لا تبدو التحولات السياسية القادمة في خدمة حزب قلب تونس وكتلة حسونة الناصفي بالبرلمان وهو ما تفسره ردود افعالهما المتشنجة التي سيطر الخوف والقلق على مفاصلها منذ إعلان اللقاء المطول بين رئيس الجمهورية ورئيس مجلس نواب الشعب.
وقد زاد التوتر مع اعلان مجلس شورى النهضة عن نية الحزب ورغبته في الذهاب بالحكومة من حكومة ادارة الى حكومة سياسية كاملة الاركان.
وخلق هذا التوجه الجديد للنهضة ارتباكا في صفوف بعض الكتل البرلمانية ككتلة قلب تونس وكتلة الإصلاح التي يديرها القيادي السابق بمشروع تونس حسونة الناصفي والذي عبر بدوره عن رفضه لأي شكل من أشكال التحول السياسي ما لم يكن رئيس الحكومة هشام مشيشي طرفا في المعادلة.
وإذا كان موقف الناصفي واضحا بشان المستقبل السياسي لحكومة مشيشي والمجموعة المحيطة به فان استبسال رئيس كتلة قلب تونس اسامة الخليفي لم يخرج عن هذا التعاطف القوي مع رئيس الحكومة.
وخلق تقاطع الناصفي والخليفي عدة أسئلة حول اسباب هذا الحرص الكبير لحماية مشيشي ومحيطه من أي مس محتمل في قادم التفاهمات السياسية والتي من شانها انهاء دور رئيس الحكومة مستقبلا.
على عكس بقية مكونات الحزام السياسي لحكومة هشام مشيشي دخل حزب قلب تونس منذ اعلان لقاء سعيد بالغنوشي نهاية الشهر الماضي في هستيريا من التصريحات ففي اولى ردود الافعال عبر رئيس كتلة قلب تونس اسامة الخليفي باستهزاء عن هذا اللقاء وقال في تصريح اذاعي لموازيك اف ام انه "زوز مسؤولين على مؤسسات الدولة تقابلو.. نزغرط؟".
ولم يكن تصريح الخليفي لموزاييك الاول من نوعه حيث عبر خلال حضوره بقناة التاسعة عن رفضه الضمني لأي تقارب محتمل بين الغنوشي وسعيد حيث قال "ان قلب تونس لم يفوّض لا الغنوشي ولا غيره للحديث باسمه مع رئيس الجمهورية".
وعن التحولات المحتملة للمشهد الحكومي بعد الاختلاف الكبير داخل شورى النهضة بين الإبقاء على مشيشي أو سحب الثقة منه اعتبر الخليفي أن “ إسقاط حكومة مشيشي قد يؤدي إلى سقوط الدولة".
وشدد الخليفي في تصريح لشمس اف ام على ان الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في تونس لا تتحمل الفراغ، لافتا النظر إلى انه وحتى في صورة تغيير الحكومة يمكن للمشيشي أن يبقى رئيسا لحكومة تصريف الأعمال، وفق تعبيره.
واضاف الخليفي انه "لا وجود لتغيير الحكومة في ظل وضع مفاوضات مع المانحين الدوليين والبحث عن سيولة لخلاص الأجور"، معتبرا الحديث عن تغيير الحكومة في ظل هذا الوضع "سبيل من العبث".
وكان رئيس كتلة قلب تونس دوّن انه "لا أحد يملي علينا خياراتنا أو تحالفاتنا، لأن بوصلتنا واضحة ولا ترتبط بأجندة انتخابية أو سياسوية بل بتوفير قاعدة برلمانية صلبة تدعم الاستقرار الحكومي، وتضمن تمرير القوانين، وهو ما نجحنا فيه والحمد لله رغم الأجواء المتوترة والمفتعلة".
واذ عبر الخليفي عن رفضه للمساس بمشيشي فانه ترك الباب مفتوحا ليعلن أنّ "قلب تونس منفتح على تشكيل حكومة سياسية للخروج من الأزمة السياسية والصحية والاجتماعية في البلاد".
من جهته عبر حسونة الناصفي في تصريح لـ"جوهرة اف ام" إنه من المستحيل تكوين حكومة سياسية منسجمة في تونس .
وأضاف الناصفي, أنه ليس هناك أحزابا تستطيع الحكم مع بعضها في تونس داعيا القوى السياسية إلى تجنب الدخول بالبلاد في المجهول ونحو العبث, خاصة في وضع صحي صعب بتفشي وباء كورونا وتداعياته الاقتصادية والاجتماعية.
وأوضح رئيس كتلة الإصلاح, أن الدعوة لتكوين حكومة سياسية جديدة هو موقف حركة النهضة وهو موقف يلزمها وحدها.
ويدرك قلب تونس ان اي تغيير سياسي في قادم الايام قد يحيل الحزب على رف الاحداث ليفقد معها اي وزن له في ظل وجود تقارب وإن كان ضعيفا بين النهضة ورئيس الجمهورية قيس سعيد الذي لن يقبل في اي حال من الاحوال تواجد حزب نبيل القروي ضمن معادلة يكون فيها ساكن قرطاج طرفا .
واذ تخشى بعض العناصر من قلب تونس بان تقدمهم النهضة كقربان سياسي لقيس سعيد فان البعض الاخر يرى انه لا خوف من ذلك لعدة اعتبارات اولها ان النهضة لن تدخل اي مشروع سياسي دون شركائها في البرلمان (قلب تونس/ائتلاف الكرامة/الوطنية ومستقلون) كما ان الحركة ملتزمة "أخلاقيا" بالمحافظة على الأغلبية تحت قبة باردو لإيمان الحركة أن الحكم الحقيقي في البرلمان.
ويعد موقف النهضة من قلب تونس مخالف تماما لموقفها من كتلة الاصلاح التي تسارع في كل مرة لإحراج رئيس البرلمان سواء بدعم سحب الثقة منهم او اتهامه بسياسة المكيالين داخل رئاسة المجلس ولعل الطريف في الموضوع ان النائب الثاني للرئيس بالبرلمان طارق الفتيتي كان قد أمضى في مناسبتين على الاطاحة بالغنوشي .
ويشكل بعث حكومة سياسية كابوسا حقيقيا لكتلة الإصلاح ولحسونة الناصفي بالأساس على اعتبار أن تعميق التفكير في اتجاه الشكل الجديد للحكومة سينهي الدور المتقدم الذي يلعبه حسونة الناصفي داخل الحكومة عبر مدير ديوان هشام مشيشي وبقية عناصر "طلبة التجمع" السابقين الذين باتوا الحاكم الفعلي للبلاد سواء في الحكومة او الاحزاب .
ومن خلال ما تقدم فان تخوفات بعض "طلبة التجمع" السابقين من تشكيل حكومة سياسية تعكس تخوفاتهم من فقدانهم للسيطرة القوية على مفاصل الدولة وتفاصيل الحكم فيها من خلال الولاة والمعتمدين الأول ومديري المؤسسات والشركات الذين نصبهم رئيس الحكومة الاسبق يوسف الشاهد.
وبالرغم مما قيل وتناقلته الكواليس فان الحكومة لم تهتم كثيرا لبعض المواقف ومازالت تحظى بالحد الادنى من ثقة حزامها السياسي وأساسا من حركة النهضة وقلب تونس وائتلاف الكرامة ومستقلين .
خليل الحناشي
تونس-الصباح
لا تبدو التحولات السياسية القادمة في خدمة حزب قلب تونس وكتلة حسونة الناصفي بالبرلمان وهو ما تفسره ردود افعالهما المتشنجة التي سيطر الخوف والقلق على مفاصلها منذ إعلان اللقاء المطول بين رئيس الجمهورية ورئيس مجلس نواب الشعب.
وقد زاد التوتر مع اعلان مجلس شورى النهضة عن نية الحزب ورغبته في الذهاب بالحكومة من حكومة ادارة الى حكومة سياسية كاملة الاركان.
وخلق هذا التوجه الجديد للنهضة ارتباكا في صفوف بعض الكتل البرلمانية ككتلة قلب تونس وكتلة الإصلاح التي يديرها القيادي السابق بمشروع تونس حسونة الناصفي والذي عبر بدوره عن رفضه لأي شكل من أشكال التحول السياسي ما لم يكن رئيس الحكومة هشام مشيشي طرفا في المعادلة.
وإذا كان موقف الناصفي واضحا بشان المستقبل السياسي لحكومة مشيشي والمجموعة المحيطة به فان استبسال رئيس كتلة قلب تونس اسامة الخليفي لم يخرج عن هذا التعاطف القوي مع رئيس الحكومة.
وخلق تقاطع الناصفي والخليفي عدة أسئلة حول اسباب هذا الحرص الكبير لحماية مشيشي ومحيطه من أي مس محتمل في قادم التفاهمات السياسية والتي من شانها انهاء دور رئيس الحكومة مستقبلا.
على عكس بقية مكونات الحزام السياسي لحكومة هشام مشيشي دخل حزب قلب تونس منذ اعلان لقاء سعيد بالغنوشي نهاية الشهر الماضي في هستيريا من التصريحات ففي اولى ردود الافعال عبر رئيس كتلة قلب تونس اسامة الخليفي باستهزاء عن هذا اللقاء وقال في تصريح اذاعي لموازيك اف ام انه "زوز مسؤولين على مؤسسات الدولة تقابلو.. نزغرط؟".
ولم يكن تصريح الخليفي لموزاييك الاول من نوعه حيث عبر خلال حضوره بقناة التاسعة عن رفضه الضمني لأي تقارب محتمل بين الغنوشي وسعيد حيث قال "ان قلب تونس لم يفوّض لا الغنوشي ولا غيره للحديث باسمه مع رئيس الجمهورية".
وعن التحولات المحتملة للمشهد الحكومي بعد الاختلاف الكبير داخل شورى النهضة بين الإبقاء على مشيشي أو سحب الثقة منه اعتبر الخليفي أن “ إسقاط حكومة مشيشي قد يؤدي إلى سقوط الدولة".
وشدد الخليفي في تصريح لشمس اف ام على ان الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في تونس لا تتحمل الفراغ، لافتا النظر إلى انه وحتى في صورة تغيير الحكومة يمكن للمشيشي أن يبقى رئيسا لحكومة تصريف الأعمال، وفق تعبيره.
واضاف الخليفي انه "لا وجود لتغيير الحكومة في ظل وضع مفاوضات مع المانحين الدوليين والبحث عن سيولة لخلاص الأجور"، معتبرا الحديث عن تغيير الحكومة في ظل هذا الوضع "سبيل من العبث".
وكان رئيس كتلة قلب تونس دوّن انه "لا أحد يملي علينا خياراتنا أو تحالفاتنا، لأن بوصلتنا واضحة ولا ترتبط بأجندة انتخابية أو سياسوية بل بتوفير قاعدة برلمانية صلبة تدعم الاستقرار الحكومي، وتضمن تمرير القوانين، وهو ما نجحنا فيه والحمد لله رغم الأجواء المتوترة والمفتعلة".
واذ عبر الخليفي عن رفضه للمساس بمشيشي فانه ترك الباب مفتوحا ليعلن أنّ "قلب تونس منفتح على تشكيل حكومة سياسية للخروج من الأزمة السياسية والصحية والاجتماعية في البلاد".
من جهته عبر حسونة الناصفي في تصريح لـ"جوهرة اف ام" إنه من المستحيل تكوين حكومة سياسية منسجمة في تونس .
وأضاف الناصفي, أنه ليس هناك أحزابا تستطيع الحكم مع بعضها في تونس داعيا القوى السياسية إلى تجنب الدخول بالبلاد في المجهول ونحو العبث, خاصة في وضع صحي صعب بتفشي وباء كورونا وتداعياته الاقتصادية والاجتماعية.
وأوضح رئيس كتلة الإصلاح, أن الدعوة لتكوين حكومة سياسية جديدة هو موقف حركة النهضة وهو موقف يلزمها وحدها.
ويدرك قلب تونس ان اي تغيير سياسي في قادم الايام قد يحيل الحزب على رف الاحداث ليفقد معها اي وزن له في ظل وجود تقارب وإن كان ضعيفا بين النهضة ورئيس الجمهورية قيس سعيد الذي لن يقبل في اي حال من الاحوال تواجد حزب نبيل القروي ضمن معادلة يكون فيها ساكن قرطاج طرفا .
واذ تخشى بعض العناصر من قلب تونس بان تقدمهم النهضة كقربان سياسي لقيس سعيد فان البعض الاخر يرى انه لا خوف من ذلك لعدة اعتبارات اولها ان النهضة لن تدخل اي مشروع سياسي دون شركائها في البرلمان (قلب تونس/ائتلاف الكرامة/الوطنية ومستقلون) كما ان الحركة ملتزمة "أخلاقيا" بالمحافظة على الأغلبية تحت قبة باردو لإيمان الحركة أن الحكم الحقيقي في البرلمان.
ويعد موقف النهضة من قلب تونس مخالف تماما لموقفها من كتلة الاصلاح التي تسارع في كل مرة لإحراج رئيس البرلمان سواء بدعم سحب الثقة منهم او اتهامه بسياسة المكيالين داخل رئاسة المجلس ولعل الطريف في الموضوع ان النائب الثاني للرئيس بالبرلمان طارق الفتيتي كان قد أمضى في مناسبتين على الاطاحة بالغنوشي .
ويشكل بعث حكومة سياسية كابوسا حقيقيا لكتلة الإصلاح ولحسونة الناصفي بالأساس على اعتبار أن تعميق التفكير في اتجاه الشكل الجديد للحكومة سينهي الدور المتقدم الذي يلعبه حسونة الناصفي داخل الحكومة عبر مدير ديوان هشام مشيشي وبقية عناصر "طلبة التجمع" السابقين الذين باتوا الحاكم الفعلي للبلاد سواء في الحكومة او الاحزاب .
ومن خلال ما تقدم فان تخوفات بعض "طلبة التجمع" السابقين من تشكيل حكومة سياسية تعكس تخوفاتهم من فقدانهم للسيطرة القوية على مفاصل الدولة وتفاصيل الحكم فيها من خلال الولاة والمعتمدين الأول ومديري المؤسسات والشركات الذين نصبهم رئيس الحكومة الاسبق يوسف الشاهد.
وبالرغم مما قيل وتناقلته الكواليس فان الحكومة لم تهتم كثيرا لبعض المواقف ومازالت تحظى بالحد الادنى من ثقة حزامها السياسي وأساسا من حركة النهضة وقلب تونس وائتلاف الكرامة ومستقلين .