واكبت "الصباح نيوز" صباح اليوم الأحد بمقر جمعية صيانة المدينة دار سيدي جلول منتدى فكريا حول "دور الإعلام في نصرة الحق الفلسطيني " ، نظمه منتدى مقاصد للثقافة والإعلام برئاسة الزميل رشيد البكاي ، وجمعية صيانة المدينة ببنزرت برئاسة الدكتور صفوان بن عيسى ، وأثثه كل من الأستاذة آسيا العتروس ، الصحفية "بدار الصباح" والصحفي الفلسطيني الدكتورهاني مبارك الروسان، المستشار الصحفي لسعادة سفير دولة فلسطين بتونس ، وبحضور ثلة من المثقفين والإعلاميين
وفي كلمته الترحيبية بين الزميل رشيد البكاي أن هذا اللقاء يندرج في إطار الحراك المجتمعي التونسي المساند لشعبنا الفلسطيني الصامد وقضيته العادلة ، ولمزيد إعمال الرأي في مسألة من أهم المسائل المؤثرة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ألا وهو سلاح الإعلام الذي لا تقل أهميته عن الأسلحة الأخرى بمختلف أنواعها ، ثم أحال الكلمة إلى صفوان بن عيسى لافتتاح اللقاء ، فثمن موضوع الندوة ، وتطرق إلى معطى جيوستراتيجي يتعلق بعدد القواعد الأمريكية بالشرق الأوسط والذي يكشف عن الكثير من المعاني والدلالات ، ومهد للحوار بسؤال تمهيدي حول إمكانية خوض حرب ونحن نجهل لغة العدو ، مؤكدا ضرورة تدريس اللغة العبرية في المدارس والجامعات.
الإعلام الغربي يساند الجلاد ويدين الضحية
وبعدما دعت الجميع إلى الوقوف دقيقة صمت ترحما على أرواح الشهداء الفلسطينيين ، بينت الأستاذة آسيا العروس أن الشعب الفلسطيني يتعرض إلى عملية إبادة وإلى محرقة بأتم معنى الكلمة تستهدف البيوت والمدارس والمستشفيات وسيارات الإسعاف ودور العبادة ، وقد تجاوز عدد الشهداء 10 آلاف شهيد أمام سمع العالم وبصره . وتطرقت في هذا السياق إلى الدور الخطير الذي يلعبه الإعلام الصهيوني الذي يزيف الحقائق ويقدم المعتدي الغاشم في صورة الضحية ، والانحياز الأعمى من الإعلام الغربي إلى الصهيونية الطاغية ، لشرعنة ما يحدث من إبادة جماعية ، وتصفية للقضية الفلسطينية ، مساندا الجلاد ومدينا الضحية ، لتخلص إلى أننا نتحدث اليوم عن معركة ضد الإعلام ونحن نتابع الآلة الدعائية الغربية التي تنظر إلى الأمر بعين اسرائيلية ، مؤكدة أن هذه المعركة الإعلامية لا تقل قيمة عن المعركة الميدانية . وبينت أنه مقابل هذا التوحش والمجازر التي يرتكبها الكيان المحتل والدعم الاعلامي الغربي ، يتم منع ومعاقبة الأصوات التي ترتفع لإدانة العدوان والجرائم ، بل بلغ بهم الأمر إلى اغتيال الإعلاميين ، لأنهم العين التي تنقل الحقائق ، بغاية التعتيم على الإجرام الصهيوني لترهيب غيرهم من الإعلاميين وكسر إرادتهم في ضرب صارخ للقوانين والمواثيق الدولية . ومقابل ذلك وجدوا في قنوات عربية مدخلا لهم ليكابروا بوقاحة غير مسبوقة ترويجا لرواية كاذبة من الكيان المغتصب المزيف للحقائق ، والذي سيكتشف في غزة بعد عقد أو عقدين من الزمن جيلا أكثر شراسة من الجيل الحالي . وفيما يتعلق بأداء الإعلام العربي أشارت إلى وجود إعلام يتمتع بإمكانيات رهيبة ولكنه شبه غائب عن المشهد ، وإعلام يحاول بامكانياته المحدودة نقل الأحداث وصور المجازر التي تستهدف الاطفال والشيوخ والنساء ، وآلة القتل الصهيونية التي لا تتوقف .
ضرورة الاستعداد للمعركة القانونية
وفي خاتمة كلمتها بينت الأستاذة آسيا العتروس أنه رغم هذا الانحياز الأعمى من الإعلام الغربي للكيان الغاصب فإن الرأي العام الغربي بدأ يصطدم بوحشية الواقع ، وبدأت بعض القنوات الغربية تمنح للفلسطينيين جزءا من الحقائق ، وبدأ بعض المناهضين للحرب في الدول الغربية يدعون إلى إيقاف العدوان على غزة ، ومنهم من اعترضوا مرور باخرة محملة بالسلاح إلى اسرائيل.
وبعدما حللت المواقف الرسمية العربية والفشل الذريع للجامعة العربية بينت أننا عندما نرى هذه الحشود العسكرية قبالة غزة يلح علينا السؤال هل كل هذه القوى الدولية لمحاربة فصيل مقاومة مسلح ؟ قبل أن تجيب بأنها مهزلة القول بأن كل العالم مجند لاجتثاث هذا الفصيل. وفي الحقيقة فإنهم يتحدثون اليوم عن مستقبل غزة ، وقدموا لذلك كل التبريرات لهذه المحرقة التي تقع أمام أنظار العالم . ولذلك فإن التوصية التي تساق في هذا الإطار هي الاستعداد للمعركة القانونية ، والتوثيق لحظة بلحظة ويوما بيوم لجرائم الحرب التي يرتكبها الكيان المحتل ، وأن يوم 7 أكتوبر يجب أن يكون عامل توحيد لجميع أبناء الشعب الفلسطيني بغض النظر عن الاختلافات الموجودة .
ما يحاك للقضية الفلسطينية اليوم أخطر مما حيك لها في 1948
وأما الدكتور هاني مبارك الروسان فقد بين في البداية أهمية الإعلام ودوره الكبير في التأثير في الرأي العام ، وهو أحد أهم الأسلحة الذي اعتمدته اسرائيل منذ إقامتها بعدما أخفقت في إيجاد رابط مادي يربطها بهذه الأرض بأنها كانت لبني صهيون ، إذ كانت مشروعا امبرياليا كبيرا لإيجاد موطئ قدم بالمنطقة ، فجرت عملية التهجير إليها عبر الدعاية الدينية بأنها أرض الميعاد ، والدعاية الثقافية بأنها تحمل نفس ثقافة الغرب في مواجهة "الهمجية العربية" . وبين أن الإعلام العربي اليوم سقط في الفخ الصهيوامريكي الذي يركز على الصورة أي المعنى الخارجي للحدث ، وذلك بالتركيز على صور الدمار والقتل ليحول القضية إلى قضية إنسانية تستدعي المساعدات وكيفية إدخالها لطمس الحقوق الوطنية والسياسية وهي المشكل الأساسي. لذلك لا بد من إعادة النظر في دور إعلامنا ، وضرورة إنارة الرأي العام العالمي وحتى العربي حول حقيقة الصراع ومكوناته بالشرح والتفسير والتحليل ، وتوظيف التعليم والتكوين في ذلك ، والا فإننا سنعيش أزمة بعد أزمة وهزيمة بعد هزيمة . وبعدما أبرز الفرق بين المدرستين المثالية والواقعية في التعاطى السياسي ، باعتبار أن الأولى عاطفية والثانية عقلانية ، بين أن ما يحاك للقضية الفلسطينية حاليا أخطر مما حيك لها في 1948، وأنه علينا أن نكون عقلانيين في التعاطي مع القضية الفلسطينية ، مشيرا أن الصراع كان يسمى الصراع العربي الإسرائيلي ، ثم صار يسمى بعد 79 الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ، واليوم يسمى حماس ضد إسرائيل ، وغدا قد يسمى اسرائيل ضد كتائب القسام. وذلك في إطار محاولتهم طمس الحقوق الوطنية والسياسية الفلسطينية . ودعا المثقفين والاعلاميين العرب إلى دعم الفلسطينيين في دفاعهم عن هذه الحقوق.
نقاش ثري
وقد تلا المداخلتين حوار ثري كما ونوعاً ، شارك فيها دبلوماسيون سابقون وأساتذة وإعلاميون وكتاب ، تخللته بعض القراءات الشعرية عن القضية الفلسطينية ، تم تثمينها من قبل المحاضرين اللذين تعمقا في تحليل النقاط التي تمت إثارتها في النقاش .
منصور غرسلي
واكبت "الصباح نيوز" صباح اليوم الأحد بمقر جمعية صيانة المدينة دار سيدي جلول منتدى فكريا حول "دور الإعلام في نصرة الحق الفلسطيني " ، نظمه منتدى مقاصد للثقافة والإعلام برئاسة الزميل رشيد البكاي ، وجمعية صيانة المدينة ببنزرت برئاسة الدكتور صفوان بن عيسى ، وأثثه كل من الأستاذة آسيا العتروس ، الصحفية "بدار الصباح" والصحفي الفلسطيني الدكتورهاني مبارك الروسان، المستشار الصحفي لسعادة سفير دولة فلسطين بتونس ، وبحضور ثلة من المثقفين والإعلاميين
وفي كلمته الترحيبية بين الزميل رشيد البكاي أن هذا اللقاء يندرج في إطار الحراك المجتمعي التونسي المساند لشعبنا الفلسطيني الصامد وقضيته العادلة ، ولمزيد إعمال الرأي في مسألة من أهم المسائل المؤثرة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ألا وهو سلاح الإعلام الذي لا تقل أهميته عن الأسلحة الأخرى بمختلف أنواعها ، ثم أحال الكلمة إلى صفوان بن عيسى لافتتاح اللقاء ، فثمن موضوع الندوة ، وتطرق إلى معطى جيوستراتيجي يتعلق بعدد القواعد الأمريكية بالشرق الأوسط والذي يكشف عن الكثير من المعاني والدلالات ، ومهد للحوار بسؤال تمهيدي حول إمكانية خوض حرب ونحن نجهل لغة العدو ، مؤكدا ضرورة تدريس اللغة العبرية في المدارس والجامعات.
الإعلام الغربي يساند الجلاد ويدين الضحية
وبعدما دعت الجميع إلى الوقوف دقيقة صمت ترحما على أرواح الشهداء الفلسطينيين ، بينت الأستاذة آسيا العروس أن الشعب الفلسطيني يتعرض إلى عملية إبادة وإلى محرقة بأتم معنى الكلمة تستهدف البيوت والمدارس والمستشفيات وسيارات الإسعاف ودور العبادة ، وقد تجاوز عدد الشهداء 10 آلاف شهيد أمام سمع العالم وبصره . وتطرقت في هذا السياق إلى الدور الخطير الذي يلعبه الإعلام الصهيوني الذي يزيف الحقائق ويقدم المعتدي الغاشم في صورة الضحية ، والانحياز الأعمى من الإعلام الغربي إلى الصهيونية الطاغية ، لشرعنة ما يحدث من إبادة جماعية ، وتصفية للقضية الفلسطينية ، مساندا الجلاد ومدينا الضحية ، لتخلص إلى أننا نتحدث اليوم عن معركة ضد الإعلام ونحن نتابع الآلة الدعائية الغربية التي تنظر إلى الأمر بعين اسرائيلية ، مؤكدة أن هذه المعركة الإعلامية لا تقل قيمة عن المعركة الميدانية . وبينت أنه مقابل هذا التوحش والمجازر التي يرتكبها الكيان المحتل والدعم الاعلامي الغربي ، يتم منع ومعاقبة الأصوات التي ترتفع لإدانة العدوان والجرائم ، بل بلغ بهم الأمر إلى اغتيال الإعلاميين ، لأنهم العين التي تنقل الحقائق ، بغاية التعتيم على الإجرام الصهيوني لترهيب غيرهم من الإعلاميين وكسر إرادتهم في ضرب صارخ للقوانين والمواثيق الدولية . ومقابل ذلك وجدوا في قنوات عربية مدخلا لهم ليكابروا بوقاحة غير مسبوقة ترويجا لرواية كاذبة من الكيان المغتصب المزيف للحقائق ، والذي سيكتشف في غزة بعد عقد أو عقدين من الزمن جيلا أكثر شراسة من الجيل الحالي . وفيما يتعلق بأداء الإعلام العربي أشارت إلى وجود إعلام يتمتع بإمكانيات رهيبة ولكنه شبه غائب عن المشهد ، وإعلام يحاول بامكانياته المحدودة نقل الأحداث وصور المجازر التي تستهدف الاطفال والشيوخ والنساء ، وآلة القتل الصهيونية التي لا تتوقف .
ضرورة الاستعداد للمعركة القانونية
وفي خاتمة كلمتها بينت الأستاذة آسيا العتروس أنه رغم هذا الانحياز الأعمى من الإعلام الغربي للكيان الغاصب فإن الرأي العام الغربي بدأ يصطدم بوحشية الواقع ، وبدأت بعض القنوات الغربية تمنح للفلسطينيين جزءا من الحقائق ، وبدأ بعض المناهضين للحرب في الدول الغربية يدعون إلى إيقاف العدوان على غزة ، ومنهم من اعترضوا مرور باخرة محملة بالسلاح إلى اسرائيل.
وبعدما حللت المواقف الرسمية العربية والفشل الذريع للجامعة العربية بينت أننا عندما نرى هذه الحشود العسكرية قبالة غزة يلح علينا السؤال هل كل هذه القوى الدولية لمحاربة فصيل مقاومة مسلح ؟ قبل أن تجيب بأنها مهزلة القول بأن كل العالم مجند لاجتثاث هذا الفصيل. وفي الحقيقة فإنهم يتحدثون اليوم عن مستقبل غزة ، وقدموا لذلك كل التبريرات لهذه المحرقة التي تقع أمام أنظار العالم . ولذلك فإن التوصية التي تساق في هذا الإطار هي الاستعداد للمعركة القانونية ، والتوثيق لحظة بلحظة ويوما بيوم لجرائم الحرب التي يرتكبها الكيان المحتل ، وأن يوم 7 أكتوبر يجب أن يكون عامل توحيد لجميع أبناء الشعب الفلسطيني بغض النظر عن الاختلافات الموجودة .
ما يحاك للقضية الفلسطينية اليوم أخطر مما حيك لها في 1948
وأما الدكتور هاني مبارك الروسان فقد بين في البداية أهمية الإعلام ودوره الكبير في التأثير في الرأي العام ، وهو أحد أهم الأسلحة الذي اعتمدته اسرائيل منذ إقامتها بعدما أخفقت في إيجاد رابط مادي يربطها بهذه الأرض بأنها كانت لبني صهيون ، إذ كانت مشروعا امبرياليا كبيرا لإيجاد موطئ قدم بالمنطقة ، فجرت عملية التهجير إليها عبر الدعاية الدينية بأنها أرض الميعاد ، والدعاية الثقافية بأنها تحمل نفس ثقافة الغرب في مواجهة "الهمجية العربية" . وبين أن الإعلام العربي اليوم سقط في الفخ الصهيوامريكي الذي يركز على الصورة أي المعنى الخارجي للحدث ، وذلك بالتركيز على صور الدمار والقتل ليحول القضية إلى قضية إنسانية تستدعي المساعدات وكيفية إدخالها لطمس الحقوق الوطنية والسياسية وهي المشكل الأساسي. لذلك لا بد من إعادة النظر في دور إعلامنا ، وضرورة إنارة الرأي العام العالمي وحتى العربي حول حقيقة الصراع ومكوناته بالشرح والتفسير والتحليل ، وتوظيف التعليم والتكوين في ذلك ، والا فإننا سنعيش أزمة بعد أزمة وهزيمة بعد هزيمة . وبعدما أبرز الفرق بين المدرستين المثالية والواقعية في التعاطى السياسي ، باعتبار أن الأولى عاطفية والثانية عقلانية ، بين أن ما يحاك للقضية الفلسطينية حاليا أخطر مما حيك لها في 1948، وأنه علينا أن نكون عقلانيين في التعاطي مع القضية الفلسطينية ، مشيرا أن الصراع كان يسمى الصراع العربي الإسرائيلي ، ثم صار يسمى بعد 79 الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ، واليوم يسمى حماس ضد إسرائيل ، وغدا قد يسمى اسرائيل ضد كتائب القسام. وذلك في إطار محاولتهم طمس الحقوق الوطنية والسياسية الفلسطينية . ودعا المثقفين والاعلاميين العرب إلى دعم الفلسطينيين في دفاعهم عن هذه الحقوق.
نقاش ثري
وقد تلا المداخلتين حوار ثري كما ونوعاً ، شارك فيها دبلوماسيون سابقون وأساتذة وإعلاميون وكتاب ، تخللته بعض القراءات الشعرية عن القضية الفلسطينية ، تم تثمينها من قبل المحاضرين اللذين تعمقا في تحليل النقاط التي تمت إثارتها في النقاش .