إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

خبير في التغيرات المناخية لـ"الصباح نيوز": تواصل ارتفاع درجات الحرارة سينعكس على بقية عناصر البيئة...

كانت هيئة تابعة للأمم المتحدة، دول العالم قد أعلنت، يوم الاثنين 9 أوت 2021، بأن ظاهرة الاحتباس الحراري تقترب بشكل خطير من الخروج عن نطاق السيطرة وأن البشر «من دون أدنى شك» هم المسؤولون عن ذلك.

وحذر تقرير أعده علماء من الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة من أن مستويات الانبعاثات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي عالية بما يكفي بالفعل لضمان إحداث اضطرابات بالمناخ على مدى عقود إن لم يكن لقرون. يعني ذلك أن موجات الحر القاتلة والأعاصير الشديدة والتقلبات الجوية الخطيرة الأخرى التي تحدث الآن من المرجح أن تزداد شدة.

هذا التحذير قد ينسحب على تونس على إثر تسجيل موجات حرّ غير عادية، فتونس، هذه الأيام، تصدرت الدول الافريقية الأشد حرارة وحلت ست مدن في صدارة القائمة، وفق بيانات سجلها المعهد الوطني للرصد الجوي، أمس الثلاثاء 10 أوت 2021.

وعلى المستوى العالمي صنفت ولايات باجة وبنزرت وتونس في المركز الرابع في ترتيب المدن الاسخن بحرارة بلغت 48.9 درجة اذ تجاوزت باجة رقمها القياسي الجديد 48.8.

وحسب بيانات المعهد الوطني للرصد الجوي، الارقام القياسية الأخرى كانت في بنزرت 48،9 وبذلك تتجاوز رقمها السابق 45،4 المسجل يوم 9 أوت من سنة 1999، وبتونس قرطاج، (الرقم الجديد هو 48،9 وبذلك يتم تجاوز الرقم السابق 46،8 المسجل يوم 1 اوت من سنة 1982)

وايضا بالمنستير حيث بلغت الحرارة القصوى 46،7 وبذلك يتم تجاوز الرقم السابق 40،6 المسجل يوم 5 أوت 2012.

كما سجلت زغوان رقما قياسيا جديدا حيث بلغت الحرارة 47،5 متجاوزة الرقم السابق 46،5 المسجل يوم 7 أوت 1970.

هذه المعطيات الحرارية تدفع للتساؤل عن علاقة التغيرات المناخية بموجات الحرّ هذه ومدى انعكاساتها على طبيعة الطقس لبلدان البحر المتوسط.  

 وفي هذا السياق، أوضح الأستاذ الجامعي والخبير في التغيرات المناخية زهير حلاوي في تصريح لـ "الصباح نيوز" أنّ "العديد من الدراسات المناخية أنجزها خبراء تونسيون بيّنت تسجيل ارتفاع في معدلات الحرارة في السابق، ولدينا قياسات لموجات حرّ متتالية في سنوات معينة. لكن الإضافة الجديدة فيما تم ملاحظته هي تواتر في حالات الحر الشديد أي ارتفاع عددها بمعنى أنّه عوضا أن تكون مرة كل سنة أصبحت تحدث مرتين أو ثلاث مرات في السنة، إلى جانب امتدادها الزمني أي بعد أن كانت تحدث ليوم أصبحت تمتد على يومين أو ثلاث أو حتى أربع أيام. كما أن حالات الحر الشديد تتواصل في النهار والليل عكس ما كانت عليه في سنوات سابقة أي ن درجات الحرارة تنخفض مساء". 

والتساؤل هنا إن كان بالإمكان إرجاع هذه الوضعية إلى التغيرات المناخية، قال الخبير زهير حلاوي "هناك نقاش عام بهذا الخصوص بين علماء المناخ والتوجه السائد أنه فعلا يمكن أن تكون ارتفاع درجات الحرارة هو شكل من أشكال التغيرات المناخية التي يعيشها العالم بأجمعه ولا تعيشه تونس فقط، حيث أن هذه التمظهرات المناخية بدأت منذ الستينات والسبعينات".

وأضاف "منذ تلك العقود ظهرت العديد من التحذيرات وازدادت خاصة في العشرية الأخيرة حيث أن التغيرات المناخية هي ظاهرة مؤكدة الأن وانعكاساتها عديدة ومتنوعة" وتتمثل في "ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير طبيعي في كل العالم وقد يكون من درجة ونصف أو درجتين وحتى أكثر مقارنة بمعدلات الحرارة قبل ظهور الثورة الصناعية".

وبيّن أنّ "الاشكال لو يتواصل ارتفاع درجات الحرارة سينعكس ذلك على بقية عناصر البيئة بما أننا لم نعد نتحدث اليوم عن مناخ بل عن منظومة مناخية، فإذا حدث تغيير في أي عنصر منها فإن كامل المنظومة تختل، فإذا ارتفعت درجة الحرارة خاصة في قمم الجبال بالضرورة ترتفع حرارة ماء البحر ومستوى سطحه".

وقال "نتيجة لذلك كل المنشآت البشرية الموجودة على السواحل خاصة منها المنخفضة تصبح مهددة بغمرها بمياه البحر وهو ما ينسحب على عدة دول وأماكن وجزر وينسحب هذا على مناطق قليلة بتونس على غرار قرقنة المهددة من جهة بارتفاع مستوى البحر وأيضا الانخفاض التكتوني" ومن انعكاسات التغيرات المناخية "ما سيشمل الكائنات الحية مثل الكائنات البحرية من ذلك انقراض أنواع من الأسماك وربما ظهور أنواع أخرى.. وغيرها من التحولات البيئية".

إيمان عبد اللطيف 

خبير في التغيرات المناخية لـ"الصباح نيوز":  تواصل ارتفاع درجات الحرارة سينعكس على بقية عناصر البيئة...

كانت هيئة تابعة للأمم المتحدة، دول العالم قد أعلنت، يوم الاثنين 9 أوت 2021، بأن ظاهرة الاحتباس الحراري تقترب بشكل خطير من الخروج عن نطاق السيطرة وأن البشر «من دون أدنى شك» هم المسؤولون عن ذلك.

وحذر تقرير أعده علماء من الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة من أن مستويات الانبعاثات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي عالية بما يكفي بالفعل لضمان إحداث اضطرابات بالمناخ على مدى عقود إن لم يكن لقرون. يعني ذلك أن موجات الحر القاتلة والأعاصير الشديدة والتقلبات الجوية الخطيرة الأخرى التي تحدث الآن من المرجح أن تزداد شدة.

هذا التحذير قد ينسحب على تونس على إثر تسجيل موجات حرّ غير عادية، فتونس، هذه الأيام، تصدرت الدول الافريقية الأشد حرارة وحلت ست مدن في صدارة القائمة، وفق بيانات سجلها المعهد الوطني للرصد الجوي، أمس الثلاثاء 10 أوت 2021.

وعلى المستوى العالمي صنفت ولايات باجة وبنزرت وتونس في المركز الرابع في ترتيب المدن الاسخن بحرارة بلغت 48.9 درجة اذ تجاوزت باجة رقمها القياسي الجديد 48.8.

وحسب بيانات المعهد الوطني للرصد الجوي، الارقام القياسية الأخرى كانت في بنزرت 48،9 وبذلك تتجاوز رقمها السابق 45،4 المسجل يوم 9 أوت من سنة 1999، وبتونس قرطاج، (الرقم الجديد هو 48،9 وبذلك يتم تجاوز الرقم السابق 46،8 المسجل يوم 1 اوت من سنة 1982)

وايضا بالمنستير حيث بلغت الحرارة القصوى 46،7 وبذلك يتم تجاوز الرقم السابق 40،6 المسجل يوم 5 أوت 2012.

كما سجلت زغوان رقما قياسيا جديدا حيث بلغت الحرارة 47،5 متجاوزة الرقم السابق 46،5 المسجل يوم 7 أوت 1970.

هذه المعطيات الحرارية تدفع للتساؤل عن علاقة التغيرات المناخية بموجات الحرّ هذه ومدى انعكاساتها على طبيعة الطقس لبلدان البحر المتوسط.  

 وفي هذا السياق، أوضح الأستاذ الجامعي والخبير في التغيرات المناخية زهير حلاوي في تصريح لـ "الصباح نيوز" أنّ "العديد من الدراسات المناخية أنجزها خبراء تونسيون بيّنت تسجيل ارتفاع في معدلات الحرارة في السابق، ولدينا قياسات لموجات حرّ متتالية في سنوات معينة. لكن الإضافة الجديدة فيما تم ملاحظته هي تواتر في حالات الحر الشديد أي ارتفاع عددها بمعنى أنّه عوضا أن تكون مرة كل سنة أصبحت تحدث مرتين أو ثلاث مرات في السنة، إلى جانب امتدادها الزمني أي بعد أن كانت تحدث ليوم أصبحت تمتد على يومين أو ثلاث أو حتى أربع أيام. كما أن حالات الحر الشديد تتواصل في النهار والليل عكس ما كانت عليه في سنوات سابقة أي ن درجات الحرارة تنخفض مساء". 

والتساؤل هنا إن كان بالإمكان إرجاع هذه الوضعية إلى التغيرات المناخية، قال الخبير زهير حلاوي "هناك نقاش عام بهذا الخصوص بين علماء المناخ والتوجه السائد أنه فعلا يمكن أن تكون ارتفاع درجات الحرارة هو شكل من أشكال التغيرات المناخية التي يعيشها العالم بأجمعه ولا تعيشه تونس فقط، حيث أن هذه التمظهرات المناخية بدأت منذ الستينات والسبعينات".

وأضاف "منذ تلك العقود ظهرت العديد من التحذيرات وازدادت خاصة في العشرية الأخيرة حيث أن التغيرات المناخية هي ظاهرة مؤكدة الأن وانعكاساتها عديدة ومتنوعة" وتتمثل في "ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير طبيعي في كل العالم وقد يكون من درجة ونصف أو درجتين وحتى أكثر مقارنة بمعدلات الحرارة قبل ظهور الثورة الصناعية".

وبيّن أنّ "الاشكال لو يتواصل ارتفاع درجات الحرارة سينعكس ذلك على بقية عناصر البيئة بما أننا لم نعد نتحدث اليوم عن مناخ بل عن منظومة مناخية، فإذا حدث تغيير في أي عنصر منها فإن كامل المنظومة تختل، فإذا ارتفعت درجة الحرارة خاصة في قمم الجبال بالضرورة ترتفع حرارة ماء البحر ومستوى سطحه".

وقال "نتيجة لذلك كل المنشآت البشرية الموجودة على السواحل خاصة منها المنخفضة تصبح مهددة بغمرها بمياه البحر وهو ما ينسحب على عدة دول وأماكن وجزر وينسحب هذا على مناطق قليلة بتونس على غرار قرقنة المهددة من جهة بارتفاع مستوى البحر وأيضا الانخفاض التكتوني" ومن انعكاسات التغيرات المناخية "ما سيشمل الكائنات الحية مثل الكائنات البحرية من ذلك انقراض أنواع من الأسماك وربما ظهور أنواع أخرى.. وغيرها من التحولات البيئية".

إيمان عبد اللطيف 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews