أعلن رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، أمس، إعفاء كل أعضاء المكتب التنفيذي وإعادة تشكيله بما يستجيب لمقتضيات المرحلة ويحقق النجاعة المطلوبة.
كما أكد الغنوشي، في بلاغ صادر عن الحركة، على مواصلة تكليف لجنة إدارة الأزمة السياسية برئاسة محمد القوماني من أجل المساهمة في إخراج البلاد من الوضع الاستثنائي الذي تعيشه.
وفي هذا السياق، قال القيادي في حركة النهضة والنائب عن الحركة سمير ديلو في تصريح لـ"الصباح نيوز" إن :"قرار إعفاء أعضاء التّنفيذي هو استباق لتتالي الإستقالات من المكتب التّنفيذي احتجاجا على تواصل حالة الإنكار والتّمسّك ببعض الوجوه التي ساهمت بإصرار وتعنّت في توفير المناخ الذي أوصل البلاد لما وصلت إليه ..".
وأضاف: "حاليّا يقود حركة النّهضة رئيسٌ ومستشاروه ورئيسٌ للشّورى رافضٌ للإستقالة .. وخليّةٌ أزمة..!"
واوضح ديلو: "هناك تقييم سلبي لأداء رئيس مجلس الشورى لدى قطاع واسع من الأعضاء ، سواء في إدارة المجلس وعلاقته ببقيّة مؤسّسات الحركة (وخاصّة رئيس الحركة ) وفي الأداء التّواصلي الذي ساهم في توتير العلاقة مع أغلب الأطراف السّياسيّة في البلاد".
النّهضة في "حالة مخاض داخليّ"..
وفي سياق متصل، اعتبر أن النّهضة في "حالة مخاض داخليّ"، مشيرا الى أن "الحركة قد فشلت الدّورة الأخيرة لمجلس الشّورى في فرض إجراءات عاجلة وحاسمة تعكس تلقّي الرّسالة التي تلقّتها الحركة في الأسابيع الأخيرة، ولم تفلح كلّ محاولات إقناع رئيس الحركة باستخلاص العبر من فشل السّياسة المتّبعة قبل يوم 25 جويلية وتغيير الوجوه التي قادتها والخطاب الذي ساهم في توتّر العلاقة مع أغلب مكوّنات الطّيف السّياسي وخاصّة مع رئيس الجمهوريّة"، وفق تعبيره.
وأفاد ديلو ان: "الأمل في الإصلاح تلاشى أو يكاد", مضيفا: "والبديل اليوم هو ترك الدّائرة الضّيّقة المحيطة برئيس النّهضة وشأنها ولتتحمّل مسؤوليّتها أمام قواعد الحركة وأمام الشّعب وأمام التّاريخ ..
لم يعد ممكنا تحمّل مسؤوليّة سياسة يتّخذ القرار فيها عدد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة ..".
كل الخيارات واردة…
وحول إن كان ديلو ينوي مغادرة الحركة، رد: "هناك حوار واسع بين عدد كبير من قيادات الحركة ومنتسبيها حول آفاق العمل السّياسي داخل الحركة أو خارجها على ضوء التّضاؤل المتسارع لكلّ فرص الإصلاح داخلها .. ورغم كلّ الإكراهات - الأخلاقيّة خاصّة - التي تجعل مغادرة سفينة مترنّحة تتقاذفها الأمواج أمرا صعبا على مناضلين قضوا عقودا في حركة استحوذت على قيادتها مجموعة ساهمت في تعريضها وتعريض الدّيمقراطيّة في البلاد لتحدّ وجودي ..فإنّ كلّ الخيارات واردة ..!"
قرار رئيس الجمهوريّة جاء دون تعليل
ومن جهة أخرى، وحول قرار رئيس الجمهورية قيس سعيد التمديد في الإجراءات الاستثنائية، قال ديلو إن "المفاجئ أنّ قرار رئيس الجمهوريّة جاء دون تعليل ، ولا سقف زمنيّ محدّد..! ورغم أنّه كان منتظرا فيصحّ فيه ما قيل في الأمر الذي استند إليه : هي قراءة متارجحة من حيث التاويلات للفصل 80 من الدّستور ..".
عبير الطرابلسي