انتهت كأس أمم إفريقيا التي احتضنتها الكامرون مخلفة أرقاما واستنتاجات كثيرة بالنسبة إلى المشاركة التونسية التي كانت جد محتشمة ودون المأمول.. ولكن خسارة التحكيم التونسي كانت اشد إيلاما بما انه لم يتم التعويل سوى على الحكم الصادق السالمي في الأدوار الأولى رفقة المساعد خليل الحساني وهيثم قيراط كحكم فار فيما لم يسمح للصافرة التونسية بان تدير أي مباراة في الأدوار المتقدمة.
غياب فتح المجال لطرح عدة أسئلة أهمها هل سببه تراجع مردود الحكم التونسي ام ضرب مباشر لحكامنا من قبل لجنة التحكيم صلب الاتحاد الإفريقي لكرة القدم؟ وهل ان الحكام الذين أوكلت إليهم مهام إدارة المواجهات كانوا أفضل من الحكم التونسي الذي وفق تقريبا في جل المباريات التي عهدت اليه..
"الصباح" سألت رئيس لجنة التحكيم السابق جمال بركات والذي ركز على نقطة مهمة في حديثه حول هذه المسالة وهي غياب ممثل للتحكيم التونسي صلب لجنة التحكيم في الاتحاد الإفريقي لكرة القدم فقال:
تميز السالمي والحساني في الدور الأول
أدار الحكم الصادق السالمي مباراتين في الدور الأول رفقة الحكم المساعد خليل الحساني وقد كان أداؤه ممتازا بشهادة الجميع الذي أكد على انه كان من أفضل العناصر على الميدان والدليل انه بعد أن أدار اللقاء الأول تم اعتماده مجددا وبعد يومين فقط في مباراة ثانية.. وكنا ننتظر أن يتم التعويل عليه في الأدوار المقبلة الا ان مهمته انتهت مبكرا اذ لم يجد التحكيم التونسي من يدافع عنه ليواصل المشوار في الكان..
أما هيثم قيراط فقد تم إعلامه منذ البداية انه سيكون حكم "فار" في كاس أمم إفريقيا ولكن تم الاستنجاد به كحكم رابع بعد إصابة حكم مصري بكورونا..
يجب أن يكون لدينا ممثل في لجنة التحكيم
قال جمال بركات ان الحل بالنسبة للتحكيم التونسي إذا اراد استعادة مكانته على الصعيد الإفريقي هو تعيين ممثل عن التحكيم التونسي صلب لجنة التحكيم لدى الكاف واعتقد ان رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم له من العلاقات ما يخول له فرض اسم في لجنة التحكيم.. بالعودة إلى منافسات أمم إفريقيا نلاحظ ان الدور النهائي سجل حضور 4 حكام "فار" مغاربة وفي اللقاء الترتيبي حضر التحكيم الجزائري.. يعني الكل لهم من يدافع عنهم إلا تونس.. الأمر الذي دفع الصادق السالمي للتعبير عن هذه الوضعية بالقول "كنا كاليتامى في كاس الكامرون الأخيرة".. الكل يدافع على حكامه إلا تونس..
موقف غير مستقر
وعرج جمال بركات على فترة تواجد الحكم التونسي ناجي الجويني صلب لجنة التحكيم بالاتحاد الإفريقي فقال: شهدت مرحلته عدم اتزان ان صح التعبير فقد ابدى في البداية دعمه للحكم التونسي ولكن بعد خلافه الشهير مع وديع الجريء تراجع عن الدفاع عن التحكيم التونسي.. عندما نود وصف وضع الحكم التونسي لا يمكن أن نقول سوى ان الجميع تلاعب به وكل حسب مصلحته..
اليوم عندما نرى المصري عصام عبد الفتاح على رأس لجنة التحكيم في شمال إفريقيا ويحي حدقة رئيس لجنة التحكيم في المغرب وعضو في لجنة تحكيم الكاف ندرك أنهم سيعملون على دعم حكامهم ولا احد منهم سيلتفت أصلا للحكم التونسي..
انا مثلا شغلت خطة رئيس لجنة تحكيم في تونس طيلة 6 سنوات كاملة ورغم ذلك لم يقع اقتراحي حتى كمراقب في الكاف.. في الأخير يجب أن نعترف أننا لا نحب بعضنا البعض ومن يشغل منصبا يسعى لخدمة مصالحه الشخصية فقط "أقول وامضي مسكينة تونس في كل المجالات"..
اسمهان العبيدي