ثلاث مسيرات اليوم الجمعة 17 ديسمبر 2021، إنتظمت وسط العاصمة، بمناسبة مرور 11 سنة على ذكرى الثورة، ثلاث مسيرات لم تجمعها شعارات واحدة ولا أهداف واحدة، ولا مواقف واحدة، فالأولى لأنصار رئيس الجمهورية قيس سعيد أمام المسرح البلدي، والثانية لمناهضيه وتحديدا "مبادرة ضدّ الإنقلاب" هي أيضا في شارع الحبيب بورقيبة لكن خلف الساعة الكبيرة، والمسيرة الثالثة هي لأعضاء وأتباع قوى تنسيقية القوى الديمقراطية من الحزب الجمهوري والتيار والتكتل وهي المسيرة التي بقيت عند شارع باريس المتفرّع من شارع الحبيب بورقيبة، ثم إنتقلت إلى مقرّ جريدة الموقف حيث لم يسمح لها المرور إلى شارع الحبيب بورقيبة.
أمر واحد يجمع هذه المسيرات الثلاث على إختلاف قياداتها وشعاراتها وهم فتية وأيضا كبار في السنّ يجوبون الأنهج والشوارع، ينتقلون من مسيرة إلى أخرى، ويجتازون الحواجز الحديدية التي تضعها قوات الأمن، ليس للإنضمام إلى المسيرة أو لترديد الهتافات، فلا مكبّرات الصوت تغري آذانهم ولا اللافتات المرفوعة تستهوي أعينهم، ما يُوحّدهم هي تلك الأعلام التونسية والجزائرية والفلسطينية والسورية من مختلف الأحجام، التي يحملونها بين أياديهم ويضعونها فوق أكتافهم، هي بضاعتهم التي يروّجونها إلى المتظاهرين، وهي تجارة مختلفة إختلاف أجناس المتظاهرين وأعمارهم وإنتماءاتهم، تجد لها طريقا وسط حشود.
أحدهم يحث الخطى لتغيير الوجهة نحو مسيرة أخرى، وثان يشق صفوف المتظاهرين ملوّحا بيده بالأعلام وآخر يقف مع مجموعة من الزبائن يتناقش معهم حول السعر، ويجلس بائع على الرصيف ليأخذ قسطا من الراحة بعد ماراطون من الركض بدأ منذ ساعات الصباح الأولى، وغير بعيد عنه يقف بائع آخر يُحصي عدد الأعلام التي بقيت بحوزته، ولم يبعها إلى الآن، هؤلاء لا يهمهم إن كانوا سيُحسبون من أنصار رئيس الجمهورية قيس سعيد أو من معارضيه، فهم مُتواجدون في جميع الجبهات لأسباب لا علاقة لها بالأسباب التي دفعت المُحتجّين إلى التظاهر، كل إنشغالهم كم عدد الأعلام سيتمكّنون من بيعها هذا اليوم؟ وما هو نصيبهم من الأموال؟.
قد يتمنّون أن يطول أمد هذه المسيرات وأن تمتد على طول ساعات اليوم، من أجل بيع مزيد من الأعلام.
والمُلاحظ أنه خلال هذه المسيرات كان الإقبال مكثفا من قبل الوافدين على المسيرات على شراء الأعلام، مما يعني أن إختيار هذا النوع من التجارة خلال المسيرات يُعدّ إختيارا موفّقا بدرجة كبيرة.
درصاف اللموشي
ثلاث مسيرات اليوم الجمعة 17 ديسمبر 2021، إنتظمت وسط العاصمة، بمناسبة مرور 11 سنة على ذكرى الثورة، ثلاث مسيرات لم تجمعها شعارات واحدة ولا أهداف واحدة، ولا مواقف واحدة، فالأولى لأنصار رئيس الجمهورية قيس سعيد أمام المسرح البلدي، والثانية لمناهضيه وتحديدا "مبادرة ضدّ الإنقلاب" هي أيضا في شارع الحبيب بورقيبة لكن خلف الساعة الكبيرة، والمسيرة الثالثة هي لأعضاء وأتباع قوى تنسيقية القوى الديمقراطية من الحزب الجمهوري والتيار والتكتل وهي المسيرة التي بقيت عند شارع باريس المتفرّع من شارع الحبيب بورقيبة، ثم إنتقلت إلى مقرّ جريدة الموقف حيث لم يسمح لها المرور إلى شارع الحبيب بورقيبة.
أمر واحد يجمع هذه المسيرات الثلاث على إختلاف قياداتها وشعاراتها وهم فتية وأيضا كبار في السنّ يجوبون الأنهج والشوارع، ينتقلون من مسيرة إلى أخرى، ويجتازون الحواجز الحديدية التي تضعها قوات الأمن، ليس للإنضمام إلى المسيرة أو لترديد الهتافات، فلا مكبّرات الصوت تغري آذانهم ولا اللافتات المرفوعة تستهوي أعينهم، ما يُوحّدهم هي تلك الأعلام التونسية والجزائرية والفلسطينية والسورية من مختلف الأحجام، التي يحملونها بين أياديهم ويضعونها فوق أكتافهم، هي بضاعتهم التي يروّجونها إلى المتظاهرين، وهي تجارة مختلفة إختلاف أجناس المتظاهرين وأعمارهم وإنتماءاتهم، تجد لها طريقا وسط حشود.
أحدهم يحث الخطى لتغيير الوجهة نحو مسيرة أخرى، وثان يشق صفوف المتظاهرين ملوّحا بيده بالأعلام وآخر يقف مع مجموعة من الزبائن يتناقش معهم حول السعر، ويجلس بائع على الرصيف ليأخذ قسطا من الراحة بعد ماراطون من الركض بدأ منذ ساعات الصباح الأولى، وغير بعيد عنه يقف بائع آخر يُحصي عدد الأعلام التي بقيت بحوزته، ولم يبعها إلى الآن، هؤلاء لا يهمهم إن كانوا سيُحسبون من أنصار رئيس الجمهورية قيس سعيد أو من معارضيه، فهم مُتواجدون في جميع الجبهات لأسباب لا علاقة لها بالأسباب التي دفعت المُحتجّين إلى التظاهر، كل إنشغالهم كم عدد الأعلام سيتمكّنون من بيعها هذا اليوم؟ وما هو نصيبهم من الأموال؟.
قد يتمنّون أن يطول أمد هذه المسيرات وأن تمتد على طول ساعات اليوم، من أجل بيع مزيد من الأعلام.
والمُلاحظ أنه خلال هذه المسيرات كان الإقبال مكثفا من قبل الوافدين على المسيرات على شراء الأعلام، مما يعني أن إختيار هذا النوع من التجارة خلال المسيرات يُعدّ إختيارا موفّقا بدرجة كبيرة.