امام قرابة 06 آلاف متفرج و بتأخير 15 دقيقة انطلق ليلة امس الاحد 14 اوت stand up الفنان لطفي العبدلي 50 ans et je le dit comme je le pense في اطار النسخة 39 من مهرجان بنزرت الدولي ،عرض استهله العبدلي بالاحتفاء بالعائلات الموجودة في الصفوف الامامية قبل ان يحذرها من المحتوى الصادم الذي قد يحتوي على ايحاءات جنسية و كلام فاحش و يعلم الجميع انه يخضع دائما للتسجيل و التجسس وعليه فهو غير مسؤول على نوايا المتفرجين الذين رددوا من جهتهم " العب يا العبدلي و
الجمهور معاك "
العبدلي وزير الثقافة
بعد العقد الشفوي انطلقت السهرة بنسق بطيء و اتخذت مسار crescendo حيث تعالت تدريجيا النقاشات بين العبدلي و الجمهور وسط موجات من الضحك المتواصل و التصفيق على حال التونسي الذي يبدأ يومه بأخلاق المؤمن و ينهيه اقرب الى الشيطان بفعل الضغط المسلط عليه في المنزل و العمل و الطريق .. كما لم يفت لطفي ان يشكر بطريقته وزارة الداخلية و رئيس الجمهورية على حمايته و تامين عروضه في قرقنة ثم بنزرت حيث انتقد التدخلات الاجنبية في الشأن التونسي، و قدم تحية للأمن و الجيش ثم استحضر بعدها الفوز الساحق لقيس سعيد في المناظرة على حساب نبيل القروي المرشح الثاني للانتخابات الرئاسية مجددا دعمه بنعم للرئيس الحالي الذي ترك له السابقون من مختلف الاحزاب مشاكل بالجملة " فقرت التوانسة، جوعتهم جابت الارهاب و طيحت الاقتصاد "، وفق قوله، مما دفع احد الحاضرين لتهنئته مسبقا بوزارة الثقافة بعد ارتمائه في احضان السلطة الجديدة و رغم محاولات التشويش و الخروج المتزامن لعدد قليل من المتفرجين منتصف السهرة فقد واصل العبدلي عرضه بهدوء وثقة طيلة 90 دقيقة فقط ودع بعدها بنزرت ب" سلفي" العادة و اعلن .
.انه سيغادر انطلاقا من شهر اكتوبر القادم للعمل في فرنسا
حرية التعبير في خطر
خلال الندوة الصحفية عبر العبدلي عن استياءه الشديد لما حصل في صفاقس و شوه صورة تونس في العالم مؤكدا تحمله مسؤولية نجاح و فشل عروضه رغم عمله في ظروف غير عادية و جو مكهرب هو " مكتف " بسبب " ماكينات " بقايا التجمع المنحل التي لاحقته بالتهديدات و بالاعتداء على منتجه و رفيق دربه و دفعته لبتر جزء من stand up و اقتصاره على عرض 60 دقيقة فقط في قرقنة و 90 دقيقة في بنزرت ليتفادى كمواطن مسؤول عمره 50 سنة حصول كارثة في المنطقتين بوجود جمهور يسانده بقوة و دعمه بدون حساب على صفحات التواصل الاجتماعي، ثم عرج الفنان عما حدث لزميله الامين النهدي و ما لحق الفنانة وجيهة الجندوبي بعد انتقادها اعضاء مجلس النواب ليستخلص وجود رغبة متنامية لضرب حرية التعبير تبدأ بإسكات الفنانين المعروفين مما يسهل تدجين بقية الفاعلين من اعلاميين وغيرهم .. و دعا العبدلي الجمهور و الاعلام للعمل على الحفاظ على المكتسبات رغم الظروف الاستثنائية مؤكدا ان لا احد فوق النقد ولا قيود مهما كان نوعها على الفنان لان ما يربطه هو عقد مع جمهوره فقط، مشيرا ان الساسة الفرنسيين يتمنون عرضهم بأي طريقة كانت في les guignoles de l info ليكونوا محور احاديث الناخبين ...و في فرنسا بالتحديد يبدو ان المقام سيطول بالفنان التونسي الذي وقع عقدا مع شركة كبرى لإنتاج عمل يعرض لاحقا في اغلب الدول الفرنكفونية على ان يحدد العبدلي مستقبله الفني بعد سنتين على اقصى تقدير
ساسي الطرابلسي