برزت في الفترة الأخيرة حملة دعم ومساندة كبيرتين لفوزي البنزرتي حيث يطالب جمهور كرة القدم بشيخ المدربين ناخبا وطنيا لنسور قرطاج خاصة أنه ينتظر المنتخب الوطني لقاءان هامان من "باراج" مونديال 2022 ضد المنتخب المالي.. وما تزال حملة المطالبة بالبنزرتي مدربا للمنتخب متواصلة لكنها ستصبح أكثر قوة بعد أن قال طارق ذياب في تصريح إذاعي أن البنزرتي هو الأنسب لتدريب المنتخب لأنه الوحيد الذي بمقدوره إعداد المجموعة في أقل من شهرين فضلا عن قدرته على فرض الانضباط ..
"الصباح" اتصلت بفوزي البنزرتي لمعرفة موقفه من كلام طارق ذياب والحديث عن المنتخب والأندية ووضع الكرة فكان الحديث التالي :
*طارق ذياب قال في تصريح إذاعي انك التونسي الوحيد القادر على إعداد فريق في ظرف وجيز وكذلك تفرض الانضباط والاحترام.. فما رأيك؟
أولا شكرا لطارق وهذا ليس غريبا على شخص مثله أعترف أنه يريد الخير للرياضة التونسية وقد قلت سابقا، وأعيدها كلما سنحت الفرصة، أنه من أفضل الوزراء الذين مروا بوزارة الرياضة ..
طارق يقول كلمة الحق دوما ولا يخشى شيئا أو يجامل ولكن مع ذلك أشكره عن كل ما قاله عني.. كما أن رأيه مهم دوما مثلما هو من المهم أن نستمع للآخرين حتى نثري أفكارنا ونطورها وفي نفس الوقت نعرف كيف نتخذ المواقف ..
*طارق قال أيضا أنه كان من الأجدى أن يرحل كامل الإطار الفني للمنتخب.. وليس التخلي عن طرف دون آخر؟
كلام منطقي، فبصرف النظر عن الأشخاص الإطار الفني مجموعة عملت سويا ولها نفس التوجهات وعليه التغيير يجب أن يشمل كامل الطاقم بدل المواصلة في نفس التوجه بالحفاظ على جزء مهم من الإطار الفني ..لذلك من الضروري أن يكون التغيير كاملا وشاملا ..الفشل جماعي والنجاح أيضا جماعي ولا يمكن أن نجزئه او نرمي الفشل على طرف ونعفي من معه من تحمل المسؤولية ولهذا يجب تغيير الإطار الفني كاملا أو الإبقاء عليه كاملا ..
*الاتحاد المنستيري أصبح مع الفرق المنافسة على المراتب الأولى.. لكن هل يؤثر عليكم تأجيل استئناف البطولة؟
بالفعل له تأثيره الكبير.. اللاعبون أصابهم الملل فقد تدربوا كثيرا ثم نالوا قسطا من الراحة ثم عادوا للتمارين بينما تغيب الرسميات التي تحسن من إمكانياتهم.. وهذا التأخير مضر حتى بفرقنا التي ستلعب نهاية الأسبوع مباريات رابطة الابطال وكأس الـ"كاف" فلو لعبنا جولة في البطولة نهاية الأسبوع المنقضي كان بمقدورهم حسن الاعداد بلقاء رسمي محليا للمنافسة القارية بعد توقف دام أكثر من شهرين ..
*بالعودة الى الحديث عن المنتخب.. مررنا بجانب الحدث وعدنا مبكرا منذ ربع النهائي هل كان هدفنا المشاركة؟
لا تنسوا ان بدايتنا كانت سيئة.. وقد انهزمنا في لقاءين خلال الدور الأول رغم أن مجموعتنا لم تكن صعبة مثل مجموعات أخرى وكان بمقدورنا البروز لكن الإصابات بكوفيد 19أثرت وقلبت المعطيات لذلك أتساءل :
عندما يصاب 16 لاعبا بكوفيد إضافة الى المدرب والطبيب وبقية المنتخبات بخير، الا يعني ذلك غياب الانضباط ؟.. موريتانيا كانت معنا في نفس النزل ولم تسجل أي إصابة لذلك أقول دوما المنضبط في الملعب يجب ان ينضبط قبل ذلك خارجه ولذلك أقول ان المنتخب أو الفريق مثل كتيبة تدافع عن ألوانها وملتزمة ومنضبطة وما حدث في المنتخب غير مقبول بالمرة فالمفروض أن لا يختلط اللاعبون بالآخرين حتى لو كان الأقارب وما الى ذلك من لقاءات يمكن ان تتسبب في العدوى وما حدث لا يمكن أن يتنزل الا في خانة التسيب.. انظروا المنتخبات الأخرى التي لم تسجل العدد المهول من الإصابات الذي حل بالمنتخب الوطني ..فالـ"كان" دورة قارية يفترض أن يتجند لها الجميع وأن يعم الانضباط صلب المجموعة فلا لقاءات ولا عناق ولا قبل لان الفيروس منتشر والجميع مطالب باتخاذ كل الاحتياطات مثلما حدث في المنتخبات الأخرى ..
*من خلال ما حققه المنتخب المصري تبين أن حارس المرمى يمثل قوة المجموعة.. في المقابل ألا ترى أننا أصبحنا نعيش مشكلا اسمه حراسة المرمى ؟
فعلا لدينا مشكل اسمه حراسة المرمى لذلك مطلوب منا بعث مدارس تكوين في حراسة المرمى، مثلما يحدث في كل البلدان وقد قامت فرنسا بذلك وتجاوزت هذا المشكل، ومع ذلك علينا أن نعترف بأن البشير بن سعيد لم يقصر رغم انها أول مشاركة رسمية له لكن ينتظره الكثير من العمل.. في السابق لم يكن لدينا مشكل في حراسة المرمى عند الحديث عن عتوقة وطبقة والنايلي وبورشادة والواعر والزيتوني وبومنيجل.. وحتى مع البلبولي لم نكن نشعر بالإشكال لكن اليوم تغيرت المعطيات وعليه من الضروري تكوين حراس المرمى وكذلك تكوين مدربي الحراس ..
*الاتجاه السائد ان المنتخب اكتشف بعض اللاعبين خلال الـ"كان" وقبله في البطولة العربية على غرار الثنائي العيفة والطالبي ودراغر والجزيري ..فهل هذا الهدف من مشاركتنا؟
شخصيا لا أرى أن هناك اكتشافات وهذا ليس دور المنتخب لأن الناخب الوطني يستدعي اللاعبين الجاهزين أو الأكثر جاهزية من غيرهم.. والخزان الخاص بالمنتخب كبير أي أن هامش الاختيار كبير أيضا فضلا عن اننا في تونس نتميز بالمجموعة لا بالفرديات اذ باستثناء يوسف المساكني الذي يمكنه تقديم إضافة نوعية من حين الى آخر لا نملك، مثل منتخبات أخرى ،أسماء معروفة أو بمثابة استثناءات الواحد منها يمكنه ان يقدم الإضافة ويقلب المعطيات بمفرده ..
من جهة ثانية كل اللاعبين الذين شاركوا متميزون مع أنديتهم وجاهزون كما أن الطالبي ليس اكتشافا في الـ"كان" لأنني كنت منحته فرصة اللعب مع الترجي، خلال مرحلة البلاي اوف وقتها، وهو في سن السابعة عشرة ..
*هل يخدم نظام البطولة بمجموعتين المستوى والأندية فهذه ليست المرة الأولى التي يقع فيها اعتماده؟
نظام البطولة الحالي لا يخدم الأندية وخاصة منها التي لها مشاركات قارية فاللاعب في هذه الأندية يلعب 55 مقابلة رسمية في الموسم محليا وقاريا حتى يتحسن المستوى ككل وأما في بقية الأندية فاللاعب يحتاج للعب 45 مباراة على الأقل، بين بطولة وكاس، في الموسم لذلك كنت، وما أزال، من دعاة بطولة بـ12 فريقا فقط تجرى في مرحلة أولى مباريات بين جميع الفرق ثم يتم تقسيمها الى مجموعتين تضم كل منهما 6 فرق تلعب البلاي اوف و6 أخرى البلاي آوت وبذلك نتمكن من إجراء أكثر من 40 مباراة في الموسم مما يهني تحسن المستوى ..
في بلادنا لا يمكن تنظيم بطولة بـ14 فريقا ولا أيضا بـ16 فريقا لان الاحتراف يتطلب أموالا كبيرة والوضع صعب وعند اعتماد بطولة بـ12 فريقا يتحسن المستوى وتكبر مداخيل البث التلفزي المتأتي من القناة الوطنية ،لأنها تبقى صاحبة الأولوية، بالإضافة الى انه يمكن بيع المباريات لقنوات أخرى بما يضمن المزيد من المداخيل والإشهار وغير ذلك اذا تخيلوا أربعة دربيات في الموسم وأربعة لقاءات كلاسيكو لكل ولحد من الفرق الكبرى وما يمكن ان تدره هذه القمم واللقاءات الكبرى من أموال تنفع الأندية والكرة عموما ..
*يبدو انه لا يمكن الحديث عن احتراف فالبطولة مؤجلة بسبب ديون الأندية للضمان الاجتماعي والجباية وهي التي تعيش من منح الوزارة وغيرها ..؟
الاحتراف موجود ويتجلى ذلك في الوضعية الشغلية للاعبين لكن فعلا الأموال غائبة والأندية لا تحصل على شيء سواء من حقوق البث التلفزي او البروموسبور وعليه أريد ان اسأل أموال البروموسبور متأتية من الرياضة لكنها لا تنتفع بها فحتى على مستوى البنية التحتية ينقصنا الكثير فخلال هذا الأسبوع سيحتضن ملعب رادس على امتداد ثلاثة أيام متتالية لقاءات 3 أندية في رابطة الأبطال وكأس "الكاف" لعدم وجود ملاعب أخرى مؤهلة ..
عندما لا نجد ملاعب مؤهلة لاحتضان المباريات يتأكد، وللأسف الشديد، انه لا يهتم بالرياضة وإذا لا تستثمر الدولة في القطاع الرياضي والثقافة كيف لها أن تستقطب الشباب وتمنحه فرصة إبراز طاقاته مواهبه حتى تصرفه عن مجالات أخرى ..الاستثمار في القطاعين المذكورين ضروري لأنه تحصين للشباب ..
من جهة أخرى أتساءل أين مليارات البروموسبور؟ فطالما لا تنتفع بها الأندية والرياضة لماذا لا نستغلها في تهيئة الملاعب اذ من المفترض ان تذهب أموال الرياضة لفائدة القطاع.. لماذا لا يقع إصلاح ملعبي المنزه وزويتن ..
*من خلال ما يحدث وما نعيشه خلال هذه الفترة ..كيف ترى مستقبل كرة القدم في تونس؟
رغم المشاكل والصعوبات نحن متواجدون دوما في التظاهرات الكبرى فقد بلغ المنتخب نهائي كأس العرب وترشح لنهائيات كأس إفريقيا للأمم ونتمنى الترشح لنهائيات كأس العالم 2022 ..
الرياضة التونسية ككل تسجل حضورها قاريا ودوليا وإقليميا، رغم المصاعب وشتى النقائص، إذ لدينا إضافة إلى كرة القدم رياضات جماعية متألقة وهي كرة السلة والطائرة واليد.. وفرديا لدينا الحفناوي ومروى العامري وانس جابر ذات الصيت العالمي.. فضلا عن تألق أصحاب الحاجيات الخصوصية.. اذن راية تونس مرفوعة في جميع المحافل الدولية رغم كل شيء ..ولهذا علينا الاهتمام بالرياضة فمن غير المعقول ان تبقى الأندية دون دعم.. كما أنه علينا الاهتمام بالرياضة وكذلك الاهتمام بالرياضيين وتأمين عيشهم لان عدة نجوم سابقين يعيشون اليوم أوضاعا صعبة رغم ما قدموه ..
حوار: عبدالوهاب الحاج علي