يستعد المخرج التونسي وسيم القربي هذه الأيام لعرض فيلمه الجديد بعنوان "حطام"، المتحصل على منحة التشجيع على الإنتاج السينمائي من قِبل المركز الوطني للسينما والصورة بتونس، برعاية وزارة الشؤون الثقافية، فيما أنتجت هذا الفيلم شركة "تاكفاريناس" للإنتاج بإشراف المنتجة السينمائية جميلة المانع.
وفيلم "حطام" هو من نوع الفيلم القصير، مدته إحدى وعشرون دقيقة، تم تصويره في شهر جوان 2022 في غابات "دار شيشو" الممتدة على مناطق من الهوارية وقليبية وحمام الأغزاز. ويشارك في التمثيل في هذا الفيلم كل من الممثل مهذب الرميلي والفنانة لبنى نعمان، إضافة إلى مجموعة من المواهب الشابة من طلبة المعهد العالي للفن المسرحي بتونس وهم خليل بن حريز وهزار الهمامي وفريال بن بوبكر ومعتز عبد الرحيم.
ويروي الفيلم قصة زوجين يخوضان رحلة في الزمن المطلق وفي اللامكان، عبر باب بألف قفل يروي حميمية الحياة وخصوصيات من المجتمع. و"حطام" هو فيلم عجائبي، يستعرض أطوار الدورة الطبيعية للحياة ويسبر أغوار العلاقات الأسرية عبر صورة المجتمع الذكوري وعلاقة الأب بالابن، وفيه ألوان من الطبيعة تصور الحياة بين البدايات والنهايات، في تجليات الإحتفاء والمأساة. وتكمن جمالية هذا الفيلم في العناصر المكونة للفانتازيا التي ابتدعها خيال المخرج لتكون شاعرية الصورة لغة سينمائية معبرة بضجيج الصمت.
وفيلم "حطام" هو فيلم صامت تُعبر فيه الصور والموسيقى عن فلسفة المعنى. وقد أنتج الموسيقى التصويرية للفيلم المبدع التونسي ربيع الزموري، وهي موسيقى تمتزج مع أصوات الطبيعة في الفيلم لِتخرج المشاهد من حقيقة المعنى وتحلق به في فضاءات تتحرر فيها الروح من قيود الحياة.
وشارك في كتابة سيناريو الفيلم الكاتب المغربي نور الدين وحيد، في حين صمم الفنان الليبي عماد السنوسي الهوني ديكور الفيلم الذي أخرجه وسيم القربي
ويذكر أن القربي هو أستاذ مساعد للتعليم العالي بالمدرسة العليا للسمعي البصري والسينما بقمرت، ومؤلف لعدة كتابات في مجال السينما من بينها كتاب "هوية السينما التونسية: من ثوابت التأسيس إلى إبدالات الإمتداد"، وحائز على عدة جوائز تونسية وعربية ودولية في مجال السينما.
ويتزامن عرض هذا الفيلم الجديد "حطام" مع انطلاق الإحتفاء في تونس بمائوية السينما التونسية بداية من موفى ديسمبر الماضي، وهي مناسبة لتثمين الإرث السينمائي التونسي وتكريم رواده، وتشجيع المواهب والكفاءات الشابة على مواصلة المسيرة والتجديد في السينما التونسية.