-مودال "المكي وزكية" و"في هاك السردوك نريشو" و"نموت عليك" لم يعد يتماشى مع عصر "مسرحيات الغشة والكلام البذيء"
رغم أننا لسنا من الأكاديميين ولا أيضا من المحللين ذوي الاختصاص
إلا ان ذلك لا يمنع من القول بان المتلقي أصبح يقوم بالفرز بين فن الاضحاك، وما أصعبه ويلزمه قامات قادرة على رسم الابتسامة لدى المتفرج، سواء تعلق الامر بالسكاتشات الفكاهية أو حتى بالأعمال المسرحية ..كما أن أي عمل يجب أن يرتكز على نص قوي ..سلس ..مترابط الأفكار ومتناغم في المشاهد حتى يقع تبليغ رسالة واضحة وكذلك ما بين السطور لذلك ليس من الغريب أن تغادر أعداد من المتفرجين مسرح قرطاج في سهرة 29 جويلية 2022 إحتجاجا على سطحية النص وفقدان القدرة على الإضحاك ..وما إلى ذلك من التحاليل والتعليقات.. حيث نال جزاء سنمار
والمؤكد أن إشعاع أعمال لمين النهدي بدأ يخفت في السنوات الأخيرة ليس بسبب تراجع أداء لمين الذي يبقى ،شاء من شاء وأبى من أبى،النبراس المضيء في سماء الفن المسرحي بل لأن لفقدان النص لمقومات الإضحاك خاصة عندما تكون جل الاعمال محاولة لاستنساخ "في هاك السردوك نريشو" ..حيث كان على لمين النهدي وكاتب النص والمخرج التفطن الى أن مثل هذه الاعمال أخذت وقتها ..وانتشرت في زمن كان فيه تقليد لهجة الشمال الغربي وطريقة لباسهم تثير الضحك ..فالزمن تغير "ومودال" المكي وزكية لا يتماشى مع التونسي ما بعد الثورة وما بعد عشرية من الإرهاصات ومن الإرهاق على جميع الأصعدة ..بل المتقبل اليوم لم يعد تضحكه حتى ما تسمى أعمال "الوان مان شو " التي تتضمن ايحاءات و"غشة" وكلام "هابط" ..بعد أن ذاع صيتهم بفضل "أعمال السقاطة" نتيجة تلوث الذوق وتحول حياة جل التونسيين الى مسرحية هزلية منذ جانفي 2011 ..
جزء من جمهور النهدي انسحب في صمت احتراما للمين ولحرفيته ولتاريخه فلمين النهدي راكم التجارب وأصبح اليوم مدرسة يمكن النهل منها وقد آن الأوان ليستغل هذه الخبرة في تكوين الممثلين واكتشاف الفنانين والمواهب وصقلها ..لأن زاد لمين النهدي وخبرته لا ينضبان وما يزال أمامه الكثير ليقدمه للفن المسرحي فهو في النهاية نشأ وترعرع في الركح في مدينة الفن المسرحي الهادف ..مدرسة جبال الكاف العالية وبالتالي من تربى على ركحها لا يمكن أن ينتهي بمثل هذه السهولة ،مثلما يروج لذلك البعض ،الذين يحسدون لمين النهدي على موهبته وتاريخه وأعماله الناجحة وكذلك حفاظه على تاج ملك الركح لعشرات السنين المتعاقبة ..
لمين النهدي كان وظل وسيظل ملكا لركح المسرح حتى بالقيام بأدوار أخرى بدل التمثيل لأنه مثل "الخمرة الفاخرة " كلما تقدمت بها السنوات تعتقت أكثر وزادت قيمتها ،لكن عليه في كل الأحوال أن مسرحية "نموت عليك" انتهت من حيث الزمان والمكان وليست العمل الذي يثري رصيده بقدر ما يمكن أن تكون مصدرا للضرر بهذه المسيرة الطويلة والناجحة ..
ولا شك أن التقييمات من واجب النقاد والأكاديميين وقد يكون جميعنا مخطىء في قراءته وتقييمه لأنها في النهاية تقييمات انطباعية وردود فعل فورية ومزاجية أحيانا إلا لا أحد يزايد على حرفية لمين النهدي ولا أيضا ملكة التمثيل وتجسيد الأدوار لديه .. ولا أحد بمقدوره اعلان هذا الصرح الشامخ ..
ومن الأهمية بمكان أن نحترم نجومنا وابطالنا،في كل المجالات والميادين والقطاعات ، سواء السابقين أو الحاليين بدل الضرب تحت الحزام والحط من العزائم والاستنقاص لهذا أو ذاك ..ومن الضروري إحترام لمين النهدي ،وأمثاله، بدل محاكمته ومهاجمته لأن ما قدمه للفن لم يقدم ،كل من يحرك تيار الإحباط على شبكات التواصل الاجتماعي ،النز القليل منه
..واحترموا يا اهل بلدي قدماءكم ونجومكم وابطالكم !!!
عبد الوهاب الحاج علي
-مودال "المكي وزكية" و"في هاك السردوك نريشو" و"نموت عليك" لم يعد يتماشى مع عصر "مسرحيات الغشة والكلام البذيء"
رغم أننا لسنا من الأكاديميين ولا أيضا من المحللين ذوي الاختصاص
إلا ان ذلك لا يمنع من القول بان المتلقي أصبح يقوم بالفرز بين فن الاضحاك، وما أصعبه ويلزمه قامات قادرة على رسم الابتسامة لدى المتفرج، سواء تعلق الامر بالسكاتشات الفكاهية أو حتى بالأعمال المسرحية ..كما أن أي عمل يجب أن يرتكز على نص قوي ..سلس ..مترابط الأفكار ومتناغم في المشاهد حتى يقع تبليغ رسالة واضحة وكذلك ما بين السطور لذلك ليس من الغريب أن تغادر أعداد من المتفرجين مسرح قرطاج في سهرة 29 جويلية 2022 إحتجاجا على سطحية النص وفقدان القدرة على الإضحاك ..وما إلى ذلك من التحاليل والتعليقات.. حيث نال جزاء سنمار
والمؤكد أن إشعاع أعمال لمين النهدي بدأ يخفت في السنوات الأخيرة ليس بسبب تراجع أداء لمين الذي يبقى ،شاء من شاء وأبى من أبى،النبراس المضيء في سماء الفن المسرحي بل لأن لفقدان النص لمقومات الإضحاك خاصة عندما تكون جل الاعمال محاولة لاستنساخ "في هاك السردوك نريشو" ..حيث كان على لمين النهدي وكاتب النص والمخرج التفطن الى أن مثل هذه الاعمال أخذت وقتها ..وانتشرت في زمن كان فيه تقليد لهجة الشمال الغربي وطريقة لباسهم تثير الضحك ..فالزمن تغير "ومودال" المكي وزكية لا يتماشى مع التونسي ما بعد الثورة وما بعد عشرية من الإرهاصات ومن الإرهاق على جميع الأصعدة ..بل المتقبل اليوم لم يعد تضحكه حتى ما تسمى أعمال "الوان مان شو " التي تتضمن ايحاءات و"غشة" وكلام "هابط" ..بعد أن ذاع صيتهم بفضل "أعمال السقاطة" نتيجة تلوث الذوق وتحول حياة جل التونسيين الى مسرحية هزلية منذ جانفي 2011 ..
جزء من جمهور النهدي انسحب في صمت احتراما للمين ولحرفيته ولتاريخه فلمين النهدي راكم التجارب وأصبح اليوم مدرسة يمكن النهل منها وقد آن الأوان ليستغل هذه الخبرة في تكوين الممثلين واكتشاف الفنانين والمواهب وصقلها ..لأن زاد لمين النهدي وخبرته لا ينضبان وما يزال أمامه الكثير ليقدمه للفن المسرحي فهو في النهاية نشأ وترعرع في الركح في مدينة الفن المسرحي الهادف ..مدرسة جبال الكاف العالية وبالتالي من تربى على ركحها لا يمكن أن ينتهي بمثل هذه السهولة ،مثلما يروج لذلك البعض ،الذين يحسدون لمين النهدي على موهبته وتاريخه وأعماله الناجحة وكذلك حفاظه على تاج ملك الركح لعشرات السنين المتعاقبة ..
لمين النهدي كان وظل وسيظل ملكا لركح المسرح حتى بالقيام بأدوار أخرى بدل التمثيل لأنه مثل "الخمرة الفاخرة " كلما تقدمت بها السنوات تعتقت أكثر وزادت قيمتها ،لكن عليه في كل الأحوال أن مسرحية "نموت عليك" انتهت من حيث الزمان والمكان وليست العمل الذي يثري رصيده بقدر ما يمكن أن تكون مصدرا للضرر بهذه المسيرة الطويلة والناجحة ..
ولا شك أن التقييمات من واجب النقاد والأكاديميين وقد يكون جميعنا مخطىء في قراءته وتقييمه لأنها في النهاية تقييمات انطباعية وردود فعل فورية ومزاجية أحيانا إلا لا أحد يزايد على حرفية لمين النهدي ولا أيضا ملكة التمثيل وتجسيد الأدوار لديه .. ولا أحد بمقدوره اعلان هذا الصرح الشامخ ..
ومن الأهمية بمكان أن نحترم نجومنا وابطالنا،في كل المجالات والميادين والقطاعات ، سواء السابقين أو الحاليين بدل الضرب تحت الحزام والحط من العزائم والاستنقاص لهذا أو ذاك ..ومن الضروري إحترام لمين النهدي ،وأمثاله، بدل محاكمته ومهاجمته لأن ما قدمه للفن لم يقدم ،كل من يحرك تيار الإحباط على شبكات التواصل الاجتماعي ،النز القليل منه
..واحترموا يا اهل بلدي قدماءكم ونجومكم وابطالكم !!!