أكد حمة الهمامي أمين عام حزب العمال عدم ايلائه قيمة كبيرة لدعوات توحيد اليسار، لعدة أسباب، من بينها دعوة منجي الرحوي في الغرض.
وأوضح في حوار مع "الصباح نيوز" أنه "يمكن أن يكون هناك حزب أو شخص يقول أنا يساري وهو في الغالب غارق في اليمين"، لافتا إلى أن الخلافات التي كانت موجودة من قبل في الجبهة الشعبية ظهرت مجددا صلب حزب الوطد الموحد.
وهذا نص الحوار:
كيف تتفاعل مع دعوة منجي الرحوي لتوحيد اليسار؟ وماهو موقفكم من عزله ومما يحدث في حزبه خلال الفترة الاخيرة ؟
يعيش حزب "الوطد" الموحد حاليا أزمة، حيث يشهد انشقاقات وانقسامات، والجميع يعلم أن حزب الوطد الموحد قد أطرد منجي الرحوي من الحزب بالنظر إلى أنه شارك في الحوار الوطني الاستشاري الذي دعا إليه رئيس الجمهورية، وهو حوار مهزلة وقدم دستورا واستفتاء مهزلة، وليس حزب الوطد الموحد وحده من عاش أزمة، بل العديد من الأحزاب تعاني من أزمات عديدة خلال المنعرجات الكبيرة التي تعيشها البلاد.
وبخصوص دعوة الرحوي لتوحيد اليسار، أي يسار؟ وماهو البرنامج القائم على توحيد اليسار؟، فاليسار يسارات، وبالنسبة لحزب العمال في الفترة الأخيرة فهو يعمل وينسق مع كل من التيار والقطب والتكتل والجمهوري، فالمسألة تتعلق ببرامج وليس مشكلة يسار، يمكن أن يكون هناك حزب أوشخص يقول أنا يساري وهو في الغالب غارق في اليمين، وغارق أيضا مع الحكومة، لهذا فإن دعوات توحيد اليسار لا نعطيها قيمة كبيرة بقدر أننا نعطي قيمة قبل كل شيء حول ماذا سنتوحد؟ فالإتحاد مع قيس سعيد نرفضه كما رفضنا العمل مع حركة النهضة أو مع الباجي قائد السبسي سابقا.
كيف يمكن إذن توحيد اليسار؟ وماهي العوائق التي تحول دون ذلك؟
اليسار يتوحد ببرنامج سياسي يعطي لتونس سيادتها على ثرواتها، وسكون قائما على تأمين الثروات والقطاعات الإستراتيجية، وفيه اصلاح فلاحي وزراعي حقيقي لفائدة الفلاحين خاصة الصغار منهم، وإصلاح صناعي ينهض بتونس ومنظومة جبائية عادلة وقائمة على ضريبة تصاعدية حسب الدخل وحسب الثروة، وصحة وتعليم راقيين ومجانيين، وسياسة وطنية مع القضايا العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ويكون فعلا برنامج لعامة الشعب ومعارض تمام المعارضة لمنظومة الحكم وللأقلية من الأثرياء الذين تمعشوا من الحكم، وكذلك للمصالح الأجنبية التي جعلت تونس في تبعية مطلقة إليها.
لكن كانت هناك تجربة الجبهة الشعبية في ظل محاولة توحيد اليسار فكيف تقيمها؟ ولماذا تفككت الجبهة ؟
صحيح أن القوى اليسارية اجتمعت سابقا تحت راية الجبهة الشعبية، وذلك خلال فترة فارقة كان فيها زخم ثوري كبير سنة 2012، وكان حول نقاط برنامجية واضحة، وأتت حينها الجبهة الشعبية لاستكمال مهام الثورة التونسية ونشطت الجبهة في البداية جيدا، وهذا ظهر حتى في نتائج الانتخابات التشريعية 2014، ولكنني أعتبر أن الجبهة انتهت في 2016، عندما بدأت الخلافات السياسية وليست خلافات زعامات أو أشخاص والدليل على ذلك أن الخلافات التي كانت موجودة من قبل ظهرت مجددا صلب حزب الوطد الموحد، فالقضية الأساسية كانت الموقف من الحكم، ففي 2016 ظهرت النزعة للمشاركة في حكومة يوسف الشاهد، وفي فترة أخرى المشاركة في الحكم مع النهضة ونداء تونس، وهو أمر رفضه حزب العمال وأيضا رفضته الأغلبية الساحقة التي كانت تتواجد في الجبهة، الخطأ يمكن أن يكون أنا نفسي كان لي فيه مسؤولية، وهو أنه كان من المفروض أن يقع كشف هذا النقاش للرأي العام وطرحه أمامه حتى لا يبقى الرأي العام عندما أتت انتخابات 2019، يفسرها على أساس صراع زعامات، بينما أنه في الواقع لم يكن صراع زعامات بل صراع سياسي محوره المشاركة في الحكم من عدمه، وخاصة الانضمام إلى حكومة يوسف الشاهد بينما التونسيون اليوم يقولون أن حكومة الشاهد كانت أكبر حكومة فساد، والتاريخ أنصفها من هذه الناحية.
درصاف اللموشي
*خلافات الجبهة الشعبية ظهرت مُجددا صلب "الوطد"
أكد حمة الهمامي أمين عام حزب العمال عدم ايلائه قيمة كبيرة لدعوات توحيد اليسار، لعدة أسباب، من بينها دعوة منجي الرحوي في الغرض.
وأوضح في حوار مع "الصباح نيوز" أنه "يمكن أن يكون هناك حزب أو شخص يقول أنا يساري وهو في الغالب غارق في اليمين"، لافتا إلى أن الخلافات التي كانت موجودة من قبل في الجبهة الشعبية ظهرت مجددا صلب حزب الوطد الموحد.
وهذا نص الحوار:
كيف تتفاعل مع دعوة منجي الرحوي لتوحيد اليسار؟ وماهو موقفكم من عزله ومما يحدث في حزبه خلال الفترة الاخيرة ؟
يعيش حزب "الوطد" الموحد حاليا أزمة، حيث يشهد انشقاقات وانقسامات، والجميع يعلم أن حزب الوطد الموحد قد أطرد منجي الرحوي من الحزب بالنظر إلى أنه شارك في الحوار الوطني الاستشاري الذي دعا إليه رئيس الجمهورية، وهو حوار مهزلة وقدم دستورا واستفتاء مهزلة، وليس حزب الوطد الموحد وحده من عاش أزمة، بل العديد من الأحزاب تعاني من أزمات عديدة خلال المنعرجات الكبيرة التي تعيشها البلاد.
وبخصوص دعوة الرحوي لتوحيد اليسار، أي يسار؟ وماهو البرنامج القائم على توحيد اليسار؟، فاليسار يسارات، وبالنسبة لحزب العمال في الفترة الأخيرة فهو يعمل وينسق مع كل من التيار والقطب والتكتل والجمهوري، فالمسألة تتعلق ببرامج وليس مشكلة يسار، يمكن أن يكون هناك حزب أوشخص يقول أنا يساري وهو في الغالب غارق في اليمين، وغارق أيضا مع الحكومة، لهذا فإن دعوات توحيد اليسار لا نعطيها قيمة كبيرة بقدر أننا نعطي قيمة قبل كل شيء حول ماذا سنتوحد؟ فالإتحاد مع قيس سعيد نرفضه كما رفضنا العمل مع حركة النهضة أو مع الباجي قائد السبسي سابقا.
كيف يمكن إذن توحيد اليسار؟ وماهي العوائق التي تحول دون ذلك؟
اليسار يتوحد ببرنامج سياسي يعطي لتونس سيادتها على ثرواتها، وسكون قائما على تأمين الثروات والقطاعات الإستراتيجية، وفيه اصلاح فلاحي وزراعي حقيقي لفائدة الفلاحين خاصة الصغار منهم، وإصلاح صناعي ينهض بتونس ومنظومة جبائية عادلة وقائمة على ضريبة تصاعدية حسب الدخل وحسب الثروة، وصحة وتعليم راقيين ومجانيين، وسياسة وطنية مع القضايا العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ويكون فعلا برنامج لعامة الشعب ومعارض تمام المعارضة لمنظومة الحكم وللأقلية من الأثرياء الذين تمعشوا من الحكم، وكذلك للمصالح الأجنبية التي جعلت تونس في تبعية مطلقة إليها.
لكن كانت هناك تجربة الجبهة الشعبية في ظل محاولة توحيد اليسار فكيف تقيمها؟ ولماذا تفككت الجبهة ؟
صحيح أن القوى اليسارية اجتمعت سابقا تحت راية الجبهة الشعبية، وذلك خلال فترة فارقة كان فيها زخم ثوري كبير سنة 2012، وكان حول نقاط برنامجية واضحة، وأتت حينها الجبهة الشعبية لاستكمال مهام الثورة التونسية ونشطت الجبهة في البداية جيدا، وهذا ظهر حتى في نتائج الانتخابات التشريعية 2014، ولكنني أعتبر أن الجبهة انتهت في 2016، عندما بدأت الخلافات السياسية وليست خلافات زعامات أو أشخاص والدليل على ذلك أن الخلافات التي كانت موجودة من قبل ظهرت مجددا صلب حزب الوطد الموحد، فالقضية الأساسية كانت الموقف من الحكم، ففي 2016 ظهرت النزعة للمشاركة في حكومة يوسف الشاهد، وفي فترة أخرى المشاركة في الحكم مع النهضة ونداء تونس، وهو أمر رفضه حزب العمال وأيضا رفضته الأغلبية الساحقة التي كانت تتواجد في الجبهة، الخطأ يمكن أن يكون أنا نفسي كان لي فيه مسؤولية، وهو أنه كان من المفروض أن يقع كشف هذا النقاش للرأي العام وطرحه أمامه حتى لا يبقى الرأي العام عندما أتت انتخابات 2019، يفسرها على أساس صراع زعامات، بينما أنه في الواقع لم يكن صراع زعامات بل صراع سياسي محوره المشاركة في الحكم من عدمه، وخاصة الانضمام إلى حكومة يوسف الشاهد بينما التونسيون اليوم يقولون أن حكومة الشاهد كانت أكبر حكومة فساد، والتاريخ أنصفها من هذه الناحية.