انتهت "المعركة" الانتخابية لتفتح معها "معارك" أخرى حيث كانت أرض المعارضة التونسية مكانا خصبا لارتفاع توتر العلاقة بين مختلف المكونات. ففي الوقت الذي اعتبرت فيه جزء من المعارضة ان التغيير ممكن انطلاقا من صناديق الاقتراع وأن اسناد المترشح عياشي زمال قادر على احداث انجاز ينهي فترة حكم الرئيس قيس سعيد فان جزء اخر راى ان القطيعة التامة مع النظام تبقى الموقف السليم اعتبارا للمعرفة المسبقة للنتائج ونسبها. ورغم انتهاء الانتخابات وفشل المشاركين من المعارضة على احداث فارق سياسي فقد وجد دعاة المقاطعة فرصة سانحة للتقليل من شان المشاركين في موعد 6 اكتوبر وذهب بعضهم الى اعتبار المصوتين من المعارضة هم اقلية وقد اخطؤوا في تقدير الموقف والخلط بين ماهو حقوقي وسياسي. وفي هذا السياق قال نجيب الشابي رئيس جبهة الخلاص الوطني "....ورغم كل ذلك اختارت المعارضة، عدا بعض الاصوات، عدم مقاطعة الانتخابات وحولت المعركة من معركة سياسية رهانها التداول على السلطة وشرعية الحكم الى معركة حقوقية خلفية لإسناد المحكمة الإدارية او التضامن مع بعض المترشحين." ولئن توحدت المعارضة في عدم الإقرار والاعتراف بالحكم منذ 21 جويلية 2021 و لنهج الحكم القائم بل وتحركت في ذات مربعات الرفض فإنها عادت لتختلف على آليات التغيير لتفتح بذلك المعارضة جبهة داخلية لتنتقل بذلك "المعركة" السياسية من محيط النظام إلى محيط المعارضة. فهل تتجاوز الاحزاب واقع خلافاتها وتؤسس لارضية مشتركة ام انها ستواصل مسيرها كظاهرة؟
خليل الحناشي
انتهت "المعركة" الانتخابية لتفتح معها "معارك" أخرى حيث كانت أرض المعارضة التونسية مكانا خصبا لارتفاع توتر العلاقة بين مختلف المكونات. ففي الوقت الذي اعتبرت فيه جزء من المعارضة ان التغيير ممكن انطلاقا من صناديق الاقتراع وأن اسناد المترشح عياشي زمال قادر على احداث انجاز ينهي فترة حكم الرئيس قيس سعيد فان جزء اخر راى ان القطيعة التامة مع النظام تبقى الموقف السليم اعتبارا للمعرفة المسبقة للنتائج ونسبها. ورغم انتهاء الانتخابات وفشل المشاركين من المعارضة على احداث فارق سياسي فقد وجد دعاة المقاطعة فرصة سانحة للتقليل من شان المشاركين في موعد 6 اكتوبر وذهب بعضهم الى اعتبار المصوتين من المعارضة هم اقلية وقد اخطؤوا في تقدير الموقف والخلط بين ماهو حقوقي وسياسي. وفي هذا السياق قال نجيب الشابي رئيس جبهة الخلاص الوطني "....ورغم كل ذلك اختارت المعارضة، عدا بعض الاصوات، عدم مقاطعة الانتخابات وحولت المعركة من معركة سياسية رهانها التداول على السلطة وشرعية الحكم الى معركة حقوقية خلفية لإسناد المحكمة الإدارية او التضامن مع بعض المترشحين." ولئن توحدت المعارضة في عدم الإقرار والاعتراف بالحكم منذ 21 جويلية 2021 و لنهج الحكم القائم بل وتحركت في ذات مربعات الرفض فإنها عادت لتختلف على آليات التغيير لتفتح بذلك المعارضة جبهة داخلية لتنتقل بذلك "المعركة" السياسية من محيط النظام إلى محيط المعارضة. فهل تتجاوز الاحزاب واقع خلافاتها وتؤسس لارضية مشتركة ام انها ستواصل مسيرها كظاهرة؟