في الذكرى 65 لعيد الجمهورية خلت شوارع العاصمة من علامات الاحتفال وحضرت التعزيزات الامنية تزامنا مع اجراء الاستفتاء على مشروع الدستورالجديد .
ومما لا شك فيه أن تاريخ 25 جويلية هو تاريخ ذو رمزية بالنسبة للتونسيين، لارتباطه بالعديد من الأحداث والمحطات التاريخية والسياسية الهامة، التاريخ واحد والعناوين متعددة . 25 جويلية هو تاريخ انتصار أعلن فيه المجلس القومي التأسيسي سنة 1957 إلغاء الملكية وإقرار النظام الجمهوري، وإلى موعد قريب كانت الشوارع تزدان بالأعلام وتغص بالتظاهرات والاحتفالات احتفاء بهذا التاريخ ، ليرتبط منذ سنة 2013 بحادثة اغتيال غادرة تركت لوعة في قلوب التونسيين وذهب ضحيتها الشهيد محمد البراهمي مؤسس التيار الشعبي .
تاريخ 25 جويلة أصبح أيضا محطة هامة من تاريخ تونس الحديث، بعد أن اتخذ رئيس الجمهورية قيس سعيد قرارا منذ سنة بتجميد منظومة كاملة من خلال إقرار تدابير استثنائية أوقف فيها عمل السلطة التشريعية ومنح نفسه تقريبا كل الصلاحيات، وأقر مسارا جديدا تضمن تغيير الدستور والمرور إلى انتخابات تشريعية مبكرة نهاية العام الجاري، وتعيش البلاد منذ إقرار هذه الإجراءات على وقع انقسامات سياسية وأزمة اجتماعية واقتصادية خانقة، واليوم أيضا ، 25 جويلية 2022 يتوجه التونسيون إلى مكاتب الاقتراع للادلاء بأصواتهم بخصوص الاستفتاء على مشروع دستور جديد يؤرخ لمرحلة جديدة ونظام سياسي جديد.25 جويلية وبكل رمزيته ودلالاته ، من المفروض أن لا يمر مرور الكرام على حياة التونسيين ، لكنه في الواقع يوم عادي بالنسبة لأغلبهم ، فقد حضرت الأعلام التي زينت الشارع الرئيسي للعاصمة، شارع الحبيب بورقيبة إلى حدود ساحة النصر (باب بحر) وساحة 14 جانفي وشارع محمد الخامس، دون أي أثر لتجمعات لا احتفالية ولا احتجاجية احتفالا بعيد الجمهورية كما تواجدت تعزيزات امنية مكثفة على كافة الأنهج والشوارع بالعاصمة.
في ساعات الصباح الأولى اتجه كل إلى مشغله واغتنم المتمتعون بالعطلة هذا اليوم للراحة أو الاستجمام، أو لقضاء شأن خاص وسط العاصمة قبل أن يشتد الحر خلال الساعات المقبلة، حيث غصت أنهج اسبانيا وشارل ديغول وغيرها من الأنهج التجارية للعاصمة بالباعة المتجولين وحرفائهم. الهادي وهو عامل في أحد المقاهي وسط العاصمة، اعتبر أن الاحتفالات بالأعياد الوطنية لم تعد محل اهتمام التونسيين منذ سنوات ، مشيرا إلى أن صعوبات الحياة وغلاء المعيشة هما المشغل الأساسي لجزء كبير من الشعب التونسي.
وقالت أسماء ، وهي تعمل في محل للملابس الجاهزة، " عيد الاستقلال أو عيد الجمهورية أو غيره من الأعياد هو ليس أكثر من يوم عطلة بالنسبة لأغلب التونسيين، خلافا للسنوات الأولى بعد الثورة، حيث كان شارع الحبيب بورقيبة يتحول إلى فضاء للاحتفالات والتجمعات ".وفي أحد المقاهي القريبة من وزارة الداخلية قالت خديجة التي كانت تجلس مع ابنتها وشقيقتها يحتسين "قهوة الصباح"... " مازال اليوم في بدايته ودرجات الحرارة مرتفعة جدا سأستغل هذا اليوم لقضاء بعض الحاجات وسط العاصمة وسأقوم بواجبي الانتخابي مساء باعتبار أن مراكز الاقتراع ستبقى مفتوحة إلى حدود العاشرة ليلا".
أما بخصوص غياب الاحتفالات بعيد الجمهورية ، قالت خديجة إن "السنوات الأخيرة التي لم نر فيها سوى المعارك السياسية والخلافات بين المسؤولين على السلطة وتدهور الظروف المعيشية غيرت اهتماماتنا وقتلت في قلوب التونسيين الحماس لمثل هذه المناسبات الوطنية رغم أهميتها".وإلى حدود ما بعد العاشرة من صباح اليوم كانت الشوارع شبه خالية من المارة باستثناء البعض ممن اضطرتهم مسؤولياتهم الخروج لالتزامات مهنية أو لقضاء بعض الشؤون المستعجلة.
وات