يتواصل التشويق والإثارة في بطولة الرابطة المحترفة الأولى..، فبدل أن تتوضح الرؤية مع اقتراب انتهاء المرحلة الأولى فإنها ازدادت تعقيدا وغموضا وهو ما أملته النتائج المسجلة في الجولة العاشرة والتي أعادت توزيع الأوراق مجددا ليتعقد الوضع في أعلى الترتيب وكذلك في أسفل الترتيب خصوصا في المجموعة الثانية.
اللاعب الدولي السابق والمتميز والخلوق عبد القادر بلحسن تحدث في تقييمه لنتائج الجولة العاشرة عن انعكاساتها على بقية المسيرة وعن تواصل الغموض حتى الجولتين الختاميتين.
بالنسبة لعودة الترجي الرياضي لنغمة الانتصارات بعد صيامه عن الفوز لجولتين متتاليتين في مرحلة الإياب أكد عبد القادر بلحسن أن الفوز العريض للترجي الرياضي كان متوقعا وانه ليس بغريب بالنظر لظروف النادي البنزرتي الصعبة إضافة إلى فترة الراحة المطولة للبطولة أضرت به و عدم قيامه بالانتدابات اللازمة قائلا في هذا الصدد:"أعتقد أن كل فريق يبحث عن النجاح يجب أن يقوم بانتدابات مدروسة وهذه تتطلب اعتمادات مالية هامة وقد نجحت فرق معينة في ذلك فيما وجدت فرق أخرى مثل النادي البنزرتي مشاكل عديدة أثرت على مسيرته".
تقلبات غير واضحة للصفاقسي
أما بالنسبة لهزيمة النادي الصفاقسي على أرضه أمام اتحاد بن قردان أوضح لاعبنا الدولي السابق أن النادي الصفاقسي عاش تقلبات كثيرة ووضعيته غير واضحة قائلا:"وبانطلاق مشاركته في كأس الكنفدرالية الإفريقية انتظرنا تحسنا للفريق لكنه انهزم امام نجم المتلوي ثم فاز على الترجي وانهزم امام اتحاد بن قردان وهي نقطة استفهام كبيرة تطرح نفسها حول هذا التذبذب وغياب الاستقرار ويبدو ان الفريق لم يتجاوز ازمته بعد خصوصا من الناحية الذهنية نتيجة التأثر بمخلفات الإضرابات والاضطرابات التي عاشها وعلى عكسه فان اتحاد بن قردان يتحسن بصفة تدريجية وقام بانتدابات في محلها تراعي وضعيته ويملك رصيدا بشريا محترما ونجح في مهمته إلى حد الآن".
الصعوبات المالية ألقت بظلالها على "الهمهاما"
وبالنسبة لتعقد وضعية نادي حمام الأنف بعد اكتفائه بالتعادل السلبي أمام أمل حمام سوسة ابرز أن الظروف الصعبة لنادي حمام الأنف يعرفها القاصي والداني وانعكاساتها على وضعية الفريق خصوصا المالية التي تعتبر سبب المعاناة وحرمته من الانتدابات قائلا:"مستوى الفريقين متقاربا لكن يكمن الاختلاف في كيفية التعامل مع الانتدابات فهناك فرق وضعت إستراتيجية واضحة إذ تخير انتداب لاعبين اثنين وتوفي بتعهداتها تجاههما بدل التعاقد مع أربعة لاعبين دون تمكينهم من مستحقاتهم وهذه السياسة اعتمدها أمل حمام سوسة وحسب المعطيات المتوفرة لدي فاللاعبون تحصلوا على مستحقاتهم المالية والمنح وهو ما يشحذ معنوياتهم على مزيد العمل".
واستطرد بقوله ان الرؤية غير واضحة في هذه المجموعة "فنجم المتلوي انتصر على الصفاقسي واتحاد تطاوين وصعد للمركز السادس وهو مطالب باللعب بروح انتصارية أكثر في الجولة القادمة للاطمئنان، أي أن انتصارا واحدا قادر على قلب المعطيات وكذلك الهزيمة وهو ما يجعل الرؤية غير واضحة في هذه المجموعة إذ أنه باستثناء الترجي الذي عزز موقعه بانتصاره اليوم وبدرجة أقل اتحاد بن قردان فان التشويق لا يزال متواصلا".
الرجيش من أفضل الفرق
أما بالنسبة للمجموعة الثانية فان الوضعية ازدادت تشويقا وإثارة فالاتحاد المنستيري أنهى موسمه الفارط كأفضل ما يكون فكانت انطلاقته جيدة وكشف الفريق عن علو كعبه وقام بانتدابات مدروسة فضلا عن التنظيم والاستقرار الإداري فالهيئة تعمل بكل حرفية وكانت ثمرة العمل تحقيق نتائج إيجابية وتصدر المجموعة الثانية أما النادي الإفريقي والذي مر بصعوبات كبيرة في الموسم المنقضي وضمن البقاء في الجولة الختامية ورغم الظروف والصعوبات فانه في وضعية جيدة فيما على النجم الساحلي مزيد من العمل للعودة لتحقيق نتائج إيجابية".
وأشاد عبد القادر بلحسن بمستقبل الرجيش واعتبره من أحسن الفرق في الرابطة الأولى لأنه يحسن التعامل مع المباريات ويعمل في الخفاء وحسب الإمكانيات المتوفرة لديه.
وضعية صعبة في أسفل الترتيب
وعن تقاسم ثلاثة فرق المرتبة الأخيرة في المجموعة الثانية أكد عبد القادر بلحسن أن هذه الفرق تعاني الويلات قائلا:" الأولمبي الباجي يمر بصعوبات كبيرة وانسحب مدربه ورصيده البشري محدود وترجي جرجيس حاول مدربه منير راشد وضعه على السكة ولا ننسى انه عودته للرابطة الأولى لم تكن منتظرة وجاءت في وقت قياسي مما جعله لا يقوم بالانتدابات على أفضل وجه، فوجد مشاكل جمة ولم يقدر على فرض نفسه وصنع اللعب امام منافسيه واعتمد خطة التكتل الدفاعي.. وبالنسبة لمستقبل سليمان فان هذا الفريق ومنذ صعوده إلى الرابطة الأولى كان متوازنا ورئيسه وليد جلاد أحسن التعامل مع الانتدابات وحسب قدراته المالية وهو قادر على التدارك والنجاة من النزول ويكفي ان ينتصر في جولة أخرى فانه بإمكانه إنعاش حظوظه".
نظام المجموعتين لا يخدم كرتنا
وختم عبد القادر بلحسن حديثه بان هناك تقلبات عديدة وان الحسم والفصل في الترشح لمرحلة التتويج أو النزول لن يتأكد قبل الجولتين الختاميتن مشددا على أن نظام المجموعتين لا يخدم كرتنا والأندية وانه وجب العودة في الموسم القادم إلى النظام العادي أي نظام المجموعة الواحدة.
نجاة أبيضي