- مدرب المنتخب عليه التمييز بين النقد والتحامل .. و كفاءاتنا ناجحة في عدة بلدان ..
لا شك أن منتصر الوحيشي ليس مدربا لفريق أكابر كرة القدم في الافريقي بل هو جندي وهب نفسه لخدمة النادي الافريقي ..وجزء من مشروع كامل كان يتم اعداده على مهل وهو التشبيب على مستوى الادارة ومنح الفرصة للأجيال الصاعدة التسيير الرياضي ولكل منها مساهمة في حديقة منير القبايلي ..خاصة عندما نتحدث عن هيئة فيفري 2021 التي يقودها يوسف العلمي رفيق درب الوحيشي ..
منتصر ليس مدربا للإفريقي بل يتصرف كواحد من ابنائه ..تحمل المسؤولية في أحلك الظروف وخرج بالنادي الى بر الأمان ..تناقش وتفاوض مع اللاعبين وخاصة الكوادر وسهل مهمة المسؤولين في الاتفاق معهم ..كما انطلق منذ الموسم الماضي في اعداد فريق قادر على المنافسة حتى لا يتكرر سيناريو العام المنقضي وكذلك تحسبا لأي طارئ ..
عن كل هذه الامور تحدث منتصر الوحيشي لـ"الصباح" عن استئناف التحضيرات ..وعن عدة مسائل أخرى في الحوار التالي ..
أجرى الحديث: عبدالوهاب الحاج علي
-الوضع الصعب الذي مر به الافريقي فرض عليك قبول الجلوس مع عبدالسلام اليونسي، قبل حل هيئته،فهل تراجع لأنك طالبت بعودة الكوادر ؟
-لم اتحدث عن مستحقات ولا أموال..كان هدفي الوحيد المساهمة في الانقاذ وكذلك كنت أحس انه آن الأوان لكي اتدخل بما أقدر عليه وقدمت ثلاثة طلبات لليونسي عندما استدعاني وتحدثنا عن تدريب الافريقي وهي:
-ضرورة عودة اللاعبين الكوادر للعب والمشاركة..
-تمكين كل اللاعبين من راتبين على الاقل وأكدت لليونسي انه من غير المعقول ان يبقى اللاعبون دون رواتب ما بين 12 و14 شهرا
-ضرورة تنظيف محيط فريق الاكابر لكرة القدم
وافق في البداية وطلب مني الاتصال باللاعبين الكوادر لإقناعهم بالعودة وتم ذلك فعلا وقبلوا بالأمر ..كما اتصل اليونسي بالبعض منهم لكنني في ما بعد فوجئت به قد اتفق مع قيس اليعقوبي ..
يبدو أنك على حق من البداية عندما طالبت بعودة اللاعبين الكوادر لذين رفض ابعدهم اليونسي..فقد ساهموا في انقاذ الموقف ؟
عندما اتصلت بهم لم يفكروا كثيرا بل قبلوا مباشرة ..كلهم قالوا مصلحة الافريقي قبل كل شيء ..وهذا المهم لأنه عندما يتقاسم معنا اللاعب المسؤولية تتحسن الاجواء والافريقي جمعيتي وأعرف جيدا اجواءها وكل ما يمكن أن يعكر صفو الاجواء ..أعرف جيدا ان الجو العام يحتاج تكوين ثقة بين مختلف الاطراف لان انقاذ الافريقي في تلك الفترة ،أي بعد نهاية مرحلة ذهاب البطولة والدخول في الاستعداد للإياب ، ليس كرة قدم فقط بل هناك وضع عام لا بد من تنقية اجوائه وخلق لحمة لذلك عدة لاعبين كانوا في وضع صعب وتحملوا وتدربوا ولعبوا للمساعدة وهناك من كان مصابا ..ومن يعاني من الاوجاع وقبل تلقي حقنة من أجل أن يلعب ويمد يد المساعدة ..صراحة جل اللاعبين بما في ذلك الكوادر قدموا تضحيات واشكرهم على ذلك ..
-الهذا السبب طالبت بالحفاظ على اللاعبين الكوادر رغم تقدم السن الكروي للبعض ...؟
اولا هؤلاء اللاعبين ما يزال بمقدورهم تقديم افضل العطاء والاداء المتميز ..وبصرف النظر النظر عن مسالة العقود وما يتعلق بالمسائل الادارية هناك ثقة كبيرة متبادلة بين الاطار الفني والهيئة وكل اللاعبين وخاصة الكوادر ،كما يحلو لكم تسميتهم،الذين يريدون المواصلة معنا لنهم يحظون بالتقدير والاحترام ،والاجواء العامة طيبة وتشجع على العمل والمواصلة ..
هل انت مع الراي القائل بان التقارب في السن بينك وبين اعضاء الهيئة التي يقودها يوسف العلمي قد سهل عملكم وسرعة المرور الى مرحلة الانقاذ...؟
صحيح اننا جميعا ننتمي لنفس الجيل ولكن انا ويوسف العلمي تربطنا عشرة عمرها يصل 30 عاما ..كنا نتنقل معا لمتابعة الافريقي ..عملنا مع بعضنا في اصناف الشبان .. ثم مع فريق الاكابر فجميعنا، أي الهيئة والإطار الفني،عملنا مع بعضنا سابقا في مواقع مختلفة داخل الحديقة"أ" لذلك كنا نفكر ونتناقش بسوط عال ونختلف لكن كل واحد من الهيئة ليست له مصالح أو له غايات معينة بل لا شيء يعلو فوق مصلحة النادي الافريقي وهذا الذي سهل تعاملنا وعملنا خلال الفترة المنقضية في كلمة "ما فماش تخديم مخ في الهيئة الحالية " ..
لكن مهما كانت اجواء المجموعة ممتازة ..لا بد من انتدابات ،فهل حددت احتياجاتك .. خاصة أن بقية الفرق انطلقت في تدعيم رصيدها البشري .. ؟
لا بد من تنظيم كل الامور والقيام بانتدابات موجهة لدعم المجموعة ..لكن لا يمكن الحديث عن ذلك في الوقت الحالي طالما لم يقع رفع المنع من الانتداب ..لننتظر ماذا سيحدث حتى نتمكن من الحديث عن المستقبل
بالنسبة الى بقية الفرق فهي فعلا تستعد للموسم الجديد من خلال القيام بالانتدابات التي تراها قادرة على الافادة ..
- لكن في كل الاحوال لم يكن المستوى العام للبطولة جيدا، فهل يعود ذلك الى انتشار فيورس كورونا والتقطعات واللخبطة في البرمجة؟
حتى في صورة ما لعبنا مباريات جيدة لا يمكن ان تظهر للعيان او يرتفع النسق والمستوى طالما اللقاءات تجرى امام مدارج فارغة ..كرة قدم دون جمهور "حكاية فارغة" ..الجمهور يصنع اجواء مختلفة خلال اللقاء ويساهم في رفع النسق وتحسن المستوى وغيابه يفرض الرتابة والملل ..
بالنسبة الى تأثيرات كورونا، فهي موجودة بدليل أن انتشارها خلال الفترة الاخيرة وتأثر الوضع الصحي فرض علينا تأجيل انطلاق تحضيراتنا للموسم المقبل واعادة ضبط برمجة جديدة للتحضيرات للموسم القادم ..
راينا في الموسم المنقضي 14 مدربا محليا في الرابطة الاولى، فماذا يعني لكم ذلك كفنيين ؟
من المهم جدا أن نرى مدربي اندية الرابطة الاولى من المحليين فهذا يثمن أهميتهم ويزيد في قيمة المدرب التونسي ويقيم الدليل على انه لدينا كفاءات محترمة ..يمكن أن يدعمها بالنسبة الى البطولات الاجنبية كما أن في ذلك دعم للمدرب التونسي الموجود في الخارج لذلك حتى في الموسم المقبل اتصور ان الاندية ستحافظ على المدرب المحلي ..
لدينا عديد الكفاءات التي تعمل في تونس ..ولدينا كفاءات ممتازة تعمل خارج تونس فنبيل الكوكي يلعب على المراتب الاولى مع وفاق سطيف في الجزائر ..وفوزي البنزرتي بطل الدوري المغربي مع الوداد ولسعد جردة حصل على كأس "الكاف" مع الرجاء البيضاوي ..سامي الطرابلسي يدرب منذ سنوات السيلية القطري وناجح وأحرز معه لقب الكأس لاول مرة في تاريخ السيلية ..العديد ناجحون وهو نجاح يقيم الدليل على انه لدينا عديد الكفاءات لذلك من المهم أن نرى لسعد الدريدي في النجم ..ومعين في الترجي وحتى بعد خروجه قد يكون معلول بديلا وبدوره له تجارب ناجحة خارج تونس آخرها مع المنتخب السوري ..
من المهم ايضا أن نعرف بأن كفاءاتنا ليست في التدريب فقط بل لدينا كفاءات أخرى في مجالات مختلفة في عالم الرياضة وكرة القدم خاصة على غرار الاعداد البني ويكفي القول إن المعد البدني للمنتخب الاول المصري تونسي اختاره معه المدرب حسام البدري ..
المعد البدني للمنتخب المصري أنيس الشعلالي تونسي وهو ابن النادي الافريقي وعمل معنا سابقا في الافريقي اضافة الى كفاءات أخرى عديدة حتى في الطب الرياضي ..
تحدثت عن كفاءة الاطار الفني التونسي لكن منذر الكبير يلقى انتقادات كبيرة في المنتخب ..سواء على مستوى قائمة المدعويين ،وحاصة للناشطين بالخارج، والاداء رغم ان النتائج ليست سيئة؟
في كل أصقاع العالم يتعرض المدربون للنقد وخاصة عندما الامر بالمنتخبات ..ديشان انتقدوه بشدة في فرنسا رغم انه بطل العالم ..مانشيني انتقدوه كثيرا قبل أن يحرز بطولة اوروبا الاخيرة مع المنتخب الايطالي ..وكذلك الامر بالنسبة لمنذر الكبير فهو عرضة للنقد لان الناخب الوطني يقوم باختيارات على مستوى قائمة المدعويين وعلى مستوى التشكيلة وهذه الاختيارات تصبح قابلة للمناقشة وللنقد والانتقاد ..هناك من يتساءل عن هذه الاختيارات وهناك من يرى بعضها غير جدير بالدعوة ..وغير ذلك من الآراء المختلفة لذلك على مدرب المنتخب الوطني أن يقوم بغربلة مايقال وما يعاب عليه ويحسن التعامل مع ماهو نقد مقابل عدم الاكتراث لتحامل البعض ..أو لكل انتقادات وراءها خلفيات ..