-ترويض الزواحف قصة عشق انطلقت منذ 50 عاما في حصة العلوم الطبيعية بالمعهد
حاملا جرابه الذي ملأه أفاع و عقارب مختلفة الإحجام و متفاوتة الخطورة، يتقدم بوبكر الصديق الجريدي وسط تصفيق و انبهار الحضور ليقدم عرضا لا يخلو احيانا من المخاطر ، لتتسمر عيون الجماهير و هي تراه يداعب العقارب السامة و الثعابين الخطرة ، و يزداد التشويق و هو يقود المتفرجين لمشاركته بعض اللحظات من هذه المغامرة بجعلهم يمسكون الثعابين او بلفها حول اعناقهم او بجعل العقارب تتعلق بأنحاء متفرقة من اجسادهم.
الحديث مع الجريدي يحملك إلى الصحراء و عوالمها و الى مملكة هذه الكائنات الاليفة حينا و المخيفة احيانا و يكشف عن خبايا هذه الهواية الخطرة و المغامرة الطريفة التي أصبحت مصدر قوته منذ سنوات.
بوبكر الصديق الجريدي أصيل الجريد التونسي هو أحد أشهر مروضي الافاعي في تونس، خبر الصحراء و ما تحمله من أهوال و عرف أصناف الافاعي و الزواحف الخطرة منها و المسالمة و جاب تونس من شمالها الى جنوبها ليقدم عروضه مع هذه الكائنات... عروض لا تخلو من الخطر حينا و الطرائف احيانا.
هذه الهواية انطلقت قبل 50 سنة لترافق الجريدي في حله و ترحاله و لتحمله إلى عدد من الدول العربية و الاوروبية حيث قدم عروضه في مدينة اغادير و ساحة الفنا بمراكش التي تعد إحدى الساحات المعروفة عالميا بهذه العروض.
وتحدث الجريدي لـ"الصباح نيوز" عن بدايته مع هذه الهواية قائلا: " هذه الهواية انطلقت منذ ايام الدراسة عندما جلب استاذ العلوم عقربا إلى القسم بهدف إجراء بعض التجارب و انطلق في مداعبته فانبهرت بذلك و بدأت في صيد العقارب و الافاعي و جلبها إلى المعهد لمداعبة اترابي حينا و اخافتهم احيانا و هو ما عرضني لعدة عقوبات".
و يضيف الجريدي قوله : تعرضت إلى اللسعات في عدة مرات و كنت في كل مرة محل تندر من المحيطين بي و محل توبيخ من عائلتي و من اعوان الصحة بالمستشفى الذين نصحوني بالتخلي عن عادة صيد الزواحف و لكن حبي للمغامرة كان يحول دون التراجع عن هذه الهواية".
لدغة في اللسان و أيام دون كلام..
ويقول الجريدي في رواية لـ"الصباح نيوز" علاقته بهذا العالم من مداعبة الزواحف لأن العلاقة بالزواحف لم تخل من الأخطار حيث تعرض الجريدي إلى عدة لسعات كادت تودي بحياته اذ ظل لثلاثة ايام دون كلام بعدما لسعه عقرب في لسانه حيث يقول :" كنت بصدد تقشير ثمرة رمان باسناني و لم انتبه إلى العقرب الذي كان مختبئا داخل قشرتها و لم أشعر الا بلدغة في لساني بقيت اثرها ثلاثة أيام بلياليها دون كلام، اقتات على السوائل ولم يثنني ذلك الحادث عن هوايتي".
كما يذكر الجريدي انه تعرض إلى لدغة عقرب على مستوى الشفة السفلى خلال تقديم عرض في إحدى السهرات بالإضافة إلى اللدغات التي تعرض لها في يديه و ساقيه و التي لم تعد تثير مخاوفه مثلما كانت في بداياته.
خبرة بالصحراء و معرفة بشتى انواع الزواحف.
رحلة الجريدي مع ترويض الزواحف اكسبته خبرة بالصحراء و بأماكن تواجد العقارب و الافاعي حتى بات يعرف " انواع الافاعي من طريقة زحفها على الرمال دون أن يقترب منها مثلما بات يعرف السام منها و العدواني و المسالم و مواعيد ظهورها و اختبائها " وهو ما اكسبه شهرة فاقت حدود الجريد لتتوسع إلى " كل انحاء تونس" حتى أن معهد باستور تعاقد معه "لتوفير بعض الزواحف قصد إجراء عدد من التجارب المتعلقة بالمضادات الحيوية للسعات العقارب و الافاعي".
لقاؤنا مع الجريدي اختتمه بالحديث عن التغيرات المناخية التي أثرت بشكل كبير على نمط حياة الزواحف في الصحراء مثلما أثرت جائحة كورونا على حياته و مورد رزقه المرتبط أساسا بالحركية السياحية في توزر و بالتظاهرات الثقافية التي يستعرض فيها مهاراته.
ابو رهام
-ترويض الزواحف قصة عشق انطلقت منذ 50 عاما في حصة العلوم الطبيعية بالمعهد
حاملا جرابه الذي ملأه أفاع و عقارب مختلفة الإحجام و متفاوتة الخطورة، يتقدم بوبكر الصديق الجريدي وسط تصفيق و انبهار الحضور ليقدم عرضا لا يخلو احيانا من المخاطر ، لتتسمر عيون الجماهير و هي تراه يداعب العقارب السامة و الثعابين الخطرة ، و يزداد التشويق و هو يقود المتفرجين لمشاركته بعض اللحظات من هذه المغامرة بجعلهم يمسكون الثعابين او بلفها حول اعناقهم او بجعل العقارب تتعلق بأنحاء متفرقة من اجسادهم.
الحديث مع الجريدي يحملك إلى الصحراء و عوالمها و الى مملكة هذه الكائنات الاليفة حينا و المخيفة احيانا و يكشف عن خبايا هذه الهواية الخطرة و المغامرة الطريفة التي أصبحت مصدر قوته منذ سنوات.
بوبكر الصديق الجريدي أصيل الجريد التونسي هو أحد أشهر مروضي الافاعي في تونس، خبر الصحراء و ما تحمله من أهوال و عرف أصناف الافاعي و الزواحف الخطرة منها و المسالمة و جاب تونس من شمالها الى جنوبها ليقدم عروضه مع هذه الكائنات... عروض لا تخلو من الخطر حينا و الطرائف احيانا.
هذه الهواية انطلقت قبل 50 سنة لترافق الجريدي في حله و ترحاله و لتحمله إلى عدد من الدول العربية و الاوروبية حيث قدم عروضه في مدينة اغادير و ساحة الفنا بمراكش التي تعد إحدى الساحات المعروفة عالميا بهذه العروض.
وتحدث الجريدي لـ"الصباح نيوز" عن بدايته مع هذه الهواية قائلا: " هذه الهواية انطلقت منذ ايام الدراسة عندما جلب استاذ العلوم عقربا إلى القسم بهدف إجراء بعض التجارب و انطلق في مداعبته فانبهرت بذلك و بدأت في صيد العقارب و الافاعي و جلبها إلى المعهد لمداعبة اترابي حينا و اخافتهم احيانا و هو ما عرضني لعدة عقوبات".
و يضيف الجريدي قوله : تعرضت إلى اللسعات في عدة مرات و كنت في كل مرة محل تندر من المحيطين بي و محل توبيخ من عائلتي و من اعوان الصحة بالمستشفى الذين نصحوني بالتخلي عن عادة صيد الزواحف و لكن حبي للمغامرة كان يحول دون التراجع عن هذه الهواية".
لدغة في اللسان و أيام دون كلام..
ويقول الجريدي في رواية لـ"الصباح نيوز" علاقته بهذا العالم من مداعبة الزواحف لأن العلاقة بالزواحف لم تخل من الأخطار حيث تعرض الجريدي إلى عدة لسعات كادت تودي بحياته اذ ظل لثلاثة ايام دون كلام بعدما لسعه عقرب في لسانه حيث يقول :" كنت بصدد تقشير ثمرة رمان باسناني و لم انتبه إلى العقرب الذي كان مختبئا داخل قشرتها و لم أشعر الا بلدغة في لساني بقيت اثرها ثلاثة أيام بلياليها دون كلام، اقتات على السوائل ولم يثنني ذلك الحادث عن هوايتي".
كما يذكر الجريدي انه تعرض إلى لدغة عقرب على مستوى الشفة السفلى خلال تقديم عرض في إحدى السهرات بالإضافة إلى اللدغات التي تعرض لها في يديه و ساقيه و التي لم تعد تثير مخاوفه مثلما كانت في بداياته.
خبرة بالصحراء و معرفة بشتى انواع الزواحف.
رحلة الجريدي مع ترويض الزواحف اكسبته خبرة بالصحراء و بأماكن تواجد العقارب و الافاعي حتى بات يعرف " انواع الافاعي من طريقة زحفها على الرمال دون أن يقترب منها مثلما بات يعرف السام منها و العدواني و المسالم و مواعيد ظهورها و اختبائها " وهو ما اكسبه شهرة فاقت حدود الجريد لتتوسع إلى " كل انحاء تونس" حتى أن معهد باستور تعاقد معه "لتوفير بعض الزواحف قصد إجراء عدد من التجارب المتعلقة بالمضادات الحيوية للسعات العقارب و الافاعي".
لقاؤنا مع الجريدي اختتمه بالحديث عن التغيرات المناخية التي أثرت بشكل كبير على نمط حياة الزواحف في الصحراء مثلما أثرت جائحة كورونا على حياته و مورد رزقه المرتبط أساسا بالحركية السياحية في توزر و بالتظاهرات الثقافية التي يستعرض فيها مهاراته.