يعود الفنان العراقي الملتزم نصير شمّة لتونس ليعتليَ ركح المسرح الروماني بقرطاج، بعد غياب ناهز 10 سنوات، إذ كانت آخر إطلالة له على هذا المسرح في صائفة 2012.
ويعود نصير شمّة لمهرجان قرطاج الدولي في دورته السادسة والخمسين بطاقة وأفكار جديديْن وموسيقى متجدّدة بمؤلفات مختلفة عمّا كانت عليه، وفق ما تحدّث عن ذلك نصير شمة في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء، عقب الندوة الصحفية التي عقدها يوم الأحد بالمركز الإعلامي للمهرجان في مسرح قرطاج.
وعبّر عن حبه العميق لتونس، قائلا: "تربطني بتونس علاقة إنسانية حقيقية وحفلي على بقرطاج هو جزء من حبي لتونس التي زرتها للمرة الأولى سنة 1993 ومكثت فيها خمس سنوات متتالية". وأفاد أنه أعد أغنية عن تونس سيؤديها خلال حفله، وتحمل الأغنية عنوان "لا يليق بكم الحزن".
ويؤكد نصير شمّة أن موسيقاه الجديدة تعكس محطات جميلة من حياته، وقد بدأ في تأليفها خلال السنتيْن الفائتتيْن أثناء الحجر الصحي الشامل توقيا من جائحة كورونا. وقال إن الجائحة فرضت على الجميع إعادة النظر في تفكيرنا ورؤيتنا للأشياء ولأنفسنا، "وهذا بدوره انعكس على موسيقاي".
وبين أيضا إنه بدأ في تأليف أعمال موسيقية عن المدن التي أقام بها، "لذلك يقوم العرض الذي أقدمه بتونس على فكرة المدن والحب والأسطورة".
وعنوَنَ نصير شمّة مؤلفاته الموسيقية ب "أبواب"، وهي متألفة من عشرة أبواب "وكل باب منها يقود إلى منفذ روحي وحوار مع الذات".
وبالعودة لحديثه عن تونس، أفاد أن الفترة التي قضاها في بلادنا لم تكن محطة، "بل هي جزءٌ من ثقافتي وأنا أصبحت جزءا من ثقافة تونس التي ظلت ساكنة بوجداني".
وعن مجموعة "بناة السلام" ذكر نصير شمة أنها تضمّ أحد عشر عازفا من جنسيات مختلفة. أما عن كيفيّة الاجتماع بهم والخصائص التي تشترك فيها هذه للمجموعة، أفاد أن خلال جولاته الفنية في العالم وعندما ينبهر بموسيقى يحتفظ باسم وصورة صاحبها كجزء من تبنّي الأشياء الجميلة، وقد سبق لهؤلاء العازفين أن اجتمع معهم في مشروع "أمنا الأرض" الذي يحكي عن أحد أكبر الكوارث البيئية. ويضيف "نحن كموسيقيين لا نعيش على الهامش ولا نستطيع أن نكون كذلك لا بدّ أن نكون حاملي رسالة سلام ومحبة للعالم".
وتجدر الإشارة إلى أن الفنان العراقي نصير شمة يحيي سهرة الأربعاء 10 أوت على المسرح الروماني بقرطاج. وكانت الهيئة المديرة للدورة 56 لمهرجان قرطاج الدولي، وببادرة من الفنان نصير شمة، قررت دعوة طلبة المعاهد العليا للموسيقى وأساتذة الموسيقى لحضور هذا الحفل مجانا. ودعتهم للتوجه إلى كتابة مدير المهرجان بمدينة الثقافة للحصول على دعواتهم والاستظهار ببطاقة طالب بالنسبة للطلبة وما يثبت التدريس بالنسبة إلى الأساتذة.
كما قرّرت إدارة المهرجان أيضا تخصيص كل تذكرة مقتناة للعرض لدخول شخصيُن. وات