إنعقدت صباح اليوم الجمعة 16 سبتمبر 2022 جلسة عمل في إطار إستكمال المرحلة الثالثة من إعداد المخطط التنموي 2023-2025 مع ولاية الكاف ، أشرف على أشغالها وزير الإقتصاد والتخطيط السيد سمير سعيّد بحضور والي الجهة السيد مختار النفزي وأعضاء المجلس الجهوي وعدد من الإطارات الجهوية وممثلي المنظمات الوطنية و القطاعات، على المستوى المركزي وعدد من إطارات وزارة الإقتصاد والتخطيط .
و خصصت الجلسة لعرض أهم الإشكاليات التنموية القائمة وتقديم مقترحات حلول لها إضافة الى مقترحات المشاريع المزمع إدراجها في المخطط لتحسين الأوضاع بالجهة .
وبيّن الحاضرون في الجلسة ان ولاية الكاف تعيش اوضاعا إقتصادية وإجتماعية صعبة بالرغم مما يتوفر فيها من مميزات طبيعية خاصة على مستوى توفر عديد المواد الإنشائية و مخزون حضاري و أثري وثقافي غني و متنوع لإرساء سياحة بديلة فضلا عن ثراء مجالها الفلاحي و قدراتها على إستعاب الأنشطة الصناعية المجدية .
و أبرز المشاركون ان الجهة تشكو ضعفا على مستوى النسيج الإقتصادي الذي يرتكز أساسا على القطاع الفلاحي مع محدودية الأنشطة الصناعية و السياحية وتواضع التجهيزات الجماعية و تدني البنية الأساسية و باقي الخدمات، مما أثر على جاذبية الجهة و على الإستقرار بها بالتوازي مع إرتفاع نسب البطالة والفقر.
كما تعرض المشاركون في الجلسةالي تفاقم ظاهرة الإنجراف الأرضي الذي أثر سلبا على النشاط الفلاحي بالإضافة الي النقص المتنامي في الموارد المائية و تدهور الوضع البيئي، هذا الي جانب تردي الأوضاع في القطاع الصحي الذي يشهد نقصا على مستوي البنية التحتية والتجهيزات والموارد البشرية خاصة بالنسبة لطب الإختصاص.
كما بينت التدخلات ضعف مردودية قطاع التعليم بمختلف أصنافه بسبب إهتراء المرافق لاسيما الجامعية وعدم توفر الخدمات ذات العلاقة لاسيما بمدارس معظم المعتمديات و خاصة بالمناطق الريفية فضلا عن النقص الكبير المسجل على مستوى المرافق الشبابية والرياضية والثقافية التي يشكو البعض منها تعطيلات علي مستوي الصيانة والتحسين بسبب الإجراءات الإدارية.
و تعرض الحاضرون الي العديد من المشاريع الأخري المعطلة التي تتطلب حلولا لدفعها و مقترحات مشاريع مهيكلة جديدة تمت بلورتها خلال الجلسات التي إنعقدت للغرض في إطار تشاركي.
ومن اهم هذه المشاريع ، مشروع فسفاط سراورتان حيث أكد الحاضرون على ضرورة توضيح الرؤية بشأنه و مشروع إيصال الطريق السيارة الي مدينة الكاف الذي ينتظره متساكنو الجهة و طال امد الإنطلاق في إنجازه إضافة الي مشروع تحسين التزود بالماء الصالح للشرب خاصة بالوسط الريفي و العمل على التقدم في إنجاز مشروع منطقة للأنشطة الإقتصادية بساقية سيدي يوسف التي تمثل حلا واعدا لدفع النشاط الإقتصادي بالجهة والشراكة والتبادل مع الجزائر وتهيئة القسط الثاني من المنطقة الصناعية محطة المحاميد بتاجروين على مساحة 20 هك و إحداث مناطق سقوية حول سد ملاق العلوي إضافة الي مشروع التنمية الفلاحية المندمجة بحوض وادي تاسة و مشروع لتزويد مدن الكاف والدهماني و القصور بالغاز الطبيعي.
كما تم التطرق الي مقترحات مشاريع في علاقة بالمجال التربوي و مجال تحسين الخدمات الصحية بالجهة ككل و بعض المعتمديات بصفة خاصة من خلال إحداثات جديدة على غرار مستشفي الدهماني الذي ستنطلق اشغاله قريبا، فضلا عن الصيانة والتهذيب و توفير التجهيزات و أطباء الإختصاص .
و حظي الوضع البيئي بالإهتمام في مقترحات المشاريع من ذلك إحداث مراكز خاصة لتجميع النفايات ووحدات لرسكلة المياه المستعملة و إستغلالها في إنتاج العلف ، هذا الي جانب مقترحات في علاقة بالإشكاليات العقارية التي تحول دون إنجاز المشاريع و العمل على وضع امثلة لتهيئة ترابية وعمرانية عصرية تستشرف المستقبل و تحد من التوسع العشوائي.
وبيّن المشاركون في الجلسة ان ولاية الكاف قادرة على إستقطاب الإستثمار الخاص إذا ما توفرت له الظروف الملائمة خاصة على مستوى البنية الأساسية و توفر المناطق الصناعية المهيئة و تحسين الخدمات الإدارية وتسهيل النفاذ الي التمويل ، مؤكدين على الإمكانيات والفرص الحقيقية التي تتيحها الجهة في مختلف القطاعات ، خاصة في قطاع الفلاحة لاسيما الزراعات الكبري وكذلك السياحة البديلة من خلال تثمين المعالم الحضارية و الأثرية التي تتطلب صيانة عاجلة والعمل على إحداث منتزه جيولوجي ، هذا الي جانب الفرص المتوفرة في قطاع الصناعات المعملية و التحويلية و تثمين المواد الإنشائية و إنتاج الطاقة الشمسية و المجالات التكنولوجية والصناعات التقليدية ، مشيرين في هذا الإطار الي أهمية الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص لإستغلال الفرص العديدة المتوفرة في الجهة و توضيفها في خدمة المصلحة المشتركة والإستفادة المتبادلة.