إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

يوم 14 جانفي ..هل تستعيد جبهة الخلاص وهذه الأحزاب مكانتها ..أم تعلن نهايتها ؟

المحلل السياسي محمد بريّك لـ"الصباح نيوز": المعارضة مشتتة والمواطن لا يريد المجهول والمغامرة رغم الوضع الاقتصادي الخانق mohamad-Boraik-2-271x320.jpg

-من الصعب أن يكون الزخم كبيرا في تظاهرات السبت

-المعارضة ضعفت لكن انتهاؤها خيال

يوم 14 جانفي، ذكرى رحلة بن علي التي حملته إلى المملكة العربية السعودية، تاريخ أرادت المعارضة التظاهر فيه(‘لى أساس أنه عيد الثورة 14 جانفي 2011 )، حيث دعت جبهة الخلاص أنصارها إلى التظاهر من ساحة الباساج وسط العاصمة إلى غاية شارع الحبيب بورقيبة، في حين سيتجمهر أتباع الخماسي وهي أحزاب العمال والتيار الديمقراطي والقطب والجمهوري والتكتل من أجل العمل والحريات في شارع الحبيب بورقيبة أمام المسرح البلدي، ويعتزم الدستوري الحر تنظيم مسيرة إلى قصر قرطاج رغم قرار والي تونس بمنع التظاهرة.

ثلاث تظاهرات في يوم وتوقيت واحد لأطراف مختلفة من المعارضة.

وفي هذا الإطار، أكد المحلل السياسي محمد بريّك أن المعارضة التونسية اليوم لا تزال مشتتة ولم تتخلص من الأيديولوجيا ولا من أخطاء الماضي، ولم تستطع التسامح فيما بينها.

وذكر محدثنا أنه توجد خلافات عميقة بين أطراف المعارضة مع تراشق للتهم، حتى أن المنظمات الوطنية ومن ضمنها الاتحاد العام التونسي للشغل وكأنها في خصام مع المعارضة، مستدلا بتصريحات حفيظ حفيظ الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل التي قال فيها إنه لن يقع التحاور مع الأطراف التي تعتبر 25 جويلية انقلابا.

وتحدث بريك عن خلافات المعارضة فيما بينها بأن لكل طرف منها مطلبه، بالمقابل فإن المواطن التونسي لا يريد المغامرة لإدراكه بأن الوضع قد يتأزم أكثر ويصبح أكثر تعقيدا، فالجميع منزعج من الوضع الاجتماعي والاقتصادي الخانق لكن يرفض التوجه إلى المجهول، وبالتالي فأن نتائج مثل هذه التظاهرات لن تكون كبيرة.

وقال "14 جانفي لا تزال في ذهن المواطن التونسي ولم تغادره، إذ كان يعتقد أن سيكون منعرجا لتحقيق طموحاته وأحلامه الاقتصادية والاجتماعية، لكن ما حدث جعل المواطن لا يريد تكرار نفس التجربة وذات السيناريو، مهما كان الوضع الحالي وذلك خشية من الفوضى وعدم الوضوح".

من أخطاء المعارضة عدم التوحد حول موقف واحد

وفي سياق متصل، أفاد المحلل السياسي أن من الأخطاء الرئيسية للمعارضة هي التشرذم، وعدم التوحد حول موقف واحد ومطلب معين، على غرار انتخابات رئاسية، مُشيرا إلى أنه من الصعب أن يكون الزخم كبيرا في تظاهرات يوم السبت، لافتا إلى أنه على سبيل الذكر في مصر خلال الاسابيع القليلة الفارطة دعت المعارضة إلى مظاهرات ضخمة مع هالة إعلامية ودعاية كبيرتين، حتى أن عددا من الدول الأجنبية قد أصدرت تحذيرا لرعاياها، إلى جانب تحشيد كبير في الشارع إلا أن التظاهرة كانت عادية ومرت التعبئة دون أحداث كبرى وضجة ومشاكل، وذهب المحلّلون الغربيون إلى أن المواطن المصري يعيش وضعا اقتصاديا صعبا لكنه لا يقبل الذهاب إلى المجهول.

وشدّد على ضرورة أن تقدم المعارضة بديلا واضحا وبرنامجا دقيقا يحمل تطمينات للمواطن، بالاتفاق مع المنظمات الوطنية ولا إشكال أن يكون حتى بالاتفاق مع رئاسة الجمهورية والأهم أن تكون هذه المطالب موحدة.

وحول القول بأن المعارضة انتهت أوضح بالقول "ادعاء انتهاء المعارضة قول من الخيال، فكل دولة يجب أن تكون فيها معارضة وأحزاب حاكمة، المعارضة يمكن أن تضعف كثيرا لكن لا تنتهي ورأينا ذلك في مراحل متعددة في تاريخنا المعاصر في  1978 و1989 و1991."

وأقرّ بأن الدولة تعي جيدا دور المعارضة، ومهما كان التصادم فإنها سمحت لهم بالتظاهر، رغم بعض المضايقات الصغيرة والتي تعتبر عادية.

وأضاف قائلا "المعارضة يجب أن تتحد فعلا حول مطلب إنقاذ البلاد، والمواطن عندما يرى مثلا جبهة الخلاص يقتصر دورها الرئيسي على الدفاع عن حركة النهضة فإنه حتما يشكك فيها، ويعتقد أنها كيانات تشكلت لغايات أخرى وليس بهدف الإنقاذ، اليسار أيضا يشهد انقسامات كبرى، والعائلة الوسطية تعرف خلافات كبرى، والنهضة أيضا ليست متفقة فيما بينها".

درصاف اللموشي

 

يوم 14 جانفي ..هل تستعيد جبهة الخلاص وهذه الأحزاب مكانتها ..أم تعلن نهايتها ؟

المحلل السياسي محمد بريّك لـ"الصباح نيوز": المعارضة مشتتة والمواطن لا يريد المجهول والمغامرة رغم الوضع الاقتصادي الخانق mohamad-Boraik-2-271x320.jpg

-من الصعب أن يكون الزخم كبيرا في تظاهرات السبت

-المعارضة ضعفت لكن انتهاؤها خيال

يوم 14 جانفي، ذكرى رحلة بن علي التي حملته إلى المملكة العربية السعودية، تاريخ أرادت المعارضة التظاهر فيه(‘لى أساس أنه عيد الثورة 14 جانفي 2011 )، حيث دعت جبهة الخلاص أنصارها إلى التظاهر من ساحة الباساج وسط العاصمة إلى غاية شارع الحبيب بورقيبة، في حين سيتجمهر أتباع الخماسي وهي أحزاب العمال والتيار الديمقراطي والقطب والجمهوري والتكتل من أجل العمل والحريات في شارع الحبيب بورقيبة أمام المسرح البلدي، ويعتزم الدستوري الحر تنظيم مسيرة إلى قصر قرطاج رغم قرار والي تونس بمنع التظاهرة.

ثلاث تظاهرات في يوم وتوقيت واحد لأطراف مختلفة من المعارضة.

وفي هذا الإطار، أكد المحلل السياسي محمد بريّك أن المعارضة التونسية اليوم لا تزال مشتتة ولم تتخلص من الأيديولوجيا ولا من أخطاء الماضي، ولم تستطع التسامح فيما بينها.

وذكر محدثنا أنه توجد خلافات عميقة بين أطراف المعارضة مع تراشق للتهم، حتى أن المنظمات الوطنية ومن ضمنها الاتحاد العام التونسي للشغل وكأنها في خصام مع المعارضة، مستدلا بتصريحات حفيظ حفيظ الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل التي قال فيها إنه لن يقع التحاور مع الأطراف التي تعتبر 25 جويلية انقلابا.

وتحدث بريك عن خلافات المعارضة فيما بينها بأن لكل طرف منها مطلبه، بالمقابل فإن المواطن التونسي لا يريد المغامرة لإدراكه بأن الوضع قد يتأزم أكثر ويصبح أكثر تعقيدا، فالجميع منزعج من الوضع الاجتماعي والاقتصادي الخانق لكن يرفض التوجه إلى المجهول، وبالتالي فأن نتائج مثل هذه التظاهرات لن تكون كبيرة.

وقال "14 جانفي لا تزال في ذهن المواطن التونسي ولم تغادره، إذ كان يعتقد أن سيكون منعرجا لتحقيق طموحاته وأحلامه الاقتصادية والاجتماعية، لكن ما حدث جعل المواطن لا يريد تكرار نفس التجربة وذات السيناريو، مهما كان الوضع الحالي وذلك خشية من الفوضى وعدم الوضوح".

من أخطاء المعارضة عدم التوحد حول موقف واحد

وفي سياق متصل، أفاد المحلل السياسي أن من الأخطاء الرئيسية للمعارضة هي التشرذم، وعدم التوحد حول موقف واحد ومطلب معين، على غرار انتخابات رئاسية، مُشيرا إلى أنه من الصعب أن يكون الزخم كبيرا في تظاهرات يوم السبت، لافتا إلى أنه على سبيل الذكر في مصر خلال الاسابيع القليلة الفارطة دعت المعارضة إلى مظاهرات ضخمة مع هالة إعلامية ودعاية كبيرتين، حتى أن عددا من الدول الأجنبية قد أصدرت تحذيرا لرعاياها، إلى جانب تحشيد كبير في الشارع إلا أن التظاهرة كانت عادية ومرت التعبئة دون أحداث كبرى وضجة ومشاكل، وذهب المحلّلون الغربيون إلى أن المواطن المصري يعيش وضعا اقتصاديا صعبا لكنه لا يقبل الذهاب إلى المجهول.

وشدّد على ضرورة أن تقدم المعارضة بديلا واضحا وبرنامجا دقيقا يحمل تطمينات للمواطن، بالاتفاق مع المنظمات الوطنية ولا إشكال أن يكون حتى بالاتفاق مع رئاسة الجمهورية والأهم أن تكون هذه المطالب موحدة.

وحول القول بأن المعارضة انتهت أوضح بالقول "ادعاء انتهاء المعارضة قول من الخيال، فكل دولة يجب أن تكون فيها معارضة وأحزاب حاكمة، المعارضة يمكن أن تضعف كثيرا لكن لا تنتهي ورأينا ذلك في مراحل متعددة في تاريخنا المعاصر في  1978 و1989 و1991."

وأقرّ بأن الدولة تعي جيدا دور المعارضة، ومهما كان التصادم فإنها سمحت لهم بالتظاهر، رغم بعض المضايقات الصغيرة والتي تعتبر عادية.

وأضاف قائلا "المعارضة يجب أن تتحد فعلا حول مطلب إنقاذ البلاد، والمواطن عندما يرى مثلا جبهة الخلاص يقتصر دورها الرئيسي على الدفاع عن حركة النهضة فإنه حتما يشكك فيها، ويعتقد أنها كيانات تشكلت لغايات أخرى وليس بهدف الإنقاذ، اليسار أيضا يشهد انقسامات كبرى، والعائلة الوسطية تعرف خلافات كبرى، والنهضة أيضا ليست متفقة فيما بينها".

درصاف اللموشي

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews