إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

المخرج العراقي عدي مانع لـ"الصباح نيوز": "وراء الباب" يجسد مأساة العراق.عنف السياسة وبشاعة الحروب

عدي مانع مخرج شاب من العراق ولد عام 1980. درس السينما في كل من "كلية السينما والتلفزيون المستقلة" و"معهد الفنون الجميلة" في بغداد. "وراء الباب" هو فيلمه الطويل الأول، عرض لأول مرة في الدورة الثالثة والثلاثين لأيام قرطاج السينمائية ضمن المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة.

في العراق هناك تاريخ متواضع لصناعة الأفلام، قد يتجاوز من ناحية العدد مئة فيلم بقليل. لا توجد قيود سياسية ولكنّ السّينمائي العراقي يفهم الخطوط الحمراء التي لا يمكن تجاوزها في العراق وأخطرها الشّخصيات السّياسيّة والدينيّة. وبما أن الجهة الرقابية الرسمية على الأفلام تختصّ بأفلام الإنتاج الحكومي، تبقى الأفلام المستقلة بعيدة عن الرَّقابة ويكون مقصّ الرقابة عليها بشكل تهديد وضغوطات لمن يتجاوز تلك الخطوط الحمراء.

زينب غازي هي منتجة الفيلم، أراد الفريق إنتاجه بمجهود ذاتي ليكونوا أحرار في الكتابة والتجربة.هذا الفيلم رحلة لاجئ يَعبُر من خلالها ممرات كوابيس الحرب، وهو في الوقت نفسه فيلم من نوع الإثارة تُمتزج فيه الإيحاءات الجرائمية مع فرضية وقوع جريمة حقيقية، في عمارة مليئة باللاجئين العراقيين في حيّ من أحياء "سامسون" في تركيا.

ماذا يحدث لو مات شخص من هؤلاء اللاجئين (الشرعيين أو غير الشرعيين)، هل يمنحهم المكان وظروف الشخصيات فرصة الخلاص من اتهام قد يكون حتميا من جانب السلطات التركية؟ وماذا لو أن فكرة الجريمة في حدّ ذاتها تكون فكرة وهميّة بُنيت على الشكوك وحالة الاغتراب التي تعيشها الشخصيات؟

هذا الفيلم يخضع لعديد القراءات، من بينها قراءة ورؤية المخرج للعراق اليوم لذلك ارتاينا محاورته وكان هذا اللقاء.

في البداية لا بد من الحديث عن الفكرة وانطلاق مشروع كتابة هذا الفيلم  وظروف كتابته التي كانت حاصة جدا على ما يبدو؟

-  "وراء الباب" هو فيلمي الأول الطويل الذي بدأت بكتابته في ظروف خاصة عندما استقرت في ذهني فكرة الرحيل إلى الخارج. وبعد مرور الوقت اكتشفت أن هذا التزامن لم يكن بمحض الصدفة...فكرة الفيلم تروي حكاية شخص عراقي بعد مشاركته في الحياة السياسية العنيفة والتي تسبب اليوم خطراً على حياته.القصة لا توضح أسباب هروبه أو من هم الأشخاص الذين يطاردونه، ولكنّنا نفهم أن هروبه ليس مؤقّتاً. هروبُه في آخر المطاف سيكون نهائياً.

 

شخصيّة فوزي عي الشخصية المحورية تقريبا..ماذا تجسد زاي رمزية لها؟

-  شخصية فوزي تشبه إلى حدٍّ ما الروايات التي قرأتها في بداية المرحلة الابتدائية في بداية التسعينات حيث تأثرت كثيراً بالأدب. كان هناك ضغط سياسي شديد على الشباب للالتحاق بالخدمة العسكرية الإجبارية وفرص العمل تكاد تكون مفقودة. كانت الدراسة في المدارس قاسية وأشبه بالمصحة أو مركز التدريب. في ذلك الوقت تأثرت برواية المسخ (La Métamorphose) لفْرانس كافكا(Franz Kafka). كانت شخصية فوزي تشبه الشخصية الرئيسية في رواية المسخ. تخيلناه بشعا ومجرما هاربا من العدالة، ولكن في الوقت نفسه محبوبا نتعاطف معه حتى النهاية. كانت هذه الرواية تتكلم عن الجانب النفسي والبسيكولوجي للبطل.

نحن كبشر وخاصةً في الشرق الأوسط نعيش بصفة عادية مع أشخاص لديهم شتى الأمراض النفسية، مثل شخصية فوزي أو ناظم، أو شخصية جابرالتي تعاني من الاكتئاب. وبحكمالخدمة العسكرية الإجبارية، كان الكثير من الجنود مجبرين على ارتكاب جرائم فكانوا يَقتُلون أو يُقتَلون، خاصةً في المعارك التي حدثت في شمال العراق أو أحداث سنة 1991 مما سبّب لهم أمراضا نفسية وكوابيس في داخلهم. شخصية فوزي في الفيلم هي شخصية شبيهة بشخصية "دارك فادور" في حرب النجوم (DarkVador Star Wars)، فرغم أنه شخص شرير يمثل العالم الظلامي إلا أنه شخصية ناجحة ومحبوبة وصورته تطبع على القمصان وحقائب الأطفال، أو شخصية الجوكر التي أحبها الناس وتعاطفوا معها.

نشعر أن هناك ضغطا كبيرا في الفيلم يعكس ما يعيشه العراقيون...

-  أتذكر من أيام الطفولة حرب العراق وإيران، أين كنا نرى أصدقاءنا الأكبر منا سناً في المنطقة شهداءً مقتولين.عشنا حرب الخليج في 1991 وحرب سقوط نظام صدام في 2003. وأتذكر عندما كنت أدرس في كلية الفنون الجميلة، كنت أرى الكثير من الجثث في الطريق أيام الحرب الأهلية في بغداد انطلاقاً من سنة 2006. كانت الحروب كثيرة وكنا قريبين من الموت.

أنا أتابع أخبار حرب روسيا وأوكرانيا، وأعتقد أنه يجب أن نركز اهتمامنا على الجانب الإنساني في الحروب، لأنّ آثارها تبقى في نفوس الأطفال والنّساء والرجال.

-  هل يمكننا أن نعتبر أن شخصيات الفيلم شخصيات خارجة عن النظام؟

-  كلّ اللاجئين بصفة عامة هاربون من النظام الحكومي في العراق، مثل فوزي، ووفاء الخارجة من النظام الأبوي القاسي، وجابر المتزوج من فتاة أجنبية.جميعهم هاربون من الحرب، من الوضع الاقتصادي، من المشاكل مع السلطة، من غياب حرية التعبير والرأي.

 

اختياركم على مكان التصوير فيه ابعاد سياسيو ام انه اختيار فني وتقتي بحت ؟

-  صُور الفيلم في مدينة سامسون في شمال غرب تركيا، وهي مدينة تطل على البحر وكثيرة الأمطار، اتجه إليها عديد اللاجئين العراقيين. مع مدير التصوير عمار جمال وقع اختيارنا لهذه المدينة لاستغلال الإضاءة الطبيعية في الفيلم. أما الشقة فقد فضلنا أن تكون في الطابق العلويّ مع نوافذ تطلّ على جسر. كان هذا الخيار المناسب لأجواء الفيلم. كانت الإضاءة طبيعية من النوافذ مدعمة ببعض المصابيح، واستخدمنا الستائر لتخفيف شدة الضوء.

استخدمنا عدسات قليلة، مثل عدسة 40 مم وعدسة 25 مم في أغلب مشاهد الفيلم.

اخترنا أن تكون الجدران بيضاء مثل الفضاءات المفتوحة، لم تكن فيها إلا خريطة العالم القديم تشبه خرائط البحارة وهي تعبر عن نوع من الرغبة في الحرية والسفر.

كيف كانت اختياراتك الموسيقية في الفيلم؟

-  موسيقى الفيلم من تأليف "تراث نمير". دعوته لمشاهدة الفيلم، واقترح تأليف موسيقى تتماشى مع الشخصية في الفيلم تعتمد آلة الكمان الكبير (contrebasse) أو التشيلو(violoncelle)، تعبّر عن البكاء والندم والحنين. كانت هذه فكرة الموسيقى.

هل يمكن أن نتحدث عن سينما الهجرة كمفهوم في العراق؟

-  مفهوم الهجرة موجود في الأدب العراقي وفي السينما أيضاً. وأُنتِجت أفلام كثيرة تعالج موضوع هجرة العراقيين التي بدأت تقريباً من الخمسينات، منذ أن هُجِّر اليهود من بغداد. فبدأت الروايات الأولى تتناول موضوع هجرة اليهود والمسيحيين من العراق. ومن بين المخرجين السينمائيين الذين تطرقوا إلى موضوع الهجرة اليوم نجد حيدر رشيد، وقتيبة الجنابي مخرج فيلم قصص العابرين. كانت مهمتي في هذا الفيلم أن أقوم بالمونتاج مع زوجتي زينب كاظم.

أنا أقول دائماً إن في ذات الإنسان هجرتان، هجرة نفسية وأخرى مكانية.هاجرت من العراق أوائلَ التسعينات، وكل الشخصيات وطاقم الفيلم هم أيضاً مهاجرون وهاربون من النظام.أنا أضم فيلم "وراء الباب" إلى أفلام سينما الهجرة العراقية.

حاورته الفة شقرون

( أستاذة مساعدة بجامعة منوبة وناقدة سينمائية)

 

المخرج العراقي عدي مانع لـ"الصباح نيوز":  "وراء الباب" يجسد مأساة العراق.عنف السياسة وبشاعة الحروب

عدي مانع مخرج شاب من العراق ولد عام 1980. درس السينما في كل من "كلية السينما والتلفزيون المستقلة" و"معهد الفنون الجميلة" في بغداد. "وراء الباب" هو فيلمه الطويل الأول، عرض لأول مرة في الدورة الثالثة والثلاثين لأيام قرطاج السينمائية ضمن المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة.

في العراق هناك تاريخ متواضع لصناعة الأفلام، قد يتجاوز من ناحية العدد مئة فيلم بقليل. لا توجد قيود سياسية ولكنّ السّينمائي العراقي يفهم الخطوط الحمراء التي لا يمكن تجاوزها في العراق وأخطرها الشّخصيات السّياسيّة والدينيّة. وبما أن الجهة الرقابية الرسمية على الأفلام تختصّ بأفلام الإنتاج الحكومي، تبقى الأفلام المستقلة بعيدة عن الرَّقابة ويكون مقصّ الرقابة عليها بشكل تهديد وضغوطات لمن يتجاوز تلك الخطوط الحمراء.

زينب غازي هي منتجة الفيلم، أراد الفريق إنتاجه بمجهود ذاتي ليكونوا أحرار في الكتابة والتجربة.هذا الفيلم رحلة لاجئ يَعبُر من خلالها ممرات كوابيس الحرب، وهو في الوقت نفسه فيلم من نوع الإثارة تُمتزج فيه الإيحاءات الجرائمية مع فرضية وقوع جريمة حقيقية، في عمارة مليئة باللاجئين العراقيين في حيّ من أحياء "سامسون" في تركيا.

ماذا يحدث لو مات شخص من هؤلاء اللاجئين (الشرعيين أو غير الشرعيين)، هل يمنحهم المكان وظروف الشخصيات فرصة الخلاص من اتهام قد يكون حتميا من جانب السلطات التركية؟ وماذا لو أن فكرة الجريمة في حدّ ذاتها تكون فكرة وهميّة بُنيت على الشكوك وحالة الاغتراب التي تعيشها الشخصيات؟

هذا الفيلم يخضع لعديد القراءات، من بينها قراءة ورؤية المخرج للعراق اليوم لذلك ارتاينا محاورته وكان هذا اللقاء.

في البداية لا بد من الحديث عن الفكرة وانطلاق مشروع كتابة هذا الفيلم  وظروف كتابته التي كانت حاصة جدا على ما يبدو؟

-  "وراء الباب" هو فيلمي الأول الطويل الذي بدأت بكتابته في ظروف خاصة عندما استقرت في ذهني فكرة الرحيل إلى الخارج. وبعد مرور الوقت اكتشفت أن هذا التزامن لم يكن بمحض الصدفة...فكرة الفيلم تروي حكاية شخص عراقي بعد مشاركته في الحياة السياسية العنيفة والتي تسبب اليوم خطراً على حياته.القصة لا توضح أسباب هروبه أو من هم الأشخاص الذين يطاردونه، ولكنّنا نفهم أن هروبه ليس مؤقّتاً. هروبُه في آخر المطاف سيكون نهائياً.

 

شخصيّة فوزي عي الشخصية المحورية تقريبا..ماذا تجسد زاي رمزية لها؟

-  شخصية فوزي تشبه إلى حدٍّ ما الروايات التي قرأتها في بداية المرحلة الابتدائية في بداية التسعينات حيث تأثرت كثيراً بالأدب. كان هناك ضغط سياسي شديد على الشباب للالتحاق بالخدمة العسكرية الإجبارية وفرص العمل تكاد تكون مفقودة. كانت الدراسة في المدارس قاسية وأشبه بالمصحة أو مركز التدريب. في ذلك الوقت تأثرت برواية المسخ (La Métamorphose) لفْرانس كافكا(Franz Kafka). كانت شخصية فوزي تشبه الشخصية الرئيسية في رواية المسخ. تخيلناه بشعا ومجرما هاربا من العدالة، ولكن في الوقت نفسه محبوبا نتعاطف معه حتى النهاية. كانت هذه الرواية تتكلم عن الجانب النفسي والبسيكولوجي للبطل.

نحن كبشر وخاصةً في الشرق الأوسط نعيش بصفة عادية مع أشخاص لديهم شتى الأمراض النفسية، مثل شخصية فوزي أو ناظم، أو شخصية جابرالتي تعاني من الاكتئاب. وبحكمالخدمة العسكرية الإجبارية، كان الكثير من الجنود مجبرين على ارتكاب جرائم فكانوا يَقتُلون أو يُقتَلون، خاصةً في المعارك التي حدثت في شمال العراق أو أحداث سنة 1991 مما سبّب لهم أمراضا نفسية وكوابيس في داخلهم. شخصية فوزي في الفيلم هي شخصية شبيهة بشخصية "دارك فادور" في حرب النجوم (DarkVador Star Wars)، فرغم أنه شخص شرير يمثل العالم الظلامي إلا أنه شخصية ناجحة ومحبوبة وصورته تطبع على القمصان وحقائب الأطفال، أو شخصية الجوكر التي أحبها الناس وتعاطفوا معها.

نشعر أن هناك ضغطا كبيرا في الفيلم يعكس ما يعيشه العراقيون...

-  أتذكر من أيام الطفولة حرب العراق وإيران، أين كنا نرى أصدقاءنا الأكبر منا سناً في المنطقة شهداءً مقتولين.عشنا حرب الخليج في 1991 وحرب سقوط نظام صدام في 2003. وأتذكر عندما كنت أدرس في كلية الفنون الجميلة، كنت أرى الكثير من الجثث في الطريق أيام الحرب الأهلية في بغداد انطلاقاً من سنة 2006. كانت الحروب كثيرة وكنا قريبين من الموت.

أنا أتابع أخبار حرب روسيا وأوكرانيا، وأعتقد أنه يجب أن نركز اهتمامنا على الجانب الإنساني في الحروب، لأنّ آثارها تبقى في نفوس الأطفال والنّساء والرجال.

-  هل يمكننا أن نعتبر أن شخصيات الفيلم شخصيات خارجة عن النظام؟

-  كلّ اللاجئين بصفة عامة هاربون من النظام الحكومي في العراق، مثل فوزي، ووفاء الخارجة من النظام الأبوي القاسي، وجابر المتزوج من فتاة أجنبية.جميعهم هاربون من الحرب، من الوضع الاقتصادي، من المشاكل مع السلطة، من غياب حرية التعبير والرأي.

 

اختياركم على مكان التصوير فيه ابعاد سياسيو ام انه اختيار فني وتقتي بحت ؟

-  صُور الفيلم في مدينة سامسون في شمال غرب تركيا، وهي مدينة تطل على البحر وكثيرة الأمطار، اتجه إليها عديد اللاجئين العراقيين. مع مدير التصوير عمار جمال وقع اختيارنا لهذه المدينة لاستغلال الإضاءة الطبيعية في الفيلم. أما الشقة فقد فضلنا أن تكون في الطابق العلويّ مع نوافذ تطلّ على جسر. كان هذا الخيار المناسب لأجواء الفيلم. كانت الإضاءة طبيعية من النوافذ مدعمة ببعض المصابيح، واستخدمنا الستائر لتخفيف شدة الضوء.

استخدمنا عدسات قليلة، مثل عدسة 40 مم وعدسة 25 مم في أغلب مشاهد الفيلم.

اخترنا أن تكون الجدران بيضاء مثل الفضاءات المفتوحة، لم تكن فيها إلا خريطة العالم القديم تشبه خرائط البحارة وهي تعبر عن نوع من الرغبة في الحرية والسفر.

كيف كانت اختياراتك الموسيقية في الفيلم؟

-  موسيقى الفيلم من تأليف "تراث نمير". دعوته لمشاهدة الفيلم، واقترح تأليف موسيقى تتماشى مع الشخصية في الفيلم تعتمد آلة الكمان الكبير (contrebasse) أو التشيلو(violoncelle)، تعبّر عن البكاء والندم والحنين. كانت هذه فكرة الموسيقى.

هل يمكن أن نتحدث عن سينما الهجرة كمفهوم في العراق؟

-  مفهوم الهجرة موجود في الأدب العراقي وفي السينما أيضاً. وأُنتِجت أفلام كثيرة تعالج موضوع هجرة العراقيين التي بدأت تقريباً من الخمسينات، منذ أن هُجِّر اليهود من بغداد. فبدأت الروايات الأولى تتناول موضوع هجرة اليهود والمسيحيين من العراق. ومن بين المخرجين السينمائيين الذين تطرقوا إلى موضوع الهجرة اليوم نجد حيدر رشيد، وقتيبة الجنابي مخرج فيلم قصص العابرين. كانت مهمتي في هذا الفيلم أن أقوم بالمونتاج مع زوجتي زينب كاظم.

أنا أقول دائماً إن في ذات الإنسان هجرتان، هجرة نفسية وأخرى مكانية.هاجرت من العراق أوائلَ التسعينات، وكل الشخصيات وطاقم الفيلم هم أيضاً مهاجرون وهاربون من النظام.أنا أضم فيلم "وراء الباب" إلى أفلام سينما الهجرة العراقية.

حاورته الفة شقرون

( أستاذة مساعدة بجامعة منوبة وناقدة سينمائية)

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews