إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

مختص في علم الاجتماع: أغلب الأعمال الدرامية تقوم على الإثارة والمغالاة في الإسفاف لا الجانب التوعوي والتربوي

 
*أشهر الجوائز تمنح للسينما الإيرانية "المحافظة" رغم تطرقها للمحظورات وعدم المس من قيم المجتمع
من المفارقات العجيبة، بل من النفاق الاجتماعي أن ينبهر المتفرج التونسي ويتعاطف مع شخصيات تجسد واقعا مريرا في الأعمال الفنية الدرامية.. والحال أنها تمثل فئات مجتمعية هشة في عناد متواصل مع قسوة الحياة وازدراء الآخرين.. فئات "منكسرة" تعيش بيننا كل يوم.. لا نستشعر اوجاعهم، لكننا نتعايش معها (الآلام) بكل تفاصيلها على الشاشة الصغيرة.. على غرار وضعية "البرباشة" في مسلسل "حرقة2" للسعد الوسلاتي والتي تفاعل معها الكثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي وأثارت تعاطفا كبيرا إزاء وضعية "المرابطين" بمصب برج شكير ..ذلك أن عبقرية المخرج ومدى حرفية الممثلين في تقمص الأدوار استنطقت عالما أخرس لتكشف مكامن المعاناة وجحود الآخر.. فكانت الرسالة الفنية إنسانية بالأساس، أن التفتوا لهؤلاء واولوا لهم الاهتمام والاحترام.. 
في المقابل، نجد أعمالا درامية أخرى يرى أصحابها-رغم تواتر إقحام عنصر الإدمان على المخدرات والتعنيف وإثارة مسائل حسم فيها القانون التونسي..- أنها نقل للواقع وتجسيد لكل ماهو سائد في حياتنا اليومية.. متجاهلين آثار تلك المشاهد والرسائل المبطنة على المتفرج من مختلف الفئات العمرية..
"الصباح نيوز" اتصلت بممدوح عز الدين المختص في علم الاجتماع لتسليط الضوء على مدى تأثير تلك الأعمال على المتقبل وخاصة الناشئة..فنوه إلى خطورة impact على المتفرج.. خاصة وان جل الأعمال الدرامية "تحيلنا إلى اسلوب إعلام جديد ذكره آلان دينو في كتابه "التفاهة" وهو يقوم على الإثارة والغرائز من انفعالات وتجييش الناس من خلال الجانب العاطفي لا الجانب العقلاني البيداغوجي التربوي.. فالإعلام دوره التنشئة الاجتماعية ونقل القيم إلى المجتمع ومن ثمة الإحساس بالقيم المشتركة.. ولا غرابة في أن تشهد عمليات انتحار الاطفال مثلا تصاعدا مريبا من خلال بعض الأعمال المستبطنة لكل انواع العنف..
كما أشار محدثنا في ذات السياق إلى أن أشهر الجوائز  تمنح للسينما الإيرانية "المحافظة"..فهي تتناول المواضيع المرتبطة بالجنس والتجاوزات الأخلاقية لكن بشكل لا يمس من قيم المجتمع ودون خدش للحياء بل فيها أبعاد تربوية بيداغوجية لان العمل الإبداعي في النهاية هو عمل يحمل رسائل فنية دون المغالاة في الإسفاف.. وللأسف أغلب أعمالنا الدرامية يغيب عنها البعد التثقيفي او التوعوي حتى وإن كان الامر يتعلق ب fiction فالمنتج في الحقيقة ليس غايته نقل الواقع بقدر ماهو سعي إلى الربح المادي من خلال الإشهار وكسب إيثار الجمهور.. فالمؤسسات هنا تعتمد منطق السوق في غياب البعد الفكري والتثقيفي.. فضلا عن افتقاد أغلب مسلسلاتنا الإبداع سواء على مستوى النص او على مستوى الإخراج..ثم إني مندهش لإثارة قضايا مثل الزواج العرفي وهي ظاهرة طرحت بعد الثورة وكانت متداولة نظرا "لانو ثمة نوع من التسيب" لكن سرعان ما تم الحسم فيها بل امرها محسوم منذ سنة56 في مجلة الأحوال الشخصية..كما أنه نادار ما يفكر التونسي في الزواج خارج الإطار القانوني.. وما إثارة الموضوع في عمل فني إلا تطبيع له..
كما استنكر المختص في علم الاجتماع شخصية الارهابي في "براءة" لسامي الفهري في صورة mannequin وهو امر -حسب رايه- "شي ما يطابقش بعضو وميساج مايبنيش.. يهدم"..وهنا الأمثلة عديدة على غرار تجسيد المساجين كأبطال او تثمين عمليات البراكاج وإيجاد مبررات للإجرام"...
وليد عبداللاوي
مختص في علم الاجتماع: أغلب الأعمال الدرامية تقوم على الإثارة والمغالاة في الإسفاف لا الجانب التوعوي والتربوي
 
*أشهر الجوائز تمنح للسينما الإيرانية "المحافظة" رغم تطرقها للمحظورات وعدم المس من قيم المجتمع
من المفارقات العجيبة، بل من النفاق الاجتماعي أن ينبهر المتفرج التونسي ويتعاطف مع شخصيات تجسد واقعا مريرا في الأعمال الفنية الدرامية.. والحال أنها تمثل فئات مجتمعية هشة في عناد متواصل مع قسوة الحياة وازدراء الآخرين.. فئات "منكسرة" تعيش بيننا كل يوم.. لا نستشعر اوجاعهم، لكننا نتعايش معها (الآلام) بكل تفاصيلها على الشاشة الصغيرة.. على غرار وضعية "البرباشة" في مسلسل "حرقة2" للسعد الوسلاتي والتي تفاعل معها الكثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي وأثارت تعاطفا كبيرا إزاء وضعية "المرابطين" بمصب برج شكير ..ذلك أن عبقرية المخرج ومدى حرفية الممثلين في تقمص الأدوار استنطقت عالما أخرس لتكشف مكامن المعاناة وجحود الآخر.. فكانت الرسالة الفنية إنسانية بالأساس، أن التفتوا لهؤلاء واولوا لهم الاهتمام والاحترام.. 
في المقابل، نجد أعمالا درامية أخرى يرى أصحابها-رغم تواتر إقحام عنصر الإدمان على المخدرات والتعنيف وإثارة مسائل حسم فيها القانون التونسي..- أنها نقل للواقع وتجسيد لكل ماهو سائد في حياتنا اليومية.. متجاهلين آثار تلك المشاهد والرسائل المبطنة على المتفرج من مختلف الفئات العمرية..
"الصباح نيوز" اتصلت بممدوح عز الدين المختص في علم الاجتماع لتسليط الضوء على مدى تأثير تلك الأعمال على المتقبل وخاصة الناشئة..فنوه إلى خطورة impact على المتفرج.. خاصة وان جل الأعمال الدرامية "تحيلنا إلى اسلوب إعلام جديد ذكره آلان دينو في كتابه "التفاهة" وهو يقوم على الإثارة والغرائز من انفعالات وتجييش الناس من خلال الجانب العاطفي لا الجانب العقلاني البيداغوجي التربوي.. فالإعلام دوره التنشئة الاجتماعية ونقل القيم إلى المجتمع ومن ثمة الإحساس بالقيم المشتركة.. ولا غرابة في أن تشهد عمليات انتحار الاطفال مثلا تصاعدا مريبا من خلال بعض الأعمال المستبطنة لكل انواع العنف..
كما أشار محدثنا في ذات السياق إلى أن أشهر الجوائز  تمنح للسينما الإيرانية "المحافظة"..فهي تتناول المواضيع المرتبطة بالجنس والتجاوزات الأخلاقية لكن بشكل لا يمس من قيم المجتمع ودون خدش للحياء بل فيها أبعاد تربوية بيداغوجية لان العمل الإبداعي في النهاية هو عمل يحمل رسائل فنية دون المغالاة في الإسفاف.. وللأسف أغلب أعمالنا الدرامية يغيب عنها البعد التثقيفي او التوعوي حتى وإن كان الامر يتعلق ب fiction فالمنتج في الحقيقة ليس غايته نقل الواقع بقدر ماهو سعي إلى الربح المادي من خلال الإشهار وكسب إيثار الجمهور.. فالمؤسسات هنا تعتمد منطق السوق في غياب البعد الفكري والتثقيفي.. فضلا عن افتقاد أغلب مسلسلاتنا الإبداع سواء على مستوى النص او على مستوى الإخراج..ثم إني مندهش لإثارة قضايا مثل الزواج العرفي وهي ظاهرة طرحت بعد الثورة وكانت متداولة نظرا "لانو ثمة نوع من التسيب" لكن سرعان ما تم الحسم فيها بل امرها محسوم منذ سنة56 في مجلة الأحوال الشخصية..كما أنه نادار ما يفكر التونسي في الزواج خارج الإطار القانوني.. وما إثارة الموضوع في عمل فني إلا تطبيع له..
كما استنكر المختص في علم الاجتماع شخصية الارهابي في "براءة" لسامي الفهري في صورة mannequin وهو امر -حسب رايه- "شي ما يطابقش بعضو وميساج مايبنيش.. يهدم"..وهنا الأمثلة عديدة على غرار تجسيد المساجين كأبطال او تثمين عمليات البراكاج وإيجاد مبررات للإجرام"...
وليد عبداللاوي

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews