إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

فوزي البنزرتي لـ"الصباح": الإفريقي ضحية السياسة.. و هذا رأيي في الجعايدي والنجم "..!

•حققت انجازا مع الوداد رغم قوة الرجاء وكان بمقدورنا تحقيق الأفضل 

•أنا من فتح أبواب البطولة المغربية أمام المدربين التونسيين..

 

لا بد أن لشيخ المدربين، فوزي البنزرتي، نظرته الخاصة لكرة القدم، وكذلك حتى للحياة السياسية.. فالبنزرتي حصل طوال مسيرته على 22 لقبا مع أكبر الأندية العربية خاصة، خبر الميادين جيدا وعايش عديد المواقف، وهو أيضا المدرب العربي الوحيد الذي لعب نهائي كأس العالم للأندية مع الرجاء البيضاوي ..

قبل أن يصبح شيخ المدربين، كان يدعى "ملك البريسنغ"...

وله صولات وجولات في عديد الملاعب.. ومسيرة ثرية لمدرب صنع مجد عدة أندية، وذاع صيته واشتهر بجديته وانضباطه، وكذلك بروحه الانتصارية.. حيث أصبح يمثل مدرسة كروية عريقة، يمكن لمن تعامل معه وعمل إلى جانبه وتدرب عنده أن ينهل منها، بل هناك عدة مدربين ناجحين يعترفون أنهم أخذوا عدة أفكار عن فوزي البنزرتي..

فوزي البنزرتي مدرب عجيب بمسيرته الناجحة وكذلك بمواقفه داخل المستطيل الأخضر وخارجه، وهو كذلك سياسي خطيب.. ترشح للانتخابات التشريعية بعد الثورة.. وظل قريبا من عديد السياسيين، وقد امتزجت مسيرته الرياضية في السنوات الأخيرة بمواقفه السياسية وقد يكون دفع ثمن ذلك في بعض الأحيان مثلما صرح في عدة مناسبات.. فوزي البنزرتي الذي أنهى الموسم بعد الحصول على البطولة مع الوداد البيضاوي تحدث عن عديد المسائل في حديث خص به "الصباح".. تحدث عن كرة القدم لكنه أدلى بدلوه في عدة أمور سياسية واجتماعية في الحوار التالي:

 

حاوره: عبد الوهاب الحاج علي

 

*أصبح الوداد يبحث عن بديل لفوزي البنزرتي، فهل تكون أحداث نصف نهائي الكأس وراء القطيعة؟

ـ انتهى عقدي مع الوداد.. ولا علم لي بما يقال ويكتب لكن المؤكد أن فريقي سجل هدفا شرعيا في نصف نهائي كأس العرش ضد المغرب التطواني والحكم لم يحتسبه استنادا لـ"الفار" وهو قرار غير مفهوم، فالمراقبون في غرفة فقط ولا يوجد على حافة الميدان كاميراهات كافية لتغطية اللقطة، وبالتالي هناك تدخلات بشرية في العملية، وكل عمل فيه تدخل بشري لا بد أن تحدث الأخطاء التقديرية وغيرها، فما بالنا بفار منقوص وغير قانوني.. انهزمنا بضربات الجزاء لكن هدفنا شرعي وكان بمقدورنا بلوغ النهائي..

كان بمقدورنا الحصول على البطولة وكأس العرش لو وجدت من يقف الى جانب النادي في نصف النهائي.. ولو لم تخنا عدة معطيات في رابطة الأبطال كان أيضا بمقدورنا على الأقل بلوغ النهائي ولم لا التتويج، لذلك اعتبر ما تحقق بالإمكانيات المتوفرة والظروف التي عشناها، حيث لم نكن كفريق محميين، انجاز كبير في ظل وجود أندية قوية على غرار الرجاء ..

*فوزي البنزرتي بطل مع الوداد.. ولسعد جردة صاحب المرتبة الثانية مع الرجاء.. ومدربون آخرون ناجحون مثل سامي الطرابلسي.. ألستم سفراء فوق العادة لتونس؟

ـ ما أنجزناه مع الوداد البيضاوي مهم.. ليس من السهل الحصول على لقب البطولة خاصة أن الرجاء قوي جدا.. الحمد لله توج الوداد معي بالبطولة.. ثم عدت إليه وتوج معي من جديد وهو موجود في رابطة الأبطال وهذا نجاح مهم.. فزت على الرجاء فأقالوا مدربهم وتعاقدوا مع لسعد جردة الذي وجد فريقا قويا.. كما أن فتحي جبال قام بعمل مهم مع فريقه المغرب الفاسي..

المهم أنني تمكنت من فتح الأبواب أمام عديد المدربين، فعلى مستوى المغرب كنت أول من عمل في البطولة المغربية حيث دربت الرجاء وحققت معه عدة انجازات هامة منها نهائي كأس العالم للأندية الذي لعبناه ضد بايرن مونيخ وهذه النجاحات جعلت الإطار الفني التونسي مظلوما.. ففي كأس العالم للأندية مع الرجاء قد فزت على المكسيكيين والبرازيليين، وكان الرجاء استثنائيا وصراحة منذ تلك الفترة ارتفعت كثيرا أسهم المدرب التونسي في المغرب خاصة.

*ما رأيك في تدريب راضي الجعايدي للترجي.. ألا تعوزه الخبرة أم أنه قادر على قلب المعطيات..؟

ـ راضي تدرب عندي.. أعرفه جيدا منذ صغره.. هو مولع جدا بكرة القدم يريد أن يتعلم وكان يركز على مسائل التدريب وكيفية الإعداد..

كل المدربين الجدد، أو الشبان والذين في بداياتهم أبناؤنا.. شخصيا دربت جلهم ولهم طموحاتهم لذلك أتمنى لهم النجاح بما في ذلك راضي الجعايدي في الترجي.

* ها أن النهضة قد ابتعدت عن دائرة القرار.. ألا تفكر في تدريب الترجي خاصة أن النهضة كانت ضد عودتك لحديقة حسان بلخوجة مثلما صرحت سابقا؟

ـ عندما أتكلم عن النهضة فأنا أدافع عن تونس ولا يهمني أي طرف سياسي، لكن الثابت أننا تضررنا مع النهضاويين فقد تعبنا معهم كثيرا.. دخل الإرهاب بلادنا وفعل ما فعل حتى كاد يصبح أمرا عاديا.. ولهذا تعتبر قرارات قيس سعيد تاريخية.

*ما لا يعرفه عنك العديد أنك كنت مسيسا حتى قبل الثورة.. وبعدها ترشحت للانتخابات التشريعية؟

ـ مغرم بالسياسة من قبل، وأحب خدمة تونس حتى سياسيا، لذلك حتى قبل الثورة كنت أتكلم بتلقائية وألقي بملاحظاتي كلما سنحت الفرصة، كما أنني كلما تقابلت مع المرحوم الرئيس بن علي كان يسألني إن كنت أحتاج لشيء ما لكنني لم أطلب شيئا لنفسي وكنت اسأل دوما عن مصلحة تونس.

كما أنني لم أكن اتفق مع بن علي سياسيا وأعتبر أنه أضر بتونس لأنه جاء من أجل إرساء الديمقراطية ولم يقم بذلك فعليا، دون الحديث عما فعلته عائلته، لكن كل هذا لا ينفي حبه لتونس، فلا يمكن لأحد أن ينكر عليه ذلك.. هي كلمة حق.. وجب قولها.

*ما دام الحديث سياسي بامتياز.. المعروف عنك أنك متأثر بالمرحوم الباجي قائد السبسي فهل مازلت تسير على نهجه؟

ـ كنت قريبا منه.. قابلته عديد المرات وحاول أن يخدم البلاد عندما انتخب رئيسا وكانت البرامج هادفة لكن للأسف غدروا به.. فجماعة النداء فرقوا التونسيين وحدث ما حدث، إذ بدل أن يقوموا بتغيير القانون الانتخابي عندما صعد النداء للحكم، كان هناك صراع داخلي وحدثت انشقاقات وكان أول من تسبب في فرقعة نداء تونس محسن مرزوق.. وزاد في تعميق شقوق وجراح النداء يوسف الشاهد الذي غدر أيضا بالباجي قائد السبسي، ففي الوقت الذي كان الباجي يسعى للتغيير تحالف يوسف الشاهد مع النهضة ضده... فكان الحل في المضي في ما يسمى بالتوافق المغشوش.. 

*حتى وضعية النادي الإفريقي كنت تحللها من وجهة نظر سياسية، واعتبرت ما يمر به بسبب خطايا "الفيفا" قضية" دولة"؟

ـ فعلا ما يعيشه الإفريقي، قضية دولة أو قضية بلد فهو مؤسسة وراءها جمهور عريض، وكل مؤسسة تمر بظرف صعب على الدولة التدخل لحل المشكل.. لا يمكن للجمهور وحده إيجاد حلول للخطايا.. وما قام به يعتبر انجازا لكن علينا أن نعترف بأن الإفريقي ضحية سياسة سليم الرياحي الذي كان يريد الوصول لرئاسة الجمهورية عبر الإفريقي، فكان وراء ارتفاع الصفقات والرواتب وسببا في التضخم ثم تركها ورحل..

*ألا ترى أن مساعدك السابق، منتصر الوحيشي قد ساهم في إنقاذ الإفريقي على مستوى النتائج..؟

ـ أولا منتصر زميلي، وأتمنى له دوما مسيرة ناجحة، وأما الإفريقي فقد أضروا به من البداية عندما أبعدوا ستة لاعبين من الكوادر، وهنا أتساءل هل فعل ذلك المسؤولون لوحدهم دون موافقة أطراف أخرى زمن اليونسي..؟ لا أظن ذلك فالمؤكد أن الإطار الفني آنذاك موافق.. وعليه ليتحميل كل طرف مسؤوليته..

*والنجم الساحلي كيف تراه.. وهل سيتغير وجه البطولة الموسم المقبل؟

ـ جل الأندية تمر بصعوبات، وفي النجم هناك عدة مشاكل وصراحة باستثناء الترجي الذي بقي مستقرا تبقى أجواء النجم غير واضحة إذ صحيح أن رضا شرف الدين اجتهد واشتغل ولكن الأجواء بقيت متوترة وهناك خصومات وبالتالي يجب لم الشمل حتى تنتهي هذه الوضعية. في الترجي مثلا يوجد رئيس له مدة يدير شؤون النادي ويعرفه جيدا حتى جعل منه ناديا مستقرا ووفر الأموال. ولذلك يبقى رقم واحد في البطولة، وينافس قاريا وعلى عدة واجهات وفي النجم أيضا لا بد من لم الشمل وفي نفس الوقت الوقوف على اختيارات المدرب والانتدابات لأن جمهور النجم لا يصبر ويريد الانتصارات والتتويجات.. في المقابل نجد شرف الدين يوفر المال ويعمل ولكنه أيضا منشغل بالسياسة.

*اختلطت الرياضة بالسياسة، فما هو المطلوب من قيس سعيد حتى لا نعود إلى الوراء؟

ـ الإجراءات التي اتخذها الرئيس قيس سعيد في محلها والنهج الذي يسير فيه هو الصحيح ولكن على الرئيس أن يثمن العمل ويعيد إليه قيمته ويسعى من خلال ما هو متوفر إلى إيجاد استثمارات تخلق مواطن شغل، لذلك عليه أن يضع الأشخاص المناسبين في الأماكن المناسبة.. لا بد له من فريق عمل جدي ومنضبط وله الدراية لخلق مشاريع كبرى، إذ لا يمكن لتونس أن تنجح إلا بعد خلق مواطن رزق للتونسيين فبالصناعة مثلا تنقذ البلاد والتشغيل يمنح قيمة مضافة لحياة التونسيين ويعيد إليهم الثقة. 

فوزي البنزرتي لـ"الصباح": الإفريقي ضحية السياسة.. و هذا رأيي في الجعايدي والنجم "..!

•حققت انجازا مع الوداد رغم قوة الرجاء وكان بمقدورنا تحقيق الأفضل 

•أنا من فتح أبواب البطولة المغربية أمام المدربين التونسيين..

 

لا بد أن لشيخ المدربين، فوزي البنزرتي، نظرته الخاصة لكرة القدم، وكذلك حتى للحياة السياسية.. فالبنزرتي حصل طوال مسيرته على 22 لقبا مع أكبر الأندية العربية خاصة، خبر الميادين جيدا وعايش عديد المواقف، وهو أيضا المدرب العربي الوحيد الذي لعب نهائي كأس العالم للأندية مع الرجاء البيضاوي ..

قبل أن يصبح شيخ المدربين، كان يدعى "ملك البريسنغ"...

وله صولات وجولات في عديد الملاعب.. ومسيرة ثرية لمدرب صنع مجد عدة أندية، وذاع صيته واشتهر بجديته وانضباطه، وكذلك بروحه الانتصارية.. حيث أصبح يمثل مدرسة كروية عريقة، يمكن لمن تعامل معه وعمل إلى جانبه وتدرب عنده أن ينهل منها، بل هناك عدة مدربين ناجحين يعترفون أنهم أخذوا عدة أفكار عن فوزي البنزرتي..

فوزي البنزرتي مدرب عجيب بمسيرته الناجحة وكذلك بمواقفه داخل المستطيل الأخضر وخارجه، وهو كذلك سياسي خطيب.. ترشح للانتخابات التشريعية بعد الثورة.. وظل قريبا من عديد السياسيين، وقد امتزجت مسيرته الرياضية في السنوات الأخيرة بمواقفه السياسية وقد يكون دفع ثمن ذلك في بعض الأحيان مثلما صرح في عدة مناسبات.. فوزي البنزرتي الذي أنهى الموسم بعد الحصول على البطولة مع الوداد البيضاوي تحدث عن عديد المسائل في حديث خص به "الصباح".. تحدث عن كرة القدم لكنه أدلى بدلوه في عدة أمور سياسية واجتماعية في الحوار التالي:

 

حاوره: عبد الوهاب الحاج علي

 

*أصبح الوداد يبحث عن بديل لفوزي البنزرتي، فهل تكون أحداث نصف نهائي الكأس وراء القطيعة؟

ـ انتهى عقدي مع الوداد.. ولا علم لي بما يقال ويكتب لكن المؤكد أن فريقي سجل هدفا شرعيا في نصف نهائي كأس العرش ضد المغرب التطواني والحكم لم يحتسبه استنادا لـ"الفار" وهو قرار غير مفهوم، فالمراقبون في غرفة فقط ولا يوجد على حافة الميدان كاميراهات كافية لتغطية اللقطة، وبالتالي هناك تدخلات بشرية في العملية، وكل عمل فيه تدخل بشري لا بد أن تحدث الأخطاء التقديرية وغيرها، فما بالنا بفار منقوص وغير قانوني.. انهزمنا بضربات الجزاء لكن هدفنا شرعي وكان بمقدورنا بلوغ النهائي..

كان بمقدورنا الحصول على البطولة وكأس العرش لو وجدت من يقف الى جانب النادي في نصف النهائي.. ولو لم تخنا عدة معطيات في رابطة الأبطال كان أيضا بمقدورنا على الأقل بلوغ النهائي ولم لا التتويج، لذلك اعتبر ما تحقق بالإمكانيات المتوفرة والظروف التي عشناها، حيث لم نكن كفريق محميين، انجاز كبير في ظل وجود أندية قوية على غرار الرجاء ..

*فوزي البنزرتي بطل مع الوداد.. ولسعد جردة صاحب المرتبة الثانية مع الرجاء.. ومدربون آخرون ناجحون مثل سامي الطرابلسي.. ألستم سفراء فوق العادة لتونس؟

ـ ما أنجزناه مع الوداد البيضاوي مهم.. ليس من السهل الحصول على لقب البطولة خاصة أن الرجاء قوي جدا.. الحمد لله توج الوداد معي بالبطولة.. ثم عدت إليه وتوج معي من جديد وهو موجود في رابطة الأبطال وهذا نجاح مهم.. فزت على الرجاء فأقالوا مدربهم وتعاقدوا مع لسعد جردة الذي وجد فريقا قويا.. كما أن فتحي جبال قام بعمل مهم مع فريقه المغرب الفاسي..

المهم أنني تمكنت من فتح الأبواب أمام عديد المدربين، فعلى مستوى المغرب كنت أول من عمل في البطولة المغربية حيث دربت الرجاء وحققت معه عدة انجازات هامة منها نهائي كأس العالم للأندية الذي لعبناه ضد بايرن مونيخ وهذه النجاحات جعلت الإطار الفني التونسي مظلوما.. ففي كأس العالم للأندية مع الرجاء قد فزت على المكسيكيين والبرازيليين، وكان الرجاء استثنائيا وصراحة منذ تلك الفترة ارتفعت كثيرا أسهم المدرب التونسي في المغرب خاصة.

*ما رأيك في تدريب راضي الجعايدي للترجي.. ألا تعوزه الخبرة أم أنه قادر على قلب المعطيات..؟

ـ راضي تدرب عندي.. أعرفه جيدا منذ صغره.. هو مولع جدا بكرة القدم يريد أن يتعلم وكان يركز على مسائل التدريب وكيفية الإعداد..

كل المدربين الجدد، أو الشبان والذين في بداياتهم أبناؤنا.. شخصيا دربت جلهم ولهم طموحاتهم لذلك أتمنى لهم النجاح بما في ذلك راضي الجعايدي في الترجي.

* ها أن النهضة قد ابتعدت عن دائرة القرار.. ألا تفكر في تدريب الترجي خاصة أن النهضة كانت ضد عودتك لحديقة حسان بلخوجة مثلما صرحت سابقا؟

ـ عندما أتكلم عن النهضة فأنا أدافع عن تونس ولا يهمني أي طرف سياسي، لكن الثابت أننا تضررنا مع النهضاويين فقد تعبنا معهم كثيرا.. دخل الإرهاب بلادنا وفعل ما فعل حتى كاد يصبح أمرا عاديا.. ولهذا تعتبر قرارات قيس سعيد تاريخية.

*ما لا يعرفه عنك العديد أنك كنت مسيسا حتى قبل الثورة.. وبعدها ترشحت للانتخابات التشريعية؟

ـ مغرم بالسياسة من قبل، وأحب خدمة تونس حتى سياسيا، لذلك حتى قبل الثورة كنت أتكلم بتلقائية وألقي بملاحظاتي كلما سنحت الفرصة، كما أنني كلما تقابلت مع المرحوم الرئيس بن علي كان يسألني إن كنت أحتاج لشيء ما لكنني لم أطلب شيئا لنفسي وكنت اسأل دوما عن مصلحة تونس.

كما أنني لم أكن اتفق مع بن علي سياسيا وأعتبر أنه أضر بتونس لأنه جاء من أجل إرساء الديمقراطية ولم يقم بذلك فعليا، دون الحديث عما فعلته عائلته، لكن كل هذا لا ينفي حبه لتونس، فلا يمكن لأحد أن ينكر عليه ذلك.. هي كلمة حق.. وجب قولها.

*ما دام الحديث سياسي بامتياز.. المعروف عنك أنك متأثر بالمرحوم الباجي قائد السبسي فهل مازلت تسير على نهجه؟

ـ كنت قريبا منه.. قابلته عديد المرات وحاول أن يخدم البلاد عندما انتخب رئيسا وكانت البرامج هادفة لكن للأسف غدروا به.. فجماعة النداء فرقوا التونسيين وحدث ما حدث، إذ بدل أن يقوموا بتغيير القانون الانتخابي عندما صعد النداء للحكم، كان هناك صراع داخلي وحدثت انشقاقات وكان أول من تسبب في فرقعة نداء تونس محسن مرزوق.. وزاد في تعميق شقوق وجراح النداء يوسف الشاهد الذي غدر أيضا بالباجي قائد السبسي، ففي الوقت الذي كان الباجي يسعى للتغيير تحالف يوسف الشاهد مع النهضة ضده... فكان الحل في المضي في ما يسمى بالتوافق المغشوش.. 

*حتى وضعية النادي الإفريقي كنت تحللها من وجهة نظر سياسية، واعتبرت ما يمر به بسبب خطايا "الفيفا" قضية" دولة"؟

ـ فعلا ما يعيشه الإفريقي، قضية دولة أو قضية بلد فهو مؤسسة وراءها جمهور عريض، وكل مؤسسة تمر بظرف صعب على الدولة التدخل لحل المشكل.. لا يمكن للجمهور وحده إيجاد حلول للخطايا.. وما قام به يعتبر انجازا لكن علينا أن نعترف بأن الإفريقي ضحية سياسة سليم الرياحي الذي كان يريد الوصول لرئاسة الجمهورية عبر الإفريقي، فكان وراء ارتفاع الصفقات والرواتب وسببا في التضخم ثم تركها ورحل..

*ألا ترى أن مساعدك السابق، منتصر الوحيشي قد ساهم في إنقاذ الإفريقي على مستوى النتائج..؟

ـ أولا منتصر زميلي، وأتمنى له دوما مسيرة ناجحة، وأما الإفريقي فقد أضروا به من البداية عندما أبعدوا ستة لاعبين من الكوادر، وهنا أتساءل هل فعل ذلك المسؤولون لوحدهم دون موافقة أطراف أخرى زمن اليونسي..؟ لا أظن ذلك فالمؤكد أن الإطار الفني آنذاك موافق.. وعليه ليتحميل كل طرف مسؤوليته..

*والنجم الساحلي كيف تراه.. وهل سيتغير وجه البطولة الموسم المقبل؟

ـ جل الأندية تمر بصعوبات، وفي النجم هناك عدة مشاكل وصراحة باستثناء الترجي الذي بقي مستقرا تبقى أجواء النجم غير واضحة إذ صحيح أن رضا شرف الدين اجتهد واشتغل ولكن الأجواء بقيت متوترة وهناك خصومات وبالتالي يجب لم الشمل حتى تنتهي هذه الوضعية. في الترجي مثلا يوجد رئيس له مدة يدير شؤون النادي ويعرفه جيدا حتى جعل منه ناديا مستقرا ووفر الأموال. ولذلك يبقى رقم واحد في البطولة، وينافس قاريا وعلى عدة واجهات وفي النجم أيضا لا بد من لم الشمل وفي نفس الوقت الوقوف على اختيارات المدرب والانتدابات لأن جمهور النجم لا يصبر ويريد الانتصارات والتتويجات.. في المقابل نجد شرف الدين يوفر المال ويعمل ولكنه أيضا منشغل بالسياسة.

*اختلطت الرياضة بالسياسة، فما هو المطلوب من قيس سعيد حتى لا نعود إلى الوراء؟

ـ الإجراءات التي اتخذها الرئيس قيس سعيد في محلها والنهج الذي يسير فيه هو الصحيح ولكن على الرئيس أن يثمن العمل ويعيد إليه قيمته ويسعى من خلال ما هو متوفر إلى إيجاد استثمارات تخلق مواطن شغل، لذلك عليه أن يضع الأشخاص المناسبين في الأماكن المناسبة.. لا بد له من فريق عمل جدي ومنضبط وله الدراية لخلق مشاريع كبرى، إذ لا يمكن لتونس أن تنجح إلا بعد خلق مواطن رزق للتونسيين فبالصناعة مثلا تنقذ البلاد والتشغيل يمنح قيمة مضافة لحياة التونسيين ويعيد إليهم الثقة. 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews