- سليانة تعد أكبر عدد من الضيعات الفلاحية الدولية واتحاد الشغل يطالب ببعث مركبات
تعتبر الأراضي الدولية الفلاحية من أهم الأراضي ضمن المنظومة الفلاحية في تونس حيث تمسح قرابة 500 الف هكتار (دون اعتبار المساحات الغابية و الرعوية) و تكاد هذه الأراضي تتوزع على مختلف الولايات و خاصة على الولايات المنتجة للحبوب (سليانة ، باجة ، جندوبة ، الكاف، زغوان، بنزرت ، منوبة ، القيروان).
و يستغل ديوان الأراضي الدولية حوالي 170 الف هكتار من هذه المساحات عبر المركبات الفلاحية. و قد تم في السنوات الأخيرة استرجاع عدد من الضيعات الفلاحية و وضعها تحت تصرف الديوان في انتظار إيجاد الحلول الامثل لهيكلتها.
و تعد ولاية سليانة اكبر عدد من الضيعات الفلاحية الدولية منها ما هو تحت تصرف الديوان و منها ما هو تحت تصرف الخواص إضافة إلى بعض المساحات التي وضعت تحت تصرف الفلاحين الشبان و الفنيين الفلاحيين.
50 % من الأراضي الدولية غير مهيكلة
تمسح الأراضي الدولية الفلاحية بولاية سليانة 64 الف هكتار دون اعتبار الأراضي الدولية الغابية و الرعوية. و تتوزع هذه الأراضي على 41 شركة أحياء و تعاضدية و مركبات فلاحية الا ان 50% من هذه الأراضي لا تزال غير مهيكلة بما اثر بشكل كبير على دورها الاجتماعي و الاقتصادي في هذه الولاية التي تحتل المراتب الأخيرة في مختلف المؤشرات التنموية.
و تظم هذه الأراضي مساحات شاسعة من الأراضي الصالحة للزراعة و بعض المساحات السقوية إضافة إلى مساحات شاسعة من الزياتين و الأشجار المثمرة بما من شأنه ان يجعل منها محركا تنموبا هاما في الجهة.
و تشكو عديد الضيعات الدولية من سوء الاستغلال بسبب عدم التزام المستثمرين بكراسات الشروط و خاصة من حيث تطوير العمل الفلاحي و الحفاظ على مواطن الشغل، وهو ما حتم استرجاعها و وضعها تحت تصرف ديوان الأراضي الدولية في انتظار إيجاد الصيغ الكفيلة باستغلالها.
دعوات إلى تحويل الأراضي الدولية إلى مركبات دولية.
و امام ضعف مساهمة هذه الأراضي في دفع التنمية و التشغيل طالب الاتحاد الجهوي للشغل بوضع هذه الشركات تحت تصرف ديوان الأراضي الدولية من خلال بعث مركبات فلاحية ذات جدوى اقتصادية و اجتماعية خاصة و ان التجربة قد اثبتت نجاحها في المركب الفلاحي محسن ليمام بالكريب و المركب الفلاحي لخماس بسليانة الجنوبية.
و قال أحمد الشافعي كاتب عام الاتحاد الجهوي للشغل بسليانة في حديث خص به "الصباح نيوز"ان بعض الضيعات تحولت إلى "خراب" بسبب ممارسات المستثمرين " مؤكدا ان "بعضهم عمد إلى إعادة تسويغ قطع من هذه الأراضي بأسعار خيالية فيما عمد البعض الاخر إلى إفراغ هذه الضيعات من محتوياتها و طرد العمال دون وجه حق"
و طالب الشافعي ببعث مركبات فلاحية على غرار المركب الفلاحي محسن ليمام بالكريب و المركب الفلاحي لخماس بسليانة الجنوبية معتبرا ان حسن استغلال هذه الأراضي الدولية جعل منها تجارب نموذجية على الصعيدين الوطني و الجهوي و مشيدا ب"نجاح تجربة هذه المركبات الفلاحية و الذي يدحض ما يتداوله البعض عن عدم قدرة ديوان الأراضي الدولية على حسن استغلال و توظيف هذه الأراضي " حسب قوله.
ضيعة لخماس من الإفلاس إلى النجاح
شهدت شركة الأحياء و التنمية الفلاحية لخماس قبل سنوات صعوبات جمة جعلتها تتخلى حسب العاملين فيها عن عدة انشطة فلاحية الا انه منذ استعادة هذه الضيعة و وضعها تحت تصرف الديوان في سنة 2012 شهدت نقلة نوعية حيث أصبحت إحدى اهم الضيعات بولاية سليانة فتضاعف عدد رؤوس الأبقار في هذا المركب و تمكن العاملون فيه من تحسين الانتاج و من صيانة مختلف المعدات "عندما توفرت قطع الغيار و الارادة من طرف الديوان" حسب تعبير صابر علي رئيس ورشة الصيانة بهذه الضيعة.
و كان الاتحاد الجهوي للشغل قد طالب بإنشاء مركب فلاحي في معتمدية العروسة بظم ضيعات الهلال و وادي بوزيد و ريحانة و البرج و الماجل و هي ضيعات تم استرجاعها من المستثمرين لأسباب مختلفة. و ينتظر ان يتم الإعلان قريبا عن بعث هذا المركب الفلاحي بعد امضاء اتفاق مع مختلف الأطراف المتدخلة.
اعتصامات في عدد من الضيعات
ينفذ عمال عدد من الضيعات الدولية منذ سنوات اعتصامات داخل بعض الضيعات رافضين إعادة تسويغها و داعين إلى وضعها تحت تصرف ديوان الاراضي الدولية على غرار المركبات الفلاحية و الأراضي المصادرة و المسترجعة.
ففي وادي ناجية بالكريب لم يتمكن المستثمر من التحوّز بالضيعة رغم المحاولات المبذولة و ذلك بسبب رفض العمال و الاهالي ، اما في معتمدية ڨعفور فلا تزال ضيعة "المصير" تشكو نفس الصعوبات و المشاكل، حيث يطالب الاهالي بارجاع هذه الضيعة إلى الديوان و العمل على هيكلتها في إطار رؤية جديدة تجعل منها نقطة إشعاع و تنمية.
و قد أكد عمال هذه الضيعات ان "المستثمرين الذين تناوبوا عليها لم يقدموا أدنى إضافة للعمل الفلاحي و للتنمية في هذه الجهات بل عمدوا إلى إفراغ الضيعات من محتوياتها و إلى طرد العمال دون تمكينهم من حقوقهم مطالبين سلط الإشراف بالتدخل لوضع حد لهذه الممارسات و ذلك باستعادة الدولة لحقوقها و املاكها حتى تستفيد الدولة و يستفيد المواطن" حسب تعبيرهم.
ومع اشكاليات الأمن الغذائي الذي تعيشه بلادنا ككل دول العالم يظل ادماج هذه الضيعات ضروريا حتى تسهم في الإنتاج خاصة و ان معظم هذه الأراضي الدولية هي اراضي خصبة و قادرة على تحقيق إنتاجية طيبة في مختلف مجالات القطاع الفلاحي.
ابو رهام
- سليانة تعد أكبر عدد من الضيعات الفلاحية الدولية واتحاد الشغل يطالب ببعث مركبات
تعتبر الأراضي الدولية الفلاحية من أهم الأراضي ضمن المنظومة الفلاحية في تونس حيث تمسح قرابة 500 الف هكتار (دون اعتبار المساحات الغابية و الرعوية) و تكاد هذه الأراضي تتوزع على مختلف الولايات و خاصة على الولايات المنتجة للحبوب (سليانة ، باجة ، جندوبة ، الكاف، زغوان، بنزرت ، منوبة ، القيروان).
و يستغل ديوان الأراضي الدولية حوالي 170 الف هكتار من هذه المساحات عبر المركبات الفلاحية. و قد تم في السنوات الأخيرة استرجاع عدد من الضيعات الفلاحية و وضعها تحت تصرف الديوان في انتظار إيجاد الحلول الامثل لهيكلتها.
و تعد ولاية سليانة اكبر عدد من الضيعات الفلاحية الدولية منها ما هو تحت تصرف الديوان و منها ما هو تحت تصرف الخواص إضافة إلى بعض المساحات التي وضعت تحت تصرف الفلاحين الشبان و الفنيين الفلاحيين.
50 % من الأراضي الدولية غير مهيكلة
تمسح الأراضي الدولية الفلاحية بولاية سليانة 64 الف هكتار دون اعتبار الأراضي الدولية الغابية و الرعوية. و تتوزع هذه الأراضي على 41 شركة أحياء و تعاضدية و مركبات فلاحية الا ان 50% من هذه الأراضي لا تزال غير مهيكلة بما اثر بشكل كبير على دورها الاجتماعي و الاقتصادي في هذه الولاية التي تحتل المراتب الأخيرة في مختلف المؤشرات التنموية.
و تظم هذه الأراضي مساحات شاسعة من الأراضي الصالحة للزراعة و بعض المساحات السقوية إضافة إلى مساحات شاسعة من الزياتين و الأشجار المثمرة بما من شأنه ان يجعل منها محركا تنموبا هاما في الجهة.
و تشكو عديد الضيعات الدولية من سوء الاستغلال بسبب عدم التزام المستثمرين بكراسات الشروط و خاصة من حيث تطوير العمل الفلاحي و الحفاظ على مواطن الشغل، وهو ما حتم استرجاعها و وضعها تحت تصرف ديوان الأراضي الدولية في انتظار إيجاد الصيغ الكفيلة باستغلالها.
دعوات إلى تحويل الأراضي الدولية إلى مركبات دولية.
و امام ضعف مساهمة هذه الأراضي في دفع التنمية و التشغيل طالب الاتحاد الجهوي للشغل بوضع هذه الشركات تحت تصرف ديوان الأراضي الدولية من خلال بعث مركبات فلاحية ذات جدوى اقتصادية و اجتماعية خاصة و ان التجربة قد اثبتت نجاحها في المركب الفلاحي محسن ليمام بالكريب و المركب الفلاحي لخماس بسليانة الجنوبية.
و قال أحمد الشافعي كاتب عام الاتحاد الجهوي للشغل بسليانة في حديث خص به "الصباح نيوز"ان بعض الضيعات تحولت إلى "خراب" بسبب ممارسات المستثمرين " مؤكدا ان "بعضهم عمد إلى إعادة تسويغ قطع من هذه الأراضي بأسعار خيالية فيما عمد البعض الاخر إلى إفراغ هذه الضيعات من محتوياتها و طرد العمال دون وجه حق"
و طالب الشافعي ببعث مركبات فلاحية على غرار المركب الفلاحي محسن ليمام بالكريب و المركب الفلاحي لخماس بسليانة الجنوبية معتبرا ان حسن استغلال هذه الأراضي الدولية جعل منها تجارب نموذجية على الصعيدين الوطني و الجهوي و مشيدا ب"نجاح تجربة هذه المركبات الفلاحية و الذي يدحض ما يتداوله البعض عن عدم قدرة ديوان الأراضي الدولية على حسن استغلال و توظيف هذه الأراضي " حسب قوله.
ضيعة لخماس من الإفلاس إلى النجاح
شهدت شركة الأحياء و التنمية الفلاحية لخماس قبل سنوات صعوبات جمة جعلتها تتخلى حسب العاملين فيها عن عدة انشطة فلاحية الا انه منذ استعادة هذه الضيعة و وضعها تحت تصرف الديوان في سنة 2012 شهدت نقلة نوعية حيث أصبحت إحدى اهم الضيعات بولاية سليانة فتضاعف عدد رؤوس الأبقار في هذا المركب و تمكن العاملون فيه من تحسين الانتاج و من صيانة مختلف المعدات "عندما توفرت قطع الغيار و الارادة من طرف الديوان" حسب تعبير صابر علي رئيس ورشة الصيانة بهذه الضيعة.
و كان الاتحاد الجهوي للشغل قد طالب بإنشاء مركب فلاحي في معتمدية العروسة بظم ضيعات الهلال و وادي بوزيد و ريحانة و البرج و الماجل و هي ضيعات تم استرجاعها من المستثمرين لأسباب مختلفة. و ينتظر ان يتم الإعلان قريبا عن بعث هذا المركب الفلاحي بعد امضاء اتفاق مع مختلف الأطراف المتدخلة.
اعتصامات في عدد من الضيعات
ينفذ عمال عدد من الضيعات الدولية منذ سنوات اعتصامات داخل بعض الضيعات رافضين إعادة تسويغها و داعين إلى وضعها تحت تصرف ديوان الاراضي الدولية على غرار المركبات الفلاحية و الأراضي المصادرة و المسترجعة.
ففي وادي ناجية بالكريب لم يتمكن المستثمر من التحوّز بالضيعة رغم المحاولات المبذولة و ذلك بسبب رفض العمال و الاهالي ، اما في معتمدية ڨعفور فلا تزال ضيعة "المصير" تشكو نفس الصعوبات و المشاكل، حيث يطالب الاهالي بارجاع هذه الضيعة إلى الديوان و العمل على هيكلتها في إطار رؤية جديدة تجعل منها نقطة إشعاع و تنمية.
و قد أكد عمال هذه الضيعات ان "المستثمرين الذين تناوبوا عليها لم يقدموا أدنى إضافة للعمل الفلاحي و للتنمية في هذه الجهات بل عمدوا إلى إفراغ الضيعات من محتوياتها و إلى طرد العمال دون تمكينهم من حقوقهم مطالبين سلط الإشراف بالتدخل لوضع حد لهذه الممارسات و ذلك باستعادة الدولة لحقوقها و املاكها حتى تستفيد الدولة و يستفيد المواطن" حسب تعبيرهم.
ومع اشكاليات الأمن الغذائي الذي تعيشه بلادنا ككل دول العالم يظل ادماج هذه الضيعات ضروريا حتى تسهم في الإنتاج خاصة و ان معظم هذه الأراضي الدولية هي اراضي خصبة و قادرة على تحقيق إنتاجية طيبة في مختلف مجالات القطاع الفلاحي.