مع اقتراب الموعد الحاسم للاستفتاء على مشروع الدستور الجديد يوم غد الاثنين 25 جويلية بدأ منسوب الاحتقان في الارتفاع على وسائل التواصل الاجتماعي و في أماكن الحملات الانتخابية .وتمّ تسجيل عدد من الانفلاتات لامست العنف اللفظي و المادي المتبادل بين جمهور "النّعم" وجمهور "اللاّء" فضلا عن جمهور المقاطعين و الذين دخلوا في مناوشات مع قوات الأمن يوم الجمعة الفارط وكان حريّا بهم أن يمارسوا مقاطعتهم بعيدا عن الحواجز الامنية (بلاغ الداخلية أكد أن المتظاهرين حاولوا ازالة الحواجز)لأن صور العنف التي تناقلتها وسائل الاعلام الوطنية و العالمية تسيء للممارسة الديمقراطية و للاستفتاء ككل .ولكي لا يمنحوا مبرّرا للاعتداء عليهم .
ان ما يسوّق له في الحملة الانتخابية للاستفتاء على مشروع الدستور الجديد يوم 25جويلية أن "النعم" تعادل الوطنية و تصحيح المسار و العفة و الطهارة.وأن "اللاّء" انما هي دعوة للرجوع للماضي الأليم و أن دعاته هم من الخونة وأعداء الوطن و الرئيس انمّا هو خطاب تحريضي يزرع الفتنة و الفرقة ويضعف المناخ الديمقراطي المترنّح بطبيعته .
الحقيقة أن هذا الخطاب يتبناه جمهور كبير من مناصري "النعم" وهو خطاب تحريضي و تعويمي للعملية الديمقراطية فلا أحد من هؤلاء يزايد في الوطنية و ينصّب نفسه وصيّا عليها.
كما ّأن عددا من الشخصيات الوطنية و المناضلة التي ستصوّت ب"لا" أو التي تنوي مقاطعة الاستفتاء لايمكن اتهامها باللاوطنية و الخيانة العظمى .
كما أن الترهيب و التخويف من أن "النعم" على مشروع الدستور الجديد معادلة للعودة للديكتاتورية وانتكاس الديمقراطية هو خطاب مهزوز لأن الدستور مهما كان ضعيفا أو قويا لايمكنه وحده ضمان الديمقراطية أو فرض الديكتاتورية بل ان الضامن لهذا أو المكرّس لذاك هو الشعب بمختلف مشاربه وتوجهاته و بوحدته الصماء للحفاظ على المكتسبات الكونية التي هي أكبر من كل الدساتير.
والمحصّلة أن "اللاّء" و"النّعم" لاتمثلان سوى صفحة في تاريخ تونس و مستقبلها و المطلوب هو أن تعبّر على رأيك و تروّج له دون شيطنة للأخر و عرقلة حملته.فالداعون للتصويت ب"لا" على الدستور الجديد ليسوا خونة وهم ليسوا أقلّ وطنية من جمهور"نعم".
وليحذر الجميع من أنّ القليل من الانزلاقات يؤدّي لكثير من الكوارث.
يوم الثلاثاء 26جويلية سينتهي كل هذا الجدل و الاحتقان وستكون تونس مع موعد مع عهد جديد يجب أن يستّع لجميع التونسيين. فالاستفتاء هو عبارة على مقابلة كرة على الجميع القبول بنتيجتها و يجب أن تنتهي بكثير من الحب و أن يهنّأ الخاسر الرابح مقابل احترام الرابح للخاسر وتشريكه في الاحتفال .
تونس أكبر من "النعم" و"اللاء" كما كانت أكبر من كل الأزمات التي عاشتها خلال تاريخها الطويل.
نعم لتونس جديدة لا لتونس مشوّهة و ممزّقة و متناحرة.
بقلم: د.ريمبالخذيري
مع اقتراب الموعد الحاسم للاستفتاء على مشروع الدستور الجديد يوم غد الاثنين 25 جويلية بدأ منسوب الاحتقان في الارتفاع على وسائل التواصل الاجتماعي و في أماكن الحملات الانتخابية .وتمّ تسجيل عدد من الانفلاتات لامست العنف اللفظي و المادي المتبادل بين جمهور "النّعم" وجمهور "اللاّء" فضلا عن جمهور المقاطعين و الذين دخلوا في مناوشات مع قوات الأمن يوم الجمعة الفارط وكان حريّا بهم أن يمارسوا مقاطعتهم بعيدا عن الحواجز الامنية (بلاغ الداخلية أكد أن المتظاهرين حاولوا ازالة الحواجز)لأن صور العنف التي تناقلتها وسائل الاعلام الوطنية و العالمية تسيء للممارسة الديمقراطية و للاستفتاء ككل .ولكي لا يمنحوا مبرّرا للاعتداء عليهم .
ان ما يسوّق له في الحملة الانتخابية للاستفتاء على مشروع الدستور الجديد يوم 25جويلية أن "النعم" تعادل الوطنية و تصحيح المسار و العفة و الطهارة.وأن "اللاّء" انما هي دعوة للرجوع للماضي الأليم و أن دعاته هم من الخونة وأعداء الوطن و الرئيس انمّا هو خطاب تحريضي يزرع الفتنة و الفرقة ويضعف المناخ الديمقراطي المترنّح بطبيعته .
الحقيقة أن هذا الخطاب يتبناه جمهور كبير من مناصري "النعم" وهو خطاب تحريضي و تعويمي للعملية الديمقراطية فلا أحد من هؤلاء يزايد في الوطنية و ينصّب نفسه وصيّا عليها.
كما ّأن عددا من الشخصيات الوطنية و المناضلة التي ستصوّت ب"لا" أو التي تنوي مقاطعة الاستفتاء لايمكن اتهامها باللاوطنية و الخيانة العظمى .
كما أن الترهيب و التخويف من أن "النعم" على مشروع الدستور الجديد معادلة للعودة للديكتاتورية وانتكاس الديمقراطية هو خطاب مهزوز لأن الدستور مهما كان ضعيفا أو قويا لايمكنه وحده ضمان الديمقراطية أو فرض الديكتاتورية بل ان الضامن لهذا أو المكرّس لذاك هو الشعب بمختلف مشاربه وتوجهاته و بوحدته الصماء للحفاظ على المكتسبات الكونية التي هي أكبر من كل الدساتير.
والمحصّلة أن "اللاّء" و"النّعم" لاتمثلان سوى صفحة في تاريخ تونس و مستقبلها و المطلوب هو أن تعبّر على رأيك و تروّج له دون شيطنة للأخر و عرقلة حملته.فالداعون للتصويت ب"لا" على الدستور الجديد ليسوا خونة وهم ليسوا أقلّ وطنية من جمهور"نعم".
وليحذر الجميع من أنّ القليل من الانزلاقات يؤدّي لكثير من الكوارث.
يوم الثلاثاء 26جويلية سينتهي كل هذا الجدل و الاحتقان وستكون تونس مع موعد مع عهد جديد يجب أن يستّع لجميع التونسيين. فالاستفتاء هو عبارة على مقابلة كرة على الجميع القبول بنتيجتها و يجب أن تنتهي بكثير من الحب و أن يهنّأ الخاسر الرابح مقابل احترام الرابح للخاسر وتشريكه في الاحتفال .
تونس أكبر من "النعم" و"اللاء" كما كانت أكبر من كل الأزمات التي عاشتها خلال تاريخها الطويل.
نعم لتونس جديدة لا لتونس مشوّهة و ممزّقة و متناحرة.