أعلن اليوم رئيس الجمهورية قيس سعيد خلال خطاب للشعب التونسي من سيدي بوزيد أن العمل بالتدابير الاستثنائية التي صدرت في 25 جويلية الماضي، سيتواصل، مضيفا أنه تم وضع أحكام انتقالية لاعتمادها ووضع قانون انتخابي جديد كما سيتم تكليف رئيس حكومة.
وتعليقا على مختلف هذه الاجراءات، كان لـ"الصباح نيوز" الحوار التالي مع القيادي في حركة النهضة سمير ديلو.
وفي ما يلي نص الحوار:
قراءتكم لظهور رئيس الجمهورية قبل 5 ايام من مرور شهرين على قرارات 25 جويلية ومن سيدي بوزيد تحديدا وتحت هتافات المواطنين بحلّ البرلمان؟
الرّئيس يختار التاريخ والمكان كما يشاء ورمزيّة مدينة انطلاق شرارة الثّورة واضحة وجليّة ، أمّا الهتافات فهي معبّرة عن مشاعر وقناعات من يرفعونها ومن يتبنّاها ..
هل تعتبر ان 14 جانفي كان تاريخا لإجهاض ثورة 17 ديسمبر فعلا؟
بالطّبع لا ، الثّورة التّونسيّة لحظتان :
لحظة 17 ديسمبر المشحونة بمعاني الكرامة في بعديها الإقتصادي والإجتماعي ..ولحظة 14 جانفي 2011 المعبّرة عن التّوق للحرّيّة والإنعتاق من قيود الإستبداد .
والإنحرافات التي حصلت بعد 14 جانفي 2011 ليس لها مفعول رجعيّ ..
ماهو موقفكم من مواصلة العمل بالتدابير الاستثنائية ووضع أحكام انتقالية لاعتمادها وقانون انتخابي جديد؟
ما أُعلن ليس واضحا بالقدر الذي يسمح بالتّعاطي معه تفصيليّا ، يجب التّمييز بين التّمديد في التّدابير الإستثنائيّة وبين الأحكام الإنتقاليّة ..فالتّمديد يستند للفصل 80 من الدّستور (حسب قراءة رئيس الجمهوريّة) أمّا الأحكام الإنتقاليّة فتفتح الباب مُشرَعًا للسّير خارج مظلّة الدّستور - الذي جدّد الرّئيس التزامه باحترامه - ..
هل تعتبر ان مجلس النواب كان فعلا بمثابة السوق لشراء الاصوات وحلبة للصراع؟
توجيه الإتّهام بالجملة إهانة كبيرة للشّرفاء ..
يكاد يمرّ شهران منذ أصبحت كلّ السّلطات بيد رئيس الجمهوريّة : لماذا لم يتمّ تتبّع أيّ نائب من الذين يتّهمهم ببيع أصواتهم ..!؟، بينما يقبع في السّجن نائبان أحدهما بسبب تدوينة والثّاني بسبب خلاف مع أحد القضاة ..
ليس أكثر ظلما من التّعويم في إلقاء التّهم ..
هل ان الاجراءات المعلنة اليوم يمكن ان تؤدي لتردي الوضع بالبلاد؟
سياق خطاب اليوم وظروفه لا تسمح بتكوين فكرة دقيقة عمّا ينوي الرّئيس فعله ومراحله وآماده ومدى الإنسجام بين الإلتزام باحترام الدّستور والتّلويح بإجراءات يصعب القيام بها ضمنه ..
ما يمكن أن ينذر بتردّي الأوضاع فعلا هو عدم اعتبار تشكيل الحكومة أولويّة ..
اميرة الدريدي