* الهدف من عملية شارع بورقيبة جلب الانتباه والاستعراض وإثبات تواجد الإرهابيين
* "خوف الأمنيين أمس ليس من الإرهابي وإنما من المحاسبة اللاحقة"
متابعة للحادثة التي سجلت مساء امس أمام وزارة الداخلية والمتمثلة في محاولة الاعتداء على أعوان دورية أمنية؛ الا أنه تم التمكن و السيطرة على مرتكب الفعلة والقاء القبض عليه.
هذه الحادثة التي أثارت الكثير من الجدل والتي كانت لها عدة قراءات وتفسيرات؛ "الصباح نيوز" حاولت التطرق لها واتصلت بالمختص في علم الاجتماع الاجرامي سامي نصر الذي شرح لنا دلائل الحادثة والتفسيرات المحتملة.
وقد صرح سامي نصر أنه بالرجوع الى كل الأحداث الارهابية او المحاولات التي وقعت في نفس الاطار ببلادنا فانه يمكن الاقرار بان الأمر كان منتظرا جدا؛ مضيفا بالقول "غبي من يقول ان ما حصل فاجأنا" لان كل الأحداث التي سجلت في السابق تزامنت مع وجود ازمة سياسية تعيشها البلاد.
نقطة اخرى شدد عليها نصر وهي انه بالرجوع لحادثة الامس تساءل هل ان من يدير التحركات إرهابية الى درجة من الغباء بان يوجه شخصا يحمل سيفا و"ساطورا" ويصول ويجول في اكبر شارع بتلك الجرأة ولمسافة طويلة؛ معرجا على ان هناك هدفا اخر من الحادثة في حد ذاتها وليس الانتقام من اعوان الامن الذين يصفونهم بـ "الطواغيت" وليست عملية مباغتة كما سابقاتها بل ان ما حصل من مشي الارهابي لمسافة طويلة بشارع الحبيب بورقيبة وهو يحمل أسلحة بيضاء وهو يهدد كان الهدف منه جلب انتباه واستعراض فضلا عن هدف آخر للعملية وهو يعد من بين الاهداف الخفية الا وهو التذكير مجددا واثبات ان الارهابين موجودين.
وكشف نصر ان امس كانت هناك حالة طوارئ قصوى وكان يتوقع حصول احداث اخرى وما الحادثة امام وزارة الداخلية الا لجلب الانتباه عن الاحداث المتوقع تسجيلها بالتوازي معها والشخص الذي ارتكبها كان بمثابة الطعم.
تفاعل مجتمعي
أمر آخر اثاره نصر والذي جلب انتباهه هو التفاعل المجتمعي مع الحادثة الذي كان اولا على المستوى الميداني من خلال تعقب المواطنين للارهابي المذكور وقد كان البعض منهم يحمل الحجارة ما يشير الى ان التونسي لم يعد يرعبه ويخيفه الارهابيون، وثانيا فانه من خلال متابعة شبكات التواصل الاجتماعي فان التركيز كان على ما حصل وعن التعامل الامني مع الحادثة ونادرا ما وجد من تحدث عن الهدف من هاته الواقعة.
كما شدد محدثنا على انه من خلال هاته الحادثة صرنا نعاني من مرض مجتمعي خطير وهو الادمان على الاحداث ولا التفكير، مضيفا:" ونلمس ذلك من خلال ان كل شخص حاضر بمكان الحادثة كان يرغب في ان يكون له السبق الصحفي وتوثيق اول فيديو للمحاولة الارهابية ويقوم بتوزيعها لاحقا على شبكة التواصل الاجتماعي بحيث كان هناك صراع ومنافسة حول هذا السبق وهوية الشخص الذي ارتكب الفعلة الذي تبين وانه انسان مثقف ومن عائلة ميسورة ماديا ومعروفة وبالتالي فان العقلية السائدة التي تقول بان الارهاب يستقطب الاغبياء والجهلة والفقراء والشباب من المناطق المهمشة تبين انها غير صحيحة؛ ليتبين بالتالي ان الارهاب قادر على عملية استقطاب اي شخص اذا توفرت الظروف المناسبة كاشفا ان المواطن التونسي بات يمكن ان يصبح لقمة سائغة لهذا النوع من الاستقطاب".
على مستوى التعامل الامني مع حادثة حيث اثير ان هناك نوعا من الخوف اعترى الاعوان ليس من الارهابي وانما من المحاسبة لاحقا وبالتالي، دعا نصر الى ضرورة التفكير واعطاء الضوء الاخضر للامنيين في حالات معينة في كيفية التعامل معها مع ضرورة توفير الحماية لهم اثناء قيامهم بعملهم وفق ما يضبطه القانون.
في نفس السياق انتقد نصر تعامل وزارة الداخلية مع الحادثة على المستوى الاتصالي حيث كان يفترض حسب رايه انه بعد مضي وقت على وقوعها ان يقع ندوة صحفية للاعلان والتصريح الرسمي عن المعطيات.
التي يمكن الافصاح بها دون المس من سرية الابحاث لعدم ترك المجال لانتشار الإشاعة ؛ معتبرا وانه في علم الاجتماع هناك سوسيولوجيا الاشاعة التي تلخص الامر في انه كلما كان هناك امر مهم ويعتريه الغموض الا و تنتشر الاشاعة وستخلق "ماكينة " لانتاجها؛ الاشاعة التي لن تخدم المصالح الامنية بل العناصر الارهابية التي ستستغلها لصالحها.
سعيدة الميساوي
* الهدف من عملية شارع بورقيبة جلب الانتباه والاستعراض وإثبات تواجد الإرهابيين
* "خوف الأمنيين أمس ليس من الإرهابي وإنما من المحاسبة اللاحقة"
متابعة للحادثة التي سجلت مساء امس أمام وزارة الداخلية والمتمثلة في محاولة الاعتداء على أعوان دورية أمنية؛ الا أنه تم التمكن و السيطرة على مرتكب الفعلة والقاء القبض عليه.
هذه الحادثة التي أثارت الكثير من الجدل والتي كانت لها عدة قراءات وتفسيرات؛ "الصباح نيوز" حاولت التطرق لها واتصلت بالمختص في علم الاجتماع الاجرامي سامي نصر الذي شرح لنا دلائل الحادثة والتفسيرات المحتملة.
وقد صرح سامي نصر أنه بالرجوع الى كل الأحداث الارهابية او المحاولات التي وقعت في نفس الاطار ببلادنا فانه يمكن الاقرار بان الأمر كان منتظرا جدا؛ مضيفا بالقول "غبي من يقول ان ما حصل فاجأنا" لان كل الأحداث التي سجلت في السابق تزامنت مع وجود ازمة سياسية تعيشها البلاد.
نقطة اخرى شدد عليها نصر وهي انه بالرجوع لحادثة الامس تساءل هل ان من يدير التحركات إرهابية الى درجة من الغباء بان يوجه شخصا يحمل سيفا و"ساطورا" ويصول ويجول في اكبر شارع بتلك الجرأة ولمسافة طويلة؛ معرجا على ان هناك هدفا اخر من الحادثة في حد ذاتها وليس الانتقام من اعوان الامن الذين يصفونهم بـ "الطواغيت" وليست عملية مباغتة كما سابقاتها بل ان ما حصل من مشي الارهابي لمسافة طويلة بشارع الحبيب بورقيبة وهو يحمل أسلحة بيضاء وهو يهدد كان الهدف منه جلب انتباه واستعراض فضلا عن هدف آخر للعملية وهو يعد من بين الاهداف الخفية الا وهو التذكير مجددا واثبات ان الارهابين موجودين.
وكشف نصر ان امس كانت هناك حالة طوارئ قصوى وكان يتوقع حصول احداث اخرى وما الحادثة امام وزارة الداخلية الا لجلب الانتباه عن الاحداث المتوقع تسجيلها بالتوازي معها والشخص الذي ارتكبها كان بمثابة الطعم.
تفاعل مجتمعي
أمر آخر اثاره نصر والذي جلب انتباهه هو التفاعل المجتمعي مع الحادثة الذي كان اولا على المستوى الميداني من خلال تعقب المواطنين للارهابي المذكور وقد كان البعض منهم يحمل الحجارة ما يشير الى ان التونسي لم يعد يرعبه ويخيفه الارهابيون، وثانيا فانه من خلال متابعة شبكات التواصل الاجتماعي فان التركيز كان على ما حصل وعن التعامل الامني مع الحادثة ونادرا ما وجد من تحدث عن الهدف من هاته الواقعة.
كما شدد محدثنا على انه من خلال هاته الحادثة صرنا نعاني من مرض مجتمعي خطير وهو الادمان على الاحداث ولا التفكير، مضيفا:" ونلمس ذلك من خلال ان كل شخص حاضر بمكان الحادثة كان يرغب في ان يكون له السبق الصحفي وتوثيق اول فيديو للمحاولة الارهابية ويقوم بتوزيعها لاحقا على شبكة التواصل الاجتماعي بحيث كان هناك صراع ومنافسة حول هذا السبق وهوية الشخص الذي ارتكب الفعلة الذي تبين وانه انسان مثقف ومن عائلة ميسورة ماديا ومعروفة وبالتالي فان العقلية السائدة التي تقول بان الارهاب يستقطب الاغبياء والجهلة والفقراء والشباب من المناطق المهمشة تبين انها غير صحيحة؛ ليتبين بالتالي ان الارهاب قادر على عملية استقطاب اي شخص اذا توفرت الظروف المناسبة كاشفا ان المواطن التونسي بات يمكن ان يصبح لقمة سائغة لهذا النوع من الاستقطاب".
على مستوى التعامل الامني مع حادثة حيث اثير ان هناك نوعا من الخوف اعترى الاعوان ليس من الارهابي وانما من المحاسبة لاحقا وبالتالي، دعا نصر الى ضرورة التفكير واعطاء الضوء الاخضر للامنيين في حالات معينة في كيفية التعامل معها مع ضرورة توفير الحماية لهم اثناء قيامهم بعملهم وفق ما يضبطه القانون.
في نفس السياق انتقد نصر تعامل وزارة الداخلية مع الحادثة على المستوى الاتصالي حيث كان يفترض حسب رايه انه بعد مضي وقت على وقوعها ان يقع ندوة صحفية للاعلان والتصريح الرسمي عن المعطيات.
التي يمكن الافصاح بها دون المس من سرية الابحاث لعدم ترك المجال لانتشار الإشاعة ؛ معتبرا وانه في علم الاجتماع هناك سوسيولوجيا الاشاعة التي تلخص الامر في انه كلما كان هناك امر مهم ويعتريه الغموض الا و تنتشر الاشاعة وستخلق "ماكينة " لانتاجها؛ الاشاعة التي لن تخدم المصالح الامنية بل العناصر الارهابية التي ستستغلها لصالحها.