- اتحاد الشغل لم ولن يتخلى أبدا عن لعب دوره الوطني
- المنظومة السياسية القائمة قبل 25 جويلية انتهت
أعلن الاتحاد العام التونسي للشغل, في وقت سابق، وتبعا للأحداث التي عاشت على وقعها البلاد إثر إعلان رئيس الجمهورية قيس سعيد اتخاذ إجراءات استثنائية منها تعليق عمل البرلمان لمدة شهر وإعفاء رئيس الحكومة هشام المشيشي من مهامه، استعداده لتقديم خارطة طريق قصيرة المدى للرئيس قيس سعيّد تتضمن تصورات سياسية واقتصادية واجتماعية بشأن المرحلة المقبلة.
وقد استعان اتحاد الشغل بثلة من الخبراء لإيجاد سبيل للخروج من الأزمة، إذ أكد الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نورالدين الطبوبي "تعويل المنظمة على الكفاءات وعلى الخبراء وأصدقاء المنظمة للاستئناس بآرائهم من أجل مصلحة الوطن، وبلورة تصورات للمرحلة القادمة".
وللتذكير فقد انعقد لقاء بين قيس سعيد والطبوبي.
وحول مدى جاهزية هذه المبادرة، تحدثت "الصباح نيوز" مع الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل حفيظ حفيظ الذي أكّد أنّ خارطة الطريق مازالت بصدد الإعداد، على عكس ما تداوله البعض.
وأضاف أنّ الاتحاد عقد اجتماعا مع "نخبة" من الخبراء التونسيين منذ يومين، قائلا إنّ الخارطة تتماهى وتتوافق مع النقاط الثلاث التي طُرحت ضمن مبادرة اتحاد الشغل في أكتوبر 2020، والتي تتعلق بالجانب السياسي بجانبيه العاجل والآجل، وكذلك بالجانبين الاقتصادي والاجتماعي.
وواصل بالقول: "لقد قمنا بتحيين المبادرة السابقة باعتبار أنّ أكتوبر 2020 ليس جويلية 2021 وبطبيعة الحال هنالك مسائل وقع تحيينها وستقدم كمُخرجات للهيئة الادارية الوطنية لاتحاد الشغل التي ستنعقد بداية الأسبوع القادم ومن المرجح يوم الإثنين المقبل.. وبالنسبة لنا كمكتب تنفيذي للمنظمة الشغيلة نُعدّ المشاريع لكن لا تصبح نافذة وفاعلة إلاّ بعد المُصادقة عليها من قبل الهيئة الادارية.. وإثر ذلك يقع تقديم خارطة الطريق إلى رئيس الجمهورية قيس سعيد".
خارطة الطريق تتماشى وروح الفصل 80
وفي نفس السياق، أكّد حفيظ حفيظ أن خارطة الطريق التي سيقدمها الاتحاد تتماشى وروح الفصل 80 من الدستور، مُوضحا أنّ "خارطة الطريق ستُقدّم إلى من خوّل له الدستور تفعيل الفصل 80 من الدستور لاتخاذ التدابير العاجلة والتي يمكنها أن تعيد الاستقرار للبلاد ـأي رئيس الجمهوريةـ وبالتالي فإنه ليس مطروحا الحوار الوطني كما طُرح في أكتوبر 2020 بل بشكل آخر"، حسب تعبيره.
كما أضاف أنّ الفصل 80 من الدستور أعطى الحقّ لرئيس الجمهورية لاتخاذ التدابير ويمكن أن يتخذها بصفة فردية مع فريقه برئاسة الجمهورية أو بالتشاور، قائلا: "نحن نتمسك بالتشاور حول كل المُخرجات التي تتعلق بتنفيذ بنود الفصل 80 من الدستور".
اتحاد الشغل لا يرفض تفعيل الفصل 80
وبخصوص موقف اتحاد الشغل من إجراءات رئيس الجمهورية، أفاد حفيظ حفيظ أنّ اتحاد الشغل يحتكم للإرادة الشعبية وبيانه الصادر بتاريخ 26 جويلية الجاري كان واضحا، مُضيفا: "ما أقدم عليه رئيس الجمهورية مساء 25 جويلية الجاري هو استنادا للارادة الشعبية.. وبالتالي بالنسبة لنا نعتبر أنفسنا غير رافضين لتفعيل الفصل 80 من الدستور".
الاتحاد لم ولن يتخلى أبدا عن تونس
وفيما يتعلق بدور اتحاد الشغل في هذه المرحلة، أكّد مُحدّثنا أنّ الاتحاد سيُواصل لعب دوره الوطني مثلما تعوّد بذلك الشعب التونسي ولم ولن يتخلى أبدا عن تونس وعن لعب دوره مع مراعاة الظرفيات التي تحدث من حين إلى آخر.
لا حوار مع النهضة
ومن جهة أخرى، وعن دعوات حركة النهضة إلى حوار وطني، وإمكانية أن يكون هنالك مبادرة لحوار بين اتحاد الشغل والنهضة ، ردّ حفيظ حفيظ: "نعتبر أنّ السرّ الذي أنجح التجربة التونسية هو الحوار من بين مختلف تجارب الربيع الربيع العربي.. وحتى في أصعب الفترات كانت الحلول بالحوار.. وهذا سبيلنا وهذا معروف على التونسيين الشعب المسامح.... وفي المقابل لن نتوجه لحركة النهضة ونعتبر اليوم أن هنالك الفصل 80 والنهضة وشركائها في الائتلاف الحاكم هم مسؤولون عن ما وصلت إليه البلاد، ولا ندعو إلى حوار مع النهضة.. نحن سنتوجه بخارطة طريق إلى رئيس الجمهورية الذي له صلاحيات تفعيل الفصل 80".
واعتبر حفيظ حفيظ أنّ "المنظومة السياسية القائمة قبل 25 جويلية قد انتهت".
عبير الطرابلسي