كان جمهور مسرح سيدي الظاهر بمدينة سوسة ليلة الأربعاء 16 أوت 2023 وفي سهرة قبل ختامية ضمن برنامج الدورة 64 لمهرجان سوسة الدولي على موعد مع عرض "التّخميرة " للفنان مراد باشا الذي مثّل ثمرة و نتاج سنوات من العمل و البحث والتّجديد جاب خلالها و بداية من سنة 2015 عديد التظاهرات والمهرجانات الصيفية رغم تُخمة ما يقدّم من عروض صوفية مُستنسخة ليبقى طموح فريق العمل في إعتلاء مسرح قرطاج حلما قائما ومشروعا باعتبار التطوّر الذي يُحقّقه عرض "التّخميرة " من سنة إلى أخرى بفضل تضافر مجهودات جميع الأطراف والدّفع القوي الذي تؤمّنه روح فريق ضمّ خيرة المنشدين والعازفين الذين تربطهم علاقة وطيدة ب"الطريقة " إذ سبق لمعظم المنشدين العمل ضمن فرق السلامية بمدن خنيس والمنستير والمكنين.. العرض تواصل على امتداد ساعة ونصف وحظيَ بمتابعة جمهور غفير من عشّاق الأغنية الصوفية الذين استمتعوا طيلة ردهات العرض بعدد من الأغاني الصوفية من الإنتاج الخاص وفق تأكيد أحمد حمودة أحد أبرز المنشدين فضلا عن توزيع جديد لبعض الأغاني على غرار "نمدح الأقطاب " و " بايت نمدح فيك " و"سيدي عبد القادر " ما جعل للعرض بصمة خاصة جدا ميّزته عن بقية العروض الصوفية "الضخمة " كل ذلك رغم تواضع الإمكانيّات المتاحة قبل تبنّي هذا المشروع الفني خلال هذه السنة من قبل شركة منتجة قد تضع حدا لعديد الصعوبات المادية التي واجهها طيلة السنوات الأولى مراد باشا الذي تخلّف عن حضور عرض سوسة بسبب التزاماته بإدارة المهرجان الصيفي بالمكنين وهو ما مثّل نقطة ضعف وخلق عديد الإشكاليات على مستوى التّوضيب الرّكحي للمنشدين والعازفين والراقصين وماجادوا به من لوحات كان بالإمكان أن تكون أكثر وظيفية وخدمة للرؤية الفنية للعرض رغم اجتهاد الفنان الشاب المنشد أحمد حمودة الذي قام بتعويض الغائب وتولّى قيادة عناصر المجموعة فكان إلى جانب الفنان والملحّن شكري المرابط أبرز وأجمل الأصوات الوازنة والمؤثّرة في عرض صوفيّ بلغ بفضل ماتوفّر من دفع معنوي و وتآزر وعمل بروح الفريق درجات مميّزة ومتفرّدة مثّلت علامة مسجّلة سمحت لمراد باشا إلى حدّ كبير في أن يكتسب مشروعه الفني بصمة خاصة ساهمت فيها مساحات وإضافات ذكية سواء على مستوى الركح أومكونات العمل الفني أو من خلال رحلة البحث والتجديد في الموروث الصوفي وفي إعادة توزيع عدد من الأغاني الصوفية المعروفة فكان المتفرّجون على موعد مع النوبة ليبلغوا تدريجيا وبنسق تصاعديّ ضمن مقاربة فنية مدروسة درجة الإنتشاء وبلوغ " التخميرة " كعنوان على ذروة التفاعل والإنسجام التي بلغها كل من حضر العرض واستجابة للدّعوة التي وجّهها الشاعر رمضان الهلالي كلمة والمنشد الفنان شكري المرابط لحنا " يا عاشقين الفنّ تعالوا زورونا وقت التخميرة..فنّ أجدادي نتعنّالو كلام زين طوابع ليرة "
مشروع فنيّ لشاب طموح وفريقه سيكون له حتما موقعه ضمن الأعمال الفنية التي تُعنى بالفنّ الصوفي بفضل البصمة الفنية المتفرّدة القائمة أساسا على حُسن استلهام واستقراء التّراث الصوفي التونسي والتّنفيذ الموسيقي الجيّدة للعمل ولُحمة عناصر الفريق إلى جانب ما ستقدّمه الشركة المنتجة التي تبنّت وآمنت بالمشروع وفق ما صرّح به ممثّلها من إمكانيّات ستُعطي بعدا آخر للعمل الفني ورؤية جديدة تسمح بتجاوز بعض الهينات التي تمّت اثارتها في الندوة الصحفية ولقيت تفهّما و وعدا بالتّدارك إيمانا بأن النقد والتقييم هو مسار للتّطوير والإبداع .
أنور قلالة
كان جمهور مسرح سيدي الظاهر بمدينة سوسة ليلة الأربعاء 16 أوت 2023 وفي سهرة قبل ختامية ضمن برنامج الدورة 64 لمهرجان سوسة الدولي على موعد مع عرض "التّخميرة " للفنان مراد باشا الذي مثّل ثمرة و نتاج سنوات من العمل و البحث والتّجديد جاب خلالها و بداية من سنة 2015 عديد التظاهرات والمهرجانات الصيفية رغم تُخمة ما يقدّم من عروض صوفية مُستنسخة ليبقى طموح فريق العمل في إعتلاء مسرح قرطاج حلما قائما ومشروعا باعتبار التطوّر الذي يُحقّقه عرض "التّخميرة " من سنة إلى أخرى بفضل تضافر مجهودات جميع الأطراف والدّفع القوي الذي تؤمّنه روح فريق ضمّ خيرة المنشدين والعازفين الذين تربطهم علاقة وطيدة ب"الطريقة " إذ سبق لمعظم المنشدين العمل ضمن فرق السلامية بمدن خنيس والمنستير والمكنين.. العرض تواصل على امتداد ساعة ونصف وحظيَ بمتابعة جمهور غفير من عشّاق الأغنية الصوفية الذين استمتعوا طيلة ردهات العرض بعدد من الأغاني الصوفية من الإنتاج الخاص وفق تأكيد أحمد حمودة أحد أبرز المنشدين فضلا عن توزيع جديد لبعض الأغاني على غرار "نمدح الأقطاب " و " بايت نمدح فيك " و"سيدي عبد القادر " ما جعل للعرض بصمة خاصة جدا ميّزته عن بقية العروض الصوفية "الضخمة " كل ذلك رغم تواضع الإمكانيّات المتاحة قبل تبنّي هذا المشروع الفني خلال هذه السنة من قبل شركة منتجة قد تضع حدا لعديد الصعوبات المادية التي واجهها طيلة السنوات الأولى مراد باشا الذي تخلّف عن حضور عرض سوسة بسبب التزاماته بإدارة المهرجان الصيفي بالمكنين وهو ما مثّل نقطة ضعف وخلق عديد الإشكاليات على مستوى التّوضيب الرّكحي للمنشدين والعازفين والراقصين وماجادوا به من لوحات كان بالإمكان أن تكون أكثر وظيفية وخدمة للرؤية الفنية للعرض رغم اجتهاد الفنان الشاب المنشد أحمد حمودة الذي قام بتعويض الغائب وتولّى قيادة عناصر المجموعة فكان إلى جانب الفنان والملحّن شكري المرابط أبرز وأجمل الأصوات الوازنة والمؤثّرة في عرض صوفيّ بلغ بفضل ماتوفّر من دفع معنوي و وتآزر وعمل بروح الفريق درجات مميّزة ومتفرّدة مثّلت علامة مسجّلة سمحت لمراد باشا إلى حدّ كبير في أن يكتسب مشروعه الفني بصمة خاصة ساهمت فيها مساحات وإضافات ذكية سواء على مستوى الركح أومكونات العمل الفني أو من خلال رحلة البحث والتجديد في الموروث الصوفي وفي إعادة توزيع عدد من الأغاني الصوفية المعروفة فكان المتفرّجون على موعد مع النوبة ليبلغوا تدريجيا وبنسق تصاعديّ ضمن مقاربة فنية مدروسة درجة الإنتشاء وبلوغ " التخميرة " كعنوان على ذروة التفاعل والإنسجام التي بلغها كل من حضر العرض واستجابة للدّعوة التي وجّهها الشاعر رمضان الهلالي كلمة والمنشد الفنان شكري المرابط لحنا " يا عاشقين الفنّ تعالوا زورونا وقت التخميرة..فنّ أجدادي نتعنّالو كلام زين طوابع ليرة "
مشروع فنيّ لشاب طموح وفريقه سيكون له حتما موقعه ضمن الأعمال الفنية التي تُعنى بالفنّ الصوفي بفضل البصمة الفنية المتفرّدة القائمة أساسا على حُسن استلهام واستقراء التّراث الصوفي التونسي والتّنفيذ الموسيقي الجيّدة للعمل ولُحمة عناصر الفريق إلى جانب ما ستقدّمه الشركة المنتجة التي تبنّت وآمنت بالمشروع وفق ما صرّح به ممثّلها من إمكانيّات ستُعطي بعدا آخر للعمل الفني ورؤية جديدة تسمح بتجاوز بعض الهينات التي تمّت اثارتها في الندوة الصحفية ولقيت تفهّما و وعدا بالتّدارك إيمانا بأن النقد والتقييم هو مسار للتّطوير والإبداع .