لقد اقترن الفن منذ أقدم العصور بالجمال والمحبًة والقيم الإنسانية كالعدل والتسامح والحرًيًة وبذلك تسهم الفنون على اختلاف مآربها وأجناسها في تهذيب الذوق العام وصقله وتليين الطباع كي نتقبّل الآخر بكلً اختلافاته العرقية أو المذهبية أو الثقافية أو الاجتماعية. والفنان يربط الصلة مع المتلقي، يبعث له برسالة مباشرة دون واسطة . يقيم معه محاورة حبلى بالافكار والقيم النبيلة التي ترتقي بالإنسان إلى مشارف الابداع والجمال لأنها تثمن التلاقح الثقافي والحضاري في كلً مستوياته إن كانت محلية آنيًة ضيّقة أو واسعة ممتدّة بين الأمم والقارًات والأجيال الفنً الذي لا يؤشًر على قضايا إنسانية أو اجتماعية أو حضارية ليس فنا وانما هو خواطر أو نفحات يخبو بريقها سريعا ودون أن يفتقدها المرء أو يشكو نقصا جرًاء غيابها لأنها لا تحمل همه ولا تهتم بمعاناته وسبل اسعاده . عندما زرنا معرض " دار ديكو Dar Déco" بقصر المعارض الدولي وجدنا احتفالية موزاييكية متنوعة الاشكال والالوان والأحجام .وانت تتواصل مع تلك التحف والدرر التي تحيلك على نبع فياض من الفن والعطاء . تأسرك لوحة دون سواها. تربط معك علاقة سرية شفافة بعيدا عن منغًصات الواقع واوجاعه. _عتبة العنوان .لوحة دون عنوان. تبدو مختلفة وهي تتوسط أبناء جنسها الذين نشأت معهم وتربت بينهم . ترحب بالزوار في موطنها "جزيرة الأحلام" الحاضرة بقوة من خلال خيرات.جربة الطبيعية المتفردة..
غياب الاسم أعطاها ميزة التًنوًع والاختلاف والانطلاق بكلً حرًيًة. وقد تحرًر المتلقي من حقل الانتماء والتقيًد بمفهوم أو تيمة دون سواها ليظلً فكً اللغز وفهم الرًمز موكولا للمتلقًي.إذ أن الرؤية والمشاهدة تختلف باختلاف المرجعيًات الفكرية والنًفسية والاجتماعية والعقائدية وهذ ما ينوًع الزوايا التي منها ينطلق المتأمل في قراءته للوحة . لوحة تبدو للمشاهد عن بعد أنها لوحة فنان تشكيلي داعب الالوان والأشكال وعمل على المناورة في الكشف عما تخزنه امرأة تجلس خلف "منسج" لكن وأنت تقترب من اللوحة تتضح الرًؤية وتتداعى تلك التعييرات الفنية الأولية لتحلً محلًها نوعيًة أخرى من طراز موزاييكيً فنًيً عميق عمق الفكرة التي جرًاءها بعثت هذه التحفة الفنية من حجارة أصيلة أخذت من كهف أو تل أو شاطئ محيط بالجزيرة .حجارة وأن جسمت الانتماء والهوية فأنها فتًتت وشكًلت وصقلت لتسمو إلى الرًقيً الفنًي المبهر. الخيوط الدقيقة ببياضها الناصع لفرط دقتها تخالها خيوطا "بطانيًة"أو جبًة أو برنسا الا انًها وببعدها الفلسفي الارتكازي فهي التي تفصل الفضاء بينك وبين بطلة "القصة" فبقدر التمويه الذي أربكت به المتلقي فانها جعلتها في مقام "من خلف سترها والحجاب " امرأة عصية عن المناورة أو المجاذبة. هو اختفاء نسبيً واحتفاء بالمرأة "الجربية" والفنان وضع الختم الأساسي للجزيرة تجنبا للالتباس والتعميم . والأمر بين بالملحفة الجربية التي تلبسها الشابة بلون معلوم معروف يقرب من رمل البحر المحيط بالجزيرة والزًبد يلغو والتراب الذي منه وعليه نشأت وكبرت . وتلك رسالة مشفرة إلى أن اللوحة تهتم بقضية جماعية قومية وليست حالة فردية خاصة .
وإذا ركز ديفنشي عند رسم الموناليزا على الابتسامة الغريبة الباهتة الجامعة الحزن والفرح فإن الفنان زيود اختار التعتيم في الملامح مع تركيز على الشفتين بقتامة بينة وكأنها ايحاء بكم هائل من الرًغبة في التًلميح وصولا الى البوح والتصريح. تجاوزا للحواجز والموانع الشًفًافة التي تجسمها الخيوط الدقيقة الرقيقة الهشًة. _ عتبة الالوان . من لا يعرف جربة أقل له أن الألوان المعتمدة كلطخات محيطة بالمرأة أو خطوط تفرز البعيد عن القريب والكبير من الصغير فإن الفنان لم يخرج عن لون الرمل في البحر الحاضن للجزيرة والأخضر الداكن لون سعف النخيل وورق الزيتون والبني المذكًر بالجذع والاصل والعروق الممتدة في طيات الأرض البعيدة .حتى الوبريً حاضر مذكرا بناقة أو جمل أو خيمة قدت منه ذات ماض شاهد على تلك الحقب التي ولت لكنها حية خالدة من خلال اللوحة لوحة قد تهيج المتزمتين الذين يرون في شعر المرأة عورة فما بالك بذراعها البضً الصقيل ترفعه نحو وجهها الصبوح المشرق ؟ وقد يراها أخر بمنظار التحرًر والتفصًي من القيود الاجتماعية والأخلاقية فيراها مثالا للسجينة المقهورة خلف القضبان والأوهام وأنها تتوق إلى الحرية والانطلاق بعيدا عن الأفكار الظلامية الرًجعيًة المغلقة. كل هذه احكام قد تتجاوز مقاصد الفنان الذي يظل الهاجس النفسي محركا لابداعاته التي تتعدًى المحلية الضيقة لتحلق في ربوع الحرية والانطلاق. لوحة شاهدة على النظرة الفلسفية للفنان الموزاييكي طيب زيود والذي يسعى في كل إبداعاته إلى التنويع في الأشكال والمواضيع ليكون الفن رسالة مقدسة تدوم وتخلد وتطلع الأجيال عن ماضي الأجداد وتربط الصلة بين الإنسان ومحيطه من جهة وبين الإنسان والإنسان من جهة اخرى رغم الحواجز والفواصل والحدود.
*حبيبة المحرزي
لقد اقترن الفن منذ أقدم العصور بالجمال والمحبًة والقيم الإنسانية كالعدل والتسامح والحرًيًة وبذلك تسهم الفنون على اختلاف مآربها وأجناسها في تهذيب الذوق العام وصقله وتليين الطباع كي نتقبّل الآخر بكلً اختلافاته العرقية أو المذهبية أو الثقافية أو الاجتماعية. والفنان يربط الصلة مع المتلقي، يبعث له برسالة مباشرة دون واسطة . يقيم معه محاورة حبلى بالافكار والقيم النبيلة التي ترتقي بالإنسان إلى مشارف الابداع والجمال لأنها تثمن التلاقح الثقافي والحضاري في كلً مستوياته إن كانت محلية آنيًة ضيّقة أو واسعة ممتدّة بين الأمم والقارًات والأجيال الفنً الذي لا يؤشًر على قضايا إنسانية أو اجتماعية أو حضارية ليس فنا وانما هو خواطر أو نفحات يخبو بريقها سريعا ودون أن يفتقدها المرء أو يشكو نقصا جرًاء غيابها لأنها لا تحمل همه ولا تهتم بمعاناته وسبل اسعاده . عندما زرنا معرض " دار ديكو Dar Déco" بقصر المعارض الدولي وجدنا احتفالية موزاييكية متنوعة الاشكال والالوان والأحجام .وانت تتواصل مع تلك التحف والدرر التي تحيلك على نبع فياض من الفن والعطاء . تأسرك لوحة دون سواها. تربط معك علاقة سرية شفافة بعيدا عن منغًصات الواقع واوجاعه. _عتبة العنوان .لوحة دون عنوان. تبدو مختلفة وهي تتوسط أبناء جنسها الذين نشأت معهم وتربت بينهم . ترحب بالزوار في موطنها "جزيرة الأحلام" الحاضرة بقوة من خلال خيرات.جربة الطبيعية المتفردة..
غياب الاسم أعطاها ميزة التًنوًع والاختلاف والانطلاق بكلً حرًيًة. وقد تحرًر المتلقي من حقل الانتماء والتقيًد بمفهوم أو تيمة دون سواها ليظلً فكً اللغز وفهم الرًمز موكولا للمتلقًي.إذ أن الرؤية والمشاهدة تختلف باختلاف المرجعيًات الفكرية والنًفسية والاجتماعية والعقائدية وهذ ما ينوًع الزوايا التي منها ينطلق المتأمل في قراءته للوحة . لوحة تبدو للمشاهد عن بعد أنها لوحة فنان تشكيلي داعب الالوان والأشكال وعمل على المناورة في الكشف عما تخزنه امرأة تجلس خلف "منسج" لكن وأنت تقترب من اللوحة تتضح الرًؤية وتتداعى تلك التعييرات الفنية الأولية لتحلً محلًها نوعيًة أخرى من طراز موزاييكيً فنًيً عميق عمق الفكرة التي جرًاءها بعثت هذه التحفة الفنية من حجارة أصيلة أخذت من كهف أو تل أو شاطئ محيط بالجزيرة .حجارة وأن جسمت الانتماء والهوية فأنها فتًتت وشكًلت وصقلت لتسمو إلى الرًقيً الفنًي المبهر. الخيوط الدقيقة ببياضها الناصع لفرط دقتها تخالها خيوطا "بطانيًة"أو جبًة أو برنسا الا انًها وببعدها الفلسفي الارتكازي فهي التي تفصل الفضاء بينك وبين بطلة "القصة" فبقدر التمويه الذي أربكت به المتلقي فانها جعلتها في مقام "من خلف سترها والحجاب " امرأة عصية عن المناورة أو المجاذبة. هو اختفاء نسبيً واحتفاء بالمرأة "الجربية" والفنان وضع الختم الأساسي للجزيرة تجنبا للالتباس والتعميم . والأمر بين بالملحفة الجربية التي تلبسها الشابة بلون معلوم معروف يقرب من رمل البحر المحيط بالجزيرة والزًبد يلغو والتراب الذي منه وعليه نشأت وكبرت . وتلك رسالة مشفرة إلى أن اللوحة تهتم بقضية جماعية قومية وليست حالة فردية خاصة .
وإذا ركز ديفنشي عند رسم الموناليزا على الابتسامة الغريبة الباهتة الجامعة الحزن والفرح فإن الفنان زيود اختار التعتيم في الملامح مع تركيز على الشفتين بقتامة بينة وكأنها ايحاء بكم هائل من الرًغبة في التًلميح وصولا الى البوح والتصريح. تجاوزا للحواجز والموانع الشًفًافة التي تجسمها الخيوط الدقيقة الرقيقة الهشًة. _ عتبة الالوان . من لا يعرف جربة أقل له أن الألوان المعتمدة كلطخات محيطة بالمرأة أو خطوط تفرز البعيد عن القريب والكبير من الصغير فإن الفنان لم يخرج عن لون الرمل في البحر الحاضن للجزيرة والأخضر الداكن لون سعف النخيل وورق الزيتون والبني المذكًر بالجذع والاصل والعروق الممتدة في طيات الأرض البعيدة .حتى الوبريً حاضر مذكرا بناقة أو جمل أو خيمة قدت منه ذات ماض شاهد على تلك الحقب التي ولت لكنها حية خالدة من خلال اللوحة لوحة قد تهيج المتزمتين الذين يرون في شعر المرأة عورة فما بالك بذراعها البضً الصقيل ترفعه نحو وجهها الصبوح المشرق ؟ وقد يراها أخر بمنظار التحرًر والتفصًي من القيود الاجتماعية والأخلاقية فيراها مثالا للسجينة المقهورة خلف القضبان والأوهام وأنها تتوق إلى الحرية والانطلاق بعيدا عن الأفكار الظلامية الرًجعيًة المغلقة. كل هذه احكام قد تتجاوز مقاصد الفنان الذي يظل الهاجس النفسي محركا لابداعاته التي تتعدًى المحلية الضيقة لتحلق في ربوع الحرية والانطلاق. لوحة شاهدة على النظرة الفلسفية للفنان الموزاييكي طيب زيود والذي يسعى في كل إبداعاته إلى التنويع في الأشكال والمواضيع ليكون الفن رسالة مقدسة تدوم وتخلد وتطلع الأجيال عن ماضي الأجداد وتربط الصلة بين الإنسان ومحيطه من جهة وبين الإنسان والإنسان من جهة اخرى رغم الحواجز والفواصل والحدود.