أكد سفير الجمهورية التونسية لدى الأردن خالد السهيلي أن العلاقة الممتدة بين تونس والأردن شهدت تعزيزا لأكبر روابط التواصل بين قيادتي البلدين وتوسيعا لشبكة الاتصالات مع الجانب الأردني على المستوى الحكومي والبرلماني والهياكل الثقافية والفكرية والعلمية والمؤسسات الاقتصادية.
وقال السهيلي، خلال لقاء صحفي عقده بمناسبة انتهاء أعماله كسفير لتونس لدى المملكة، إن الاتصالات بين الرئيس التونسي قيس سعيد وجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في مارس العام 2020 وفي افريل 2021 و2022، وثقت نقاطا مضيئة في تعزيز العلاقات التونسية – الأردنية، بما أفضى إلى بعد تضامنيا على هذه العلاقات، فضلا عن الرفع من نسق الزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولي بالبلدين.
وأضاف أن من أهمّها الزيارات الثلاث التي قام بها جلالة الملك لتونس خلال العام 2019، والمشاركة في أعمال الدورة الثلاثين للقمة العربية يوم 31 مارس 2019، وتقديم واجب العزاء إثر وفاة المغفور له الرئيس محمد الباجي قائد السبسي في العام ذاته، فضلا عن تجسيد زيارات رسمية للوزراء من كلا الجانبين وعقد اجتماعات افتراضية بينهما.
وأكد أهمية الإنجازات التي حققتها سفارة تونس لدى عمّان منذ تعيينه سفيرا فوق العادة ومفوضا للجمهورية التونسية لدى المملكة في سبتمبر 2017 حتى 15 من الشهر الحالي، حيث تم تنفيذ 38 اجتماعا للجان القطاعية المشتركة في عدد مهم من مجالات التعاون، كالاستثمار، والتجارة، والاعتراف المتبادل بشهادات المطابقة للمنتجات، وحماية المستهلك، والفلاحة، إضافة إلى تهيئة وإنجاز المدن الصناعية، والنقل على الطرقات، والموانئ، النقل البحري، والكهرباء والغاز، علاوة على الثروة المعدنية والجيولوجيا، والسياحة، والصناعات التقليدية، والبيئة، والدفاع، وغيرها.
وبين أنه تم إبرام 36 اتفاقية تعاون في قطاعات واعدة، كالمشاورات السياسية، والنهوض بالصادرات والاستثمار، والصناعة والتجارة، وتدريب الطيارين العسكريين، إلى جانب استكمال الصيغة النهائية لـ8 مشاريع اتفاقيات تعاون وبرتوكولات ومذكرات تفاهم وبرامج تنفيذية في عدة مجالات.
وأوضح أنه يجري التفاوض بخصوص 16 مشروع وثيقة تعاون في عدد من القطاعات كالصرف الصحي ومياه الشرب، والمناطق التنموية والأسواق الحرة، والطاقة والثروة المعدنية، والنقل الدولي للأشخاص والبضائع على الطرقات البرية، واستعمال واستبدال رخص السياقة، والنقل الجوي.
وأشار إلى المبادرة بتنظيم منتدى اقتصادي على هامش انعقاد الدورة التاسعة للجنة العليا بمشاركة مجموعة من رؤساء الغرف التجارية والصناعية ورجال الأعمال الأردنيين (35 مشاركا) ونظرائهم التونسيين من مختلف القطاعات.
ونوه السفير التونسي بأنه رغم التداعيات التي أفرزتها جائحة كورونا، تمّ الحرص على تطوير حجم المبادلات التجارية بين البلدين والتي شهدت ارتفاعا ملحوظا، نتيجة بذل جهود بالتعاون مع الملحقية التجارية بالأردن من أجل تنويع المنتجات المتبادلة، وذلك عبر تنظيم تظاهرات اقتصادية سواء في عمّان أو تونس، وتبادل البعثات الاقتصادية وتكثيف الاتصالات مع الغرف التجارية والصناعية والفاعلين الاقتصاديين.
ولفت إلى الحفاظ على انتظام اجتماعات مجلس الأعمال التونسي- الأردني المشترك خلال السنوات الماضية، ومن أهمها عقد الدورة العاشرة للمجلس بين الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية وغرفتيْ تجارة الأردن وصناعة الأردن في العام 2019.
وقال: “منذ مباشرتي لمهامي على رأس البعثة في 27 سبتمبر 2017 في عمّان، حرصت على خلق ديناميكية وزخم جديد على صعيد التعاون بين تونس والأردن، حيث تمّ تحقيق نقلة نوعية وتحوّل مهام المركز من مركز للملاحظة والرصد إلى مركز لاستكشاف ودعم فرص التعاون الاقتصادي”.
وتابع: “تم تنظيم الدورة التاسعة للجنة العليا المشتركة التونسية الأردنية بتونس من 21 إلى 23 نوفمبر 2017، برئاسة رئيسي حكومة البلدين والتي سبقها انعقاد اجتماع على مستوى كبار المسؤولين والخبراء”، بالإضافة إلى التوقيع على 11 وثيقة ضمّت اتفاقيات وبرامج تنفيذية، مشيرا إلى النجاح، ولأول مرّة، في تحقيق معظم التوصيات المنبثقة عن هذه اللجنة، خاصة في المجال التجاري والاستثماري والصناعي والطاقة والثروة المعدنية والنقل والصحة والشؤون الثقافية والتنمية الاجتماعية والمرأة والأسرة.
واستعرض السفير الإنجازات التي شهدها التعاون الأمني والعسكري المشترك بين البلدين، وتعزيز النشاط الثقافي كأداة للتواصل وإثراء علاقات الحوار والتسامح بين تونس والأردن، وتأمين حضور متميز لتونس في مختلف وسائل الإعلام الأردنية، فضلا عن تأمين مشاركة تونس في معارض وصالونات أردنية، وإعادة تنشيط الحركة السياحية بين البلدين.
يشار إلى أنّ تونس بادرت في العام 2015 إلى إعفاء الأردنيين من تأشيرة الدخول إلى الأردن، كما تم إلغاء تأشيرة الدخول على التونسيين في العام 2019، بما يساهم في مزيد من التدفق السياحي وتشبيك المصالح الاقتصادية بين البلدين. ٠(الغد الأردنية)