إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

نسبة التشاؤم لدى التونسيين 90%.. مختصان في علم النفس يفسران الأسباب لـ"الصباح نيوز".. وهذا موقفهما من منهجية سبر الآراء

* التشاؤم والإحباط يخفض من الإنتاجية في العمل

* هناك أرضية للتشاؤم خلقها السياسيون والوضع العام بالبلاد

* يجب أن تكون لدينا إستراتيجية وطنية لإعادة بعث الأمل لدى المواطن التونسي

كشف البارومتر السياسي لمؤسسة سيغما كونساي لشهر ماي الحالي والذي أنجزته بالتعاون مع صحيفة المغرب ان نسبة التشاؤم لدى التونسيين تستقر في حدود 90 بالمائة، فما هي أسباب ارتفاع منسوب التشاؤم لدى التونسيين؟، وللاجابة على هذا التساؤل تحدثت "الصباح نيوز" مع مختصان في علم النفس.

ويرى المختصون في علم النفس أن هذه النسبة التي توصلت إليها شركة سبر الآراء  بغض النظر عن انها  كشفت حالة اليأس والإحباط التي يعيشها التونسي ولكن تساءلوا  عن المنهجية التي تم  اعتمادها؟

إذ يرى  عبد الباسط الفقيه المختص في علم النفس في حديثه مع "الصباح نيوز" أن ما كشفته الاستبيانات  الأخيرة حول نسبة التشاؤم المرتفعة لدى التونسي مقلق لكل متابع للشأن العام التونسي، مبينا أن التشاؤم شعور انفعالي تجاه الموقف من الأوضاع العامة للبلاد وخصوصا لرؤية المستقبل وقد اتسم الشعور بالتشاؤم  بين الناس بالعمومية وهذا مؤشر سيئ لكل من تكفل بإدارة الشأن العام وإشعارا لهم بضرورة التحرك لمعالجة هذا الانطباع السائد ولا بد من التمييز بين العوامل الموضوعية التي أفضت إلى التعبير الصريح عن ذلك.

وارجع  الفقيه دوافع هذا التشاؤم إلى عدة أسباب على غرار البطالة أو  فقدان مورد الرزق وانسداد الأفق أو الإحساس بالعجز لتحريك الأوضاع في اتجاه حلها لو على الأقل نحو التخفيف من آثارها السلبية.

كما اعتبر أن الشعور بالتشاؤم لو حدث كرد فعل شخصي لهان الأمر ولكن ظهوره كمؤشر على حالة الإحباط وعدم الثقة لا في الفاعلين السياسيين لتغيير المعطيات الواقعية ولا الثقة في تغييرها في المستقبل وهذا أمر يستحق الدراسة والتوقف عنده وهذا لا ينفصل عما هو سائد لدى قادة الرأي أو الشخصيات العامة أو الإعلاميين أو أي كان غيرهم ممن عبروا أو صنعوا هذا الانطباع المنتشر  ...

ويضيف في نفس الإطار انه في السابق كانت الرقابة تمنع على نفس الفاعلين تمرير انطباعهم حول أوضاع اشقى مما نرى عبر الوسائط الاعلامية وهو ما يقيد انتشار الاحساس بالتشاؤم بين الناس اضافة الى التغطية "الحسنة" او "المزينة"  من قبل محتكري الظهور في المنابر الاعلامية للاوضاع حينها ...

ويلاحظ عبد الباسط الفقيه أن التشاؤم والاحباط  شعور ثقيل ومعطل يربك الاجهزة النفسية ويحط من الرغبة في المشاركة والعلاقات الاجتماعية  ويخفض من الانتاجية في العمل لذلك تحرص الجهات الصحية على تذكيرنا بضرورة تجنب المنغصات والتصوير السوداوي للوحة الحياة والبيئة الاجتماعية  المحيطة كي لا ينعكس ذلك بالنتيجة على الشعور العام وتستمر حالة الرضا  في النفوس...والتي تستثمر في توسيع المشاركة والرغبة في الحفاظ على ما هو سائد...ويبقى ان للفرد فائدة مباشرة  كلما ابتعد عن حالة الاحباط والتشاؤم المفضي عادة الى الاكتئاب...مضيفا أن التشاؤم حالة شعورية مرضية معطلة  وعرقلة... يجب تجنبها وتجنب من يبثها ويغذيها أينما حل...

ويرى أن  الأوضاع السيئة والمحبطة يقتضي التعامل معها بايجابية مثابرة لكي تتغير او على الاقل حتى لا يسري مفعولها السيء في النفوس، وما استعصى من هذه الاوضاع  على التغيير وجب تجاوزه او التغاضي عن تبعاته  المتعبة.. مثلما نتعامل مع الطقس في المناطق  البعيدة  عن تأثير البحر تعامل عقلاني يعطي الأولوية للحفاظ على الحالة المزاجية الحسنة قدر الإمكان باستعمال كل الدفاعات النفسية المتاحة مثل التجنب والتصعيد والإعلام.

من جهته، لاحظ سامي نصر المختص في علم النفس الاجتماعي أنه من جهة هناك أرضية للتشاؤم  خلقها السياسيون والوضع العام بالبلاد  ومن جهة أخرى فمكاتب سبر الآراء وغيرها هي من صنعت أرضية التشاؤم  متسائلا لمذا لم يتساءل اي منا   عن منهجية العمل  التي اعتمدتها تلك الشركات لسبر الآراء وهل يعقل أن نأخذ نتائج سبر الآراء بصفة مسلمة وهل يعقل كذلك  أن الدولة لا تراقب مدى صحة وصدق نتائج سبر الآراء  تلك ملاحظا انه اليوم كل شيء في تونس أصبحت  تتم عملية صناعته عبر تلك شركات بما فيها نتائج الانتخابات... وانه اليوم فعلا أصبح موضوع شركات سبر الآراء يحتاج إلى وقفة حازمة للتدقيق في طريقة عملها.

وأكد أنه كمختص في علم النفس الاجتماعي ورغم اعتماده على شركات سبر الآراء والاشتغال عليها  فإنه يرى أنه  من الغباء الاعتماد على أرقامها كأرقام صحيحة رغم أنه  يمكن لتلك الشركات  أن تساعدنا على فهم الواقع لكن  يرى أن أغلبية عملها صنع الواقع وليس كشفه رغم أنه لا يمكن إنكار  وجود شعور  بالتشاؤم لدى التونسي  لأن الوضع العام بالبلاد مثلما أشار يدفع إلى التشاؤم خاصة بعد خيبة الآمال و الانتكاسة التي شعر بها التونسي بعد الثورة لأن آماله وطموحاته التي بناها على وعود السياسيين اصطدم بواقعها  المرير  وخابت كلها  بعد أن اكتشف ان كل ما وعدت به الحكومات المتعاقبة كان مجرد وعود زائفة هذا إضافة إلى السياسية  الاتصالية المدمرة حسب رأيه  كذلك السياسيين الذين  يستمرون في  الياس وليس في بعث  الأمل رغم أن بناء الامم والدول لا يمكن أن تقوم على ثقافة الياس والإحباط لذلك يجب أن تكون لدينا إستراتيجية وطنية لإعادة بعث الأمل لدى المواطن التونسي.

فاليوم حسب سامي نصر لا يمكن أن نرفع من قيمة الدينار  وتحرير الاقتصاد... و التخفيض في المديونية وحل كل  المشاكل  الاقتصادية التي نعاني منها  دون إعادة الاعتبار إلى المواطن التونسي بزرع ثقافة الأمل والبذل والعطاء فيه.

صباح الشابي

نسبة التشاؤم لدى التونسيين 90%.. مختصان في علم النفس يفسران الأسباب لـ"الصباح نيوز".. وهذا موقفهما من منهجية سبر الآراء

* التشاؤم والإحباط يخفض من الإنتاجية في العمل

* هناك أرضية للتشاؤم خلقها السياسيون والوضع العام بالبلاد

* يجب أن تكون لدينا إستراتيجية وطنية لإعادة بعث الأمل لدى المواطن التونسي

كشف البارومتر السياسي لمؤسسة سيغما كونساي لشهر ماي الحالي والذي أنجزته بالتعاون مع صحيفة المغرب ان نسبة التشاؤم لدى التونسيين تستقر في حدود 90 بالمائة، فما هي أسباب ارتفاع منسوب التشاؤم لدى التونسيين؟، وللاجابة على هذا التساؤل تحدثت "الصباح نيوز" مع مختصان في علم النفس.

ويرى المختصون في علم النفس أن هذه النسبة التي توصلت إليها شركة سبر الآراء  بغض النظر عن انها  كشفت حالة اليأس والإحباط التي يعيشها التونسي ولكن تساءلوا  عن المنهجية التي تم  اعتمادها؟

إذ يرى  عبد الباسط الفقيه المختص في علم النفس في حديثه مع "الصباح نيوز" أن ما كشفته الاستبيانات  الأخيرة حول نسبة التشاؤم المرتفعة لدى التونسي مقلق لكل متابع للشأن العام التونسي، مبينا أن التشاؤم شعور انفعالي تجاه الموقف من الأوضاع العامة للبلاد وخصوصا لرؤية المستقبل وقد اتسم الشعور بالتشاؤم  بين الناس بالعمومية وهذا مؤشر سيئ لكل من تكفل بإدارة الشأن العام وإشعارا لهم بضرورة التحرك لمعالجة هذا الانطباع السائد ولا بد من التمييز بين العوامل الموضوعية التي أفضت إلى التعبير الصريح عن ذلك.

وارجع  الفقيه دوافع هذا التشاؤم إلى عدة أسباب على غرار البطالة أو  فقدان مورد الرزق وانسداد الأفق أو الإحساس بالعجز لتحريك الأوضاع في اتجاه حلها لو على الأقل نحو التخفيف من آثارها السلبية.

كما اعتبر أن الشعور بالتشاؤم لو حدث كرد فعل شخصي لهان الأمر ولكن ظهوره كمؤشر على حالة الإحباط وعدم الثقة لا في الفاعلين السياسيين لتغيير المعطيات الواقعية ولا الثقة في تغييرها في المستقبل وهذا أمر يستحق الدراسة والتوقف عنده وهذا لا ينفصل عما هو سائد لدى قادة الرأي أو الشخصيات العامة أو الإعلاميين أو أي كان غيرهم ممن عبروا أو صنعوا هذا الانطباع المنتشر  ...

ويضيف في نفس الإطار انه في السابق كانت الرقابة تمنع على نفس الفاعلين تمرير انطباعهم حول أوضاع اشقى مما نرى عبر الوسائط الاعلامية وهو ما يقيد انتشار الاحساس بالتشاؤم بين الناس اضافة الى التغطية "الحسنة" او "المزينة"  من قبل محتكري الظهور في المنابر الاعلامية للاوضاع حينها ...

ويلاحظ عبد الباسط الفقيه أن التشاؤم والاحباط  شعور ثقيل ومعطل يربك الاجهزة النفسية ويحط من الرغبة في المشاركة والعلاقات الاجتماعية  ويخفض من الانتاجية في العمل لذلك تحرص الجهات الصحية على تذكيرنا بضرورة تجنب المنغصات والتصوير السوداوي للوحة الحياة والبيئة الاجتماعية  المحيطة كي لا ينعكس ذلك بالنتيجة على الشعور العام وتستمر حالة الرضا  في النفوس...والتي تستثمر في توسيع المشاركة والرغبة في الحفاظ على ما هو سائد...ويبقى ان للفرد فائدة مباشرة  كلما ابتعد عن حالة الاحباط والتشاؤم المفضي عادة الى الاكتئاب...مضيفا أن التشاؤم حالة شعورية مرضية معطلة  وعرقلة... يجب تجنبها وتجنب من يبثها ويغذيها أينما حل...

ويرى أن  الأوضاع السيئة والمحبطة يقتضي التعامل معها بايجابية مثابرة لكي تتغير او على الاقل حتى لا يسري مفعولها السيء في النفوس، وما استعصى من هذه الاوضاع  على التغيير وجب تجاوزه او التغاضي عن تبعاته  المتعبة.. مثلما نتعامل مع الطقس في المناطق  البعيدة  عن تأثير البحر تعامل عقلاني يعطي الأولوية للحفاظ على الحالة المزاجية الحسنة قدر الإمكان باستعمال كل الدفاعات النفسية المتاحة مثل التجنب والتصعيد والإعلام.

من جهته، لاحظ سامي نصر المختص في علم النفس الاجتماعي أنه من جهة هناك أرضية للتشاؤم  خلقها السياسيون والوضع العام بالبلاد  ومن جهة أخرى فمكاتب سبر الآراء وغيرها هي من صنعت أرضية التشاؤم  متسائلا لمذا لم يتساءل اي منا   عن منهجية العمل  التي اعتمدتها تلك الشركات لسبر الآراء وهل يعقل أن نأخذ نتائج سبر الآراء بصفة مسلمة وهل يعقل كذلك  أن الدولة لا تراقب مدى صحة وصدق نتائج سبر الآراء  تلك ملاحظا انه اليوم كل شيء في تونس أصبحت  تتم عملية صناعته عبر تلك شركات بما فيها نتائج الانتخابات... وانه اليوم فعلا أصبح موضوع شركات سبر الآراء يحتاج إلى وقفة حازمة للتدقيق في طريقة عملها.

وأكد أنه كمختص في علم النفس الاجتماعي ورغم اعتماده على شركات سبر الآراء والاشتغال عليها  فإنه يرى أنه  من الغباء الاعتماد على أرقامها كأرقام صحيحة رغم أنه  يمكن لتلك الشركات  أن تساعدنا على فهم الواقع لكن  يرى أن أغلبية عملها صنع الواقع وليس كشفه رغم أنه لا يمكن إنكار  وجود شعور  بالتشاؤم لدى التونسي  لأن الوضع العام بالبلاد مثلما أشار يدفع إلى التشاؤم خاصة بعد خيبة الآمال و الانتكاسة التي شعر بها التونسي بعد الثورة لأن آماله وطموحاته التي بناها على وعود السياسيين اصطدم بواقعها  المرير  وخابت كلها  بعد أن اكتشف ان كل ما وعدت به الحكومات المتعاقبة كان مجرد وعود زائفة هذا إضافة إلى السياسية  الاتصالية المدمرة حسب رأيه  كذلك السياسيين الذين  يستمرون في  الياس وليس في بعث  الأمل رغم أن بناء الامم والدول لا يمكن أن تقوم على ثقافة الياس والإحباط لذلك يجب أن تكون لدينا إستراتيجية وطنية لإعادة بعث الأمل لدى المواطن التونسي.

فاليوم حسب سامي نصر لا يمكن أن نرفع من قيمة الدينار  وتحرير الاقتصاد... و التخفيض في المديونية وحل كل  المشاكل  الاقتصادية التي نعاني منها  دون إعادة الاعتبار إلى المواطن التونسي بزرع ثقافة الأمل والبذل والعطاء فيه.

صباح الشابي

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews