•سر عدم وجود مجموعات حديدية في نهائيات "كان 2021" بالكامرون
•على المنتخب الوطني الاستعداد جيدا للقاءات الفاصلة في تصفيات مونديال 2022..
أن ينتمي أنيس البوسعايدي للإطار الفني للترجي الرياضي، ليس مفاجأة.. بل هو الاختيار الأسلم، فنيا ومن حيث التوقيت، فالترجي جدد الإدارة الفنية وخاصة على مستوى فريق أكابر كرة القدم، وعول على ابنه راضي الجعايدي الذي جاء بفكر جديد وعقلية مختلفة، وطرق عمل مغايرة للسائد في بطولتنا، وبالتالي من الطبيعي أن يكون أنيس البوسعايدي ضمن استراتيجية العمل التي ينوي الجعايدي تجسيمها، لأن المدرب المساعد دولي سابق ولعب إلى جانب الجعايدي، واحترف في أوروبا لعدة سنوات متتالية، وتعلم الكثير من هذه التجربة، بالإضافة إلى أنه في رصيده تجربة محترمة كمدرب سواء مع الأندية أو مع المنتخبات..
أنيس البوسعايدي قبل العمل الى جانب راضي الجعايدي لأنه مدرب طموح، ولأنه أيضا ذو أخلاق عالية وقادر على التواصل مع مختلف الأطراف بما يساعده على إيصال أفكاره..
البوسعايدي خص "الصباح" بحديث أشار فيه إلى ما حدث خلال الاتصالات بينه وبين الترجي.. وتحدث أيضا عن مواضيع أخرى في الحوار التالي:
حاوره: عبد الوهاب الحاج علي
•انتظر العديد.. أن تتواصل التجربة في ليبيا لكن المفاجأة كانت أكبر، بالتحاقك بالترجي، فهل يعني هذا أن كل شيء تم بسرعة؟
ـ في الحقيقة رفضت البقاء أو المواصلة في ليبيا لأنني كنت أنتظر عرضا في تونس، ورغم أنني تلقيت بعض العروض بما في ذلك نادي السويحلي الليبي الذي كنت أدربه إلا أنني عندما اتصل بي الترجي لم أفكر طويلا وكل شيء تم بسرعة وصراحة اعتبرها تجربة مهمة في مسيرتي فالترجي ناد منظم على جميع المستويات واعتقد ان النتائج التي حققها والدرجة التي بلغها لم تأت من لاشيء بل هناك تنظيم محكم وعمل وما أتمناه هو التوفيق لنا جميعا.
• يبدو أن ما تمناه الجعايدي قد تحقق، فهو يبحث عن مدرب مساعد يجمع بين رفعة الأخلاق، والخبرة في الاحتراف كلاعب.. وكمدرب.. وهذه الخصال اجتمعت فيك؟
ـ الحمد لله أن علاقة اللاعبين السابقين والحاليين ممتازة وهناك تواصل .. لعبنا مع بعضنا وضد بعضنا سابقا، ونعرف عديد التفاصيل عن بعضنا البعض ، ولهذا كان التحاقي بالترجي في ظرف 24 ساعة من الاتصالات والمحادثات ما عدا ذلك لدي أيضا رصيد فني مهم يساعدني على العمل والمساعدة سواء من حيث تجربة الاحتراف كلاعب أو مسيرتي في المنتخب أو دبلوماتي في التدريب وخبرتي في المجال سواء مع الملعب التونسي أو التجربة الناجحة مع السويحلي الليبي وكذلك في المنتخب الأولمبي والمنتخب الأول.. وبالتالي الحمد الله أننا نقدر الكفاءات، ونتمنى أن يتحقق النجاح لنا جميعا..
• رغم الخبرة وعدة خصال تميزك عن كثيرين، لا اعتقد أنك كنت تنتظر التدريب في الترجي أو أي ناد كبير حاليا؟
ـ أنا مدرب طموح.. وأحب مهنتي وفي عالم كرة القدم ليس هناك ما ننتظره أو نؤجله بل كل شيء بالمكتوب (كما يقال) ولا أحد يدري أين سترسو بنا السفينة.. نحن نقوم بواجبنا فقط ونحاول أن نكون أوفياء لمبادئنا لا غير..
• الجعايدي له طريقة تواصل معروفة، لكن ألا ترى أنه سيكون أكثر قدرة على التجاوب مع المجموعة ومحيطه بوجودك باعتبارك تجيد التواصل مع جميع الأطراف؟
ـ إجادة التواصل وسياسة الاتصال أمر مهم في كرة القدم ولكن أيضا الكفاءة لها قيمتها، ففي الكرة العصرية مطلوب مساعدة اللاعب على ان يكسب الثقة في نفسه وفي إمكانياته بما يجعله قادرا على العطاء والاستقرار في الأداء الجيد وتقديم الإضافة... ما عدا ذلك أرى أن الإطار الفني للترجي متكامل وقادر على التواصل في ما بينه ومع اللاعبين بالطريقة المثلى..
• إلى متى سنبقى نتحدث عن بطولة ضعيفة "مستوى وأداء".. وهل سبب هذا الوضع كورونا؟
ـ الملاحظ أن كل البطولات في مختلف أصقاع العالم تعيش صعوبات فنية ومالية نتيجة انتشار فيروس كورونا منذ السنة الماضية.. وأما بخصوص الذين ينتقدون مستوى البطولة أعلمهم أن هناك عدة إيجابيات فلا ننسى أننا لعبنا بطولة الموسم الماضي مرتين في الأسبوع أي كل أربعاء وأحد وكان النسق مرتفعا للغاية والضغوط كبيرة..
من جهة أخرى يبدو أننا نطلب الكمال أحيانا لذلك تظهر بطولتنا ضعيفة في أعيننا إلا أن هذا الانطباع غير موجود في الخارج إذ تعتبر الرابطة المحترفة الأولى من أبرز وأقوى الدوريات العربية.. وهذا لمسته في ليبيا وفي الخليج وغيره وهناك تركيز على نقل لقاءات القمة في عدة قنوات أجنبية ففي ليبيا مثلا هناك اثناء واعجاب بلاعبينا وبطولتنا وملاعبنا، لكل ذلك أحببنا أم كرهنا نحن ننتمي للقارة الإفريقية (وليس لأوروبا) وما هو متوفر جيد.. انظروا كيف يلعب الترجي كل عام الأدوار الأولى في رابطة الأبطال ويبلغ مراحل متقدمة وكيف أحرزا اللقب الإفريقي مرتين متتاليتين.. ولهذا يلزمنا أن نكون ايجابيين في تقييمنا لكرة القدم التونسية.
• في الملعب التونسي أقالوك بسبب ضغط الفايس بوك، لكن ألا ترى أنه برحيلك تدحرجت "البقلاوة" إلى الرابطة الثانية؟
ـ الوضع صعب في "البقلاوة" ، وأعتقد أنه مع نهاية الموسم لم يعرف الملعب التونسي كيف يخرج من عنق الزجاجة.. هناك أخطاء حصلت لكن كرة القدم اليوم لا تعترف الا بالعمل ولا تنصف الا المجتهد.
من جهة أخرى أرفض أي تجريح في جمعيتي الأم ..ورغم انه عند إقالتي قد تركت الملعب التونسي في المراتب لا تعني إقالتي بسبب تعاليق فايسبوكية أني سأنسى جميل "البقلاوة" لكنني أرى أن المسؤول في أي ناد عليه اتخاذ القرار دون الخضوع للضغط.. وهذا المهم..
• ... كيف تقرأ قرعة نهائيات كأس إفريقيا للأمم بالكامرون التي يشارك فيها المنتخب الوطني لكرة القدم؟
ـ القرعة أصبحت موجهة.. ونعتمد نظام المستويات وبالتالي لم يعد هناك حديث عن مجموعة حديدية وأخرى سهلة ففي كل مجموعة يوجد منتخبان مرشحان بارزان للمرور إلى الدور الثاني... وفي المجموعة السادسة سيعبر المنتخب الوطني للدور الثاني صحبة المنتخب المالي، إذ انه رغم محاولة غامبيا الظهور لن تفتك التأشيرة من مالي ولا أيضا موريتانيا ستقدر على ذلك ..
من جهة أخرى اعتقد أن سيناريو "كان 2019" بمصر سيتكرر.. ففي البدايات لا توجد مفاجآت، وكل المنتخبات لها نفس الحظوظ، بفضل القرعة الموجهة..
• يتعرض المنتخب لانتقادات بسبب المباريات الودية الأخيرة، فكيف تتوقع مشاركته في الكامرون.. وقبلها تصفيات كأس العالم 2022؟
ـ المباريات الودية وجدت لمعرفة الأخطاء وحصر النقائص.. علما وأن المنتخب الوطني قد أجرى ثلاثة لقاءات ودية في توقيت غير مناسب، فجل اللاعبين في فترة عطلة.. غاب التحفيز بسبب نهاية الموسم بالنسبة إلى جل البطولات، وانطلاق فترة العطل ولكن في كل الأحوال استفاد المنتخب وعرف نقائصه وفهم الإطار الفني انه عليه الإصلاح على مستوى الهجوم وإيجاد الحلول اللازمة لهذا الخط ..واعتقد انه بالتحاق جلال القادري بالإطار الفني للمنتخب سيتحسن الوضع وسكون المنتخب أفضل..
لا وجود لصعوبات في "الكان" خاصة في الأدوار الأولى، ولكن أيضا لن يجد المنتخب الوطني صعوبات في تصفيات كأس العالم فوضع المنتخب الوطني مريح والعبور ممكن وأعتقد أن الصعوبات الوحيدة في تصفيات كأس العالم هي اللقاءات الفاصلة.. التي يجب أن نستعد لها جيدا..
• يبدو أن العقلية ومعدل الأعمار قد تغيرا في المنتخب بقدوم حنبعل المجبري والرقيق.. وعدة شبان هل أنت مع هذا الطرح؟
ـ عندما يدمج المنتخب لاعبين في سن 18 ربيعا لا يعني أنه سيقع التعويل عليهم مباشرة كأساسيين بل يقع إعدادهم للمستقبل.. فوهبي الخزري مثلا لم يكن يشارك باستمرار عندما دعي لأول مرة للمنتخب وبعد ذلك أصبح مهاجم المنتخب لمدة 10 سنوات متتالية ..
المنتخب سيجني ثمار التشبيب في المستقبل على غرار ما حدث مع المنتخب الجزائري.. وسنرى لاعبينا الشبان مستقبلا في أفضل المراتب وفي عنفوانهم مع المنتخب.