إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

مهرجان كان السينمائي يحتفي بالفيلم المغربي "الكل يحب تودا"

 احتفى جمهور ونقاد مهرجان كان السينمائي في دورته الـ77 بفيلم المخرج المغربي نبيل عيوش "الكل يحب تودا"، في هذا الفيلم ظل المخرج عيوش وفيا للطريق الذي بدأ فيه ينقل واقع المجتمع الفقير بكل تفاصيله وهذه المرّة يتطرق إلى نوع من الغناء الشعبي يسمى "العيطة" أو غناء الشيخات.
الغوص دائما في تراث وفلكور المغرب الثري والمتنوع يقودنا إلى اكتشاف الإيقاعات والموسيقى المختلفة يتناولها أبناء المدن الشعبية وأحبها الأغنياء والفقراء، وهذه المرة يصحبنا المخرج عيوش بكاميرته الذكية إلى عمق تراث المملكة المغربية وموسيقاها المتنوعة التي ترتبط بالمناطق المغربية العربية والشلوح والقبائل والطوارق وكل منطقة تتميز بموسيقى خاصة تتبع لها في فيلمه الجديد "الجميع يحب تودا" والمشارك في المسابقة الرئيسية "العرض الأول"، تحفة سينمائية استقبلها جمهور كان بالتصفيق الحار وقوفا لدقائق طويلة وأدارة المهرجان تقرر إضافة عروض أخرى لجمهور مهرجان كان السينمائي، عمل سينمائي كرَّم فيه الشيخات وفن "العيطة"، أحد الألوان الموسيقية والغنائية الشعبية بالمغرب.
"الكل يحب تودا"
عبر قصة مؤثرة لشيخة تقاوم مجتمع "تودا" وهي امرأة تحلم بشيء واحد فقط وهو أن تصبح شيخة معروفة ورغم أنها تعشق الشعر الشعبي من دون أن تقرأه إلا أنها تحفظه وتتمنى لو أصبحت ذات يوم بقيمة الشيخة "الحمداوية" أشهر المطربات الشيخات في تاريخ المغرب، وتبدأ رحلتها من خلال مشاركاتها في الغناء في النوادي الليلية الصاخبة وعبثا تحاول إدخال فن الشيخات إلى كازينوهات الليل في الدار البيضاء لكنها تفشل ويشجعها عازف الكمان الذي يؤمن بصوتها وبفن الشيخات، وأصبحت تشارك كل ليلة في حفلات حانات بلدتها الريفية الصغيرة تحت أنظار الرجال، وبعد تعرضها لسوء المعاملة والإذلال قررت ترك كل شيء والهجرة إلى خارج مدينتها وهي الدار البيضاء.
موسيقى تبقى في الذاكرة
ويفاجئ المخرج نبيل عيوش الجميع بصوت وإيقاع موسيقى عال جدا يرافقة رقص مغربي متناسق وجميل وإيحاءات لإغواء زبائن الحانة إنها إيقاعات موسيقى "العيطة" ثم يدخل في سرد سينمائي متماوج بين الفرح والحزن لحياة الشيخة تودا، التي عشقت هذا الفن، وتحلم أن تكون مغنية بارزة فيه، تضمن قوتها وقوت طفلها الوحيد الذي يعاني من مشكلة إعاقة النطق، وسط معاناة من قوة المجتمع الذكوري الذي يحاول أن ينهش من مستقبل هذه الصبية المغرية بجمالها ورقصاتها المتناسقة، لكن هذه المرأة كانت قادرة أن تقول لا بقوة وبجرأة عندما تقرر ذلك. وإن كان الظلم أقوى من هذه المقاومة كما أظهر الفيلم في أول المشاهد التي تعرضت فيه للاغتصاب من مجموعة من الرجال.
تكريم فن الشيخات سينمائيا
غناء "العيطة" تؤديه فقط النساء الشيخات في المغرب وهو فن متوارث إيقاعاته متناسقة سريعة ترافقها صيحات بالغناء وأشعار شعبية تستند دائما إلى حب الحبيب العاشق الولهان وعلى الحكم بل حتى الأحاديث النبوية، إنه فن نبيل وراق، وهذا اللون له تاريخ عريق في المغرب، وظهر قبل قرون بمنطقة آسفي على المحيط الأطلسي غرب البلاد، وارتبط خاصة بالمقاومة الشعبية التي كانت تقاتل الاستعمار، ويحكى أن النساء كانت ممنوعات من الغناء، لكن امرأة تدعى خربوشة وتحول اسمها الفني فيما بعد إلى الشيخة خربوشة، وصارت أسطورة ترددها الأجيال وتلتها الشيخة الحمداوية التي حافظت على هذا اللون، تمردت على تقاليد القبيلة وقمع السلطة وقتها، موظفة "العيطة" كأسلوب نضالي، إلى أن اعتقلت في النهاية فيما تختلف الروايات حول مصيرها.
الفيلم من بطولة الممثلة نسرين الراضي التي تلعب دور تودا، امرأة تحلم بشيء واحد فقط، هو أن تصبح "شيخة"، بالإضافة إلى الفنانة جليلة التلمسي.
يذكر أن عيوش سبق له أن شارك في مهرجان "كان" السينمائي بأفلام ناجحة مثل "علي صوتك" في عام 2021، و"الزين اللي فيك" في عام 2015، و"يا خيل الله" في عام 2012، مؤكدا بذلك مكانته كواحد من أبرز المخرجين في الساحة الفنية المغربية.(العربية.نت)
 مهرجان كان السينمائي يحتفي بالفيلم المغربي "الكل يحب تودا"
 احتفى جمهور ونقاد مهرجان كان السينمائي في دورته الـ77 بفيلم المخرج المغربي نبيل عيوش "الكل يحب تودا"، في هذا الفيلم ظل المخرج عيوش وفيا للطريق الذي بدأ فيه ينقل واقع المجتمع الفقير بكل تفاصيله وهذه المرّة يتطرق إلى نوع من الغناء الشعبي يسمى "العيطة" أو غناء الشيخات.
الغوص دائما في تراث وفلكور المغرب الثري والمتنوع يقودنا إلى اكتشاف الإيقاعات والموسيقى المختلفة يتناولها أبناء المدن الشعبية وأحبها الأغنياء والفقراء، وهذه المرة يصحبنا المخرج عيوش بكاميرته الذكية إلى عمق تراث المملكة المغربية وموسيقاها المتنوعة التي ترتبط بالمناطق المغربية العربية والشلوح والقبائل والطوارق وكل منطقة تتميز بموسيقى خاصة تتبع لها في فيلمه الجديد "الجميع يحب تودا" والمشارك في المسابقة الرئيسية "العرض الأول"، تحفة سينمائية استقبلها جمهور كان بالتصفيق الحار وقوفا لدقائق طويلة وأدارة المهرجان تقرر إضافة عروض أخرى لجمهور مهرجان كان السينمائي، عمل سينمائي كرَّم فيه الشيخات وفن "العيطة"، أحد الألوان الموسيقية والغنائية الشعبية بالمغرب.
"الكل يحب تودا"
عبر قصة مؤثرة لشيخة تقاوم مجتمع "تودا" وهي امرأة تحلم بشيء واحد فقط وهو أن تصبح شيخة معروفة ورغم أنها تعشق الشعر الشعبي من دون أن تقرأه إلا أنها تحفظه وتتمنى لو أصبحت ذات يوم بقيمة الشيخة "الحمداوية" أشهر المطربات الشيخات في تاريخ المغرب، وتبدأ رحلتها من خلال مشاركاتها في الغناء في النوادي الليلية الصاخبة وعبثا تحاول إدخال فن الشيخات إلى كازينوهات الليل في الدار البيضاء لكنها تفشل ويشجعها عازف الكمان الذي يؤمن بصوتها وبفن الشيخات، وأصبحت تشارك كل ليلة في حفلات حانات بلدتها الريفية الصغيرة تحت أنظار الرجال، وبعد تعرضها لسوء المعاملة والإذلال قررت ترك كل شيء والهجرة إلى خارج مدينتها وهي الدار البيضاء.
موسيقى تبقى في الذاكرة
ويفاجئ المخرج نبيل عيوش الجميع بصوت وإيقاع موسيقى عال جدا يرافقة رقص مغربي متناسق وجميل وإيحاءات لإغواء زبائن الحانة إنها إيقاعات موسيقى "العيطة" ثم يدخل في سرد سينمائي متماوج بين الفرح والحزن لحياة الشيخة تودا، التي عشقت هذا الفن، وتحلم أن تكون مغنية بارزة فيه، تضمن قوتها وقوت طفلها الوحيد الذي يعاني من مشكلة إعاقة النطق، وسط معاناة من قوة المجتمع الذكوري الذي يحاول أن ينهش من مستقبل هذه الصبية المغرية بجمالها ورقصاتها المتناسقة، لكن هذه المرأة كانت قادرة أن تقول لا بقوة وبجرأة عندما تقرر ذلك. وإن كان الظلم أقوى من هذه المقاومة كما أظهر الفيلم في أول المشاهد التي تعرضت فيه للاغتصاب من مجموعة من الرجال.
تكريم فن الشيخات سينمائيا
غناء "العيطة" تؤديه فقط النساء الشيخات في المغرب وهو فن متوارث إيقاعاته متناسقة سريعة ترافقها صيحات بالغناء وأشعار شعبية تستند دائما إلى حب الحبيب العاشق الولهان وعلى الحكم بل حتى الأحاديث النبوية، إنه فن نبيل وراق، وهذا اللون له تاريخ عريق في المغرب، وظهر قبل قرون بمنطقة آسفي على المحيط الأطلسي غرب البلاد، وارتبط خاصة بالمقاومة الشعبية التي كانت تقاتل الاستعمار، ويحكى أن النساء كانت ممنوعات من الغناء، لكن امرأة تدعى خربوشة وتحول اسمها الفني فيما بعد إلى الشيخة خربوشة، وصارت أسطورة ترددها الأجيال وتلتها الشيخة الحمداوية التي حافظت على هذا اللون، تمردت على تقاليد القبيلة وقمع السلطة وقتها، موظفة "العيطة" كأسلوب نضالي، إلى أن اعتقلت في النهاية فيما تختلف الروايات حول مصيرها.
الفيلم من بطولة الممثلة نسرين الراضي التي تلعب دور تودا، امرأة تحلم بشيء واحد فقط، هو أن تصبح "شيخة"، بالإضافة إلى الفنانة جليلة التلمسي.
يذكر أن عيوش سبق له أن شارك في مهرجان "كان" السينمائي بأفلام ناجحة مثل "علي صوتك" في عام 2021، و"الزين اللي فيك" في عام 2015، و"يا خيل الله" في عام 2012، مؤكدا بذلك مكانته كواحد من أبرز المخرجين في الساحة الفنية المغربية.(العربية.نت)

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews