إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

فتحي كريدان مستشار من ذوي الإعاقة ببلدية المطوية: "وجودي صوري.. وأشعر أنني عضو من الدرجة الثانية"

أكد المستشار البلدي ببلدية المطوية من ولاية قابس، فتحي كريدان، وهو من ذوي الإعاقة، بأنه يفكر جديا في الاستقالة نتيجة تعمد اقصائه من المشاركة في صنع القرار واستحالة تحقيقه لانتظارات أهالي المنطقة الذين انتخبوه في ظل الوضع المشحون والمتسم بعدم الانسجام وفقدان جسور التواصل بين أعضاء المجلس البلدي.

تحدث في الحوار التالي لـ "الصباح نيوز" عن تجربته في ممارسة العمل البلدي وأهم التحديات التي تحول دون لم شمل المجلس والإقلاع بالعمل البلدي: 
 
* في البداية لو تحدثنا كيف انطلقت فكرة ترشحكم لعضوية المجلس البلدي؟
خلال نشاطي بجمعية القاصرين عن الحركة العضوية بالمطوية، اقترح رئيس الجمعية أن اترشح لعضوية المجلس البلدي في قائمة مستقلة "لم الشمل للإقلاع" ومن هناك كانت البداية لممارسة العمل البلدي.
 
* ماهي المهام والمسؤوليات المفوضة لكم من قبل رئيس البلدية لتشجيعكم على التواجد في المجلس البلدي؟
أنا مستشار بلدي ومقرر لجنة النظافة والصحة والبيئة، في بداية العهدة الانتخابية لمدة سنة ونصف تقريبا وجدت التشجيع وظروف عمل ملائمة وكنت أتواجد يوميا في مقر البلدية ورافقت رئيس البلدية في العمل الخارجي، لكن مؤخرا ينفرد رئيس البلدية الجديد بالرأي ولا يتقن فن التواصل مع باقي الاعضاء وخاصة معي فلم تعد مقترحاتي تجد آذانا صاغية ويتم اعلامي في وقت متأخر بموعد الجلسات وعند حضوري أنتظر لساعات موعد انعقادها فكانت النتيجة غيابي عن الكثير من الجلسات منذ فترة لأني أعاني اللامبالاة والتهميش رغم أني مستشار بلدي يجب أن يعامل بالمساواة والاحترام كبقية المستشارين. أشعر أنني عضو من الدرجة الثانية.
 
* وفق الفصل 10 من مجلة الجماعات المحلية الذي ينص على أن "الجماعة المحلية تسعى إلى توفير آليات ووسائل العمل المناسبة لأعضاء المجالس المنتخبة من ذوي الإعاقة"، فهل وفرت لكم البلدية آليات ووسائل العمل المناسبة ؟ 
ليس من السهل القول بأن بلدية المطوية لم تراع حالتي الصحية الهشة، ولكن الواقع مع الأسف يعكس ذلك إذ يتم عقد جلسات العمل في الطابق العلوي للبلدية الشيء الذي يحول دون حضوري لهذه الجلسات لأني أجد صعوبة كبيرة في صعود الدرج، بينما يمكنهم عقدها في قاعة الجلسات في الطابق الأرضي ولكن ذلك لم يحدث ولم تقع مراعاة إعاقتي العضوية واحترام حقي في حضور جلسات العمل كبقية المستشارين البلديين، علما وأنني أوشكت عديد المرات على السقوط لأن سطح أرضية قصر البلدية رطب جدا.
 
 
 
*هل تمتعتم بالحق في التكوين في مجال اختصاصكم المقرر بـ 0.5 % من ميزانية التصرف ؟
لدي رغبة في تلقي تكوين يساعدني على تحسين أدائي كمستشار بلدي لكن للأسف البلدية لم توفر لي أي تكوين منذ بداية العهدة النيابية كمستشار بلدي أو في مجال اختصاصي كمقرر لجنة النظافة والصحة والبيئة.
 
* بصفتكم عضو مجلس بلدي، هل مارستم الحق في النفاذ إلى المعلومة للإطلاع على مداولات المكتب البلدي أو متابعة نشاط لجان البلدية ؟
فقدان جسور التواصل بين مختلف مكونات المجلس البلدي بالمطوية واللامبالاة تجاه زملائي المستشارين عند طلب الحصول على أي معلومة جعلني لا أفكر في أن أمارس حقي في النفاذ إلى المعلومة. 
* من منطلق تجربتكم العملية، هل أصبحتم فاعلين أكثر في محيطكم الاجتماعي ؟
 
شعرت في بداية مشوار العمل البلدي بالثقة في النفس بتكليفي بتبليغ مشاغل الأحياء السكنية ومشاكلهم عند تبني بلدية المطوية لمقترحاتي وكنت سعيدا جدا بتقديري لذاتي كعنصر فاعل في محيطه الاجتماعي، لكن مؤخرا أخذت مقعد المتفرج نتيجة تعمد إقصائي عن الاجتماعات البلدية وتغييب آرائي وأفكاري الشيء الذي جعلني أحس بالمرارة وأفكر في الاستقالة.  
 
تمثيل صوري لذوي الإعاقة في المجالس البلدية
 
 
* كمستشار بلدي، ما هو تقييمكم لمدى مراعاة البلدية لحاجيات الأشخاص ذوي الاعاقة على مستوى إعداد الميزانية وبرنامج الاستثمار السنوي ؟
 
بلدية المطوية لم تدرج أي مشروع يخص الأشخاص ذوي الاعاقة في برنامج الاستثمار السنوي لكنني عاينت حالة وحيدة تم خلالها منح قطعة أرض بلدية لبناء مقر جمعية المكفوفين وعلى المستوى الشخصي تم رفض مطلبي للحصول على رخصة "كشك".
 
 
* باعتبارك عضو لجنة الشؤون الاجتماعية والشغل وفاقدي السند وحاملي الإعاقة، حدثنا عن متابعة اللجنة للبرامج الخاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة ؟
 
منذ بداية انخراطي في العمل البلدي كنت أطمح لتولي رئاسة لجنة الشؤون الاجتماعية والشغل وفاقدي السند وحاملي الإعاقة لكن أنا غيبت قصدا عن هذه اللجنة عند رفض طلبي رئاستها وتمت إضافتي كعضو فكان وجودي صوريا فيها ولم أتابع برنامج عمل هذه اللجنة.
 
 
* هل اقترحتم إنجاز مشاريع لفائدة الأشخاص ذوي الاعاقة في المنطقة ؟
 
بصفتي مستشار بلدي ممثل الأشخاص ذوي الاعاقة بالبلدية تصلني عدة طلبات مشاريع لفائدة هذه الفئة لكن لم أجد الإطار المناسب لاقتراح مشاريع تلبي حاجيات من انتخبني إذ لا يتم الحديث أصلا عن هذا الموضوع في المجلس ولم يخصص لها جانب من الميزانية في برنامج الاستثمار البلدي.
 
 
* هل تعتبر نفسك مستشارا بلديا مؤثرا في القرار البلدي وقوة اقتراح لفائدة الأشخاص ذوي الإعاقة ؟
 
في الفترة الأخيرة أصبح الوضع مشحونا بعدم الانسجام ففكرت في الاستقالة لأنني أشعر بكوني عضو مجلس بلدي من الدرجة الثانية، فأنا أعاني من عدم القدرة على التواصل مع رئيس المجلس البلدي وبقية الأعضاء لأني للأسف عند المشاركة برأي أو اقتراح يخص انتظارات أهالي المنطقة من ذوي الاعاقة أو غيرهم، يتم سحب الكلمة مني وأقاطع أثناء حديثي، فهذا التجاهل والتهميش واللامبالاة يدفعني إلى الانسحاب في هدوء. ورغم انتمائي لقائمة "لم الشمل للإقلاع" لم أفلح لا في لم الشمل ولا الإقلاع بالعمل البلدي. 
 
تسهيل نفاذ الأشخاص ذوي الإعاقة إلى الخدمات البلدية 
 
 
* ماذا اقترحتم على لجنة الشؤون الإدارية وإسداء الخدمات لتسيير نفاذ الأشخاص ذوي الاعاقة لكل أنواع الخدمات البلدية المباشرة والرقمية ؟
 
لم أقترح شيئا لأن هذه اللجنة مازالت حبرا على ورق، وأنا مقتنع بضرورة توفير إمكانية النفاذ إلى مختلف الخدمات لفائدة ذوي الإعاقة بمختلف أصنافها بصرية وسمعية وحركية دون الحاجة إلى الآخر.
 
 
* هل تطرقتم إلى مشاكل البنية التحتية التي تحول دون نفاذ الأشخاص ذوي الاعاقة إلى الخدمات البلدية ؟
 
عاينت صعوبة الولوج إلى الباب الرئيسي بالنسبة للأشخاص ذوي الاعاقة وسأسعى مستقبلا لتوفير ممر يتناسب مع حاجيات هذه الفئة، وسأقترح في هذا الإطار إنشاء مصعد لتأمين صعودهم إلى قاعة الجلسات في الطابق العلوي اضافة إلى دعم فكرة تغيير بلاطة السيراميك التي تكسو أرضية الفضاء الداخلي لبلدية المطوية لكي نتجنب خطر الانزلاق والسقوط أرضا.
 
 
* هل سعيتم لاقتراح متابعة أعوان البلدية وأعضاء المجالس البلدية تكوينا في مجال حقوق الأشخاص ذوي الاعاقة طبقا للنصوص التي تقرها مجلة الجماعات المحلية ودليل الاجراءات البلدية والدستور ؟
 
خلال حضوري في الجلسات لم تتح لي الفرصة لاقتراح تكوين أعوان البلدية وأعضاء المجالس البلدية في مجال حقوق الأشخاص ذوي الاعاقة لأني أشعر دائما أن رأيي هامشي وأقاطع اثناء كلامي وأنا لا أشارك في القرار كمستشار بلدي فاعل بالإضافة إلى أن أغلب الاعضاء يغادرون الجلسات حتى قبل انتهائها، فلمن سأسمع صوتي إذا ؟
 
 
* هل دعمتم فكرة حضور مختص في لغة الإشارات في جلسات المجلس البلدي؟
 
لاحظت حضور ضعيفا للأغلب المواطنين في الجلسات البلدية وغيابا كليا للأشخاص ذوي الاعاقة عن متابعتها ،وسأسعى مستقبلا لاقتراح حضور مختص في لغة الإشارات في الجلسات عند الحاجة إلى ذلك.
 
 
* هل اقترحتم أن تعقد البلدية اتفاقية شراكة مع مجموعة من الجمعيات التي تعنى بالأشخاص ذوي الاعاقة ؟
 
من منطلق نشاطي بجمعية القاصرين عن الحركة العضوية بالمطوية أعتقد أن اتفاقيات الشراكة مع البلدي ضرورية لكن حقيقة لم أسع للاقتراح لقناعتي المسبقة بعدم الاستجابة وركن مطلبي على الرف كغيره من المطالب المقدمة في عدة مجالات أخرى.
 
 
الأشخاص ذوي الاعاقة: أصوات مغيبة في الشأن البلدية
 
 
 
* كمستشار بلدي، هل تعتبرون أنفسكم نبض حياة الاشخاص ذوي الاعاقة المليئة بالصعاب والإشكاليات التي تعيق حقهم في النفاذ إلى المؤسسات العامة والخاصة والانتفاع بخدماتها ؟
 
أنا كنت مقصرا جدا في دفاعي عن الأشخاص ذوي الإعاقة لأني فشلت حتى في الدفاع عن حقي في رئاسة لجنة الشؤون الاجتماعية والشغل وفاقدي السند وحاملي الإعاقة. أنا حاليا موجود فقط كعضو صوري، صوتي مغيب ورأيي لا يسمع وأشعر بمرارة كبيرة عند الاعتراف بأن صوتي مهمش.  
 
 
* هل تشجعون الأشخاص ذوي الاعاقة على الترشح لمناصب أعضاء بالمجالس البلدية ؟
 
أعتبر منصب عضو المجلس البلدي فرصة للمشاركة الفعلية في الحكم المحلي، ورغم تعدد العراقيل أشجع كل شخص ذو إعاقة على الانخراط في العمل البلدي شرط أن يكون متسلحا بالمعرفة والعلم وذو مستوى تعليمي عال لكي يتمكن من فرض أفكاره والمقارعة بالحجج والبراهين المنطقية، فالإعاقة هي إعاقة الفكر والتفكير وليست إعاقة الجسد.
 
 
حاورته: حنان عدوني
 
 
تم انجاز هذا العمل ضمن النسخة الثانية من برنامج ”مراسلون”، مراسلو الديمقراطية المحلية، من تنظيم المؤسسة الدولية للنظم الانتخابية IFES، مكتب تونس، الذي يهدف إلى المساهمة في تأسيس صحافة محلية ناجعة عبر شبكة من المراسلين والمراسلات المحليين.
 
 
 فتحي كريدان مستشار من ذوي الإعاقة ببلدية المطوية: "وجودي صوري.. وأشعر أنني عضو من الدرجة الثانية"

أكد المستشار البلدي ببلدية المطوية من ولاية قابس، فتحي كريدان، وهو من ذوي الإعاقة، بأنه يفكر جديا في الاستقالة نتيجة تعمد اقصائه من المشاركة في صنع القرار واستحالة تحقيقه لانتظارات أهالي المنطقة الذين انتخبوه في ظل الوضع المشحون والمتسم بعدم الانسجام وفقدان جسور التواصل بين أعضاء المجلس البلدي.

تحدث في الحوار التالي لـ "الصباح نيوز" عن تجربته في ممارسة العمل البلدي وأهم التحديات التي تحول دون لم شمل المجلس والإقلاع بالعمل البلدي: 
 
* في البداية لو تحدثنا كيف انطلقت فكرة ترشحكم لعضوية المجلس البلدي؟
خلال نشاطي بجمعية القاصرين عن الحركة العضوية بالمطوية، اقترح رئيس الجمعية أن اترشح لعضوية المجلس البلدي في قائمة مستقلة "لم الشمل للإقلاع" ومن هناك كانت البداية لممارسة العمل البلدي.
 
* ماهي المهام والمسؤوليات المفوضة لكم من قبل رئيس البلدية لتشجيعكم على التواجد في المجلس البلدي؟
أنا مستشار بلدي ومقرر لجنة النظافة والصحة والبيئة، في بداية العهدة الانتخابية لمدة سنة ونصف تقريبا وجدت التشجيع وظروف عمل ملائمة وكنت أتواجد يوميا في مقر البلدية ورافقت رئيس البلدية في العمل الخارجي، لكن مؤخرا ينفرد رئيس البلدية الجديد بالرأي ولا يتقن فن التواصل مع باقي الاعضاء وخاصة معي فلم تعد مقترحاتي تجد آذانا صاغية ويتم اعلامي في وقت متأخر بموعد الجلسات وعند حضوري أنتظر لساعات موعد انعقادها فكانت النتيجة غيابي عن الكثير من الجلسات منذ فترة لأني أعاني اللامبالاة والتهميش رغم أني مستشار بلدي يجب أن يعامل بالمساواة والاحترام كبقية المستشارين. أشعر أنني عضو من الدرجة الثانية.
 
* وفق الفصل 10 من مجلة الجماعات المحلية الذي ينص على أن "الجماعة المحلية تسعى إلى توفير آليات ووسائل العمل المناسبة لأعضاء المجالس المنتخبة من ذوي الإعاقة"، فهل وفرت لكم البلدية آليات ووسائل العمل المناسبة ؟ 
ليس من السهل القول بأن بلدية المطوية لم تراع حالتي الصحية الهشة، ولكن الواقع مع الأسف يعكس ذلك إذ يتم عقد جلسات العمل في الطابق العلوي للبلدية الشيء الذي يحول دون حضوري لهذه الجلسات لأني أجد صعوبة كبيرة في صعود الدرج، بينما يمكنهم عقدها في قاعة الجلسات في الطابق الأرضي ولكن ذلك لم يحدث ولم تقع مراعاة إعاقتي العضوية واحترام حقي في حضور جلسات العمل كبقية المستشارين البلديين، علما وأنني أوشكت عديد المرات على السقوط لأن سطح أرضية قصر البلدية رطب جدا.
 
 
 
*هل تمتعتم بالحق في التكوين في مجال اختصاصكم المقرر بـ 0.5 % من ميزانية التصرف ؟
لدي رغبة في تلقي تكوين يساعدني على تحسين أدائي كمستشار بلدي لكن للأسف البلدية لم توفر لي أي تكوين منذ بداية العهدة النيابية كمستشار بلدي أو في مجال اختصاصي كمقرر لجنة النظافة والصحة والبيئة.
 
* بصفتكم عضو مجلس بلدي، هل مارستم الحق في النفاذ إلى المعلومة للإطلاع على مداولات المكتب البلدي أو متابعة نشاط لجان البلدية ؟
فقدان جسور التواصل بين مختلف مكونات المجلس البلدي بالمطوية واللامبالاة تجاه زملائي المستشارين عند طلب الحصول على أي معلومة جعلني لا أفكر في أن أمارس حقي في النفاذ إلى المعلومة. 
* من منطلق تجربتكم العملية، هل أصبحتم فاعلين أكثر في محيطكم الاجتماعي ؟
 
شعرت في بداية مشوار العمل البلدي بالثقة في النفس بتكليفي بتبليغ مشاغل الأحياء السكنية ومشاكلهم عند تبني بلدية المطوية لمقترحاتي وكنت سعيدا جدا بتقديري لذاتي كعنصر فاعل في محيطه الاجتماعي، لكن مؤخرا أخذت مقعد المتفرج نتيجة تعمد إقصائي عن الاجتماعات البلدية وتغييب آرائي وأفكاري الشيء الذي جعلني أحس بالمرارة وأفكر في الاستقالة.  
 
تمثيل صوري لذوي الإعاقة في المجالس البلدية
 
 
* كمستشار بلدي، ما هو تقييمكم لمدى مراعاة البلدية لحاجيات الأشخاص ذوي الاعاقة على مستوى إعداد الميزانية وبرنامج الاستثمار السنوي ؟
 
بلدية المطوية لم تدرج أي مشروع يخص الأشخاص ذوي الاعاقة في برنامج الاستثمار السنوي لكنني عاينت حالة وحيدة تم خلالها منح قطعة أرض بلدية لبناء مقر جمعية المكفوفين وعلى المستوى الشخصي تم رفض مطلبي للحصول على رخصة "كشك".
 
 
* باعتبارك عضو لجنة الشؤون الاجتماعية والشغل وفاقدي السند وحاملي الإعاقة، حدثنا عن متابعة اللجنة للبرامج الخاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة ؟
 
منذ بداية انخراطي في العمل البلدي كنت أطمح لتولي رئاسة لجنة الشؤون الاجتماعية والشغل وفاقدي السند وحاملي الإعاقة لكن أنا غيبت قصدا عن هذه اللجنة عند رفض طلبي رئاستها وتمت إضافتي كعضو فكان وجودي صوريا فيها ولم أتابع برنامج عمل هذه اللجنة.
 
 
* هل اقترحتم إنجاز مشاريع لفائدة الأشخاص ذوي الاعاقة في المنطقة ؟
 
بصفتي مستشار بلدي ممثل الأشخاص ذوي الاعاقة بالبلدية تصلني عدة طلبات مشاريع لفائدة هذه الفئة لكن لم أجد الإطار المناسب لاقتراح مشاريع تلبي حاجيات من انتخبني إذ لا يتم الحديث أصلا عن هذا الموضوع في المجلس ولم يخصص لها جانب من الميزانية في برنامج الاستثمار البلدي.
 
 
* هل تعتبر نفسك مستشارا بلديا مؤثرا في القرار البلدي وقوة اقتراح لفائدة الأشخاص ذوي الإعاقة ؟
 
في الفترة الأخيرة أصبح الوضع مشحونا بعدم الانسجام ففكرت في الاستقالة لأنني أشعر بكوني عضو مجلس بلدي من الدرجة الثانية، فأنا أعاني من عدم القدرة على التواصل مع رئيس المجلس البلدي وبقية الأعضاء لأني للأسف عند المشاركة برأي أو اقتراح يخص انتظارات أهالي المنطقة من ذوي الاعاقة أو غيرهم، يتم سحب الكلمة مني وأقاطع أثناء حديثي، فهذا التجاهل والتهميش واللامبالاة يدفعني إلى الانسحاب في هدوء. ورغم انتمائي لقائمة "لم الشمل للإقلاع" لم أفلح لا في لم الشمل ولا الإقلاع بالعمل البلدي. 
 
تسهيل نفاذ الأشخاص ذوي الإعاقة إلى الخدمات البلدية 
 
 
* ماذا اقترحتم على لجنة الشؤون الإدارية وإسداء الخدمات لتسيير نفاذ الأشخاص ذوي الاعاقة لكل أنواع الخدمات البلدية المباشرة والرقمية ؟
 
لم أقترح شيئا لأن هذه اللجنة مازالت حبرا على ورق، وأنا مقتنع بضرورة توفير إمكانية النفاذ إلى مختلف الخدمات لفائدة ذوي الإعاقة بمختلف أصنافها بصرية وسمعية وحركية دون الحاجة إلى الآخر.
 
 
* هل تطرقتم إلى مشاكل البنية التحتية التي تحول دون نفاذ الأشخاص ذوي الاعاقة إلى الخدمات البلدية ؟
 
عاينت صعوبة الولوج إلى الباب الرئيسي بالنسبة للأشخاص ذوي الاعاقة وسأسعى مستقبلا لتوفير ممر يتناسب مع حاجيات هذه الفئة، وسأقترح في هذا الإطار إنشاء مصعد لتأمين صعودهم إلى قاعة الجلسات في الطابق العلوي اضافة إلى دعم فكرة تغيير بلاطة السيراميك التي تكسو أرضية الفضاء الداخلي لبلدية المطوية لكي نتجنب خطر الانزلاق والسقوط أرضا.
 
 
* هل سعيتم لاقتراح متابعة أعوان البلدية وأعضاء المجالس البلدية تكوينا في مجال حقوق الأشخاص ذوي الاعاقة طبقا للنصوص التي تقرها مجلة الجماعات المحلية ودليل الاجراءات البلدية والدستور ؟
 
خلال حضوري في الجلسات لم تتح لي الفرصة لاقتراح تكوين أعوان البلدية وأعضاء المجالس البلدية في مجال حقوق الأشخاص ذوي الاعاقة لأني أشعر دائما أن رأيي هامشي وأقاطع اثناء كلامي وأنا لا أشارك في القرار كمستشار بلدي فاعل بالإضافة إلى أن أغلب الاعضاء يغادرون الجلسات حتى قبل انتهائها، فلمن سأسمع صوتي إذا ؟
 
 
* هل دعمتم فكرة حضور مختص في لغة الإشارات في جلسات المجلس البلدي؟
 
لاحظت حضور ضعيفا للأغلب المواطنين في الجلسات البلدية وغيابا كليا للأشخاص ذوي الاعاقة عن متابعتها ،وسأسعى مستقبلا لاقتراح حضور مختص في لغة الإشارات في الجلسات عند الحاجة إلى ذلك.
 
 
* هل اقترحتم أن تعقد البلدية اتفاقية شراكة مع مجموعة من الجمعيات التي تعنى بالأشخاص ذوي الاعاقة ؟
 
من منطلق نشاطي بجمعية القاصرين عن الحركة العضوية بالمطوية أعتقد أن اتفاقيات الشراكة مع البلدي ضرورية لكن حقيقة لم أسع للاقتراح لقناعتي المسبقة بعدم الاستجابة وركن مطلبي على الرف كغيره من المطالب المقدمة في عدة مجالات أخرى.
 
 
الأشخاص ذوي الاعاقة: أصوات مغيبة في الشأن البلدية
 
 
 
* كمستشار بلدي، هل تعتبرون أنفسكم نبض حياة الاشخاص ذوي الاعاقة المليئة بالصعاب والإشكاليات التي تعيق حقهم في النفاذ إلى المؤسسات العامة والخاصة والانتفاع بخدماتها ؟
 
أنا كنت مقصرا جدا في دفاعي عن الأشخاص ذوي الإعاقة لأني فشلت حتى في الدفاع عن حقي في رئاسة لجنة الشؤون الاجتماعية والشغل وفاقدي السند وحاملي الإعاقة. أنا حاليا موجود فقط كعضو صوري، صوتي مغيب ورأيي لا يسمع وأشعر بمرارة كبيرة عند الاعتراف بأن صوتي مهمش.  
 
 
* هل تشجعون الأشخاص ذوي الاعاقة على الترشح لمناصب أعضاء بالمجالس البلدية ؟
 
أعتبر منصب عضو المجلس البلدي فرصة للمشاركة الفعلية في الحكم المحلي، ورغم تعدد العراقيل أشجع كل شخص ذو إعاقة على الانخراط في العمل البلدي شرط أن يكون متسلحا بالمعرفة والعلم وذو مستوى تعليمي عال لكي يتمكن من فرض أفكاره والمقارعة بالحجج والبراهين المنطقية، فالإعاقة هي إعاقة الفكر والتفكير وليست إعاقة الجسد.
 
 
حاورته: حنان عدوني
 
 
تم انجاز هذا العمل ضمن النسخة الثانية من برنامج ”مراسلون”، مراسلو الديمقراطية المحلية، من تنظيم المؤسسة الدولية للنظم الانتخابية IFES، مكتب تونس، الذي يهدف إلى المساهمة في تأسيس صحافة محلية ناجعة عبر شبكة من المراسلين والمراسلات المحليين.
 
 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews