أعلن رئيس الجمهورية قيس سعيد عن انعقاد اللجنة المشتركة التونسية الليبية التي ستعمل على مناقشة امضاء المزيد من الاتفاقيات التعاون المشتركة بين البلدين على إثر الزيارات الرسمية المتبادلة خلال الفترة المنقضية.
وجدّد سعيد أمس خلال مؤتمر صحفي مشترك عقد بقصر قرطاج مع رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي الذي يؤدي زيارة رسمية إلى تونس تمتد لثلاثة أيام، دعم تونس لكافة الليبيين من أجل إعادة بناء مؤسسات الدولة، داعياً إلى التضامن والتعاون بين البلدين. كما أكد العمل على تحقيق آمال الشعوب في دول المغرب العربي.
وشدّد سعيد على أن الشعبين التونسي والليبي شعب واحد وعائلة واحدة، متحدثا عن تطابق وجهات النظر بين البلدين. وقال: "لقد خسرنا الكثير في العقود الماضية ولم يعد هناك وقت لخسائر أكبر".
وتابع: ''شعرتُ بإرادة ثابتة لاستكمال المسار الذي بدأ بعد تولي القيادة في ليبيا، إرادتنا مشتركة قوية وعلاقتنا تاريخية وكم من مرة تحدثت عن علاقة البلدين في مطلع القرن العشرين ومطلع القرن الواحد والعشرين ليشاء القدر أن يكون الليبيون في تونس يقتسم التونسيون معهم الرغيف لأنهم من نفس العائلة".
وتحدث رئيس الجمهورية عن عمق الروابط التاريخية بين البلدين وقال: ''تطرقنا إلى العلاقة الثنائية بين البلدين ليس بمقاربة تقليدية التي عرفت تعثرات وكبوات بل تعرضنا إليها بنفس الروح الوطنية العالية التي تحفظ حقوق شعبنا والمستقبل وتقوم على التكامل في كافة المجالات".
وكشف أن المحادثات مع رئيس المجلس الرئاسي الليبي، كانت فرصة للتذكير بوقوف الشعب التونسي إلى جانب الليبيين لإعادة بناء مؤسساتهم وتأمين المرحلة الانتقالية حتى يعبر الليبي وحده عن إرادته ويختار من يريد دون وصاية من أي كان".
وأشار إلى أن المحادثات تناولت أيضا مناقشة مشاريع تتكامل فيها الرؤى والقطاعات برؤية جديدة.. وقال:" نحن نمهد الطريق لمن سيكون فاعلا في ميدان الصحة والتعليم والنقل.. نحن نضع المبادئ الكبرى أما المسائل التقنية سيتولاها المختصون".
بدوره، ثمّن المنفي دور تونس الداعم لبلاده، مضيفا أن زيارته أتت لمناقشة العديد من الملفات المشتركة بين البلدين. وأوضح أنه ناقش التعاون بين الجانبين في العديد من المجالات الاقتصادية، والأمنية، والثقافية والتعليمية.
وقال: "تناولنا كافة القضايا ذات الاهتمام المشترك واستعرضنا وجهات النظر حول عدة قضايا محلية ودولية، ومجال التعاون الثنائي في عدة مجالات منها الاقتصادي وكذلك الأمني وما يخص مجال العمل واليد العاملة.."
وكشف أنه تم التطرق إلى الاستثمارات بين البلدين وكيفية دعمها خلال هذه الفترة، إضافة إلى التعاون الثقافي والعلمي والأكاديمي. كما شدد على أهمية التنسيق الأمني بين البلدين.
وقال:" البعد الأمني هو من أهم الأبعاد التي يجب التركيز عليها، ولابد من الاستقرار الأمني في المنطقة، فقد أكدنا على أن أمن ليبيا من أمن تونس والعكس صحيح، ومع بعضنا يمكن مواجهة التحديات المختلفة، ونتمنى أن تتوج اللقاءات الثنائية بما يفيد مصلحة البلدين."
وتابع:" تناولنا أيضا أوضاع المواطنين في البلدين وكيفية معالجة المشاكل التي يمر بها التونسيون والليبيون، وتسهيل التواصل والتنقل وكيفية تذليل المصاعب في هذا الغرض عن طريق اللجان المشتركة..'
وتأتي زيارة المنفي، إلى تونس، بعد أسبوع من زيارة كان أجراها رئيس الحكومة هشام مشيشي إلى ليبيا، رافقه خلالها وفد رفيع المستوى ممثل في عدد من أعضاء الحكومة، ومحافظ البنك المركزي مروان العباسي، والأمين العام لاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي، ورئيس الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية سمير ماجول، ورئيس الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري عبد المجيد الزار، وعدد كبير من رجال الأعمال.
علما أنه تم خلال زيارة مشيشي إلى طرابلس توقيع عدد من اتفاقات التعاون، مثل تحرير المبادلات التجارية وتحرير تنقل المواطنين ورؤوس الأموال والبضائع، وتسوية وضعية العمال التونسيين بليبيا، ودعم الاستثمار بين البلدين، وتيسير مشاركة المؤسسات التونسية في مشاريع اعمار ليبيا..
وسبق زيارة مشيشي، زيارة أجراها الرئيس الدولة قيس سعيد إلى ليبيا، يوم 17 مارس الماضي، وكان أول رئيس دولة يزور ليبيا عقب منح البرلمان الليبي الثقة لحكومة عبد الحميد الدبيبة.
يذكر أن زيارة رئيس المجلس الرئاسي الليبي إلى تونس تزامنت مع زيارة رسمية يؤديها رئيس الحكومة الليبية إلى العاصمة الجزائرية مع وفد وزاري.
وتأتي الزيارتان، في الوقت الذي فشل فيه ملتقى الحوار السياسي الليبي الذي انعقد أول أمس بالتوصل إلى توافق بشأن القاعدة الدستورية التي ستجرى على أساسها الانتخابات المقبلة، المقرر عقدها نهاية ديسمبر المقبل، وارتفعت معها احتمالات تأجيل هذا الاستحقاق الانتخابي أو إلغائه، وهو ما يهدّد بتقويض عملية الانتقال السياسي التي تتولى الأمم المتحدّة تسييرها، والتي استضافت تونس في السابق جولات عدة من الحوار حولها.
كما تتزامن زيارة المفني إلى تونس مع توتر أمني في الداخل الليبي سببه قرار الجيش الليبي بقيادة المشير حفتر القيام باستعراض عسكري وصفه المتحدث الرسمي باسم الجيش اللواء أحمد المسماري بأنه "أكبر استعراض عسكري في تاريخ ليبيا خلال السنوات الأخيرة"، ما أثار حفيظة المليشيات المسلحة في الغرب الليبي وغضبها، وأعلنت أنها ستنظم عرضا عسكريا مشابها في ذكرى تحرير العاصمة طرابلس الذي يوافق يوم 4 جويلية.
ووجد رئيسي المجلس الرئاسي محمد المنفي والحكومة عبد الحميد الدبيبة نفسيهما في إحراج بعد تلقيهما قبل أيام دعوة من قائد الجيش الليبي خليفة حفتر لحضور العرض العسكري، واختارا التواجد خارج البلاد يوم العرض الذي تم يوم أمس السبت ببنغازي.
فيما دعا نائب المجلس الرئاسي عبد الله اللافي إلى ضرورة تجنب القيام بأية تصرفات أحادية ذات طابع عسكري من أي طرف، بما في ذلك إجراء المناورات والتحركات الميدانية والاستعراضات العسكرية.
رفيق
تونس- الصباح
أعلن رئيس الجمهورية قيس سعيد عن انعقاد اللجنة المشتركة التونسية الليبية التي ستعمل على مناقشة امضاء المزيد من الاتفاقيات التعاون المشتركة بين البلدين على إثر الزيارات الرسمية المتبادلة خلال الفترة المنقضية.
وجدّد سعيد أمس خلال مؤتمر صحفي مشترك عقد بقصر قرطاج مع رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي الذي يؤدي زيارة رسمية إلى تونس تمتد لثلاثة أيام، دعم تونس لكافة الليبيين من أجل إعادة بناء مؤسسات الدولة، داعياً إلى التضامن والتعاون بين البلدين. كما أكد العمل على تحقيق آمال الشعوب في دول المغرب العربي.
وشدّد سعيد على أن الشعبين التونسي والليبي شعب واحد وعائلة واحدة، متحدثا عن تطابق وجهات النظر بين البلدين. وقال: "لقد خسرنا الكثير في العقود الماضية ولم يعد هناك وقت لخسائر أكبر".
وتابع: ''شعرتُ بإرادة ثابتة لاستكمال المسار الذي بدأ بعد تولي القيادة في ليبيا، إرادتنا مشتركة قوية وعلاقتنا تاريخية وكم من مرة تحدثت عن علاقة البلدين في مطلع القرن العشرين ومطلع القرن الواحد والعشرين ليشاء القدر أن يكون الليبيون في تونس يقتسم التونسيون معهم الرغيف لأنهم من نفس العائلة".
وتحدث رئيس الجمهورية عن عمق الروابط التاريخية بين البلدين وقال: ''تطرقنا إلى العلاقة الثنائية بين البلدين ليس بمقاربة تقليدية التي عرفت تعثرات وكبوات بل تعرضنا إليها بنفس الروح الوطنية العالية التي تحفظ حقوق شعبنا والمستقبل وتقوم على التكامل في كافة المجالات".
وكشف أن المحادثات مع رئيس المجلس الرئاسي الليبي، كانت فرصة للتذكير بوقوف الشعب التونسي إلى جانب الليبيين لإعادة بناء مؤسساتهم وتأمين المرحلة الانتقالية حتى يعبر الليبي وحده عن إرادته ويختار من يريد دون وصاية من أي كان".
وأشار إلى أن المحادثات تناولت أيضا مناقشة مشاريع تتكامل فيها الرؤى والقطاعات برؤية جديدة.. وقال:" نحن نمهد الطريق لمن سيكون فاعلا في ميدان الصحة والتعليم والنقل.. نحن نضع المبادئ الكبرى أما المسائل التقنية سيتولاها المختصون".
بدوره، ثمّن المنفي دور تونس الداعم لبلاده، مضيفا أن زيارته أتت لمناقشة العديد من الملفات المشتركة بين البلدين. وأوضح أنه ناقش التعاون بين الجانبين في العديد من المجالات الاقتصادية، والأمنية، والثقافية والتعليمية.
وقال: "تناولنا كافة القضايا ذات الاهتمام المشترك واستعرضنا وجهات النظر حول عدة قضايا محلية ودولية، ومجال التعاون الثنائي في عدة مجالات منها الاقتصادي وكذلك الأمني وما يخص مجال العمل واليد العاملة.."
وكشف أنه تم التطرق إلى الاستثمارات بين البلدين وكيفية دعمها خلال هذه الفترة، إضافة إلى التعاون الثقافي والعلمي والأكاديمي. كما شدد على أهمية التنسيق الأمني بين البلدين.
وقال:" البعد الأمني هو من أهم الأبعاد التي يجب التركيز عليها، ولابد من الاستقرار الأمني في المنطقة، فقد أكدنا على أن أمن ليبيا من أمن تونس والعكس صحيح، ومع بعضنا يمكن مواجهة التحديات المختلفة، ونتمنى أن تتوج اللقاءات الثنائية بما يفيد مصلحة البلدين."
وتابع:" تناولنا أيضا أوضاع المواطنين في البلدين وكيفية معالجة المشاكل التي يمر بها التونسيون والليبيون، وتسهيل التواصل والتنقل وكيفية تذليل المصاعب في هذا الغرض عن طريق اللجان المشتركة..'
وتأتي زيارة المنفي، إلى تونس، بعد أسبوع من زيارة كان أجراها رئيس الحكومة هشام مشيشي إلى ليبيا، رافقه خلالها وفد رفيع المستوى ممثل في عدد من أعضاء الحكومة، ومحافظ البنك المركزي مروان العباسي، والأمين العام لاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي، ورئيس الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية سمير ماجول، ورئيس الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري عبد المجيد الزار، وعدد كبير من رجال الأعمال.
علما أنه تم خلال زيارة مشيشي إلى طرابلس توقيع عدد من اتفاقات التعاون، مثل تحرير المبادلات التجارية وتحرير تنقل المواطنين ورؤوس الأموال والبضائع، وتسوية وضعية العمال التونسيين بليبيا، ودعم الاستثمار بين البلدين، وتيسير مشاركة المؤسسات التونسية في مشاريع اعمار ليبيا..
وسبق زيارة مشيشي، زيارة أجراها الرئيس الدولة قيس سعيد إلى ليبيا، يوم 17 مارس الماضي، وكان أول رئيس دولة يزور ليبيا عقب منح البرلمان الليبي الثقة لحكومة عبد الحميد الدبيبة.
يذكر أن زيارة رئيس المجلس الرئاسي الليبي إلى تونس تزامنت مع زيارة رسمية يؤديها رئيس الحكومة الليبية إلى العاصمة الجزائرية مع وفد وزاري.
وتأتي الزيارتان، في الوقت الذي فشل فيه ملتقى الحوار السياسي الليبي الذي انعقد أول أمس بالتوصل إلى توافق بشأن القاعدة الدستورية التي ستجرى على أساسها الانتخابات المقبلة، المقرر عقدها نهاية ديسمبر المقبل، وارتفعت معها احتمالات تأجيل هذا الاستحقاق الانتخابي أو إلغائه، وهو ما يهدّد بتقويض عملية الانتقال السياسي التي تتولى الأمم المتحدّة تسييرها، والتي استضافت تونس في السابق جولات عدة من الحوار حولها.
كما تتزامن زيارة المفني إلى تونس مع توتر أمني في الداخل الليبي سببه قرار الجيش الليبي بقيادة المشير حفتر القيام باستعراض عسكري وصفه المتحدث الرسمي باسم الجيش اللواء أحمد المسماري بأنه "أكبر استعراض عسكري في تاريخ ليبيا خلال السنوات الأخيرة"، ما أثار حفيظة المليشيات المسلحة في الغرب الليبي وغضبها، وأعلنت أنها ستنظم عرضا عسكريا مشابها في ذكرى تحرير العاصمة طرابلس الذي يوافق يوم 4 جويلية.
ووجد رئيسي المجلس الرئاسي محمد المنفي والحكومة عبد الحميد الدبيبة نفسيهما في إحراج بعد تلقيهما قبل أيام دعوة من قائد الجيش الليبي خليفة حفتر لحضور العرض العسكري، واختارا التواجد خارج البلاد يوم العرض الذي تم يوم أمس السبت ببنغازي.
فيما دعا نائب المجلس الرئاسي عبد الله اللافي إلى ضرورة تجنب القيام بأية تصرفات أحادية ذات طابع عسكري من أي طرف، بما في ذلك إجراء المناورات والتحركات الميدانية والاستعراضات العسكرية.