسائل العمل، والى الأعوان، فما لنا الا ان نقول للإطار الطبي والشبه الطبي شكرا وألف شكر على مجهوداتكم وتضحياتكم فقد قمتم بما تستطيعون فعله وأكثر بكثير.
رسائل الدكتور السويسي
وعودة لحديث الدكتور سامي السويسي مع "الصباح نيوز" فقد استكمله بصوت حزين ولكن بصرخة عالية وعزيمة ثابتة وإصرار على النجاح والقيام بواجبهم الانساني والوطني كاطار طبي وشبه طبي لعلها تصل إلى من وجه إليهم رسائل عبر صحيفتنا، " بدءا بالحكومة التي دعاها إلى دعم المستشفى بالعنصر البشري خاصة، وثانيا أصحاب المشاريع بالمنطقة الصناعية الكبرى ببن عروس ورجال الأعمال بالجهة والتونسيين بالمهجر والمجتمع المدني للمساهمة في توفير مستلزمات ضرورية، مع إمكانية استشارة المشرفين على مستشفى الياسمينات، من اجل توفير تجهيزات ضرورية كالات تنفس اصطناعي ومعدات خاصة بالات التنفس ومستلزمات طبية وآلات لمراقبة التنفس ومعدات تعقيم وبعض الأسرة، أو التكفل برواتب اعوان وعملة صحة في إطار عقود…. خاصة وان كل مساعدة قد تساهم في إنقاذ روح بشرية وتعيد الحياة لمن لم يستطيعوا أن يحصلوا على نفس واحد، وكذلك المواطنين للمساعدة في نقل المرضى".
هل تجد الرسائل "منفذا"؟
رسائل تتمنى "الصباح نيوز"، حقيقة، ان تجد الطريق السريع والتفاعل الحسن وان تتكاتف الجهود لتحقيق ولو جزء منها بإرادة قوية وحب للحياة والآخرين ليكون مستشفى الياسمينات نموذجا يحتذى به خاصة وانه يزخر بالكفاءات التي لم تجد السند الأغلب بتوفير ما يجب تنفيذه لا لفائدتهم بل لاولئك المرضى ومن بينهم من يبحثون عن بعض الانفاس تشبثا بالحياة وهم يواجهون ذلك الفيروس اللعين، فلذلك لنكن جميعاً ويدا واحدة دون حسابات ولا انتماءات الا لوطننا تونس، السند لمن انهكهم العمل ليلا نهارا ولم يقولوا أُفًا رغم ما قد يتعرضون إليه من اعتداءات عندما لا يجد أهالي مريض سريرا أو جرعة أوكسيجين لمريضهم أو عند وفاة مريض ولمن ضحوا بحياة عادية منذ ما يزيد عن سنة و نصف من اجل مساعدتنا.
عبير الطرابلسي
ويمكن مشاهدة الفيديو الذي رصدته كاميرا "الصباح نيوز" بالمستشفى منذ تاريخ 08 ماي 2021 ....
إطار طبي وشبه طبي يصارع من أجل إنقاذ الأرواح وينشد الإمدادات.. فهل من مجيب؟
رئيس قسم الاستعجالي وكوفيد الدكتور سامي السويسي يوجه رسائل لهؤلاء عبر "الصباح نيوز"
مرضى يفترشون ارضا في انتظار بعض "انفاس" اوكسيجين.. ليغادرنا بعضهم
أمام تواصل ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا بنسق سريع في الآونة الأخيرة وتدهور الحالة الصحية لعدد كبير من المرضى والحاجة الملحة للحصول على تنفس اصطناعي أو جرعة أوكسيجان، تشهد مستشفياتنا في مختلف الجهات ارتفاعا كبيرا لعدد الوافدين عليها وسط غياب ونقص في عدد الأسرة ما يجعل البعض ينتظر لساعات فأيام للحصول على القليل من الاوكسيجين خارج فضاء المستشفى تحت أشعة الشمس، وإطاراتنا الطبية وشبه الطبية أُنهكت إزاء هذا الوضع.
مستشفى الياسمينات "نموذجا"
"الصباح نيوز" اختارت هذه المرة المستشفى الجهوي ببن عروس (الياسمينات)، في إطار متابعتها للوضع الوبائي، حيث افادنا الدكتور سامي السويسي رئيس قسم الاستعجالي وكوفيد بالمستشفى المذكور والذي "أطلق صيحة بسبب الوضع الصعب الذي اصبح يشهده المستشفى منذ أشهر، في ظل نقص فادح في أعوان الصحة".
"إطار طبي وشبه طبي يتكفل بالسهر على صحة المرضى وعلاجهم بقسم الاستعجالي الذي يضم وحدة كوفيد ووحدة الاستعجالي ووحدة الاسعاف الطبي والاستعجالي حيث يصل عدد المرضى الوافدين يوميا إلى 250 شخصا بينهم حوالي 60 % مرضى كوفيد منهم قرابة 100 شخص يتم علاجهم وبامكانهم إثر ذلك المغادرة.. ويوجد ما يناهز 40 مريضا يتم إيواؤهم بالاستعجالي باعتبار وضعهم الصحي الذي يتطلب عناية لفترة قد تصل احيانا إلى 20 يوما، ونصف تلك الحالات تتطلب الإيواء بقسم الإنعاش، رغم ان طاقة استيعاب قسم الاستعجالي لا تتجاوز 13 شخصا"، حسب محدثنا، مشيرا الى أن قسم الاستعجالي لم يكن مخصصا للايواء الا ان الوضع الوبائي استوجب ذلك، علما وانه يوجد عون صحة وحيد.
أما بخصوص قسم الانعاش، فقال الدكتور سامي السويسي إنه قد تجاوز طاقة استيعابه المقدرة بـ10 بمقعدين إضافيين ("بلونكار") لحتمية ما يتطلبه الوضع.
وأكد الدكتور سامي السويسي ان مستشفى الياسمينات يشهد اكتظاظا فاق الـ300 بالمائة بوحدة الكوفيد.
وبالنسبة للفضاء الخارجي للمستشفى، والذي تداولت وسائل تواصل اجتماعي، صور المرضى المفترشين للارض في انتظار الحصول على بعض الانفاس، قال الدكتور السويسي "ان العدد هام"، متأسفا "عن تسجيل هكذا مشاهد مؤلمة والتي تزيد من إنهاك الاطارات الطبية وشبه الطبية التي تبحث في كل دقيقة عن حلول ولو بإمكانياتها الخاصة أحيانا للوقوف الى جانب المرضى وحتى توفر خدمات لأكثر عدد ممكن منهم".
ويمكن ان نقول هنا انه لعل انقاذ الاطارات للمرضى وتمكينهم من العودة لحالة صحية مستقرة تزيد الاطارات إصرارا على مواصلة الدرب بنفس العزيمة، فمن بينها من يقضي اياما متواصلة من العمل حتى يعود إلى منزله غير انه حتى بتواجده في المنزل لا يمكن ان يعيش حياة عادية خوفا من ان يكون ناقلا للفيروس ويتسبب في إصابة أفراد عائلته.
وفي سياق متصل، قدم الدكتور السويسي لمحة حول مرضى كوفيد بالمستشفى، خلال الفترة الممتدة بين 1 و8 جويلية الجاري، مشيرا الى انه قد تم تسجيل اقامة 112 شخصا بقسم كوفيد، ووفاة 14 شخصا ونقل 10 مرضى الى قسم الانعاش و44 مريضا الى قسم الامراض الباطنية و28 مريضا للمستشفى الميداني بالمنزه.
هذا وذكر الدكتور السويسي بان والي بن عروس اعلن، يوم 6 جويلية الجاري، أنه سيتم تخصيص 140 الف دينار لاقتناء اجهزة تنفس ومعدات طبية لدعم المستشفى الجهوي بالياسمينات، كما انه تولى توفير اعوان حراسة للمستشفى إضافة الى تواصله مع رجال اعمال من الجهة من اجل توفير معدات ضرورية وهامة للمستشفى والتي انطلق توافدها منذ يومين.
صفارات الانذار اطلقت منذ أشهر لكن...
ومن جهة اخرى، ووفق ما عاينته "الصباح نيوز" توجد حالات بقسم الاستعجالي بينها من تواجد داخل القاعة المخصصة لمرضى كوفيد وآخرون لم يحصلوا على مكان فكان الممر سبيلهم للحصول على أنفاس من الاكسيجين، حالات رصدتها كاميرا "الصباح نيوز" منذ ما يزيد عن الثلاثة أشهر اين انطلق توجيه صفارات الانذار تحسبا لما يمكن تسجيله في صورة ارتفاع عدد مرضى كورونا لكن لا مجيب للدعوات ووسط صمت للسلطات التي لم تسع لايجاد حل مبكر، لتعاود "الصباح نيوز" مرة أخرى خلال هذا الاسبوع والذي سبقه رصد نفس الصور بل و"اتعس" منها، ولكن وان اعتدنا هبات للمجتمع المدني وابناء الجهات لمجابهة انتشار فيروس كورونا وتدخلاتهم لمعاضدة مجهود الدولة غير أن هذا يمكن أن نقول أنه نسبي في جهة بن عروس، تلك الجهة التي توجد بها منطقة صناعية كبرى لم تأت بالنفع الا نسبيا على جهتها.
كما ان البعض من مرضى كورونا وبعد حصوله على العلاج وان كانت حالته الصحية مستقرة وتتطلب استعمال اوكسيجين بالمنزل، فتنطلق بالنسبة لعائلته رحلة البحث عن آلات أوكسيجين له، آلات وان تغيبت في السوق وأصبحت مصدر ثراء للبعض ممن استغل الفرصة لتقديم أسعار خيالية في ظل هذه الأزمة غير المسبوقة, أزمة صحية ووبائية أفقدت عديد العائلات أفراد منها والذين فاق عددهم الـ15 ألفا منذ بداية الجائجة في مارس 2020..
أما الاطار الطبي وشبه الطبي، فحسب ما عاينته "الصباح نيوز"، فيعمل في ظل غياب دوريات حراسة وأعوان صحة، ليتم هذا الاسبوع وتبعا لتعهد والي بن عروس انتداب أعوان حراسة في انتظار أن تمن الدولة وسلطة الاشراف على المستشفى بعدد من الأعوان حتى يتمكن الاطباء وبقية الاطار شبه الطبي من استكمال مهامهم على احسن وجه، حيث انه في معظم الحالات يتم الاستنجاد بعائلات المرضى للمساعدة في نقل ذويهم من قسم الى قسم لاستكمال الفحوصات.
مجهودات لمستشفى وحيد يستقبل مرضى كوفيد في ولاية يناهز عدد سكانها الـ700 الف وبلغ عدد مصابيها 335 شخصا عن كل 100 ألف ساكن، حسب آخر الاحصائيات لوزارة الصحة، في انتظار تركيز مستشفى ميداني بمدينة بومهل الأيام القادمة، لكن يبقى السؤال المطروح والذي ينتظر ردا لماذا لم يقع الاستعانة بمركز الاصابات والحروق البليغة ببن عروس حتى لا يسجل كل ذلك الضغط على مستشفى الياسمينات؟
ولكن في انتظار ذلك وبمبادرة من رئيس بلدية الزهراء محمد ريان الحمزاوي تم تركيز المستشفى الطبي الميداني بالزهراء المخصص لمكافحة فيروس كوفيد 19 ومن المنتظر ان يكون جاهزا للاستغلال يوم السبت القادم على اقصى تقدير بطاقة استيعاب تقدر بعشرين سرير اوكسيجين (20 سرير) في مرحلة اولية، مستشفى ساهم في إنجازه رجال أعمال وأبناء جهة الزهراء ومن خارجها.
امراة تلفظ انفاسها الاخيرة "دون نفس"
هذا وقد عاينت الصباح نيوز" بداية الاسبوع الحالي، وفاة إمرأة امام قسم الكوفيد وهي تنتظر دورها للحصول على انفاس أوكسيجين، وهنا نقول لتكن هذه المريضة التي فارقت الحياة وكآخرين، عبرة للجميع ولتتحمل الدولة المسؤولية باعتبارها لم تعط الحق الكافي للقطاع الصحي الذي اصبح يعاني الأمرين اذ تفتقد المؤسسات الاستشفائية العمومية إلى أبسط مقومات ووسائل العمل، والى الأعوان، فما لنا الا ان نقول للإطار الطبي والشبه الطبي شكرا وألف شكر على مجهوداتكم وتضحياتكم فقد قمتم بما تستطيعون فعله وأكثر بكثير.
رسائل الدكتور السويسي
وعودة لحديث الدكتور سامي السويسي مع "الصباح نيوز" فقد استكمله بصوت حزين ولكن بصرخة عالية وعزيمة ثابتة وإصرار على النجاح والقيام بواجبهم الانساني والوطني كاطار طبي وشبه طبي لعلها تصل إلى من وجه إليهم رسائل عبر صحيفتنا، " بدءا بالحكومة التي دعاها إلى دعم المستشفى بالعنصر البشري خاصة، وثانيا أصحاب المشاريع بالمنطقة الصناعية الكبرى ببن عروس ورجال الأعمال بالجهة والتونسيين بالمهجر والمجتمع المدني للمساهمة في توفير مستلزمات ضرورية، مع إمكانية استشارة المشرفين على مستشفى الياسمينات، من اجل توفير تجهيزات ضرورية كالات تنفس اصطناعي ومعدات خاصة بالات التنفس ومستلزمات طبية وآلات لمراقبة التنفس ومعدات تعقيم وبعض الأسرة، أو التكفل برواتب اعوان وعملة صحة في إطار عقود…. خاصة وان كل مساعدة قد تساهم في إنقاذ روح بشرية وتعيد الحياة لمن لم يستطيعوا أن يحصلوا على نفس واحد، وكذلك المواطنين للمساعدة في نقل المرضى".
هل تجد الرسائل "منفذا"؟
رسائل تتمنى "الصباح نيوز"، حقيقة، ان تجد الطريق السريع والتفاعل الحسن وان تتكاتف الجهود لتحقيق ولو جزء منها بإرادة قوية وحب للحياة والآخرين ليكون مستشفى الياسمينات نموذجا يحتذى به خاصة وانه يزخر بالكفاءات التي لم تجد السند الأغلب بتوفير ما يجب تنفيذه لا لفائدتهم بل لاولئك المرضى ومن بينهم من يبحثون عن بعض الانفاس تشبثا بالحياة وهم يواجهون ذلك الفيروس اللعين، فلذلك لنكن جميعاً ويدا واحدة دون حسابات ولا انتماءات الا لوطننا تونس، السند لمن انهكهم العمل ليلا نهارا ولم يقولوا أُفًا رغم ما قد يتعرضون إليه من اعتداءات عندما لا يجد أهالي مريض سريرا أو جرعة أوكسيجين لمريضهم أو عند وفاة مريض ولمن ضحوا بحياة عادية منذ ما يزيد عن سنة و نصف من اجل مساعدتنا.
عبير الطرابلسي
ويمكن مشاهدة الفيديو الذي رصدته كاميرا "الصباح نيوز" بالمستشفى منذ تاريخ 08 ماي 2021 ....