لا تنفك الفضلات تتكدس وسط المدن التونسية مع كل مرة يتم فيها إغلاق مصب برج شاكير.
فقد تفاقمت ازمة الفضلات التي غطت واجهات المنازل في العديد من المدن بعد أن تواترت في الفترة الأخيرة الاحتجاجات التي تؤدي في كل مرة الى اغلاق مصب برج شاكير الذي ظل الى حد اليوم محنة بعد ان أخلّت السلطات في تونس، مجددا، بوعودها، فيما يتعلق بغلق مصب برج شاكير الخطير والأكبر في تونس، والذي تحول الى مصدر ارق للعديد من البلديات التي أصبحت اليوم عاجزة عن توجيه فضلاتها لهذا المصب الذي عجزت الدولة عن تصفيته لإيجاد حل للتصرّف الناجع في النفايات في البلاد..
وعوضا عن غلق المصب تقوم وكالة التصرّف في النفايات، حاليا، بالتفاوض بخصوص تمديد ب3 سنوات إضافية لعقد استغلال المصب بمقتضى أمر وزاري.
وكان وزير الشؤون المحليّة والبيئة بالنيابة، كمال الدوخ، قد أثار معضلة مصب برج شاكير منذ أفريل 2021، أمام البرلمان المجمدة اعماله، مشيرا إلى شهر جوان 2021 كآخر أجل لوضع حد "لمعاناة" 180 ألف من المواطنين بأحياء العطّار/برج شاكير والجيارة وسيدي حسين (غرب العاصمة) المحيطة بالمصب، المتواصلة منذ نحو 22 عاما.
و لئن تواترت محنة تجمع الفضلات فان خبراء البيئة ما فتئوا يطالبون منذ سنوات بالقطع مع ممارسات ردم النفايات والتوجّه نحو تثمينها وإحداث وحدة لإنتاج الطّاقة باعتماد النفايات. وعود بقيت معلقة إلى اليوم.
حمدي شبعان الخبير في مجال تثمين النفايات في حديث لـ"الصباح نيوز" عبر عن ان الاشكال يتفاقم مع مرور الزمن و ان تونس التي تستعد لاحتضان القمة الفرانكفونية تحتاج إيجاد حل لمثل هذه الإشكاليات التي تفاقمت و التي يمكن أن تؤدي بنا احتجاجات اجتماعية خطيرة في الأشهر القادمة.
ويقول شبعان في هذا السياق أن العمر الافتراضي لهذا المصب انتهى منذ سنوات ولا بد من التعجيل في إيجاد حل حتى لا تتحول النفايات الى خطر داهم...
هنا تصريح فيديو حمدي شبعان الخبير في مجال تثمين النفايات ...
من جهتها عبرت رئيسة بلدية سكرة فيروز بن جمعة عما يعيشه أعوان النظافة في العديد من البلديات ومنها بلدية سكرة من صعوبة في تجميع الفضلات وتوجيهها الى مصب برج شاكير الذي اغلق ابوابه امام كميات النفايات الموجهة اليه.
هذا ودعت بلدية سكرة مواطني الجهة الى عدم تجميع الفضلات في واجهات المنازل كما قالت بن جمعة أن رفع الفضلات هي مشكل وطني وأنه في الأيام الأخيرة تواترت عمليات الغلق وهو ما يمثل حقيقة محنة للجميع.
مزيد من التفاصيل في تصريح رئيسة بلدية سكرة فيروز بن جمعة
لوبيات فساد تعمد تعطيل أي إجراء لغلق مصب برج شاكير..
يعتبرالكثيرون ان هناك لولبيات تتعمد إبقاء الحال على ما هو عليه اذ ان هناك أطرافا كثيرة تستفيد من تجميع النفايات و نقلها. والجدير بالذكر في هذا السياق أن ردم النفايات يكلف الدولة ثروات تفوق من 200 دينار عن ردم كلغرام طن من النفايات من مركز التحويل إلى المصب كما يعد نقل النفايات «سوقا مغرية بالنسبة للشركات، التّي تقوم بالتلاعب، للأسف، بأصحاب القرار" بحسب ما يقوله به حمدي الشبعان في حديثه لـ "الصباح نيوز".
هذا ويشار إلى أنّ الدولة تتكفل بمعاليم جمع ونقل النفايات إلى المصب 80 بالمائة تقوم بها الدولة و20 بالمائة البلدية المعنية كما عبرت عن ذلك رئيسة بلدية سكرة فيروز بن جمعة.
وتبعا لذلك فإنّ مصب برج شاكير يستقبل، يوميّا، ما بين 2300 و3000 طن من النفايات كما انه يمثّل مصدرا يوميا لتحصيل عائدات تتراوح بين 540 و600 ألف دينار لمستغلّي المصب، بحسب تقديرات خبراء البيئة.
ويستقبل مصب برج شاكير الذّي يعد الأكبر في كامل الجمهوريّة وفي المتوسّط، يوميّا النفايات الخاصّة ب 38 بلديّة تنقلها شاحنات من ولايات تونس ومنوبة وأريانة وبن عروس.
ولئن تفاقمت ازمة النفايات والإشكاليات النابعة عن تكدسها فان الكثيرين يدعون لحلول ويؤكدون ان البدائل موجودة لعل أهمها إحداث مؤسّسة مشتركة بين البلديات لإسداء خدمات عموميّة لفائدة الجماعات العموميّة بهدف التصرّف، بشكل أفضل، في النفايات في إطار التنمية المستديمة لكل منطقة.
وأوضح الشبعان في تصريحه لـ"الصباح نيوز"أنّ هذا النوع من الممارسات، الذّي لا زال في مرحلته التجريبية ببلديّة المرسى وقرطاج وسيدي بوسعيد (الضاحية الشمالية للعاصمة)، ومن شأنها المحافظة على الموارد الطبيعيّة والتوفيق بشكل أفضل بين الرهانات الاجتماعيّة والاقتصادية والبيئيّة.
كما بيّن شبعان انه "تقنيا فإنّ غلق المصب دفعة واحدة غير ممكن. ومن الضروري البدء بإحداث مشاريع نموذجيّة لتثمين النفايات على مستوى عدد من البلديات للتحكّم في المسار ومن ثمّة توسيع مجالات تطبيقه ليشمل بقيّة البلديات".
مبروكة خذير
لا تنفك الفضلات تتكدس وسط المدن التونسية مع كل مرة يتم فيها إغلاق مصب برج شاكير.
فقد تفاقمت ازمة الفضلات التي غطت واجهات المنازل في العديد من المدن بعد أن تواترت في الفترة الأخيرة الاحتجاجات التي تؤدي في كل مرة الى اغلاق مصب برج شاكير الذي ظل الى حد اليوم محنة بعد ان أخلّت السلطات في تونس، مجددا، بوعودها، فيما يتعلق بغلق مصب برج شاكير الخطير والأكبر في تونس، والذي تحول الى مصدر ارق للعديد من البلديات التي أصبحت اليوم عاجزة عن توجيه فضلاتها لهذا المصب الذي عجزت الدولة عن تصفيته لإيجاد حل للتصرّف الناجع في النفايات في البلاد..
وعوضا عن غلق المصب تقوم وكالة التصرّف في النفايات، حاليا، بالتفاوض بخصوص تمديد ب3 سنوات إضافية لعقد استغلال المصب بمقتضى أمر وزاري.
وكان وزير الشؤون المحليّة والبيئة بالنيابة، كمال الدوخ، قد أثار معضلة مصب برج شاكير منذ أفريل 2021، أمام البرلمان المجمدة اعماله، مشيرا إلى شهر جوان 2021 كآخر أجل لوضع حد "لمعاناة" 180 ألف من المواطنين بأحياء العطّار/برج شاكير والجيارة وسيدي حسين (غرب العاصمة) المحيطة بالمصب، المتواصلة منذ نحو 22 عاما.
و لئن تواترت محنة تجمع الفضلات فان خبراء البيئة ما فتئوا يطالبون منذ سنوات بالقطع مع ممارسات ردم النفايات والتوجّه نحو تثمينها وإحداث وحدة لإنتاج الطّاقة باعتماد النفايات. وعود بقيت معلقة إلى اليوم.
حمدي شبعان الخبير في مجال تثمين النفايات في حديث لـ"الصباح نيوز" عبر عن ان الاشكال يتفاقم مع مرور الزمن و ان تونس التي تستعد لاحتضان القمة الفرانكفونية تحتاج إيجاد حل لمثل هذه الإشكاليات التي تفاقمت و التي يمكن أن تؤدي بنا احتجاجات اجتماعية خطيرة في الأشهر القادمة.
ويقول شبعان في هذا السياق أن العمر الافتراضي لهذا المصب انتهى منذ سنوات ولا بد من التعجيل في إيجاد حل حتى لا تتحول النفايات الى خطر داهم...
هنا تصريح فيديو حمدي شبعان الخبير في مجال تثمين النفايات ...
من جهتها عبرت رئيسة بلدية سكرة فيروز بن جمعة عما يعيشه أعوان النظافة في العديد من البلديات ومنها بلدية سكرة من صعوبة في تجميع الفضلات وتوجيهها الى مصب برج شاكير الذي اغلق ابوابه امام كميات النفايات الموجهة اليه.
هذا ودعت بلدية سكرة مواطني الجهة الى عدم تجميع الفضلات في واجهات المنازل كما قالت بن جمعة أن رفع الفضلات هي مشكل وطني وأنه في الأيام الأخيرة تواترت عمليات الغلق وهو ما يمثل حقيقة محنة للجميع.
مزيد من التفاصيل في تصريح رئيسة بلدية سكرة فيروز بن جمعة
لوبيات فساد تعمد تعطيل أي إجراء لغلق مصب برج شاكير..
يعتبرالكثيرون ان هناك لولبيات تتعمد إبقاء الحال على ما هو عليه اذ ان هناك أطرافا كثيرة تستفيد من تجميع النفايات و نقلها. والجدير بالذكر في هذا السياق أن ردم النفايات يكلف الدولة ثروات تفوق من 200 دينار عن ردم كلغرام طن من النفايات من مركز التحويل إلى المصب كما يعد نقل النفايات «سوقا مغرية بالنسبة للشركات، التّي تقوم بالتلاعب، للأسف، بأصحاب القرار" بحسب ما يقوله به حمدي الشبعان في حديثه لـ "الصباح نيوز".
هذا ويشار إلى أنّ الدولة تتكفل بمعاليم جمع ونقل النفايات إلى المصب 80 بالمائة تقوم بها الدولة و20 بالمائة البلدية المعنية كما عبرت عن ذلك رئيسة بلدية سكرة فيروز بن جمعة.
وتبعا لذلك فإنّ مصب برج شاكير يستقبل، يوميّا، ما بين 2300 و3000 طن من النفايات كما انه يمثّل مصدرا يوميا لتحصيل عائدات تتراوح بين 540 و600 ألف دينار لمستغلّي المصب، بحسب تقديرات خبراء البيئة.
ويستقبل مصب برج شاكير الذّي يعد الأكبر في كامل الجمهوريّة وفي المتوسّط، يوميّا النفايات الخاصّة ب 38 بلديّة تنقلها شاحنات من ولايات تونس ومنوبة وأريانة وبن عروس.
ولئن تفاقمت ازمة النفايات والإشكاليات النابعة عن تكدسها فان الكثيرين يدعون لحلول ويؤكدون ان البدائل موجودة لعل أهمها إحداث مؤسّسة مشتركة بين البلديات لإسداء خدمات عموميّة لفائدة الجماعات العموميّة بهدف التصرّف، بشكل أفضل، في النفايات في إطار التنمية المستديمة لكل منطقة.
وأوضح الشبعان في تصريحه لـ"الصباح نيوز"أنّ هذا النوع من الممارسات، الذّي لا زال في مرحلته التجريبية ببلديّة المرسى وقرطاج وسيدي بوسعيد (الضاحية الشمالية للعاصمة)، ومن شأنها المحافظة على الموارد الطبيعيّة والتوفيق بشكل أفضل بين الرهانات الاجتماعيّة والاقتصادية والبيئيّة.
كما بيّن شبعان انه "تقنيا فإنّ غلق المصب دفعة واحدة غير ممكن. ومن الضروري البدء بإحداث مشاريع نموذجيّة لتثمين النفايات على مستوى عدد من البلديات للتحكّم في المسار ومن ثمّة توسيع مجالات تطبيقه ليشمل بقيّة البلديات".